علاء المنشاوى: قارئ شهير تورط فى محاولة الاغتيال
- أب حنون قلبه تعلق بالقرآن وفقط.. وكان يقضى رمضان وعيد الأضحى فى سوهاج
جدى قدوته رسول الله صلى الله عليه وسلم، هكذا وصف علاء محمد نور محمد صديق المنشاوى شخصية جده القارئ الراحل، مشيرًا إلى أنه كان أحد أعمدة قراء القرآن فى مصر مع القراء الأربعة الكبار، محمود خليل الحصرى، ومحمود على البنا، وعبدالباسط عبدالصمد، ومصطفى إسماعيل، حيث تُعد تسجيلاتهم فى الإذاعة المصرية بمثابة الصدقة الجارية والعمل الخالد الذى سيبقى أبد الدهر، عن المنشاوى الجد وحول محاولة اغتياله بالسم وطقوسه فى شهر رمضان الكريم وعيد الأضحى، يتحدث «علاء المنشاوى»، لـ«حرف».
■ فى البداية.. لو تحدثنا عن الشيخ المنشاوى كقارئ لكتاب الله.. كيف تصنفه؟
- «مدرسة متفردة لم يأت قبلها ولن يأتى مثلها»، كان بمثابة مدرسة فى قراءة القرآن الكريم، يحب القرآن وفقط، لا هواية تزاحم تلك الهبة التى منحها الله إياها، منحة حظى بها الشيخ المنشاوى رفقة القراء الأربعة الكبار فى هذه الآونة، محمود خليل الحصرى، ومحمود على البنا، وعبدالباسط عبدالصمد، ومصطفى إسماعيل، من جاء بعدهم سار على نهجهم من هول وعظمة ما صنعوه فى قراءة ونقل كلام الله للآذان، من تبسيط ودقة وتجويد.
■ على ذكر مشاهير القراء.. ترددت أن محاولة اغتيال الراحل بالسم كانت على يد قارئ شهير؟ هل انكشفت هويته؟
- على الإطلاق، الراحل رفض أن يتهم أحدًا أو يكشف عن هوية صاحب محاولة اغتياله، رغم أنه كان يعلمه، وقال ذات مرة إنه قارئ شهير بالفعل، لكن رفض الإفصاح عن شخصيته حسبما أكد والدى وأعمامى وما نقلوه عن الجد الراحل.
■ ولكن إخفاء هوية صاحب تلك المحاولة والتلويح بأنه قارئ شهير يثير حفيظة البعض ويوصم البعض الآخر.. فلماذا رفض؟
- لا أحد يعلم حتى اللحظة وبعد مرور ما يزيد على نصف القرن من الزمان من وفاة الشيخ المنشاوى هوية صاحب محاولة اغتياله بالسم، خلال مأدبة أقيمت تكريمًا له بعد أحد المحافل، كما لم يعلم أحد سبب رفض الشيخ الإفصاح عنه، ولكن على حد علمى والمؤكد وورد على لسان جدى وتم تداوله بين أروقة عائلة الشيخ المنشاوى أن القارئ الشهير صاحب محاولة اغتياله ليس من القراء الأربعة الكبار فى ذلك الوقت «محمود الحصرى، محمود البنا، عبدالباسط عبدالصمد، ومصطفى إسماعيل»، وهذه شهادة ترفع الحرج عن شيوخ أجلاء تركوا بصمة مباركة فى مسيرة قراء القرآن الكريم.
■ نبتعد قليلًا عن المنشاوى «المقرئ» لنتحدث عن الأب وما لمسته فى حكاوى الوالد والأعمام عنه.. كيف رأيت تلك الشخصية؟
- قدوته رسول الله صلى الله عليه وسلم، هكذا كان يصفه لنا الوالد والأعمام، كان أبًا حنونًا حريصًا على معاملة أبنائه بالمودة واللين، يصطحبهم فى ليالى القرآن فى مختلف المحافل والمناسبات؛ حتى يكتسبوا حب القرآن ويغرس فيهم محبتهم لكتاب الله عز وجل.
■ هل سار أحد منهم على نهجه أو اكتسب منه عذوبة الصوت؟
- عمى «عُمر صديق المنشاوى» وهو دكتور فى جامعة الأزهر ويمتلك صوتًا جيدًا للغاية وقريبًا جدًا من والده الشيخ صديق المنشاوى، ولكن لم يمتهن أحد مهنة قراءة القرآن الكريم أسوة بالجد الراحل.
■ ألم تسمع مرة أن للراحل هوايات أخرى غير قراءة القرآن كمشاهدة التلفاز مثًلا؟
- الراحل كان يقرأ القرآن وفقط، ولم أسمع أنه كان يهوى مشاهدة التلفاز مثًلا إلا قليلًا لمتابعة مباريات كرة القدم، وكان ينتمى لنادى الأهلى ومن أنصاره.
■ ونحن نحتفل بـ«عيد الأضحى» هذه الأيام، هل كانت للراحل طقوس بعينها خلاله أو فى شهر رمضان على سبيل المثال؟
- عيد الأضحى كان يشهد تجمع العائلة والأهل بالكامل فى مدينة المنشأة بسوهاج لذبح الأضاحى وتفريقها على العائلة وأهل الله، كما كان يقضى أغلب أيام شهر رمضان فى مسقط رأسه فى سوهاج؛ لإحياء ليالى الشهر الكريم وإقامة الأمسيات القرآنية فى دوار كبار العائلات بالصعيد.
■ غدًا يمر ٥٥ عامًا على رحيله.. هل تحرص الأسرة على تقليد مُعين فى ذكرى الراحل؟
- عائلة الشيخ الراحل تواظب كل عام فى ذكراه على إحياء ختمة قرآن كريم حتى تبقى ذكرى الشيخ محمد صديق المنشاوى باقية وخالدة بيننا، على الرغم من أن مسيرته فى تلاوة القرآن الكريم لا يمكن نسيانها.