الأربعاء 13 نوفمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

أسرة جليل البندارى نفت زواجه وإنجابه منها

هل ارتبط هيكل بعلاقة عاطفية سرية مع شريفة ماهر؟

شريفة ماهر
شريفة ماهر

- همزة الوصل فى هذه العلاقة كان الصحفى جليل البندارى الذى كان المحرر الفنى لمجلة «آخر ساعة»

- هذه العلاقة ظهرت على السطح ونُسبت إلى هيكل بعد زواجه بأقل من عام

بعد الإعلان عن خبر وفاتها عن عمر ٩٢ عامًا، تسابقت الصحف والمواقع الإلكترونية وصفحات السوشيال ميديا فى الحديث عن الفنانة شريفة ماهر. 

قالوا كل شىء تقريبًا عن حياتها الفنية التى بدأت على وجه التقريب فى العام ١٩٥١ وكان عمرها وقتها ١٩ عامًا، فهى من مواليد ١٣ مارس ١٩٣٢. 

لم تكن شريفة ماهر من واقع أرشيف أعمالها الفنية نجمة من الصف الأول رغم أنها قدمت ٤٠ فيلمًا سينمائيًا أشهرها «الفانوس السحرى»، الذى لعب بطولته إسماعيل ياسين وعبدالسلام النابلسى، وعرفتها الأجيال الجديدة من خلال دورها فى فيلم «المصير»، حيث كانت تؤدى دور أم الفنانة ليلى علوى. 

شاركت شريفة ماهر فى ٦ مسلسلات أولها كان «نوارة» فى العام ١٩٧٣ وآخرها كان «فيفا أطاطا» فى العام ٢٠١٤، الذى لعب بطولته محمد سعد، ولها مشاركة واحدة على المسرح من خلال مسرحية «السيدة حرمه» التى قدمتها فى العام ١٩٨٤. 

فى أيامها الأخيرة شغلت شريفة ماهر جمهور شبكات التواصل الاجتماعى بمشكلاتها وخلافاتها العائلية، واستعادت بعضًا من بريق نجوميتها، ولكن من باب النميمة الاجتماعية، وتعاطف معها الرأى العام، إذ كيف لها بعد هذا العمر تمر بتجربة اجتماعية عنيفة وقاسية مع أبنائها. 

من بين ما لفت انتباهى فى حديث شريفة ماهر لأحد المواقع العربية وهى تروى قصة خلافاتها مع أبنائها فى ديسمبر ٢٠٢١، فقرة كان هذا نصها: «وأشارت إلى أن ابنتها ناهد التى أنجبتها من زوجها الأول الكاتب الراحل جليل البندارى استغلت قيامها بعمل توكيل لها وتركتها فى الشارع دون أى مبالاة». 

كان ما قالته شريفة ماهر مفاجئًا لى وقتها، فقد كنت من المهتمين بالتاريخ الشخصى والمهنى للكاتب الكبير جليل البندارى، نقلت هذه الفقرة إلى أوراقى، وقررت أن أبحث عنها، لكن زحمة أعمال أخرى شغلتنى عنها. 

عندما توفيت شريفة ماهر منذ أيام، عدت إلى هذه الأوراق مرة أخرى، وقررت أن أتوجه بسؤالى إلى كاتبتنا الكبيرة أهداف البندارى، التى نفت لى بما لديها من معلومات ما قالته شريفة ماهر تمامًا. 

أهداف رسمت لى شجرة عائلته، فقد تزوج والدها مرتين. 

المرة الأولى من السيدة فاطمة راشد مصطفى شهاب، التى كانت مدرسة أولى لغة عربية، وتوفيت فى العام ٢٠١٤ وأنجب منها المرحوم المهندس أحمد والذى توفى فى العام ٢٠١٨، والسيدة أهداف الصحفية بالأهرام بالمعاش. 

المرة الثانية كانت من السيدة علية عابدين الأستاذة السابقة بجامعة الملك عبدالعزيز ورئيسة قسم الملابس بجامعة حلوان، والتى توفيت فى العام ٢٠١٩، وأنجب منها المحاسب عمرو الذى كان يعمل فى غرفة الغوص بشرم الشيخ، والآن على المعاش، والدكتورة عزة مديرة الموارد البشرية بإحدى الشركات الكبرى. 

سألت السيدة أهداف عن شقيقتهم المدعاة ناهد، فقالت إنها لم تسمع عنها، وأنها لم تسمع من والدتها أو عائلتها أو من السيدة علية شيئًا عن زواج والدها من شريفة ماهر، ولو كان فعل ذلك لكانت العائلة عرفت.. فليس معقولًا أن تكون لهم شقيقة ولا يعرفون عنها شيئًا. 

جليل البندارى

وتذكر السيدة أهداف أن شقيقتها الدكتورة عزة عندما سمعت ما قالته شريفة عن زواجها من والدهما وأن لهما شقيقة منه، قالت لها: إحنا على كده يبقى لنا ميراث عندها فى العمارة التى تدور الخناقة حولها. 

عدت إلى أرشيف جليل البندارى الذى لدى منه الكثير، ومنه عرفت أنه كان من بين الصحفيين الذين كانت ترتبط بهم شريفة ماهر بعلاقة مهنية مميزة، وقد تحولت العلاقة بينهما من علاقة فنانة بصحفى إلى علاقة شخصية وعائلية، فكان كثيرًا ما يتدخل لحل مشكلاتها مع زوجها الأول. 

