OSCAR.. العودة إلى الرواية.. «سيطرة أدبية» كبيرة على ترشيحات «أوسكار 2025»

أعلنت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، الخميس الماضى 23 يناير الجارى، عن ترشيحات جوائز «الأوسكار» لعام 2025 فى دورتها الـ97، بعد تأجيل الإعلان مرتين بسبب حرائق لوس أنجلوس.
وبطبيعة الحال، لاقت القوائم النهائية فى كل فئة ردود فعل متباينة، ما بين دعم واستنكار للأعمال المرشحة، لكن الظاهرة الأكثر إثارة للاهتمام هى وجود 7 أفلام من أصل 10 فى قائمة «أفضل فيلم»، مُقتبَسة عن كتب وروايات وسير ذاتية، وهى: «Conclave - A Complete Unknown- Dune: Part Two - Emilia Pérez- I’m Still Here- Nickel Boys- Wicked».
وإلى جانب احتلالها 70% من ترشيحات «الأوسكار» لفئة «أفضل فيلم»، رُشحت هذه الأفلام فى فئات مختلفة للجائزة، مثل «أفضل سيناريو مقتبس»، والتى تضمنت 4 أفلام من السبعة هى: «A Complete Unknown – Conclave - Emilia Pérez - Nickel Boys».
وضمت قائمتا «أفضل ممثلة» و«ممثلة مساعدة» النجمات سينثيا إريفو وأريانا جراندى، عن فيلم «Wicked»، وكارلا صوفيا جاسيون وزوى سالدانا، عن فيلم «Emilia Pérez»، وفرناندا توريس، عن فيلم «I’m Still Here»، وإيزابيلا روسيلينى، عن فيلم «Conclave»، ومونيكا بارابو، عن فيلم «A Complete Unknown».
ورُشح تيموثى شالاميه وإدوارد نورتون فى فئتى «أفضل ممثل» و«أفضل ممثل مساعد»، عن فيلم «A Complete Unknown»، ورالف فاينس فى «أفضل ممثل»، عن فيلم «Conclave». بينما ضمت فئة «أفضل مخرج» كلًا من جيمس مانجولد وجاك أوديار، عن فيلمى «A Complete Unknown» و «Emilia Pérez»، فضلًا عن تنافس فيلمى «I’m Still Here» و«Emilia Pérez» فى فئة «أفضل فيلم»، إلى جانب اختيارهما فى فئة «أفضل فيلم دولى».
ومن المتوقع أن يتوجه جمهور واسع لقراءة الأعمال الأدبية المُقتبسة عنها الأفلام السبعة التى وصلت إلى القائمة النهائية لترشيحات «الأوسكار»، ولذلك قدمت أغلب وسائل الإعلام العالمية والأمريكية المتخصصة لمحات من هذه الكتب، نستعرضها فى السطور التالية.
I’m Still Here.. حكاية مناضلة برازيلية ضد الديكتاتورية

فيلم درامى سياسى وسيرة ذاتية، من إخراج والتر ساليس، وسيناريو موريلو هاوزر وهيتور لوريجا، استنادًا إلى مذكرات الروائى البرازيلى الشهير، مارسيلو روبنز بايفا، التى صدرت عام ٢٠١٥، بنفس الاسم بالبرتغالية «Ainda Estou Aqui».
يدور الفيلم حول يونيس بايفا، والدة المؤلف، وهى أم وناشطة تضعها الظروف لتواجه مأساة الاختفاء القسرى لزوجها السياسى المنشق، روبنز بايفا، أثناء الديكتاتورية العسكرية بالبرازيل، فى سبعينيات القرن الماضى، وهو من بطولة فرناندا توريس، فى دور «يونيس» وهى شابة، وفرناندا مونتينيجرو فى دور «يونيس» وهى كبيرة.
عُرض الفيلم لأول مرة عالميًا، أول سبتمبر الماضى، ضمن فعاليات مهرجان «فينسيا» السينمائى الدولى الـ٨١، ونال استحسان النقاد، خاصة أداء فرناندا توريس، التى فازت عن هذا الدور بجائزة «أفضل ممثلة فى فيلم درامى»، خلال حفل توزيع جوائز «جولدن جلوب» الـ٨٢، قبل أن يُرشح الفيلم لجائزة «أفضل فيلم» فى جوائز «الأوسكار» الـ٩٧، كأول فيلم برازيلى ينال هذا الشرف، إلى جانب جائزتى «أفضل فيلم دولى» و«أفضل ممثلة».
