الدراما المصرية في محكمة السوشيال

أحيانًا يُصاب الواحد منا بتشوه وجدانى، ويبدأ الشك فى نفسه وعقله ومعتقداته، حين يتفاعل مع مشهد عقيم يرى فيه قطيعًا من البشر يجتمعون على رأى واحد.. بعبارات وجمل ساذجة يطلقونها بخفة على رءوس من تعبوا لأجل مشهد أو فكرة، بكل هذه البساطة هذا ما يحدث، وللأسف فى هذا الموسم، وقع الفن فى مرمى سعار جماعى يصب على صناع الدراما اتهامات معلبة: بلطجة.. فوضى.. تدمير للقيم!
والحقيقة، وحتى لا أكون مبالغًا، هذا الأمر معتاد منذ زمن بعيد، لكنه اشتد هذه المرة، وكأن الدراما تحولت فجأة إلى خطر داهم على الأمن العام، خصوصًا بعد حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال حفل إفطار القوات المسلحة. كانت مجرد لحظة عابرة، جمعت بعض خفة الدم مع بعض القلق المسئول، حين خاطب الرئيس الفنان سامح حسين، وأثنى على تجربته فى برنامج «قطايف»، وناشد صناع الدراما بأن يراعوا فى أعمالهم القيم والأخلاق. كانت جمل بسيطة لا تحتمل التأويل العنيف ولا تصلح كذريعة لهتك عرض صناع الدراما كما حدث، لكن للأسف، كانت جمل الرئيس كافية لأن ينهض البعض من مقاعدهم ويعلنوا حالة الطوارئ الدرامية، ومنهم من نصّب نفسه رقيبًا أعلى، ومنهم من خرج بخطط كبيرة، ظاهرها الغيرة على القيم، وباطنها مجرد رغبة فى الظهور أو اللقطة والمزايدة.
ولن أقول إننى أذكى من كل هؤلاء وأعرف نواياهم ودواخلهم، لكننى بكل بساطة منتبه لهم، فالجلبة المثارة لا تحتاج لإيضاح، وهناك منهم بالفعل من يريد ضرب الفن باسم حماية المجتمع، لا حبًا فى المجتمع ولا فى الفن، ولكن لأن الضرب نفسه صار متعة، خصوصًا لو كان على حساب الآخرين.
هنا قررنا أن نتوقف، ونسمع للصوت الآخر، لا صوت اللجان، لصوت الجمهور الحقيقى، لا الجيوش الرقمية التى تنتشر تعليقاتها بسيرفرات جاهزة. قررنا أن نعرض لكم الجمهور الحقيقى الذى يرى ويتفاعل وينقد ويحزن ويفرح، ولا يملى عليه رأى.
قررنا أن ننصت لتعليقات خرجت بحرية من قلوب أصحابها، لا تدعى المفهومية ولا الموضوعية، ولا تطلب الرضا من أحد، تعليقات لأناس من لحم ودم، لا دعاية خفية ولا دفاعًا أعمى، مجرد رأى حر جاء فى زمن غلبت فيه الحسابات المزيفة.
قررنا أن نترك الساحة لمن يستحقها، وهو الجمهور. لأن هذه المرة، الدفاع عن الدراما يجب ألا يأتى من الداخل، بل من الخارج، من هؤلاء الذين يجلسون أمام الشاشة، يحكمون ويشعرون ويحبون ويكرهون كما يشاءون. هؤلاء هم الرقيب الحقيقى، وهم وحدهم من يقررون إن كانت الدراما جيدة أم لا.
محمد سليمان عبدالملك: زمان أوى كان الناجح فى الشارع هو الناجح نقديًا

الدراما مش هتصغرنا لو إحنا كبار، ولا هتكبرنا لو إحنا صغيرين، الدراما انعكاس صادق للإنسان ومجتمعه، وكل ما كان صادق أكتر كل ما كان كبير ومهم ومؤثر.
