الخميس 21 نوفمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

صلاة لوجه الفقيه.. الاستخدام السياسى لخطبة الجمعة فى إيران

المرشد خامنئى يلقى
المرشد خامنئى يلقى خطبة

- تمثل صلاة الجمعة نقطة الاتصال بين النظام والمجتمع ويقيس من خلالها مدى سطوة النظام

- السياسة جزء أصيل من تكوين الحياة الدينية فى إيران خاصة بعد وصول الثورة الإسلامية إلى قمة الهرم السياسى

يوم الجمعة الموافق 4/ 10/ 2024 يقف مرشد الثورة الإيرانية آية الله على خامنئى، مستندًا إلى بندقية كلاشينكوف روسية الصنع فى ساحة المصلى الكبير للإمام الخمينى فى طهران، ليلقى بخطبة صلاة الجمعة، وسط حشد هائل من المصلين، مهددًا إسرائيل وأمريكا، بحرب والزوال، معزيًا فى حجة الإسلام حسن نصرالله، أمين عام حزب الله، الذى اغتالته إسرائيل فى الضاحية الجنوبية لبيروت؛ ليمنحه قداسة عظيمة ويضعه فى مصاف الأئمة الكبار، وليس مجرد زعيم جماعة دينية مسلحة لها موقف سياسى تابع لإيران، فمن على منبر صلاة الجمعة قدم «على خامنئى» خطابًا سياسيًا بامتياز، بخلفية دينية غائبة إلا من عباءة على كتفيه وعمامة سوداء على رأسه.

أعتقد أن خامنئى وهو فى خطبته الأخيرة، قد تذكر يوم ٢٨ يناير ١٩٨٠، حينما عينه المرشد الأول للثورة «آية الله الخمينى»، خطيب الجمعة الرسمى لطهران العاصمة، فى قمة المرحلة الثورية بعد عام ١٩٧٩، واستمر خامنئى فى هذا المنصب لسنوات طوال، وبطبيعة الحال إلى الآن بوصفه الولى الفقيه القائم عن إمام الزمان أو المهدى المنتظر.

يومها كانت خطبة خامنئى تدور حول مفهوم الثورة الدينية، وبداية المناوشات السياسية مع نظام صدام حسين فى العراق، فالسياسة جزء أصيل من تكوين الحياة الدينية فى إيران، خاصة بعد وصول الثورة الإسلامية إلى قمة الهرم السياسى.

صلاة الجمعة فى إيران ليست متشابهة مع بقية العالم الإسلامى، فلها طابعها الخاص على المستوى المذهبى الشيعى، والسياسى الثورى، بل إن طقوسها مختلفة نسبيًا عن صلاة الجمعة المتعارف عليها. أتذكر جيدًا عندما قادنى الفضول أن أذهب لصلاة الجمعة فى طهران أثناء زيارتى لإيران منذ سنوات عديدة، كانت مقامة فى ساحة جامعة طهران، ففى ذلك التوقيت لم يكن هناك مسجد جامع للصلاة فى العاصمة الإيرانية. وأثناء رحلتى للصلاة تعرضت لمراحل أمنية غاية فى التعقيد، دوائر لا تنتهى من التفتيش الدقيق والسؤال من مختلف العناصر الأمنية التى تُحيط بالمنطقة التى سوف تُقام فيها صلاة الجمعة، بداية بقوات الحرس الثورى والباسيج وصولًا لعناصر أمنية فى ملابس مدنية، لدرجة أنستنى أنى ذاهب للصلاة، وصولًا لساحة الجامعة التى كانت أشبه بمولد ضخم، من صخب وضجيج وأحاديث جانبية، لا تليق بفكرة الصلاة من الأساس، بل إن بعض المصلين قرروا أن يصلوا صلاة الظهر فقط دون صلاة الجمعة، وجلسوا فى انتظار خطيب الجمعة الذى سوف ينوب عن مرشد الثورة خامنئى، ولهذا أسبابه المذهبية التى سوف أبينها. كانت خطبة الجمعة أشبه بخطاب زعيم سياسى، لم يتحدث عن أمر دينى واحد، وإنما انطلق فى خطاب سياسى يحمل أيديولوجية الدولة وموقفها من العالم.

