محمود المنشاوى: الحقد والغيرة وراء محاولة اغتياله والطباخ أنقذ الراحل
- رفض نصائح الطبيب بعدم قراءة القرآن فى آخر أيامه بسبب دوالى المرىء
«بواب العقار» هكذا ظن الفريق التابع لإحدى الصحف عند رؤيتهم الشيخ محمد صديق المنشاوى للمرة الأولى جالسًا على دكة أمام المنزل الذى يقطن به عندما ذهبوا لإجراء حوار صحفى معه، تواضع ومودة تميزت بهما شخصية القارئ الراحل كما يصفها حفيده محمود سعودى محمد صديق المنشاوى.
زيجتان فى حياة القارئ الراحل، وأبناء وأحفاد حملوا اسم رجل كتب مسيرته بحروف من نور فى تاريخ المقرئين المصريين بل فى العالم أجمع، وخشوع وحب لكلام الله تعالى، يتحدث عنهما حفيد الشيخ الراحل لـ«حرف»..
■ لكل قارئ ما يميزه عن غيره من قُراء القرآن الكريم.. من وجهة نظرك ما أبرز ما كان يميز الشيخ المنشاوى؟
- الخشوع وحب كلام الله سبحانه وتعالى أبرز ما يميز صوت جدى الراحل من وجهة نظرى، حيث كان يظهر حبه لكتاب الله على نبرة صوته سواء فى تسجيلات الإذاعة أو فى المحافل المختلفة، كما كان خشوعه أثناء القراءة أيضًا يُضفى على صوته عذوبة تنتقل بطبيعة الحال إلى مستمعيه فى مختلف دول العالم وليس مصر فحسب، حيث كان له مريدون فى شتى بقاع الأرض يأتون من كل حدب وصوب ليستمعوا إليه بعد أن تعلق بهما وتعلقوا به.
■ هكذا وصفت المنشاوى القارئ.. لكن بالتأكيد ورغم عدم رؤيتك الراحل استنبط ممن عاصروه سمات شخصيته.. حدثنا عنها؟
- بالتأكيد، حيث إن جدى الراحل توفى مبكرًا قبل ولادتى بفترة كبيرة وبالتحديد فى عام ١٩٦٩، ولكن ومنذ نعومة أظافرى وأسمع ما يردده الناس رفقاء رحلة القارئ الكبير عن مميزاته وطباعه وأخلاقه، وأبرز ما أتذكره أن مراسلى إحدى الصحف ذهبوا إلى عقار جدى الراحل لإجراء حوار صحفى معه، وعليه رحمة الله كان دائمًا يحب الجلوس على دكة أمام منزله فى منطقة حدائق القبة وبالتحديد فى شارع مصر والسودان، وعند وصول الفريق الصحفى وجدوه جالسًا على الدكة ليظنوا أنه حارس العقار وليس الشيخ محمد صديق المنشاوى ليطالبوه بأن يخبر الشيخ بوصولهم، وعندما صعدوا إلى شقته فوجئوا بأن نفس الشخص فى استقبالهم، ما أثار دهشتهم من شدة تواضع ومودة الشيخ الراحل.
■ على الرغم من تلك الصفات الطيبة فإن الشيخ المنشاوى تعرض لمحاولة اغتيال بالسم.. ما معلوماتك عنها؟
- بالفعل، وتلك الواقعة استحوذت على مساحة كبيرة من تفكير أسرة الراحل للبحث عن صاحب تلك المحاولة الغريبة، خاصة أن الشيخ لم تكُن له أى عداوات، ولولا ستر الله ونصيحة الطباخ الذى شارك فى المحاولة لكان سقط الشيخ ضحية الغدر، ومن وجهة نظرى الشخصية أن دوافع تلك المحاولة تتلخص فى بعض الأحقاد والغيرة دون أى دوافع أخرى.
■ ومن كان الراحل يعتبره صاحب الفضل عليه فى حياته؟
- الشيخ «سعودى» فى مسقط رأسه بمحافظة سوهاج، حيث كان صاحب الفضل عليه بعد الله فى حفظ القرآن الكريم، ومن شدة حبه له قام بتسمية والدى «سعودى» تيمنًا به.
■ وهل كان يعتبره أبناؤه أبًا صارمًا أم حنون الطباع؟
- على حد وصفهم للراحل فإنه كان شديد الحنان والمودة فى التعامل معهم، وكان أكثر ما يهتم به هو تربيتهم تربية سليمة صحيحة، وتعليمهم ومساندتهم للوصول إلى أعلى المراتب العلمية، ولم يفرق بين أبنائه على الإطلاق حيث تزوج مرتين، ولديه من الأبناء والدى سعودى وفردوس وفتحية، ومن زوجته الثانية محمد الشافعى ومحمد نور وطارق وصلاح وعُمر وفاطمة وفايزة وفادية وفريال، حيث كان يتمنى أن تكون له عزوة كبيرة تجنى ثمار مسيرته الخالدة.
■ هل بالفعل حذره الطبيب من القراءة فى آخر أيامه بسبب اشتداد المرض عليه؟
- بالفعل، حيث أصيب بدوالى المرىء فى أواخر أيامه وعانى لفترة طويلة مع المرض، وحينها حذره الطبيب من الاستمرار فى قراءة القرآن الكريم، ولكنه رفض وظل يقرأ كتاب الله من شدة تعلقه به حتى آخر لحظات حياته قبل أن يوارى الثرى فى مسقط رأسه بمركز المنشأة فى محافظة سوهاج، حيث أبى أن يترك كتاب الله، وأذكر مما سمعت أنه كان يقضى كل وقته فى قراءة القرآن والتمتمة به آناء الليل وأطراف النهار فى منزله قبل وفاته، عليه رحمة الله.