الحكاية مش إمكانات، فيه مؤسسات معاها مليارات وما تعرفش تنتج عمل واحد كبير ومهم ومؤثر، ليه؟ بالظبط كده، لأن الفن الحقيقى محتاج صدق، ومفيش صدق من غير حرية.
إحنا كنا كبار يومًا ما، لأن كان عندنا كاتب قدر يشرح تاريخ مصر المعاصر من وجهة نظره بكل حرية فى سردية درامية طويلة، ولأن كان عندنا كاتب آخر عرف يحارب جيوش الظلام بقلمه، فكرة بدون توجيه ولا تكليف اعتمادًا على ضميره وصنعته كفنان وبس، والأمثلة غيرهم كتير.
النهاردة علشان أوصل إنى أكتب جملة واحدة من جمل الأساتذة دول، مفترض أعدى على ٣ رقابات على الأقل، وكله طبعًا عاوز يفضل فى السليم، وكمان فيه استثناءات تثبت القاعدة ولا تنفيها، تخليك تسأل ليه متاح لفلان يقول اللى هو عاوزه براحته وأنا لأ لمجرد إنه قريب من سين أو صاد، أو لمجرد إنه بيشتغل لحساب محطة غير مصرية مثلًا؟ لكن ده موضوع تانى.
القصد إن قفل المحبس ده فى ظروف سياسية واجتماعية مفهومة قطعًا، أدى إلى نتيجة مهمة: الدراما التليفزيونية انقسمت لنوعين، نوع نخبوى مثقفينى فنى بيناقش قضايا اجتماعية على طريقة «اكتب مسلسلًا دراميًا فى القضية التالية»، وده اللى جمهور السوشيال ميديا الكول بيحبه ويحتضنه وشايفه النموذج؛ رغم إنه بيلف فى دوايرهم الفقاعية المغلقة بس، ونوع تانى شعبوى شارعى تجارى بيسلى جمهور القهوة والحارة والأقاليم، وبيقدم نماذج ولغة وحواديت يعشقها هذا الجمهور المولع بفن المهرجانات الصاخب المدوى.. خلونا نفتكر إن زمان أوى كان الناجح فى الشارع هو الناجح نقديًا، لكن من ٢٠١١ وأنت طالع حصلت فجوة واسعة جدًا بين النجاح الجماهيرى والنجاح النقدى، أدت فى النهاية لموسم ٢٠٢٥ اللى البعض شايفه من أنجح المواسم، والبعض شايفه من أضعف المواسم، والاتنين عندهم حق بالمناسبة على حسب هو بيبص منين وبيقيس على إيه.
لو ما بدأناش نحل المشكلة من هنا، من تشخيص الانقسام الحاد ده، والعمل على إيجاد حلول له أو قبوله زى ما هو وخلاص «وده بالمناسبة اللى كان يقصده الرئيس لما أشار للاستعانة بعلماء النفس والاجتماع، وهى مسألة مفهاش رقابة أو وصاية بقدر ما فيها محاولة فهم سوسيولوجى للمحتوى الدرامى اللى بيستهلكه الجمهور حسب فهمى المتواضع»، وصولا لآليات الكتابة «فردية/ جماعية/ تطوير»، والإخراج «دور المخرج كمدير فعلى للعمل»، والإنتاج والتوزيع ودور النجم كمان كسلعة يباع بها المنتَج فى السوق الخارجية، لو معملناش كده وقضيناها لجان وتوصيات ورقابة لتعقيم المنتجات الفنية واستنساخ تجربة سامح حسين الملهمة كنموذج وبس، فالأفضل إننا من دلوقتى إننا نريح دماغنا لأن مفيش حاجة هتتغير. عمر التشخيص الغلط ما بيخليك توصف علاج صح.. وشكرًا.
محمد سامى ومسلسل «الشرنقة»

مسلسل «الشرنقة» لصديقى الرائع عمرو سمير عاطف.. المسلسل يشبه فيلم سينمائى طويل، بس معمول عشان التليفزيون. يعنى حاجة تقعد تتفرج عليها كل يوم فى رمضان وتشدك.