الخمينى وصلاة دون إمام:

حسب أدبيات المذهب الشيعى، فإن صلاة الجمعة أو صلاة الجماعة بشكل عام، كانت مفروضة كغيره من المذاهب الإسلامية، حال وجود الإمام، ولكن ومع غياب الإمام محمد المهدى أو الإمام الثانى عشر عام ٩٤١م/ ٣٢٩هـ غيبته الكبرى، حسب روايات المذهب الاثنا عشرى، فإن صلاة الجمعة ليست لها شرعية إلى حين عودة المهدى. مما أثار العديد من المناقشات المعقدة داخل أروقة الفقه الشيعى، بالتالى ظهر العديد من الآراء الفقهية المتشددة نسبيًا التى حرمت فكرة إقامة صلاة الجمعة إلى حين عودة الإمام، والبعض الآخر أفتى بعدم وجوبها من الأساس، ولكن لم يحرم إقامتها، فهى الفريضة الساقطة. ولكن الفقهاء الشيعة فى إيران اتخذوا بالأحوط، وقالوا بإمكانية إقامتها مع صلاة الظهر تحت مبدأ «الاحتياط المستحب»، يعنى يمكن للمصلى أن يقيم صلاة الظهر فقط ثم يذهب إلى حال سبيله، دون صلاة الجمعة.

واضعين فى الاعتبار أن إحياء صلاة الجمعة كطقس دينى أو سياسى لم يظهر بشكل كبير إلا فى عهد الدولة «الصفوية فى القرن التاسع الهجرى/ السادس عشر الميلادى، التى اتخذت من التشيع المذهب الرسمى لها، واستعانت بعلماء الحوزة الدينية فى جبل عامل بلبنان، الذين أقروا إقامة صلاة الجمعة، ولكن باشتراطات معقدة، منها وجوب حضور أحد الفقهاء الكبار، الذى ينوب عن الإمام الغائب، وكذلك حضور الشاه الصفوى الذى منحه العلماء مكانة مقدسة، وتم استخدام صلاة الجمعة فى مختلف أقاليم إيران بهدف نشر التشيع، وتقوية حكم الدولة الشيعية الأولى فى إيران فى ذلك التوقيت. ولكن مع الوقت خبت فكرة صلاة الجمعة وتبعتها صلاة الجماعة عمومًا، واستمر هذا الوضع إلى العصر الحديث، وظهور تيار العلمنة والتغريب فى عهد الدولة البهلوية قبل قيام الثورة الإيرانية.

صحيفة الجمهورية الإسلامية 

ظلت تلك الفتاوى الفقهية بتناقضها مسيطرة على الأوساط الشيعية فى إيران حتى قدوم الخمينى، الذى ناقش الأمر من زاوية مختلفة، خاصة فى كتابه «تحرير الوسيلة»، الذى كتبه فى تركيا، حيث تم نفيه، قبل عودته إلى إيران بعد الثورة. فالخمينى نصب نفسه نائبًا للإمام الغائب، وعليه كل واجبات الإمام إلى حين ظهوره، وبدأت فكرة ولاية الفقيه فى التبلور بشكل واضح، فالخمينى هو الولى الفقيه نائب الإمام، بالتالى أقر أن تُقام صلاة الجمعة فى مختلف ربوع إيران حتى مع غياب الإمام المهدى المنتظر، وأقر بتعيين أئمة الجمعة بموافقته الشخصية عليهم فى مختلف محافظات إيران، واخترع هيئة تتبعه مباشرة يُطلق عليها «الأمانة الدائمة لأئمة الجمعة والجماعات فى أنحاء البلاد» عام ١٩٨٤، وأصبحت هى الهيئة الرسمية المنوط بها تحديد الموضوعات فى خطب الجمعة، وتعيين الأئمة من ذوى النفوذ السياسى والدينى بموافقة المرشد، واستمرت هذه الهيئة إلى الآن تحت إشراف خامنئى، وتخصص لها مزانيات ضخمة للغاية، وصلت العام الماضى فقط إلى ٢١٠ آلاف مليون ريال إيرانى. وأصبح لكل محافظة إمام جمعة معين واحد فقط، ولديه حرية تعيين من ينوب عنه، بشرط توافر شروط العلمية والفقهية والإيمان المطلق بولاية الفقيه المطلقة، وتحولت صلاة الجمعة إلى طقس اجتماعى يخدم أغراضًا سياسية، وأصبحت خطب الجمعة بمثابة خارطة طريقة للدولة الإيرانية، ضد أى أزمة داخلية أو خارجية مرت على إيران منذ أربعة عقود.

ساحة حرب

دعونا فى هذه النقطة نجمل الأمر فى عدة مشاهد كاشفة عن استغلال النظام الإيرانى صلاة الجمعة لتصفية الحسابات السياسية فى الداخل مع كل التيارات المعارضة، ولا أعنى بالمعارضة كل من خالف توجه الدولة الدينية، لكن كذلك المعارضون لتوجه الخمينى أو فكرة ولاية الفقيه المطلقة، داخل التيار الدينى ذاته.

