الإثنين 16 سبتمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

ثناء مصطفى تكتب: امرأة من نار وطين

امرأة من نار
امرأة من نار

وأنا واقفة

أريدُ أن أموت

قدماى تُعَلِّمان الأرض أول درس فى الطيران

وهما راسختان كصخرة

كفّى تشرب من حمرة الشفق قطرتين

بينما ذراعى تُجدِّف فى رمال ليس لصراخها آخر

تتمثل أمامى امرأةٌ 

كأنها قُدَّت من نار وطين

امرأةٌ تقول: لا

حين يأتيها الموت،

فيشهر سيفه فى وجهها.. 

لا يسيل دمٌ

بل يتفجر من بين ساقيها 

شلال من خصوبة

كأنه قُبلة الحياة على «وادٍ غير ذى زرع».. 

يفرُّ الموتُ من أمامها مذعورًا 

بينما فى المسافة ما بين نهديها 

تتجلى فحولة الجبلِ

حين يقطع أشواطًا سبعة 

ولما يفِقْ بعدُ من زمزم قُبلتها. 

وأنا واقفةٌ

أريد أن أموت

على ثغرى ابتسامةٌ 

ربما لطفل خذلتْه أمه 

حين أتت به للحياة

وهى تقترف الحلم

ثم نسيتْ أن ترضعه

حتى جفَّتْ رغبتها، 

بينما هو هناك

منسىٌ على أسنة الأرض

تعزف عنه كلُّ مرضعة

فقط لأن أمه أعطت ظهرها للقطيع

وراحت تنزع عن جلدها المسامير

وترتدى أنوثتها 

أبتسمُ له 

وللكلاب التى تلعق صراخه

وفى صمت تبكى. 

وأنا واقفةٌ 

أريد أن أموت

وعلى شفتى اعتذارٌ

لحبيبٍ خذلتُه

حين صدّق أننى سأقدر على التجديف 

بينما تقذفنى يمنة ويسرة ثوراتٌ 

كنتُ أجبن من أن أعترف بسطوتها. 

كان يؤمن أن الموت

سيرفع لنا راية التسليم

بينما ما تمنيت إلا أن أموت

وأنا واقفة

قدماى راسختان 

كصخرة

على ثغرى لطفل خذلتْه أمُّه 

ابتسامةٌ

وعلى شفتى لحبيب خذلتُه

اعتذار.