بصراحة، المسلسل ده فيه شوية حاجات تخليك تفكر.
العيشة
حازم بطل المسلسل عايش حياتين فى نفس الوقت، ومش عارف هو عايش أنهى واحدة فيهم.. بتحس إن الدنيا بتلعب بيه، ومش عارف هو مين ولا عايز إيه.
المسلسل بيكشف لك حاجات وحشة بتحصل فى الشركات الكبيرة، زى غسيل الأموال والنصب، بيوريك إزاى الفلوس ممكن تخلى الناس تعمل أى حاجة وحشة.
التكنولوجيا
المسلسل بيوريك إزاى التكنولوجيا ممكن تخلى حياتنا بايظة، وإزاى ممكن تستخدم للشر. بتحس إن المسلسل بيقول إن التكنولجيا سلاح ذو حدين.. المسلسل بيفكرك إن الأخلاق والقيم هى أهم حاجة فى الدنيا.
بيقول لك إن لازم تبقى كويس حتى لو الدنيا كلها فاسدة.. المسلسل ده كله ألغاز، وكل حلقة بتشدك أكتر من اللى قبلها.
هتقعد تفكر وتحلل وتتوقع إيه اللى هيحصل فى الحلقة اللى جاية.
باختصار، المسلسل ده:
* فيه قصة حلوة ومجنونة.
* الممثلين عاملين شغل جامد.
* الإخراج والتصوير حاجة كده زى السينما.
* بيخليك تفكر فى حاجات مهمة فى حياتك.
يعنى لو عايز تتفرج على حاجة مختلفة ومثيرة، يبقى «الشرنقة» ده اختيار كويس.
سمر مدحت وظلم المصطبة

ظلم المصطبة عمل فنى متكامل بيناقش قضايا معقدة جدًا خاصة بالمرأة فى الأقاليم.. العنف، التمييز، الظلم، القهر، قلة الحيلة، اللجوء لحلول غير قانونية زى البشعة والجلسات العرفية.
فتحى عبدالوهاب أداؤه مقنع ومؤثر جدًا فى كل مشهد قادر يعبر عن كل المشاعر المتناقضة بشكل بسيط وواقعى.
ريهام عبدالغفور بتؤدى دور المرأة المقهورة باحترافية لدرجة إن فى بعض الحلقات بتمثل بعين واحدة كانت كافية ومعبرة عن الألم والصراع اللى جواها، وفى مشاهد خلتنى عايزة أعيط معاها.
إياد نصار مش جديد عليه الأعمال اللى بتناقش قضايا حقيقية ومؤثرة.. موجة حارة، صلة رحم، ظلم المصطبة.
الكل متمكن من اللهجة والأزياء بما يتناسب مع البيئة الريفية، كادرات تصوير رائعة، حتى التتر معبر. مسلسل مفيهوش غلطة من إخراج وتمثيل وعمق وحبكة. كل حلقة فيه جديد وأحداث مفيش لحظة ملل ولا مط.. حقيقى متعة فنية رغم الكآبة.
د. مصطفى ثابت

أنا شايف موسم الدراما السنادى أحسن وأنضف كتير من سنين فاتت، ومش فاهم إيه القصة اللى عملت كل هذا اللغط، وعلى فكرة مفيش حاجة اسمها لجان هتظبط العمل الدرامى، لأن السوق عرض وطلب وأنت مش متحكم فى السوق، لأن فيه أطراف أخرى بتنتج.
نهى وجيه
مساء الخير.. أنا من منطقة شعبية.. ممكن أكون أنا وغيرى كتير من المناطق دى متربيين ومحترمين وشاطرين وبيشتغلوا فى مهن مهمة ومحترمة.. بس الصراحة فى قطاع كبير جدًا برضه من المناطق الشعبية فعلًا كده زى ما الدراما بتصورهم، ويمكن أكتر كمان.. بلطجة وقلة أدب وشرب مخدرات فى الشارع وناس بيتدخلوا فى اللى مالهمش فيه ولا جدعان ولا نيلة.. والحقيقة يعنى علشان كده حريصة طول الوقت إنى مخطلتش بحد نهائى إلا جيرانا اللى فى العمارة عندنا وبس، لأنهم ناس محترمة.. كل المشكلة إن بعض الأعمال الدرامية للأسف بتجيب الأشكال المعفنة دى وبتعمل منهم أبطال ومش بتركز على النماذج المحترمة.