مشهد ١: أول خطيب جمعة تم تعيينه من قِبل الخمينى، كان آية الله طالقانى، الذى مثل التيار المعتدل داخل الحوزة الدينية، ولم يوافق على فكرة سطوة الفقهاء على المجتمع، وقام أكثر من مرة بانتقاد الخمينى علنًا، وكان رافضًا فكرة الحجاب الإجبارى للنساء، ورغم كل ما سبق قرر الخمينى أن يعينه كأول خطيب للجمعة فى إيران بعد الثورة، فى محاولة منه للاستفادة من شعبيته داخل الحوزة الدينية فى قم، وداخل المجتمع. لكن مع تصريحات آية الله طالقانى التى اعتبرت أن توجهات الدولة الجديدة ضد أهداف الثورة المعلنة، اتخذ رجال الدين المتشددون موقفًا قاسيًا من طالقانى، ودعا بعضهم إلى إقصائه من منصب خطيب طهران. ولكن باغت الموت طالقانى، وتخلص النظام منه إلى الأبد.

مشهد ٢: بعد وفاة آية الله طالقانى، عين الخمينى «آية الله حسين منتظرى» وكان يشغل منصب نائب المرشد، والمقرب إلى الخمينى، ولكن «منتظرى» كان أكثر معارضة لبعض توجهات الدولة الجديدة، وكان ضد إقصاء التيارات السياسية المختلفة لصالح التيار الإسلامى فقط، ورأى أن فكرة ولاية الفقيه المطلقة ليست جديرة بالتطبيق، وقد تهدم النظام قبل أن يبدأ. وبدأ صراع المنابر بين «منتظرى» وغيره من خطباء الجمعة فى مختلف المحافظات، حينما قرر معارضة بعض التيارات المتشددة داخل الحوزة وبالتبعية داخل الدولة. ومارست جماعات الضغط داخل النظام الجديد ضغوطًا هائلة على الخمينى، مما اضطره إلى إجبار منتظرى على الاستقالة من منصبه، بل تطور الأمر بينهما إلى أن تم وضعه تحت الإقامة الجبرية، واستمر على هذا الوضع إلى أن توفى عام ٢٠٠٩.

مشهد ٣: الملاحظة الأهم هى الشعبية التى كان يتمتع بها كل من طالقانى ومنتظرى أثناء مرحلة إمامتهما صلاة الجمعة فى طهران، فقد حظى كلاهما بحضور شعبى جارف من المصلين، الذين انتموا لفكرهما الأكثر استنارة، مما أثار مخاوف الخمينى وتابعيه. فكانت النتيجة أن عين بعد ذلك أقل رجال الدين حضورًا شعبيًا، والذى واجه تعيينه انتقادات شديدة، سواء من جانب بعض التيارات داخل الحوزة أو الشارع، وهو حجة الإسلام على خامنئى «المرشد الحالى للثورة»، فلم يكن قد نال لقب آية الله فى ذلك التوقيت. ورغم أنه لم يحظ بالقبول داخل الأوساط العلمية أو السياسية المعتدلة، لكن الخمينى دافع عنه بقوة، بل تم ترشيحه لرئاسة الجمهورية، بدعم من الخمينى شخصيًا. وما زال إلى الآن هو خطيب جمعة طهران، ولكن أحيانًا كثيرة ينيب عنه من يثق فى ولائه من آيات الله. اتسمت خطاباته بطبيعة سياسية واضحة، فلم يكن يهتم بالجانب الدينى إلا لتدعيم توجهه السياسى، خاصة بعد توليه منصب الإرشاد، فأعطى لخطاباته وتصريحاته قداسة، جعلت من الصعب معارضته. ولكن الأمر لم يستمر على هذا النحو طويلًا، خاصة مع بداية أزمة جديدة بينه وبين رفيق كفاحه «آية الله هاشمى رفسنجانى»، مهندس النظام، ورئيس الجمهورية.

مشهد ٤: عام ٢٠٠٩ انفجرت موجة عارمة من الاحتجاجات السياسية فى الشارع الإيرانى، بسبب إعادة انتخاب أحمدى نجاد، بالتزوير كما ادعى منافسوه، مما أثار الحفيظة الشعبية، وانطلقت الاحتجاجات فى كل أرجاء إيران. فى ذلك الوقت كان «هاشمى رفسنجانى» يشغل منصب خطيب الجمعة المعين من صديقه المرشد على خامنئى، الذى ناصر بشكل واضح رموز الحركة الخضراء المعارضة لأحمدى نجاد، واستخدم المنبر أثناء خطبة الجمعة، لتحويل المعركة إلى معركة دينية، بالإضافة لكونها سياسية، وهاجم توجهات أحمدى نجاد الاقتصادية والسياسية القمعية، واعترض على تدخل ونفوذ الحرس الثورى فى الحياة الاجتماعية فى إيران، مما شكل خطرًا حقيقيًا على المرشد خامنئى، ورئيس الجمهورية أحمدى نجاد. وبعد تجاوز الأزمة نسبيًا، تم عزل هاشمى رفسنجانى من خطابة الجمعة، رغم ما كان يشغله من مناصب فى المجالس الحاكمة فى إيران، ولكن صلاة الجمعة ومنصب الخطيب أشد خطورة وتأثيرًا وشرعية من أى منصب آخر داخل الدولة. وبعد ذلك بوقت قصير توفى رفسنجانى، وكان هناك العديد من الشبهات ارتبطت بكيفية وفاته داخل غرفة الرعاية المركزة.