ومذكرات الروائى البرازيلى مارسيلو روبنز بايفا نُشرت فى ٤ أغسطس ٢٠١٥، وتناول فيها العلاقة الدقيقة مع والدته «يونيس»، التى توفيت عام ٢٠١٨، عن عمر يناهز ٨٩ عامًا، ويُقال إن قبرها أصبح قبلة لمحبى هذه المرأة التى ناضلت من أجل الديمقراطية فى البرازيل.
وعُرفت يونيس بايفا، التى عانت من «الزهايمر» لأكثر من عقد من الزمان، كمحامية وناشطة مؤثرة فى مجال حقوق الإنسان بالبرازيل، خاصة حقوق السكان الأصليين، وعانت كثيرًا بعد إلقاء الشرطة العسكرية القبض على زوجها السابق، روبنز بايفا.
وروبنز بايفا هو مهندس وعضو سابق فى «الكونجرس»، اختفى قسرًا فى ٢٠ يناير ١٩٧١، ولم تتضح حقيقة ما حدث له إلا بعد عقود من الزمان، إذ تبين أنه تعرض للتعذيب والقتل على يد الديكتاتورية العسكرية فى البرازيل، التى حكمت من ١٩٦٤ إلى ١٩٨٥، ولم يُعثر على جثته أبدًا.
وبينما مارسيلو بايفا يكتب كتابه المقتبس منه الفيلم، شكلت الرئيسة البرازيلية السابقة، ديلما روسيف، التى سُجنت وعُذبت أثناء الحكم العسكرى، ما تسمى «لجنة الحقيقة الوطنية»، للتحقيق فى الجرائم التى ارتكبتها الديكتاتورية.
وانتهت اللجنة إلى تأكيد أن والد المؤلف، روبنز بايفا، كان واحدًا من ٤٣٤ شخصًا قُتلوا أو اختفوا على يد النظام العسكرى، إلى جانب تعرض عشرات الآلاف للتعذيب. حينها قال «بايفا» لمجلة «تايم» الأمريكية: «أدركت أن والدتى كانت تفقد ذاكرتها، بينما كانت البرازيل تناقش ذاكرتها الخاصة. لقد كان من الغريب جدًا الكتابة بالتزامن مع هذا الإعلان».
وحقق الكتاب نجاحًا كبيرًا فى البرازيل، وكان من أكثر الكتب مبيعًا هناك وقت صدوره، وبتحويله إلى فيلم، أصبح مثار حديث الكثيرين حول العالم وفى البرازيل، بل ودفع أسر السجناء السياسيين السابقين لتسجيل مقاطع فيديو تحكى قصص أسرهم، على منصات التواصل الاجتماعى، خاصة «يوتيوب» و«تيك توك».
Wicked.. براءة شريرة «أرض أوز العجيبة»

فيلم موسيقى وخيالى، من إخراج جون إم. تشو، وسيناريو وينى هولزمان ودانا فوكس، وهو مقتبس عن رواية جريجورى ماجواير: «Wicked: The Life and Times of the Wicked Witch of the West»، التى نُشرت عام ١٩٩٥، وأعادت تقديم عناصر من سلسلة كتب «أوز»، والفيلم الشهير «ساحر أوز» الذى عُرض عام ١٩٣٩. يشارك فى بطولة «Wicked» كل سينثيا إيريفو، فى دور «إلفابا ثروب»، وأريانا جراندى، فى دور «جاليندا أبلاند»، إلى جانب جوناثان بيلى وإيثان سلاتر وبوين يانج وماريسا بود وبيتر دينكلج.
تدور أحداث الفيلم فى «أرض أوز»، قبل وصول «دوروثى جيل» من كانساس، ويروى قصة «إلفابا»، التى ستصبح لاحقًا الساحرة الشريرة للغرب، وعلاقة الصداقة التى تجمعها بزميلتها فى الدراسة «جاليندا»، التى ستعرف فيما بعد باسم «جاليندا الطيبة».