شادى عبدالحافظ ولام شمسية
الواضح إن مسلسل لام شمسية مصنوع بحرفية، ولجأ لمتخصصين محترفين فى موضوع التحرش بالأطفال، يعنى فيه الكثير من الملاحظات اللى تبين ده، مشاهد صغيرة تفهم منها قد إيه ده شغل دقيق.
واحد منها مثلًا فى إحدى الحلقات نيللى دخلت وجدت إن وسام خلاص ساعد يوسف يغير هدومه، مشهد قد يمر بسلام وعادى فى سياق الدراما لأن الولد كان رافض يلبس اللبس الجديد، لكن السؤال هنا اللى بيعرضه المسلسل: ليه حد، مهما كان قريب من الطفل، مهما كان قريب من العيلة، يلبّس طفل هدومه فى غرفه مغلقة؟ ده ممنوع تمامًا.
دى النقطة اللى بتكلم فيها عن الحرفية، مش بيعدوا شىء، بيركزوا على الأخطاء اللى الناس بتقع فيها ومن ثم بيحصل التحرش.
طبعًا الطفل يوسف مثّل أعراض المتعرض للتحرش زى ما الكتاب بيقول: خوف على الجسم وحساسية للمس «رابط التيشيرت على وسطه»، توتر وانسحاب وغضب، وفى بعض الأحيان تبول لا إرادى.
لكن رغم ذلك، المسلسل لم يغفل نقطة غاية فى الأهمية، وهى إن الطفل بيكون مرتبك جدًا فى فهمه للعلاقة دى، بمعنى إن مش فى كل الأحوال المتحرش بيكون مخوّف الطفل، بل ممكن يكون مصاحبه ومفهمه إن ده صح وعادى بين الناس اللى بتحب بعضها.
أحد المشاهد المهمة فى النقطة دى واللى تدل على حرفية شديدة لما أخو نيللى قعد بيلعب مع يوسف واتكلموا عن إن وسام جدع، بس يعنى إيه جدع؟ ما الطفل ممكن يكون متفهم إن جدع ديه تعنى إنه يعمل لوسام اللى هو عاوزه، بالتالى دور أخو نيللى كما يبدو مهم جدًا، لأنه الشخص اللى هيقدر يدخل فى حوار مع يوسف يفتت خلاله المفاهيم الخاطئة اللى ترسخت جواه من صديقه وسام. طبعًا المسلسل إلى الآن أبدع فى صدم الجمهور بطبيعة المترحش «المحتمل حتى اللحظة»، إنه مش لازم يكون مجرم أو عيل سرسجى، بل شخص الناس بتقول عليه محترم جدًا ومتطلعش منه العيبة أبدًا، وده ما تتفق عليه أبحاث هذا النطاق، المتحرش فى الغالب شخص يعرفه الطفل.
من المهم، كذلك، نلاحظ إزاى وسام لعب دور الشخص المتلاعب «بافتراض إنه المتحرش» بعناية شديدة، شخصية قادرة على التلاعب العاطفى بالآخرين ببراعة، وزى ما الكتاب بيقول.
أشخاص بيظهروا ودودين وطيبين، ساحرين مع لغة منمقة وحضور لطيف لجذب الآخرين، بيغيروا القصة حسب الحاجة لإبعاد الشبهات عنهم وبيستخدموا أنصاف الحقائق ليجعلوا أنفسهم ضحايا أو أبرياء، بيكذبوا بثقة، والمهم إنهم بيجيدوا قراءة مشاعر الآخرين، بل قادرين على جعل الآخرين يشكوا فى أنفسهم وقدراتهم، عشان يستخدموا كل ده لتحقيق مكاسب شخصية دون الاهتمام بمشاعر الطرف الآخر.
