كشف أدبى مهم.. الشاعر محمود فهمى إبراهيم صحفى وليس ماسح أحذية!
- نجل الراحل: الشيخ زكريا أحمد كان من الأصدقاء المقربين جدًا لوالدى
- عادل محمود فهمى إبراهيم: مشروع زواج لم يتم بين والدى ونجمة إبراهيم
- ناقد معروف وراء «الشائعة السخيفة» عن عمله ماسحًا للأحذية فى فترة من حياته
انتشرت منذ عدة سنوات قصص مفبركة صيغت ببراعة عن نجوم الفن والشعراء، وهى قصص غير صحيحة رواها ناقد معروف فى معظم لقاءاته التليفزيونية، واستهوت تلك القصص رواد التواصل فتناقلوها؛ لتنتشر كالنار فى الهشيم على صفحاتهم محققه إعجابات واستحسانًا من كل المتابعين.
لكن الخطير فى الأمر هو نشر تلك القصص فى المواقع الصحفية بأقلام صحفيين شبان دأبوا على النسخ واللصق من المواقع الأخرى أو البرامج التليفزيونية دون تحرى الدقة أو البحث عن الحقيقة، استنادًا إلى مصدرهم، وهو الناقد المعروف، الذى يروى تلك القصص عن الشعراء، ومنهم سيد مرسى «المكوجى» ومحمود فهمى إبراهيم «ماسح الأحذية».
لن نحقق فى حكاية سيد مرسى، الآن، فلها مقال لاحق، أما اليوم فسننفرد بنشر الحقيقة الكاملة بخصوص الشاعر محمود فهمى إبراهيم.. تقول القصص غير الصحيحة إن الشاعر محمود فهمى إبراهيم كان يعمل ماسحًا للأحذية أمام كازينو بديعة مصابنى، وعرض بعض أشعاره على أفراد فرقة الست بديعة، التى استدعته من الخارج وأعجبت باشعاره؛ ليصبح بعد ذلك من شعراء فرقتها، ثم تنطلق مسيرته ليكتب الشعر الغنائى لكبار نجوم الغناء والطرب، ومنهم فريد الاطرش وإسماعيل ياسين وشكوكو.
منذ فتره تمت دعوتى للحديث بإحدى القنوات التليفزيونية عن الشاعر محمود فهمى إبراهيم، وكان من الطبيعى أن أبدأ لتحضير المعلومات عن تلك الشخصية.. حياته ومسيرته، فطلبت ملفه من إحدى المؤسسات الصحفية العريقة، فلم أجد لهذا الشاعر ملفًا.. ولا حتى قصاصة صحفية واحدة عن حياته ولا مسيرته.. وحتى كتابه هذه السطور لا يتوافر أى معلومة عن محمود فهمى إبراهيم، سواء كانت عن ميلاده أو نشأته أو تعليمه أو مسيرته الفنية، ولا حتى تاريخ رحيله.. كل المتوافر عنه فقط على المواقع والسوشيال ميديا هو قصة أنه كان ماسحًا للأحذية وأصبح شاعرًا.
لم أتعود أن أردد أى معلومة شائعة دون البحث عن حقيقتها وتحرى الدقة فى أكثر من مصدر.. وجاء يوم اللقاء التليفزيونى وأنا لا أملك أى معلومة عن ذلك الشاعر المجهول.. لا أملك فقط غير مسيرته الغنائية مع كبار المطربين وموقف واحد فقط للشاعر، وهو أنه كان جالسًا مع الست بديعة والراقصة ببا عز الدين قبل أن تهرب بديعة من مصر بالنقود التى باعت بها الكازينو للراقصة ببا بعد أن طالبت الضرائب بديعة بمبلغ كبير عمَّا حققته من أرباح طوال مسيرتها.. فجمعت بديعة تحويشة العمر وقررت بيع الكازينو لتلميذتها ببا عز الدين وهربت بالنقود إلى لبنان.
فى الحلقة أكدت للمذيع والمشاهدين أنه لا تتوافر أى معلومة عن هذا الشاعر، ولنجعل الحلقة كلها عن مسيرته الفنية وروائع أغنياته.. ثم جنح المذيع إلى قصة ماسح الأحذية، فقلت له إنه لا توجد معلومة تؤكدها.. ودارت الحلقه كلها عن مسيرة محمود فهمى إبراهيم وإبداعاته الشعرية فقط.