وفى «أرض أوز»، تشارك «جاليندا الطيبة» سكان «مونشكينلاند» احتفالهم بوفاة الساحرة الشريرة، ويطرح طفل سؤالًا على «جاليندا» حول منشأ الشر، ما يدفعها للتفكير فى حياة الساحرة الشريرة، ثم تبدأ فى سرد قصة حياة الساحرة.
وبحسب هذه القصة، ولدت الساحرة الشريرة نتيجة علاقة غرامية بين زوجة الحاكم «ثروب» وبائع متجول، ومنذ ولادتها، عانت من النبذ بسبب بشرتها الخضراء غير المألوفة، وقدراتها السحرية الجامحة. وعُرض فيلم «Wicked» لأول مرة فى مسرح الولاية بمدينة سيدنى الأسترالية، فى ٣ نوفمبر الماضى، قبل أن يطرح فى دور العرض الأملاريكية، يوم ٢٢ من الشهر نفسه.
ووضع معهد الفيلم الأمريكى «Wicked» فى قائمة «أفضل أفلام عام ٢٠٢٤»، قبل أن يحصل على ١٠ ترشيحات لجوائز «الأوسكار» المقبلة، بما فيها «أفضل فيلم» و«أفضل ممثلة» و«أفضل ممثلة مساعدة». كما فاز بجائزة «الإنجاز السينمائى وشباك التذاكر»، فى حفل توزيع جوائز «جولدن جلوب» الأخير.
A Complete Unknown.. سيرة بوب ديلان على الشاشة

فيلم درامى موسيقى أمريكى من إخراج جيمس مانجولد، الذى شارك أيضًا فى كتابة السيناريو مع جاى كوكس، ويدور حول المغنى وكاتب الأغانى الأمريكى بوب ديلان، الحائز على جائزة «نوبل للآداب» عام ٢٠١٦، لتأثيره اللافت على الموسيقى الأمريكية.
ويجسد النجم تيموثى شالامى شخصية بوب ديلان، ويشاركه بطولة الفيلم كل من: إدوارد نورتون وإيل فانينج ومونيكا باربارو وبويد هولبروك ودان فوجلر ونوربرت ليو بوتز وإريكو هاتسونى وبيج بيل مورجانفيلد وويل هاريسون وسكوت ماكنيرى.
عُرض الفيلم لأول مرة فى ١٠ ديسمبر الماضى، وتلقى إشادات إيجابية من النقاد، وصُنف ضمن «أفضل ١٠ أفلام لعام ٢٠٢٤» من قبل «معهد الفيلم الأمريكى»، وصولًا إلى حصوله على ٨ ترشيحات فى حفل «الأوسكار» المقبل، بما فيها «أفضل فيلم» و«أفضل مخرج» و«أفضل ممثل» و«أفضل ممثل مساعد» و«أفضل ممثلة مساعدة».
تبدأ قصة الفيلم عام ١٩٦١، حين ينتقل بوب ديلان إلى مدينة نيويورك، سعيًا لمقابلة نجمه المفضل وودى جوثرى، الذى دخل المستشفى، حيث يلتقيه بالفعل هناك، ويؤدى أغنية كتبها له، فتنال إعجاب الموسيقيين الشعبيين، لتبدأ بعدها قصة نجاحه وصعوده، التى تتسق مع المناخ السياسى والثقافى آنذاك.
الفيلم مستند إلى كتاب «Dylan Goes Electric»، الصادر عام ٢٠١٥، من تأليف إيليجاه والد، وهو صديق شخصى لبوب ديلان.
Emilia Pérez.. زعيم عصابة يخضع لعملية تحويل جنس

«Emilia Pérez» هو فيلم كوميدى موسيقى فرنسى، من تأليف وإخراج جاك أوديار، ومُقتبس عن رواية «coute» أو «استمع»، للكاتب بوريس رازون، والتى صدرت عام ٢٠١٨.