فى ٢٦ ديسمبر ١٩٥٦ نشر جليل البندارى تقريرًا فى مجلة «آخر ساعة» بعنوان «شريفة ماهر أطول لسان لـ(حيوان جميل)». 

كان هذا هو اللقب الذى أطلقه زوج شريفة ماهر الأول عليها، ليس بسبب أدوارها التى تميزت بها، وهى أدوار الفتاة المتسلطة، ولكن لأن طبعها فى الحياة كان حادًا، وكان لسانها كالسيف الحاد الذى يقطع بالكلمات ما تعجز عنه السكين. 

زوج شريفة ماهر الأول كان يعمل طبيبًا، وكان يكبرها بـ١٣ عامًا، وكان يتعامل معها بمنتهى الأدب فيسمعها الألفاظ الرقيقة كأنه يكتب شعرًا، فأسلوبه كان هادئًا مهذبًا، بينما كانت هى تتعامل معه بمنتهى السخرية، فلا يسمع منها سوى الألفاظ القبيحة، وكثيرًا ما كانت تثور عليه بسبب هدوءه وأدبه. 

ويحكى البندارى أنه وجد نفسه ذات مرة يحكم بين شريفة وزوجها. 

كان الزوج قد كلف أحد مصانع الموبيليا بعمل أثاث البيت، وبعدها توجهت شريفة إلى المصنع لتلقى نظرة على الأثاث، لكنها بمجرد أن رأته رفضته رغم أنه كان مجرد هيكل ولم يتم تنجيده أو طلاؤه، بل أصرت إصرارًا شديدًا على أن تشترى الأثاث من أحد المحال الشهيرة. 

وعندما سأل جليل البندارى الزوج: لماذا يتحمل هذه المعاملة القاسية الخارجة عن الأدب من زوجته؟ 

قال له ساخرًا من زوجته وربما من نفسه: أنا الذى اخترت هذا الحيوان الجميل... وأتعامل معها بكل هذا الصبر من خلال الرياضة النفسية. 

ويفسر جليل مسلك الزوج الذى اعتبره فيلسوفًا بقوله: كان الزوج المهذب يتعامل طوال اليوم بمنتهى الأدب، وكان الناس الذين يتعاملون معه يفعلون ذلك بأدب شديد، وعندما كان ينتهى من عمله المغلف بالأدب، كان يجد نفسه فى حاجة إلى هذا الحيوان الجميل، يستمع منها لألفاظها وتعبيراتها الحادة فتستريح أعصابه ويضحك من أسلوبها اللاذع. 

الأخطر من كل ما قاله وكتبه جليل البندارى عن شريفة ماهر بالنسبة لى كان ما جاء فى كتاب «إبراهيم الويشى» وعنوانه «خريف هيكل»، وهو الكتاب الذى صدر فى العام ١٩٨٨. 

كان الويشى يبحث عن جذور هيكل العائلية، ويرصد أسباب الهجوم عليه، وفى الوقت الذى يعترف فيه بأن أحدًا من خصوم هيكل لم يستطع أن يتناوله من باب علاقاته النسائية، ولو حتى من باب الادعاء أو التجنى، لكنها مرة واحدة هى التى تعرض فيها لكثير من الهمس، الذى كان يدور حول علاقة تربطه بمطربة هاوية، تنتشر صورها فى الدعاية للمواد الاستهلاكية اسمها شريفة ماهر. 

هيكل

والغريب أن هذه العلاقة التى لم يعرف أحد مداها ظهرت على السطح ونُسبت إلى هيكل بعد زواجه بأقل من عام- تزوج فى ٢٧ يناير ١٩٥٥ من السيدة هدايت تيمور- ووقتها كان رئيسًا لتحرير مجلة «آخر ساعة». 

يحكى الويشى أن همزة الوصل فى هذه العلاقة كان الصحفى جليل البندارى، الذى كان المحرر الفنى لمجلة «آخر ساعة»، فقد أجرى حديثًا فنيًا مطولًا مع تلك المطربة الشابة، حيث أفاض فى وصف جمالها، وخفة ظلها، وتنبأ لها بمستقبل باهر، ووعدها بأن ينشر حديثها فى العدد المقبل مزينًا بالصور، وفوجئت شريفة بأن حديثها لم يُنشر، وعندما سألت جليل، قال لها إن رئيس التحرير هو الذى أوقف النشر. 

اتجهت شريفة ماهر مباشرة إلى هيكل فى مكتبه بـ«آخر ساعة»، وطال بينهما اللقاء، وخرجت من عنده بوعد بنشر الحديث فى العدد المقبل، وبعد النشر تكررت زياراتها لمكتب هيكل، مما أثار حوله الكثير من علامات الاستفهام، ليس بسبب العلاقة فى حد ذاتها، ولكن بسبب وجود هيكل طرفًا فيها. 

ولا أحد يعرف على وجه التحديد كيف ولا متى انتهت هذه العلاقة؟. 

ولكن أغلب الظن أن هيكل لم يكن لديه الوقت، ولا الرغبة فى استمرارها.