حدث فى يوم إذاعة الحلقة أن اتصل أحد الأشخاص بابن الشاعر الكبير، وقال له: افتح التليفزيون بسرعة، هناك حلقة كاملة عن والدك، ففتح عادل محمود فهمى التليفزيون ليشاهد ما يقرب من نصف الحلقة.. وفى اليوم التالى وجدته يتواصل معى ويترك رقم تليفونه ليحدثنى ويشكرنى على إنصاف والده، وعلى ما قلته فى الحلقة، ويفجر المحاسب عادل المفاجأة التى ننفرد بها فى الحوار التالى، وهى أن والده كان صحفيًا ولم يكن ماسحًا للأحذية.
■ بدأت حوارى مع عادل محمود فهمى إبراهيم بالسؤال عن تاريخ ميلاد والده ونشأته وتعليمه؟
- والدى من مواليد ٢٢ يونيو ١٩١١ وولد بجزيرة بدران فى منطقة شبرا، فى بيت ملاصق لقصر أم الوالى محمد سعيد باشا، الذى أصبح فيما بعد سوق روض الفرج، وتلقى محمود فهمى إبراهيم تعليمه الأولى مع ابن عمته عباس مصطفى عمار بين القاهرة والمنوفية، حيث كانت إقامة ابن عمته فى المنوفية.. وفى سن الشباب التحق الاثنان بمدرسة المعلمين العليا، ليعملا بعد تخرجهما فى مهنة التدريس فى القاهرة.
■ كيف اتجه والدك من مجال التدريس إلى عالم الشعر والفن؟
- لم يمكث والدى بالتدريس سوى عام واحد فقط، واتجه بعد ذلك إلى الصحافة للعمل بها، لينشر كتاباته فى المجلات الموجودة فى ذلك الوقت بنظام القطعة، ومن خلال الصحافة اقترب من نجوم الفن؛ ليبدأ مشواره معهم، ومنهم الست منيرة المهدية، فكان يكتب لها بعض أشعار أغانيها مع المسرحيات ذات الفصل الواحد، وبعد ذلك بدأت مسيرته الكبرى مع الست بديعة مصابنى؛ ليصبح عندها من كبار الشعراء، ومن ركائز فرقتها، وتعرف والدى على كل الفنانين فى مدرسة بديعة، ومنهم فريد الأطرش ومحمد فوزى وإسماعيل يس ومحمود شكوكو وغيرهم.
■ كيف شاهد والدك اللحظات الأخيرة للسيدة بديعة مصابنى قبل هروبها من مصر، وهل كان يعلم بفرارها، وأنها باعت مسرح كازينو الأوبرا للراقصة ببا عز الدين؟
- الحقيقة أن بديعة أقامت مسرحًا آخر فى منطقة الأوبرا فى العتبة، وتوسع نشاطها فى منتصف الخمسينيات، ومع هذا التوسع جاءت حملة الضرائب التى شملت كل نجوم الفن، فقررت بديعة بيع مسرح وكازينو الأوبرا لببا عز الدين، وكان والدى هو الوسيط فى البيع، لكنه لم يكن يعلم نية بديعة، وأنها كانت تصفى ممتلكاتها وتجمع نقودها للهرب من مصر بسبب الضرائب.. وكان والدى يجلس مع بديعة وببا عز الدين فى حديقة الكازينو، وكان فى يد بديعة حقيبة تمسكها بحرص شديد، ثم تركت كلبها معهما وقالت إنها ستفعل شيئًا وتعود.. وكانت تلك هى اللحظات الأخيرة، ومن الواضح أن ببا كانت تعرف بخطة الهروب، لكنها أخفت عن والدى الأمر.
■ حدثنا عن علاقة والدك بنجوم الطرب؟
ــ عرفت من خلال ما قرأته فى مفكرة والدى أن الشيخ زكريا أحمد كان من الأصدقاء المقربين جدًا لوالدى، ففى شهر رمضان عام ١٩٤٥ جاء الشيخ زكريا إلى منزلنا وطلب من والدى كتابة أوبريت «صيد العصارى»، وانتهى والدى من كتابة الأوبريت كاملًا فى نفس اليوم، لأن الشيخ زكريا أصرَّ على الجلوس فى بيتنا حتى أكمل والدى الأوبريت، وفى المساء أعطى لوالدى ثمانين جنيهًا كاملة.