يتناول الفيلم قصة زعيمة عصابة مكسيكية تُدعى «إيميليا بيريز»، تُجسّد شخصيتها الممثلة كارلا صوفيا جاسكون، تستعين بمحامية تُدعى «ريتا مورا كاسترو»، تُؤدّى دورها الممثلة زوى سالدانا، لمُساعدتها على الاختفاء وتزييف موتها، حتى تتمكن من تحقيق حلمها فى التحوّل إلى امرأة. يُشارك فى بطولة الفيلم أيضًا كل من سيلينا جوميز وأدريانا باز ومارك إيفانير وإدجار راميريز، وعُرض لأول مرة عالميًا، فى ١٨ مايو الماضى، ضمن فعاليات مهرجان «كان» السينمائى الـ٧٧، وحينها فاز بجائزة لجنة التحكيم، وجائزة أفضل ممثلة. ورغم أن الفيلم حظى بإشادة لإخراجه وموسيقاه وأدائه وموضوعه، تعرض لانتقادات شديدة من قبل الجمهور والنقاد، الذين انتقدوا تمثيله الثقافى، وكتابة الأغانى، واستخدام الصور النمطية، فضلًا عن «طريقة تصويره للأشخاص المتحولين جنسيًا».
وفاز الفيلم أيضًا بـ٤ جوائز «جولدن جلوب» الأخيرة، إلى جانب جائزة الفيلم الأوروبى لأفضل فيلم، قبل أن يحصل على ١٣ ترشيحًا رئيسيًا فى جوائز «الأوسكار» المقبلة، بما فى ذلك «أفضل فيلم»، و«أفضل ممثلة» لكارلا صوفيا جاسكون، وهى أول امرأة متحولة جنسيًا علنًا تُرشح فى هذه الفئة.
Conclave.. مؤامرات «المجمع السرى» لانتخاب «البابا»

«Conclave» أو «المجمع المغلق» هو فيلم إثارة سياسية دينية، من إخراج إدوارد بيرجر، وكتابة بيتر ستراوجان، ومقتبس عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتب روبرت هاريس، صدرت عام ٢٠١٦، وتشارك فى بطولته نخبة من الممثلين، بينهم رالف فاينس وستانلى توتشى وجون ليثجو وسيرجيو كاستيليتو وإيزابيلا روسيلينى.
عُرض الفيلم لأول مرة فى مهرجان «تيلورايد» السينمائى الحادى والخمسين، فى ٣٠ أغسطس الماضى، وتلقى إشادات إيجابية من النقاد، وثناء كبير على الأداء والإخراج والسيناريو والتصوير السينمائى.
اختير الفيلم كواحد من أفضل ١٠ أفلام لعام ٢٠٢٤، من قبل المجلس الوطنى للمراجعة، ومعهد الفيلم الأمريكى، وحصل على ٨ ترشيحات فى حفل توزيع جوائز «الأوسكار» المقبل، بما فى ذلك «أفضل فيلم»، إلى جانب ٦ ترشيحات فى حفل توزيع جوائز «جولدن جلوب»، قبل أن يفوز بجائزة «أفضل سيناريو».
وتدور قصة الفيلم بعد وفاة البابا بنوبة قلبية، حيث انعقد المجمع البابوى المغلق، بقيادة «الكاردينال توماس لورانس»، لانتخاب خليفة البابا الراحل، من بين ٤ مرشحين هم: «ألدو بيلينى» من الولايات المتحدة، ليبرالى على غرار البابا الراحل، و«جوشوا أديمى» من نيجيريا، وهو محافظ اجتماعيًا؛ و«جوزيف تريمبلاى» من كندا، وهو معتدل، و«جوفريدو تيديسكو» من إيطاليا، وهو تقليدى متشدد.
ويزعم «يانوش فوزنياك»، رئيس الأسرة البابوية، أن البابا الراحل طالب باستقالة «تريمبلاى» فى الليلة التى توفى فيها، وهو ما ينفيه «تريمبلاى»، بينما يخبر «بيلينى» أنصاره أن هدفه هو منع «تيديسكو» من أن يصبح بابا. فى الوقت نفسه، يفاجأ «لورانس» بوصول رئيس أساقفة كابول فينسنت بينيتيز فى اللحظة الأخيرة، والذى عينه البابا الراحل كاردينالًا فى بيكتورى فى العام السابق.
