الخميس 19 سبتمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

شخصية معرض الكتاب.. مستجير.. الشاعر الذى تخفى فى حجاب العالِم

الدكتور أحمد مستجير 
الدكتور أحمد مستجير 

«إنه الحكيم الذى يشبه الطفل».. هذا ما قاله الشاعر وليام كوبر عن العالم الإنجليزى نيوتن، وينطبق تمامًا على الدكتور أحمد مستجير «ديسمبر 1934- أغسطس 2006»، عالم الأحياء المصرى المتخصص فى التكنولوجيا الحيوية، والشاعر الذى يعد من القلائل ممن التقت فيه ملكتا الشعر والعِلم، لينطلق لسانه بالشعر حين يتخفى فى حجاب العالِم، وفق وصف الدكتور عبداللطيف عبدالحليم، أستاذ الأدب العربى بكلية دار العلوم جامعة القاهرة.

ويكشف اختيار الدكتور «مستجير» شخصية الدورة المقبلة من معرض القاهرة الدولى للكتاب، التى تحمل رقم ٥٦، عن رؤية مغايرة للجنة الاستشارية العليا للمعرض، فبالنظر إلى اختيارات شخصيات المعرض، فى السنوات العشر الماضية من ٢٠١٤ إلى ٢٠٢٤، نجد تنوعها بين المفكرين والكُتاب الصحفيين من المتخصصين فى العلوم الاجتماعية والإنسانية، مع تجاهل العلماء من التطبيقيين، الذين جمعوا بين العلوم والفكر والثقافة، قبل أن يتغير هذا فى الدورة المقبلة.

واختير فى الدورات السابقة كل من الدكتور طه حسين ٢٠١٤، والإمام محمد عبده ٢٠١٥، والكاتب جمال الغيطانى ٢٠١٦، والشاعر صلاح عبدالصبور ٢٠١٧، والشاعر والأديب عبدالرحمن الشرقاوى ٢٠١٨، والدكتور ثروت عكاشة ٢٠١٩، والدكتورة سهير القلماوى ٢٠٢٠، والدكتور جمال حمدان ٢٠٢١، والكاتب يحيى حقى ٢٠٢٢، والشاعر صلاح جاهين ٢٠٢٣، والأثرى سليم حسن ٢٠٢٤.

وبذلك يكون اختيار الدكتور «مستجير» مغايرًا تمامًا، لواحد من أبرز المتخصصين فى التكنولوجيا الحيوية، وأسهم بشكل كبير فى تطوير الزراعة فى مصر والعالم العربى، وأجرى العديد من الأبحاث والدراسات التى كان لها أثر كبير فى هذا المجال، وعلى نفس القدر، كتب العديد من الدواوين الشعرية التى تميزت بالعمق الفكرى والجمال اللغوى، والعديد من المقالات والأبحاث فى الثقافة والعلوم، إلى جانب ترجمة العديد من الكتب العلمية والفلسفية إلى العربية.

ومن أبرز المؤلفات الأدبية للدكتور أحمد مستجير ديوان شعر بعنوان «هل ترجع أسراب البط» عام ١٩٨٩، و«فى بحور العلم» (جزءين) ١٩٩٦، و«علم اسمه السعادة» ٢٠٠٢، إلى جانب كتابه الأبرز «فى بحور الشعر: الأدلة الرقمية لبحور الشعر العربى»، الذى كشف قصة تأليفه فى مقال نشرته مجلة «إبداع» تحت عنوان «موسيقى الشعر والأرقام»، فى يونيو ١٩٨٣.

وقال الدكتور «مستجير» عن هذا الكتاب: «قلت يومًا لطلبتى إننى أتوقع أن يتمكن الكمبيوتر من تمييز الشعر المكسور من الصحيح، ورجعت فى ذلك اليوم أفكر فى هذا الموضوع، محاولًا أن أحول أبيات الشعر إلى أرقام، واستطعت فى النهاية أن أضع نظامًا بسيطًا للوصف الرياضى لبحور الشعر، نشرته فى كتيب صغير، فى ديسمبر ١٩٨٠، وظهر له ملخص وافٍ فى مجلة (فصول)».

وأضاف: «الغرض من هذا النظام لم يكن استخراج بحور جديدة، ولكنه يوجه النظر إلى بعض خصائص الأذن العربية، التى تُرجِمت فى بحور معينة دون غيرها، وربما قادنا هذا إلى احتمالات معقولة جديدة يمكن أن تقبلها الأذن العربية والقلم العربى»، متابعًا: «أرى أن الأرقام يمكن أن تؤخذ كبديل كامل للتفعيلات، وأن الوصف الرقمى للبحور هو الشىء الثابت الذى لا يختلف فيه اثنان».

ونال الدكتور «مستجير» العديد من الجوائز والأوسمة عن إسهاماته العلمية والأدبية، منذ عام ١٩٧٤، عندما حصل على جائزة الدولة التشجيعية للعلوم والزراعة، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ثم جائزة أفضل كتاب علمى مترجم ١٩٩٣، وجائزة الإبداع العلمى ١٩٩٥.

وحصل كذلك على جائزة أفضل كتاب علمى عام ١٩٩٦، وجائزة الدولة التقديرية للعلوم الزراعية عام ١٩٩٦، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى ١٩٩٦، وجائزة أفضل كتاب علمى لعام ١٩٩٩، وجائزة أفضل عمل ثقافى لعام ٢٠٠٠، وجائزة مبارك فى العلوم والتكنولوجيا المتقدمة لعام ٢٠٠١.