فصلاة الجمعة فى إيران، تتجاوز كونها مجرد طقس دينى مختلف عليه، إلى ساحة حرب سياسية، يتم من خلالها تصفية الحسابات، أو الإقصاء السياسى أو الدينى، لدرجة قد تصل إلى القتل أو الإقامة الجبرية.

المعارك الخارجية

الجميع يذكر خطبة خامنئى الشهيرة التى ألقاها عام ٢٠١١، بعد ثورة يناير، والتى اعتبر من خلالها أن الثورة المصرية ما هى إلا امتداد للثورة الإيرانية، وذلك فى أثناء مغازلة إيران للتيار الدينى السياسى فى مصر، ولبعض الجماعات المتطرفة فى الداخل. فتحولت خطبة الجمعة وقتها والتى ألقاها خامنئى باللغة العربية «مثلما حدث فى خطبته الأخيرة بعد اغتيال نصر الله»، إلى رسائل سياسية بامتياز، حاول خلالها خامنئى أن يستفيد من الثورات العربية وخاصة المصرية، ليصنع امتدادًا وهميًا إلى المحيط العربى عمومًا.

وقد تكررت تلك الفكرة فى ثورة ٣٠/ ٦، حيث حاول خامنئى فى إحدى خطبه، أن يقدم دعمًا وهميًا لجماعة الإخوان فى ذلك التوقيت، والملاحظ فى تلك المرحلة، أو الهيئة المختصة بصلاة الجمعة، قد عممت فكرة خطبة خامنئى الموجهة إلى مصر، على كل المنابر فى كل محافظات إيران. لصنع رأى عام داخلى، وكذلك توجيه أغلب الرسائل السياسية إلى الخارج، لمنح النظام شرعية إقليمية.

كما أن الصراعات الإيرانية الأمريكية، كان لها انعكاسها على صلاة الجمعة، بحيث انتقلت الأفكار السياسية ضد أمريكا ودول الغرب عمومًا إلى الأفكار التى يتم بثها شعبيًا، فى محاولة للقضاء على أى ميول غربية داخل المجتمع الإيرانى، الذى أصبح أكثر توقًا للتواصل مع العالم الخارجى. ولكن آيات الله على المنابر قرروا ممارسة قمع دين واجتماع ضد أى توجه أجنبى.

المجتمع يرفض الحضور

بوصف أن صلاة الجمعة غير ملتزمة شعائريًا، تبعًا لرأى الفقهاء داخل الحوزة الدينية. ارتبطت كثافة الحضور الشعبى بشخصية الخطيب وموقف المجتمع من الدولة، والظرف التاريخى الراهن.فقد كان الإقبال الشعبى مهولًا فى بداية إقرار صلاة الجمعة، وفى عهد خطابة «طالقانى» أو «منتظرى». ولكن خفت الحضور تدريجيًا، حتى انعدم تقريبًا إلا من رجال الحرس الثورى والباسيج «قوات التعبئة» وطلاب الحوزة الدينية، وهؤلاء نسبتهم كبيرة داخل الدولة والمجتمع فى إيران.لكن على المستوى الشعبى لم يكن الحضور ملبيًا طموحات الدولة، فحسب بعض الإحصائيات الرسمية التى خرجت من «مجلس وضع سياسات الأئمة»، انخفضت نسبة المشاركة فى صلاة الجمعة بشكل ملحوظ، رغم أنها تُقام فى أكثر من ٨٠٠ نقطة مختلفة فى محافظات إيران. كما أن «آية الله أحمد خاتمى» وهو من آيات الله البارزين، والمقربين من المرشد، أشار أكثر من مرة إلى انخفاض نسبة الحضور الشعبى فى صلاة الجمعة، رغم ما تحمله من قيمة دينية وسياسية، على حسب تصريحاته.

تمثل صلاة الجمعة نقطة الاتصال بين النظام والمجتمع، ويقيس من خلالها مدى سطوة النظام وحضوره الاجتماعى، كما أنها تمثل قفزة على مستوى الوعى الفقهى الشيعى، خاصة بعد وصول رجال الدين إلى الحكم. وبتحليل مضمون خطب الجمعة التى تُعلن أسبوعيًا على المنابر، نستطيع إدراك الفكر السياسى والدينى فى إيران. فصلاة الجمعة تعتبر جزءًا أصيلًا من الحياة السياسية فى إيران، بشكل يستحيل معه حصرها فى مجرد شعائر أو طقوس دينية.