الجمعة 31 يناير 2025
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

ماذا تقرأ كيت وينسلت؟

كيت وينسلت
كيت وينسلت

أكدت كيت وينسلت، نجمة «هوليوود» المعروفة بجاذبيتها وإطلالاتها المميزة، وأدوارها التى لا تُنسى فى عدة أفلام شهيرة، حبها لقراءة الكتب، سواء عبر تصريحات تليفزيونية، أو فى مقابلات صحفية، أو حتى فى منشورات على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعى. وكثيرًا ما توصى نجمة أفلام مثل «Titanic» و«Lee» و«The Reader» و«Eternal Sunshine of the Spotless Mind»، وغيرها الكثير، مُعجبيها ببعض الكُتب المفضلة لديها، والتى تتنوع بين الروايات الكلاسيكية، والدراما العاطفية، أو الأعمال التى تتناول قضايا المجتمع والنفس البشرية، أو مؤلفات المساعدة الذاتية، وكذلك القراءات المتعلقة بالطعام وغيرها. شبكة «Times Now News» الهندية، وعلى موقعها الإلكترونى، نشرت تقريرًا تكشف فيه عن 6 كُتب مفضلة لدى كيت وينسلت، أوصت القراء بالاطلاع عليها، وتكشف بصورة كبيرة عن ذوقها الشخصى المتنوع، وهى ما نستعرضه فى السطور التالية. 

Thérèse Raquin

رواية فرنسية كلاسيكية للكاتب إميل زولا، نُشرت لأول مرة عام ١٨٦٧، وهى قصة مظلمة عن العاطفة والخيانة والشعور بالذنب، تتناول حياة امرأة شابة تُدعى «تيريز»، مُحاصرَة فى زواج بلا حب، من «كاميل» المريض المتمركز حول ذاته، وعندما تسنح الفرصة، تدخل «تيريز» فى علاقة عاطفية وجنسية مع أحد أصدقاء زوجها، ويُـدعى «لوران».

بعدها، تقتل البطلة وحبيبها «لوران» زوجها «كاميل»، لكن شبح الزوج المقتول يطارد الاثنين، ويمنعهما من التمتع بثمار جريمتهما، ضمن أحداث تدخل إلى الكهف المخيف للرغبات البشرية والعواقب الأخلاقية للشخصيات الموجودة بها.

إميل زولا

وقد يفسر تفضيل كيت وينسلت للسرد المكثف الذى تحركه الشخصيات، شغفها بهذه التحفة الفنية الكلاسيكية، إذ تعتبر الرواية واحدة من أشهر الروايات الواقعية التى ألّفها «زولا»، وتناول فيها قضايا شائكة مثل الزنا، والقتل بين الطبقات الدنيا فى المجتمع الفرنسى، خلال القرن التاسع عشر، ورغم أنها كانت ثالث رواياته، تعد الأولى التى اكتسبت شهرة واسعة.

وواجهت الرواية الكثير من الانتقادات، حتى إن صحيفة «لو فيجارو» الفرنسية، وقت نشرها، وصفتها بأنها «فاسدة» بسبب تناول موضوعات مثل الزنا والخيانة والقتل. لكن «زولا» كان يريد أن يشرح من خلال روايته المروعة دوافع شخصياته، وإنهم مجرد «وحوش بشرية» تقتل لإشباع شهواتها، وتمثل بيانًا رئيسيًا للحركة الأدبية الواقعية فى فرنسا، التى يمكن اعتبار المؤلف أبًا مؤسسًا لها.

Boost Your Child’s Immune System

ليس غريبًا أن توصى كيت وينسلت بقراءة كتاب «Boost Your Child’s Immune System»، أو «عزز الجهاز المناعى لطفلك»، وتعتبره ضمن قائمتها المفضلة، بصفتها أمًا مُخلصة، ما يدفعها لتقدير الكتب التى تدعم الحياة الصحية لأطفالها.

وتقدم الكاتبة لوسى بورنى، التى تعد من أفضل المتخصصين فى التغذية، بين غلافى كتابها، نصائح عملية حول التغذية، وخططًا لوجبات ونمط حياة يمكنها تعزيز جهاز المناعة لدى الطفل، بما يجعله كتابًا مفيدًا للآباء والأمهات، يعكس التزام «وينسلت» بصحة أسرتها.

