نعيم صبرى: «الحدوتة» حياتنا منذ الطفولة
الرواية «حدوتة»، و«الحدوتة» حياتنا منذ الطفولة: «كان يا ما كان»، و«مرة كان فيه..». «الحدوتة» تُحكى منذ فجر التاريخ، انحكت للأطفال تنام عليها، وانحكت أسطورة فى الحضارات كلها: «إيزيس وأوزوريس» و«الإلياذة» و«الأوديسة» و«المهابهاراتا» و«ألف ليلة وليلة» و«أبوزيد الهلالى».. و.. و، وحتى فى الكتب السماوية قرأنا أحسن القصص عن الأنبياء وعن الطيبين والأشرار.
الحكاية احتياج، وتطورت مع الزمن إلى الدراما، المسرحان الفرعونى والإغريقى، والتحول من العصر الإقطاعى إلى العصر الرأسمالى، والثورة الفرنسية، و«دعه يعمل دعه يمر»، ونمو المدن وتطورها، ومع كل هذا بدأت الرواية فى الظهور والتبلور، وتطورت خلال القرون الأخيرة.
الرواية هى دراما الإنسان والمدينة اللاهثة، أحزانها وآلامها وأفراحها، تاريخها وتطور مجتمعاتها، منذ ما قبل «فولتير» فى «كانديد»، إلى «سى السيد» و«أمينة» و«خديجة» و«ياسين»، مرورًا بـ«الأب جوريو» و«مدام بوفارى» و«نانا» و«مسز دلاوى» و«زوربا اليونانى».
يا ترى هل نقدر نستغنى عن «الحدوتة» والرواية؟ هل دونها يمكن أن نفهم نفسنا وأهلنا وناسنا وحياتنا؟ نتساءل ونحتار ونتوه ونجد أنفسنا الضائعة منا؟.. أؤمن بحرية الآراء. لكن من يملك المازورة والمعيار؟ كيف حسبها؟ وإذا كان مُصرًا فالله يسهل له وحصل خير.