محمد عبدالرحيم يكتب: أريد
أريد
أن أمشى إلى النهاية
أن أمشى فقط.
أريد
أن أضل الطريق
ترمقنى العجائز
تبتسم البنات
ينعتنى الناس بالغريب.
أريد
أن أركب عربة قديمة متهالكة، كثيرة الأعطال،
صدئة، بطيئة، مملة ولا تصل.
أريد
أن تلفّق لى تهمة،
أن أقرّ بذنبى،
أن أنال عقوبتى كاملة.
أريد
أن أعيش وحيدًا
أن أسكن فى زنزانة معتمة
لا شمس، لا قمر، لا سماء، لا أحد.
أريد
أن أصاحب الأشرار
ألمس يد القتلة، المردة والشياطين.
أريد
أن أنتظر لا شىء
أنتظر فقط.
أريد
أن أتخلص من الكود، من كلمة السر
من بطاقتى العائلية، من رقمى القومى
أن أعيش هكذا... عالة على الحب.
أريد
أن أجاور المساكين
أن أكون مسكينًا،
أن يعطف الظل على كتفى،
ويبكى علىَّ المطر.
أريد
أن أسأل كل صباح
الغريب فى الزنزانة المجاورة
يا أخى وشقيقى: هل عندك أمل؟
أريد
أن أهدأ قليلًا
أن أنام إلى الأبد.