ويعتمد الفيلم الفائز بجائزة «جولدن جلوب»، والمرشح لـ٨ جوائز «أوسكار»، على رواية روبرت هاريس، التى تحمل الاسم نفسه، وصدرت عام ٢٠١٦، وتدور حول أخطر الإجراءات التى تحدث داخل الكنيسة الكاثوليكية فى الفاتيكان، عند اختيار البابا الجديد، وهى إحدى أكثر العمليات سرية فى الكنيسة الكاثوليكية.
وأدت النهاية المفاجئة للفيلم، مع عوامل أخرى، إلى رد فعل عنيف بين بعض الكاثوليك والمحافظين، ويبدو أنه مختلف عن الرواية، وهو ما دعا مؤلفها روبرت هاريس للقول: «من النادر الحفاظ على الرؤية الأصلية».
وتدور أحداث الرواية على مدار ٧٢ ساعة حاسمة، وهى الفترة الزمنية التى يستغرقها عادةً المجمع المغلق للكرادلة لاختيار البابا الجديد. وخلال هذه الفترة القصيرة، تتكشف كمية كبيرة من الفضائح والمؤامرات الخفية داخل أروقة الفاتيكان، ما يُؤدّى إلى إقصاء بعض الكرادلة المُرشّحين لمنصب البابا من السباق، بينما يشهد آخرون صعودًا مفاجئًا فى شعبيتهم وحظوظهم.
Dune: Part Two.. «كوكب أراكيس» فى انتظار المسيح
«Dune: Part Two» هو عمل سينمائى ملحمى، من إخراج دينيس فيلنوف، الذى شارك أيضًا فى كتابة السيناريو، رفقة جون سبايتس، ويعتبر تكملة مباشرة لفيلم «Dune»، الذى عُرض عام ٢٠٢١، وكلاهما اقتباس سينمائى من رواية الخيال العلمى الشهيرة «Dune» أو «الكثيب»، التى كتبها فرانك هربرت عام ١٩٦٥.
عُرض الفيلم لأول مرة بالولايات المتحدة، فى أول مارس الماضى، وحقق إيرادات ٧١٤.٤ مليون دولار فى جميع أنحاء العالم، ما يجعله خامس أعلى فيلم ربحًا فى ٢٠٢٤، مع حصوله على العديد من الجوائز، واختياره فى قائمة «أفضل ١٠ أفلام لعام ٢٠٢٤»، من قبل «معهد الفيلم الأمريكى»، قبول الحصول على ٥ ترشيحات فى حفل توزيع جوائز «الأوسكار» المقبل.
وتدور أحداث رواية «Dune» فى المُستقبل البعيد، وتحديدًا فى مُجتمع إقطاعى بين النجوم ينحدر من البشر الأرضيين، حيث تُسيطر العديد من الأسر النبيلة على الإقطاعيات الكوكبية.
وتحكى الرواية قصة الشاب «بول أتريدس»، الذى تزور عائلته بيت «أتريدس» النبيل، فى كوكب «أراكيس»، الذى يُعرف أيضًا باسم «الكثيب»، وهو كوكب صحراوى قاحل وغير مضياف وقليل السكان، إلا أنه المصدر الوحيد لمادة قيّمة للغاية تُسمى «المزيج» أو «التوابل»، تُطيل العمر بشكل كبير، وتُعزّز القدرات العقلية بشكل خارق، ما يجعلها سلعة استراتيجية لا غنى عنها فى هذا المُجتمع بين النجوم.
Nickel Boys.. مأساة طالب أمريكى من أصل إفريقى
فيلم درامى تاريخى أمريكى، من إخراج راميل روس، الذى شارك أيضًا فى كتابة السيناريو مع جوسلين بارنز، ومن بطولة إيثان هيريس وبراندون ويلسون وهاميش لينكليتر وفريد هيتشينجر وديفيد ديجز وأونجانو إليس تايلور.