لوسى بورنى

ويشرح الكتاب، الذى صدر عام ٢٠٠٣، للآباء والأمهات كيفية مساعدة أطفالهم على أن يصبحوا لائقين وأقوياء مدى الحياة، عبر الاستفادة القصوى من الأطعمة الفائقة والمغذيات، مع أخذهم فى جولة حول كيفية عمل الجهاز المناعى للطفل، ثم توضيح الأطعمة التى يجب تناولها أو تجنبها، فى كل مرحلة من مراحل حياة الطفل، وذلك بطريقة مباشرة وسهلة القراءة.

ويتضمن الكتاب أكثر من ١٦٠ وصفة لوجبات صحية وسهلة التحضير، بما فى ذلك قائمة- من الألف إلى الياء- للأطعمة الفائقة لجهاز مناعة الطفل، وأفضل ١٠ عناصر غذائية لبناء مقاومة فائقة، والأطعمة التى تحتوى عليها.

ويوصى أيضًا بالأطعمة التى يمكن استخدامها لمكافحة الأمراض الشائعة فى مرحلة الطفولة بشكل طبيعى، ومنها نزلات البرد المتكررة، والتهابات الأذن، وجفاف الجلد أو «الأكزيما»، والربو، وعادات النوم السيئة.

«Made in Italy:Food & Stories» 

هو مزيج رائع من الوصفات والحكايات، كتبها جورجيو لوكاتيلى، أحد أشهر الطهاة الإيطاليين، والذى تعتبره كيت وينسلت «مُلهمًا»، لأنه لا يقدم وصفات إيطالية أصيلة فحسب، بل يتعمق أيضًا فى الثقافة والعواطف المرتبطة بالطعام، ما يجعل كتابه أكثر من مجرد كتاب طبخ.

نُشر كتاب «صُنع فى إيطاليا: طعام وقصص» عام ٢٠٠٧، وتناول فيه جورجيو لوكاتيلى قصة نشأته فى «كورجينو» بشمال إيطاليا، بالقرب من الحدود السويسرية، حيث بدأ العمل كمساعد فى مطعم العائلة، وهو لا يزال فى سن الخامسة، مؤكدًا أن كل ما تأكله وتشربه عائلته كان تقريبًا يُنتج محليًا.

جورجيو لوكاتيلى

ويروى «لوكاتيلى»، فى الكتاب، كيف أخبره رئيس الطهاة، فى أول وظيفة حقيقية له فى مطعم إيطالى، بأنه لن ينجح أبدًا كطاهٍ، وكيف تم إيقافه عن الدراسة فى مدرسة الطبخ بسبب تقبيل فتاة على سلالم المدرسة، قبل أن يصبح فى النهاية طاهيًا يحظى بإعجاب كبير فى داخل وخارج إيطاليا.

الكتاب مكون من ٦٢٤ صفحة، ومصور بشكل محترف، وملىء بوصفات «لوكاتيلى» ورؤيته وتفاصيله التاريخية عن الطعام الإيطالى، ويجمع بين سرد القصص عن الطعام، والخبرة العملية لأحد أفضل الطهاة، فضلًا عن قصص مثيرة وملاحظات مضحكة وصريحة حول طبخ وتناول الطعام والاستمتاع به فى الوقت الحاضر.

The Waterline

تدور أحداث رواية «The Waterline» أو «خط الماء» المؤثرة حول شاب يتعامل مع أحزانه ويعيد اكتشاف نفسه، ويرسم الروائى جوزيف أولشان فيها تعقيدات الخسارة فى حياة الأشخاص، وكيفية الشفاء منها.

وربما اختارت كيت وينسلت، المعروفة بتجسيدها الدقيق للصراعات العاطفية العميقة فى أفلامها، تلك الرواية لعمقها وحساسيتها، فالرواية التى نُشرت عام ١٩٨٩، تتناول الصدمة التى حدثت لبطلها «بيلى كابلان»، عندما كان فى السابعة من عمره، وشهد غرق طفل آخر يُدعى «مارك روزن»، ويظل الموت بسبب الماء يطارد «كابلان»، حتى بعد أن وصل إلى سن العشرين.

