«يبقى أنت أكيد العربي».. جمال بخيت يوضح الحقيقة المبتورة فى الأغنية المظلومة

الخميس 07/نوفمبر/2024 - 02:23 م

جدل كبير صاحب إعادة تقديم أغنية «تعرف تتكلم بلدى»، التى قدمتها المطربة لطيفة بشكل جديد، فى الحفل العالمى «تحدى القراءة»، على مسرح دار الأوبرا فى دبى، حيث تم إعادة تعديل بعض الكلمات بعد مرور ٢٠ عامًا على تقديمها لأول مرة فى فيلم «سكوت هنصور».

الجدل طال لطيفة بالطبع، وصاحب الكلمات «الأصلى والمعدلة» الشاعر جمال بخيت والموسيقار عمر خيرت، صاحب الألحان والتوزيع.

الشاعر الكبير جمال بخيت يكشف هنا ما الذى جرى؟ وما كواليس تعديل بعض كلمات الأغنية.. وكيف يرد على من هاجموا «التعديل».

فى نهايات شهر سبتمبر اتصل بى أحد المسئولين عن حفل الموسم الثامن لمبادرة «تحدى القراءة» التى انطلقت فى دولة الإمارات.. برعاية سمو الشيخ محمد بن راشد حاكم دبى.. منذ ثمانى سنوات.. وشارك فيها عشرات الملايين من جميع أنحاء الوطن العربى.. بما فيها مصر.. وكذلك مشاركون من دول غير ناطقة بالعربية.. «والبحث عن المعلومات الكاملة سهل جدًا لمن يريد أن يعرف أكثر عن هذه المبادرة..».

وطلب منى هذا المسئول أن أشارك بأغنية من تأليفى، يلحنها الموسيقار عمر خيرت.. ويغنيها مطرب ومطربة من الوطن العربى..

وافقت دون تردد.. واتصلت بالأستاذ عمر خيرت.. الذى أخبرنى أنه «أجرى عملية جراحية مؤخرًا.. وأن لديه ارتباطات فنية لا تترك له وقتًا.. لتحمل مسئولية إنجاز عمل فنى جديد فى هذا الوقت الضيق».. أخبرت المسئول عن الحفل الذى تواصل معى برد الموسيقار الكبير..

فعاد لى بعدها بأيام ليقترح علىّ أن أكتب كلامًا جديدًا يصلح لمبادرة تحدى القراءة.. على نفس لحن أغنية «المصرى».. «التى استخدمها المبدع الراحل يوسف شاهين، من كلماتى ولحن وتوزيع الموسيقار الكبير عمر خيرت.. وغناء الفنانة الكبيرة لطيفة».

وكانت المناقشة تنصب على أننى حر تمامًا فى أن أكتب ما أريد.. ما دام فى إطار ما تدعو إليه مبادرة تحدى القراءة..

وهكذا لا نخسر وجود فن عمر خيرت وتوزيعه المبهر..

وقد درست الفكرة ووجدت الآتى:

أولًا: مبادرة تحدى القراءة من أفضل المبادرات الثقافية على مستوى الوطن العربى.

ثانيًا: كتابة كلام مختلف على نفس اللحن أسلوب فنى حدث كثيرًا جدًا مع العديد من الأعمال الغنائية المهمة.

ثالثًا: إن الموضوع يشكل لى تحديًا فنيًا يتجاوب مع عنوان المبادرة وجوهرها.. «تحدى القراءة».

رابعًا: إن المجال يسمح للتأكيد على بعض المعانى التى عشت من أجلها لمدة تزيد على الخمسين عامًا.. وآمنت بها ونشرتها من خلال أغنياتى ودواوينى.. واستمسكت بها فى أحلك الأوقات والظروف.

وقد كان..

كتبت نصًا عناصره هى.. التحدى العربى الموحد لكل الصعوبات التى نواجهها.. عن طريق العلم والمعرفة والعقل والفكر الحر.. واستلهام المعانى العظيمة من خلال الرموز العظيمة للأمة العربية.. الرسول الكريم والقرآن الذى بدأ بـ«اقرأ» والقدس وحاتم الطائى وعمر بن الخطاب وطه حسين والمتنبى والرحالة ابن ماجد.. وكل الشخصيات التى تلهم المخيلة العربية بالإبداع والحضارة والفصاحة

- وبعد كل هذا.. هل توقعت هجومًا على النص الجديد؟!

- طبعًا.

- ولماذا كتبته؟!

- لو منعنى توقع الهجوم على كتابة ما أؤمن به.. لما كتبت ٧٠٪ من أشعارى على مدار خمسين عامًا.. لقد عشت أكتب ما يمليه على ضميرى.. دون النظر إلى رد الفعل المنتظر.

كتبت ديوانًا كاملًا بعنوان «مسحراتى العرب»، وكتبت ألبومًا كاملًا اسمه «لم الشمل» فى أوقات كان ما يُفرق فيها العالم العربى أكثر مما يجمعه، كما يحدث الآن تمامًا.. كتبت هذا العمل وأنا أتوقع الهجوم كما أتوقع الإنصاف.. وأكثر من هذا، لقد قررت مقدمًا ألا أرد على أى نقد قد يوجه للعمل..

- فما الذى يدعوك الآن لكتابة هذا التوضيح الطويل المفصل؟!

- ما يدعونى هو تحمل المسئولية.. فقد اعتقد البعض أن الفنانة لطيفة جاءت بشاعر آخر لكتابة الكلمات الجديدة.. «وهذا مستحيل قانونًا.. إلا بموافقة الشاعر والملحن الأصليين» وانبرت بعض الأقلام بهجوم مسىء على الفنانة الكبيرة.. دون وجه حق.. لقد وافق الموسيقار عمر خيرت على كلمات النص الجديد، ووافقت لطيفة على غنائها.. ولكننى المسئول الأول والأخير عن هذا النص.. الذى أنشره هنا كاملًا لمن يريد الاطلاع عليه.. مع التأكيد على الآتى.. الاختلاف فى الرأى لا يُفسد للود قضية.. بشرط أن نحفظ الاحترام لكل صاحب رأى..