وكانت علاقة والدى وطيدة بنجوم الفن، ومنهم إسماعيل ياسين، الذى كتب له أغنية البنك الأهلى «كل ما افوت على البنك الأهلى»، ونسبت هذه الأغنية بالخطأ لبيرم التونسى، وهى من نظم والدى.. وكان الإنتاج الوفير من شعر والدى للموسيقار فريد الأطرش، حيث كتب معظم أغانى أفلامه وأيضًا كتب الكثير من الأغانى والاسكتشات للفنان محمود شكوكو، منها «الكونت دى مونت شكوكو»، وكتب للسيدة بديعة صادق وغيرهما من نجوم الغناء.
■ هل هناك قصة حب بين الشاعر محمود فهمى إبراهيم وإحدى الفنانات، وهل تزوج من الوسط الفنى؟
ــ كان هناك مشروع زواج بين والدى والفنانة نجمة إبراهيم ولم يتم الأمر، وكانت وقتها تعمل عند بديعة مصابنى، وكان هناك مشروع زواج آخر بينه وبين الفنانة زينات صدقى، وأيضًا لم يكتمل المشروع.. وهنا قرر والدى الزواج من خارج الوسط الفنى من فتاة من محافظة الشرقية، وأنجبت ثلاثة أولاد هم عادل الابن الأكبر وعزت وعلاء، وكانت تلك هى الزيجة الوحيدة فى حياته.
■ كيف كان والدك يستلهم أشعاره؟
ــ أتذكر أنه روى لنا أنه كتب كلمات أغنية للفنانة نجمة إبراهيم، فقد كانت تغنى أيضًا قبل انخراطها فى التمثيل، وكانت تطمع أن تصبح مطربة، وكان السبب فى كتابة الأغنية هو الفنان بشارة واكيم.. فقد كان من أقرب الأصدقاء إلى والدى، وكان يسكن فى منطقة شبرا أيضًا، وكان يهوى صيد السمك، ودأب والدى على الذهاب إليه ليستأجرا قاربًا يقومان فيه بالنزهة والصيد، وربما يستلهم والدى أى خاطر شعرى فى تلك النزهة.. وذات مرة نادى بشارة واكيم على المراكبى بعد انتهاء النزهة قائلًا: يا مراكبى حل وعدينا.. وهنا التقط والدى هذا النداء وألف أغنية «يا مراكبى حل وعدينى على بلد المحبوب ودينى»، وغنتها الفنانة نجمة إبراهيم.. وأيضًا كتب للفنانة بديعة صادق العديد من الأغانى، منها «يا محلى جمالك يا عروسة»، وكتب للفنانة شادية «يا بنت عمى يا وحشانى يا ساكنة فى البر الثانى»، وكتب لها أيضًا «يا حسن يا خولى الجنينة»، وكتب لشريفة فاضل «الولا جه سأل عليا»، وكتب أيضًا لإبراهيم حمودة وأحمد عبدالقادر وغيرهم من نجوم الطرب.
■ عرفت أن والدك من أقدم أعضاء جمعية المؤلفين والملحنين، فسر لنا ذلك؟
ــ دعنى أؤكد لكم أن صاحب فكرة إنشاء جمعية المؤلفين والملحنين هو والدى محمود فهمى إبراهيم.. وسأروى لكم الحكاية، كان والدى قد سافر مع السيدة بديعة مصابنى والملحن فريد غصن إلى تونس فى رحلة فنية، وهناك كتب لبديعة أغنيه لتؤديها من ألحان فريد غصن، فكان هناك فى تونس فرع لجمعية المؤلفين والملحنين، وبالتالى عرضوا عليهم أن يتم تسجيل الأغنية بأسمائهم، بديعة كمغنية ووالدى كمؤلف وفريد غصن هو الملحن، ومن فرع جمعية تونس يتم إرسال تلك البيانات؛ ليتم تسجيلها فى الجمعية الرئيسية «الساسيم» فى باريس.. وهنا أصبح أول مؤلف مصرى يتم إدراج اسمه فى جمعية باريس هو الشاعر محمود فهمى إبراهيم.. وعند عودتهم إلى القاهرة وصلت لوالدى مطالبة من جمعية باريس بمبلغ ٧٥ قرشًا وهى قيمة تسجيل عضويته هناك.
وفكر والدى سريعًا فى إنشاء المكتب المصرى لحقوق التأليف والنشر، ووقف الملحن عبدالعظيم عبد الحق مع والدى فى تلك الخطوة، وبعرضها على نجوم الفن انضم إليهم الموسيقار محمد عبدالوهاب وآخرون، وكان آخر من انضم إليهم الموسيقار فريد الأطرش.. وتعدل الاسم بعد ذلك؛ ليصبح اتحاد المؤلفين والملحنين وكانت المنافسة دائمًا شديدة بين فريد الأطرش وعبدالوهاب ومحمد فوزى على رئاسة الجمعية أو الاتحاد، وكان والدى بشكل دائم عضو مجلس إدارة الجمعية.
