الأحد 24 نوفمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

منى ناصف تكتب: حيلتى

حيلتى
حيلتى

احتلتُ عليك بفنجانٍ من القهوة، أعلم أنك لا تحبها، فليست هى مشروبك المفضل، وأنا مثلك لا أحب القهوة؛ أعشق رائحة البن، ولكننى لا أحتسيها.

أريد مقابلتك، أتمنى رؤياك، ماذا أفعل حتى أكحل ناظرى بنورك وضياك؟.. أتكون بمدينتى ولا ألقاك؟.. لا بد من حيلة، فقلبى لم يعد يقوى على هذا الفراق. 

وجدتها.. وجدت حيلتى؛ تنكرت فى أزياء الغجر، وحملت رمالى وقهوتى وبعض الودع.

تجلسُ مسترخيًا فى بهو الفندق، فافترشت الأرض أمامك، ونظرت إليك، حدقت فى عينيك، ولم أكن أعلم أنك أيضًا تقرأ فى عينى رسالتى، ابتسامنا يدل على سرور قلبينا ووجداننا.. 

قلت لك «أبيَّنْ زين أبين».. قلت لى «أهوى»، ترتشف قهوتى، أنظر فى فنجانك، بربك ما كل هذه الرموز والطلاسم؟ فنجانك يتنبأ بالمتاعب والأحزان. 

تتصارع فى داخلنا الأفكار، تُحدِّقُ فى عينى من جديد، تمعن النظر فيهما، ألم تعرفنى؟.. ما كل هذه الحيرة فى عينيك، أنا أقرأ فنجانك وأنت تقرأ عينى.. رأسك تتجاذبه دوامات الحيرة. 

ارتبك حوار عيوننا، أشعر بأننى آلمتك، أوجعتك، عيناك تحتضنان عينى كأنما تفتشان فيهما عن ذكرياتك، عيناى تذكرك بى... ولكنك لم تعرفنى. 

تؤلمنى حيرتك، أما عرفت من أكون؟! 

يكفينى أننى أعرفك.. أنت صاحب أجمل نظرة عين.. لا مثيل لها فى هذا الكون.