مدير «القومى للترجمة»: الترجمات من «النرويجية» نادرة.. والمعرض فرصة لاكتشافها
تحل مملكة النرويج ضيف شرف معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ٥٥، المقرر إنطلاقها فى ٢٤ يناير الجارى، وتستمر حتى ٦ فبراير المقبل، تحت شعار: «نصنع المعرفة.. نصون الكلمة»، وذلك فى مركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس.
وفى كلمتها خلال المؤتمر الصحفى الذى عقدته وزيرة الثقافة، الدكتورة نيفين الكيلانى، لإعلان تفاصيل الدورة ٥٥ من معرض القاهرة الدولى للكتاب، وصفت سفيرة النرويج فى مصر، هيلدا كليميتسدال، ترجمة الكتب من النرويجية إلى العربية بأنه «تحد كبير».
وأضافت سفيرة النرويج: «هدفنا كضيف شرف هنا فى القاهرة هو تعزيز هذا الجهد، وأن تسير الترجمات فى الاتجاهين، بحيث يصبح المزيد من الأدب العربى متاحًا للجمهور النرويجى، وأن يؤدى اللقاء بين الأدباء من النرويج والقراء العرب فى معرض القاهرة للكتاب، إلى جلب المزيد من المعرفة حول عالم الثقافة العربية إلى النرويج».
وشددت «كليميتسدال» على أن «الكتب المترجمة تقرب بين دول العالم المختلفة، وتسمح بتوسيع فهمنا لبعضنا البعض، واكتساب تجارب جديدة»، مشيرة إلى أن الأدب يتمتع بقدرة فريدة على مد الجسور بين الثقافات، وتعزيز التعاون عبر الحدود.
هذه التصريحات تستدعى أن نتساءل: هل تشهد الدورة ٥٥ من معرض القاهرة الدولى للكتاب ترجمة أعمال رواد أدب النرويج، مثل أبوالمسرح الواقعى هنريى غبن، والفائز بجائزة «نوبل» للآداب عام ٢٠٢٣، يون فوسه، أم لا؟
وقالت الدكتورة كرمة سامى، مدير المركز القومى للترجمة، إنه فى حدود معلوماتها لا يوجد سوى كتاب نرويجى واحد مُترجم من خلال المركز، فى الدورة ٥٥ من معرض القاهرة للكتاب، مشيرة إلى أنه كتاب للأطفال.
وأضافت مدير «القومى للترجمة»: «سأراجع المكتب الفنى بالمركز للوقوف على وجود أعمال أخرى مترجمة عن النرويجية إلى اللغة العربية من عدمه»، مؤكدة أن الكتب المترجمة عن هذه اللغة نادرة، لذا يمكن لمعرض القاهرة الدولى للكتاب أن يكون فرصة لاكتشاف هذه الأعمال.
وعن دور النشر الخاصة فى مصر، لم تصدر سوى روايتين فقط للأديب النرويجى الفائز بجائزة «نوبل» لعام ٢٠٢٣، يون فوسه، وهما «صباح ومساء» الصادرة عام ٢٠١٨، و«ثلاثية» الصادرة فى ٢٠٢٣، من ترجمة أمل رواش وشيرين عبدالوهاب.
ويكشف هذا عن ضعف حركة ترجمة الأعمال الأدبية النرويجية إلى اللغة العربية، سواء فى دور النشر الرسمية أو الخاصة، رغم أن أعمال المسرحى النرويجى هنرى إبسن عرفها المسرح المصرى منذ عام ١٩٥٣، وتم تقديمها على خشبة المسرح القومى.
وفى كلمتها بالمؤتمر الصحفى، أعربت سفيرة النرويج عن أملها فى ترجمة أعمال يون فوسه إلى اللغة العربية، لإتاحتها إلى الجمهورين المصرى والعربى، وتعريفهما بأعماله فى معرض الكتاب، الذى يعتبر منطقة حوار لممثلى الدول العربية والضيوف النرويجيين، وأداة مثلى لبناء جسور قوية بين البلدان.
وأضافت السفيرة: «معرض القاهرة الدولى للكتاب يمثل فرصة عظيمة لتقديم مجموعة واسعة من الأدباء النرويجيين فى مصر والعالم العربى، نظرًا لكونه واحدًا من أكبر معارض الكتب على مستوى العالم، ويزوره الملايين من محبى القراءة، لذا نعتبره بوابة مهمة لترويج الأدب والفن والثقافة النرويجية للجمهور العربى».
وواصلت: «من خلال دورنا كدولة ضيفة شرف، نريد إشعال متعة القراءة، وإظهار أهمية القراءة للأطفال من جميع الأعمار، عبر تسهيل التواصل بين صُنّاع النشر فى مصر والنرويج، لتعزيز عملية الترجمة من اللغة النرويجية إلى العربية، وتحفيز الحوار بين الجمهورين النرويجى والعربى».
وأشارت إلى أن النرويج تمتلك العديد من المؤلفين العالميين، والمقرر مشاركة بعضهم فى فعاليات المعرض، ولقاء القراء المصريين والجمهور الناطق باللغة العربية، على أن تكون مشاركتهم بموضوعات حول القضايا المهمة فى عصرنا، مثل: الاستدامة وتغير المناخ والبيئة والمساواة بين الجنسين.
ويمتد البرنامج الثقافى لضيف الشرف على مدى ١٣ يومًا، على أن يتم كل يوم التركيز على مؤلف نرويجى وأعماله الأدبية، وفق السفيرة، مضيفة: «العديد من المؤلفين الذين يشاركون فى البرنامج الأدبى لهم منشورات حديثة من قبل ناشرين مصريين أو عرب».
وواصلت: «سينضم المؤلفون والباحثون والصحفيون والناشرون والعلماء المصريون إلى المحادثات فى البرنامج، مع التركيز بشكل خاص على أدب الطفل، من خلال مشاركة عدد من المؤلفين ورسامى كتب الأطفال النرويجيين فى الفعاليات، لما يلعبه أدب الطفل من دور محورى فى تشكيل العقول الشابة، وتعزيز الخيال، وغرس القيم، ووضع الأُسس لحب القراءة والتعلم مدى الحياة».
وتزور الأميرة ميت ماريت، زوجة ولى العهد النرويجى مصر، وتحضر معرض القاهرة الدولى للكتاب، رفقة وزير الخارجية، إسبن بارث إيدى، وهو ما اعتبرته السفيرة النرويجية شهادة على أهمية العلاقات الثنائية فى المجالات كافة بين مصر والنرويج.
وقالت سفيرة النرويج إن مشاركة صاحبة السمو الملكى الأميرة ميت ماريت، تأتى بوصفها سفيرة الأدب النرويجى على المستوى الدولى، خاصة أنها قارئة شغوفة، تحرص على نشر القراءة بين الأجيال الجديدة.