■ نظرًا لأنك الابن الأكبر للشاعر محمود فهمى إبراهيم، كيف رأيت علاقته بنجوم الفن، وهل كان بعضهم يأتى الى منزلكم؟
- هناك بعض نجوم الفن كنت أشعر بأنهم جزء من عائلتنا، مثلًا الملحن محمد عبدالعليم كنت أشعر أنه عمى، فقد كان دائم الحضور إلينا وكنا أيضًا نكرر الزيارات له فى منزله، وأيضًا المطرب إبراهيم حمودة والمطرب أحمد عبدالقادر، وكان كفيفا ويسكن بجوارنا فى جزيرة بدران، وكان دائمًا يأتى إلى منزلنا.. أما علاقتى بالموسيقار فريد الأطرش فكانت سطحية، رغم صداقته لوالدى، فقد رأيته مرة فى جمعية المؤلفين والملحنين ومرة أخرى قابلته مع والدى فى بيروت.
■ قلت لى إن والدك عاد مرة أخرى إلى الصحافة، وتم تعيينه فى مجلة «آخر ساعة».. كيف تم ذلك؟
- أتذكر واقعة حدثت عام ١٩٧١، عندما قام الرئيس السادات بصرف معاش استثنائى لجميع الفنانين، وصرف الجميع المعاش ما عدا والدى، وكانت قيمة المعاش ٧٥ جنيهًا.. ودعنى أوضح لك سبب إبعاد والدى عن المعاش، فقد كان عضو مجلس إدارة جمعية المؤلفين والملحنين وفى نفس الوقت رئيس لجنة النصوص، وذات مرة عرضت عليه أغنية من نظم الشاعر الكبير صالح جودت فأشر عليها والدى أنها دون المستوى، فلما أصبح صالح جودت وكيلًا لوزارة الثقافة قام بتنفيذ قرار صرف معاشات الرئيس السادات للفنانين والشعراء ما عدا والدى.. وهنا لاحظ محمود أمين العالم ما حدث وكان من أصدقاء والدى المقربين، فقرر إعادة تعيين والدى صحفيًا بالمكافأة فى مجلة «آخر ساعة» كنوع من التعويض أو المساندة، خصوصًا أن جمعية المؤلفين لم تكن تصرف حقوق الأداء العلنى والطبع الميكانيكى، ولا يوجد مصدر دخل لهؤلاء الفنانين، وبعد تعيين والدى فى مجلة «آخر ساعة» صحفيًا جاء أحد الأشخاص فى «أخبار اليوم» وأبلغ الضرائب عن والدى، وهنا استاء والدى من تلك المكيدة، وترك العمل فى «آخر ساعة»؛ ليتفرغ لكتابة الشعر حتى نهاية حياته.
■ لا يخفى عنكم أن هناك قصة شائعة عن والدك، أنه كان يعمل ماسحًا للأحذية أمام كازينو بديعة مصابنى، هل تعرف من أطلق تلك القصة وما حقيقتها؟
- عند الله يلتقى الخصوم.. بالطبع أعرف من أطلق تلك الشائعة السخيفة.. وأنا رويت لكم بأمانة وصدق مسيرة والدى فى الصحافة والشعر الغنائى، فلو كان بالفعل والدى ماسحًا للأحذية- كما تقول الشائعات- فكان من الأولى أن يلجأ الى ابن عمته وصديق عمره عباس مصطفى عمار، الذى أصبح وزيرًا مرتين، قبل ثورة يوليو وبعدها، مرة عام ١٩٥٢ ومرة أخرى أصبح وزيرًا عام ١٩٥٤، فكان من الأجدر أن يطلب منه عملًا مرموقًا فى إحدى الوزارات، هذا بالفعل لو كان والدى ماسحًا للأحذية.. لكن مسيرة والدى كما رويتها لكم، عمل صحفيًا ومن الصحافة امتهن الشعر، وبجانب الشعر عاد إلى الصحافة، وبعد ذلك قضى أيامه الأخيرة شاعرًا.