تدور قصة الفيلم حول الطالب الأمريكى من أصل إفريقى «إلوود كورتيس»، الذى يتم قبوله فى برنامج دراسى مجانى بإحدى المدارس المهمة لذكائه الكبير، وبينما يستقل سيارة يقودها رجل من أصل إفريقى أيضًا، يتم إيقافهما واكتشاف أن السيارة مسروقة، وتلقى الشرطة القبض على الرجل، وتدين «إلوود» وتعتبره شريكه، ولأنه قاصر، يُرسل إلى «أكاديمية نيكل»، وهى مدرسة إصلاحية فى فلوريدا معروفة بمعاملتها المسيئة للطلاب، فى ستينيات القرن الماضى.
يتمتع الطلاب البيض فى «أكاديمية نيكل» بإقامة مريحة واهتمام شخصى من الموظفين، بينما يتم إيواء الطلاب السود فى مرافق رثة، ولا تبذل المدرسة أى محاولة لتثقيفهم. وعلى الرغم من إخبارهم بأنه يمكن إطلاق سراحهم لحسن سلوكهم، لا يمكنهم فى الواقع المغادرة حتى بلوغ الثامنة عشرة، لأن المدرسة تجنى المال من توظيفهم كعمال، فضلًا عن تعرض بعضهم لاعتداء جنسى.
ويترابط مصير «إلوود» مع «تيرنر»، وهو طالب هادئ آخر، لكن بينما يستلهم «إلوود» أفكاره من مارتن لوثر كينج، ومسيرات الحقوق المدنية التى تدعو إلى اللا عنف والديمقراطية، فإن «تيرنر» ساخر، ويتوقع فقط سوء المعاملة من المجتمع، ويحث «إلوود» على الرضوخ.
عُرض الفيلم لأول مرة فى مهرجان «تيلورايد» السينمائى الـ٥١، فى ٣٠ أغسطس الماضى، واختير ضمن أحد أفضل ١٠ أفلام لعام ٢٠٢٤، من قبل معهد الفيلم الأمريكى، ورُشح لجائزة «أفضل فيلم درامى» فى حفل توزيع جوائز «جولدن جلوب» الأخير، قبل أن يترشح كأفضل فيلم، فى حفل «الأوسكار» المقبل.
والفيلم مقتبس من رواية «The Nickel Boys»، التى كتبها كولسون وايتهايد، فى عام ٢٠١٩، وتروى حكاية مدرسة «دوزير» التاريخية، وهى مدرسة إصلاحية فى فلوريدا، عملت لمدة ١١١ عامًا، وثبت فى النهاية وجود العديد من القبور لوفيات غير مسجلة لطلابها، وتاريخًا من الإساءة النفسية والجسدية لهم.
ووصفت مجلة «تايم» الأمريكية الرواية بأنها أحد أفضل الكتب، وفازت بجائزة «بوليتزر» للخيال لعام ٢٠٢٠، وفى حين أن الفيلم مخلص إلى حد ما لقصة وشخصيات الرواية، هناك بعض التغييرات فى الفيلم.
على سبيل المثال، فى الرواية، إحدى اللحظات الرئيسية فى حياة «إلوود»، هى تلقيه ألبوم خطب مسجلة لمارتن لوثر كينج كهدية عيد الميلاد عام ١٩٦٢، واستماعه إليها بشكل متكرر. لكن فى الفيلم، يرى «إلوود» خطابًا لـ«لوثر كينج» على شاشة تليفزيون فى متجر.
فى الرواية والفيلم، يظهر مصطلح «البيت الأبيض»، وهو مبنى يقع فى وسط «أكاديمية نيكل»، حيث يؤخذ الطلاب إلى هناك ليلًا للعقاب والضرب، وكان موجودًا بالفعل فى مدرسة «دوزير» الحقيقية. ولا يُظهر الفيلم صراحة الضرب والإساءة والأفعال العنصرية التى تعرض لها «إلوود»، بينما الرواية تُظهر الأفعال القاسية التى عاشها، والعواقب التى تلتها، بصورة أكثر وضوحًا. كما أن «إيرل»، الذى يضرب الطلاب بوحشية، وهو الذراع اليمنى لمُشرف «أكاديمية نيكل»، أبيض فى الرواية، وأسود فى الفيلم، ويلعب دوره إسكالانتى لوندى.