جوزيف أولشان

ويسرد الكاتب جوزيف أولشان، فى روايته، الرحلة العاطفية لـ«بيلى كابلان» ووالديه للوصول إلى التعايش السلمى مع ماضيه، بعد أن كان آخر من رأى الطفل البالغ من العمر عامين على قيد الحياة، قبل غرقه، ولا يزال يتذكر تلك الواقعة ويشعر بالذنب لأنه لم يستطع إنقاذه

Revolutionary Road

ارتباط كيت وينسلت برواية «Revolutionary Road» أو «الطريق الثورى» هو ارتباط شخصى بشكل كبير، بعد أن لعبت دور البطولة فى الفيلم المقتبس عن الرواية، رفقة النجم ليوناردو دى كابريو، فى عام ٢٠٠٨، والذى نال استحسان النقاد.

وربما يكون إيقاع الكاتب الأمريكى ريتشارد ييتس، وصدقه الخام فى كلماته، هو سبب تفضيل «وينسلت» تلك الرواية، بالإضافة إلى عشقها فى المقام الأول القصص القوية عاطفيًا.

ريتشارد ييتس

و«الطريق الثورى» هى الرواية الأولى لـ«ييتس»، وكانت من بين الأعمال المرشحة لجائزة الكتاب الوطنى عام ١٩٦٢، وعندما نشرتها دار «أتلانتيك ليتل براون» فى عام ١٩٦١، تلقت إشادة من النقاد، حتى إن صحيفة «نيويورك تايمز» وصفتها بأنها «مصنوعة بشكل جميل»، واختارتها مجلة «تايم» الأمريكية كواحدة من أفضل ١٠٠ رواية باللغة الإنجليزية من عام ١٩٢٣ حتى الوقت الحاضر.

الرواية تصور صراعات «فرانك» و«أبريل» ويلر، زوجين من ضواحى أمريكا، وتحديدًا ولاية «كونيتيكت»، يعتبران أنفسهما مختلفين تمامًا عن جيرانهما، لكنهم يتصارعان مع رتابة حياتهما وأحلامهما غير المحققة، خلال الخمسينيات من القرن الماضى. واعترف الكاتب ريتشارد ييتس بأنه قصد بروايته، التى تدور أحداثها فى ١٩٥٥، أن تكون إدانة للحياة الأمريكية آنذاك.

Dancing with the Octopus

تروى مذكرات «Dancing with the Octopus» أو «الرقص مع الأخطبوط» تجربة ديبورا هاردينج المروعة مع الاختطاف، والرحلة الطويلة للتعافى منها، وتعد شهادة قوية على المرونة والتسامح، وهى موضوعات تتوافق مع إعجاب كيت وينسلت بقصص القوة البشرية والمثابرة.

«الرقص مع الأخطبوط» صدر عام ٢٠٢٠، وهو كتاب يقدم استكشافًا عميقًا للصدمة والأمل بعدها، ويعد مذكرات شخصية للمؤلفة، تتحدث فيها عن صدمتها خلال الطفولة، وامتدادها الطويل إلى مرحلة البلوغ، لذا اختير كواحد من أفضل كتب الجرائم الحقيقية من قبل مجلة «مارى كلير».

ديبورا هاردينج

تروى المؤلفة فى هذا الكتاب ما حدث لها بأحد أيام شتاء نوفمبر ١٩٧٨، فى «أوماها»، عندما كانت تبلغ من العمر ١٤ عامًا فقط، حيث اُختطفت تحت تهديد السكين، من موقف سيارات تابع لكنيسة مجاورة لها.

تشرح كيف ألقيت فى شاحنة صغيرة، وتعرضت للاعتداء، واحتُجزت مقابل فدية، ثم تُركت لتموت وسط عاصفة ثلجية على المدينة، قبل إنقاذها بعد ذلك، كاشفة كيف عانت من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، ورحلة التعافى منها.