قصة ماسح الأحذيه كذب وافتراء مع احترامى للمهنة وأصحابها، والذى أطلق تلك الشائعة والقصة الكاذبة هو ناقد معروف، ودعنى أوجه إليه سؤالًا: كم كان عمرك وقت أن افتتحت بديعة مسرحها؟ أنا أعرف أن هذا الناقد ولد بعد رحيل بديعة عن مصر عام ١٩٥٦ فمن أين جاء بتلك القصة المفبركة؟
■ ربما أطلق أحد الشعراء تلك الشائعة عن والدك بطريقة المزاح، فأخذها منه الناقد المعروف وروجها؟
- دعنى أؤكد أن تلك الشائعة لم تظهر ولم أسمع عنها إلا فى السنوات الأخيرة، وكان والدى يرتبط بعلاقة قوية مع كل الشعراء، منهم الشاعر مأمون الشناوى والشاعر كامل الشناوى، ومن قوة العلاقة بين والدى وبين مأمون الشناوى أن عرض مأمون على والدى إدارة شركة «منتصر»، التى كانت تهتم بطرح إنتاج الفنان أحمد عدوية، ولم يعجب والدى بلون عدوية الغنائى؛ فرفض إدارة الشركة، وتولى مأمون الشناوى بنفسه الإدارة.. وأخيرًا أوجه سؤالى لصاحب تلك الشائعة: لماذا لم تذكر أى معلومات عن محمود فهمى إبراهيم، لماذا لم تذكر شيئًا عن نشأته وتعليمه ومسيرته ثم رحيله؟ أنا أؤكد أنه صرح كثيرًا فى البرامج بتلك المزحة غير اللطيفة عن والدى ويدعى أنه سمعها من أحد أقاربه.. ولم يكلف نفسه عناء البحث عن الحقيقه والتواصل معنا ليتحقق من صحه الأمر.
■ حدثنا عن الأيام الأخيرة فى حياة والدك الشاعر محمود فهمى إبراهيم
- كان والدى مدخنًا، ومع تقدم العمر أقلع عن التدخين، ولم يكن يشعر بأى مرض حتى أيامه الأخيرة، وكانت الوفاة طبيعية فى منزلنا يوم ٢ يوليو ١٩٩٥ عن عمر يناهز ٨٤ عامًا.. ومن المفارقات الغريبة أننى ذهبت إلى جمعية المؤلفين والملحنين؛ لأبلغهم بوفاة والدى، فوجدت هناك حالة حداد، وسألت فقالوا إن الموسيقار محمد الموجى توفى يوم ١ يوليو ١٩٩٥، أى توفى والدى فى اليوم التالى لرحيل الموجى.
إلى هنا انتهى حوارى مع المحاسب عادل محمود فهمى إبراهيم، وشكرته بالطبع على ذلك الانفراد، الذى خصنا به، وأيضًا صورة والده التى تنشر لأول مرة فى الصحافة ووسائل الإعلام للشاعر محمود فهمى إبراهيم.
ولكى أستزيد من المعلومات، فقد ذهبت إلى جمعية المؤلفين والملحنين، وهناك وجدت ترحيبًا كبيرًا منهم، وفى دقائق كان بين يدى ملف ضخم فيه الكثير من الأوراق الخاصة بالشاعر فى الجمعية، ومن خلالها ثبت أن الرجل من الأعضاء المؤسسين للجمعية، حيث يرجع تاريخ عضويته إلى ٢٩ يونيه ١٩٤٨، ومن ضمن محتويات الملف شهادة من شركة أفلام فريد الأطرش بأن السيد محمود فهمى إبراهيم الشاعر ومؤلف الأغانى قد انصرف لتأليف الأغانى منذ أكثر من ٤٠ عامًا.. وأن فريد الأطرش قد غنى له الكثير من أغانى السينما والإذاعة.. أما الدفتر الثانى للشاعر فهو يرصد إنتاجه الشعرى لكل المطربين والملحنين منذ نشأة الجمعية حتى رحيله عام ١٩٩٥.. ويسعدنا أن ننشر تلك الوثائق الهامة التى ننفرد بها للقراء الأعزاء.
تقدمت بالشكر لجمعية المؤلفين والملحنين على حرصها وحفاظها على تلك الوثائق الهامة، فأكدت أنها تسعد بجهد كل باحث ومؤرخ يسعى إلى التوثيق الحقيقى لسير نجوم الفن والشعراء.
أخيرًا.. طرحنا اليوم فى الدستور انفرادًا يرتكز على معلومات حقيقية من مصادرها الأصلية، سواء ابن الشاعر محمود فهمى إبراهيم أو جمعية المؤلفين والملحنين.. ونتمنى أن تتداول وتتناول وسائل الإعلام والقنوات الفضائية انفرادنا لنمحو بالحقيقة الشائعات المتداولة عن الشاعر محمود فهمى إبراهيم.