كل هذا ولم نتحدث بعد عن القصيدة الساحرة المبكية «لام شمسية»، فى إشارة رمزية غاية فى العمق عن جريمة، لو عاوز تتخيل إلى أى حد هى بشعة فكر بس فى شعورك بالتوتر وعدم الراحة قدام حلقات المسلسل اللى معرضتش أى مشهد صريح، فما بالك بطفل صغير يواجه هذا الواقع الثقيل؟
معلومة بسيطة: نسبة التحرش بالأطفال ١٥-٢٠٪، يعنى تصل فى بعض الأحيان إلى ١ من كل ٥ أطفال «أو كبار موجودين اليوم وتعرضوا للتحرش أطفالًا»، وده رقم هائل، لازم نبحث ونتعلم عن الأمر عشان ده رقم هائل.
مسلسل صادم، مهم، وتجربة جديدة فى الدراما المدعومة من متخصصين وخبراء فى هذه القضايا.
سمير عصام ومسلسل «النص»
مسلسل «النص» لأحمد أمين علشان معمول بضمير وفى اهتمام بالتفاصيل ومش معمول بعشوائية مهتمين حتى باستخدام طريقة الكلام بتاعت العصر اللى بتدور فى الأحداث، وحتى شكل الممثلين ولبسهم يعنى كل حاجة مظبوطة، ودا بيرجع لشطارة أحمد أمين ومن وراه مخرج قادر يوظف كل العناصر صح.
أمنية حامد و«عايشة الدور»
أنا ليا ذوق معين فى الحاجات اللى بحب أتفرج عليها، خصوصًا فى رمضان، أنا مبحبش أتابع حاجات كتير، هو عمل أو اتنين، فبحب أختارها كويس، والأولوية عندى بتكون للأعمال الهادية اللى فيها صورة حلوة وحالة تعيشنى جو لطيف.
فى الغالب اللى بيحصل كل سنة إنى بجيب أى قناة من اللى بيعرضوا الفوازير وبفضل قاعدة قدامها مبتسمة ابتسامة بلهاء كده، أنا بحب الفوازير أوى، وبحب الألوان، والاستعراضات، وبحب الجو العام بتاعها ومرتبطة معايا بذكريات حلوة أوى.
فلما أعرف إن «دنيا سمير غانم» اللى أنا أصلًا بحبها من غير حاجة عاملة مسلسل فيه استعراضات فأكيد هشوفه، شوفت أول حلقة من «عايشة الدور» لقيتها لذيذة، التانية لقيتها حلوة، التالتة حلوة، داخلة الفيسبوك أقول كده لقيت بوستات وكلام عجيب عن المسلسل كأنى كنت بتفرج على حاجة تانية!
أنا فاهمة جدًا إن الأذواق بتختلف، وإن مش كل الناس ده نوع المسلسلات اللى يستهويها، وده طبيعى جدًا، بس اللى مش طبيعى هو إن المسلسل يوصل لدرجة إنه يتوصف بأسوأ حاجة فى رمضان، وإن دنيا «خابت»، وإنها بتقلد سعاد حسنى فى صغيرة على الحب، وإنها مش لايق عليها تكون طالبة.
أنا مش عارفة إنتوا شايفينها مش لايقة تكون طالبة إزاى؟ أقسم بالله شكلها أصغر منى عادى، ده ممثلات زمان كانوا بيعملوا فيها صغننين فى إعدادى وكنتوا بتعدوها عادى ومصدقينهم مع إن شكلهم كان بيبان إنه كبير، فهى شكلها بنت فى الجامعة عادى.
طب القصة مش حلوة؟ لأ بالعكس القصة لطيفة جدًا، أم بالليل وبالنهار طالبة جامعية، آه قصة مش جديدة، بس متقدمة كويس، طب الكاست مش حلو؟
لأ الكاست مناسب جدًا، وكل حد فى دوره «نور محمود، فدوى عابد، رحاب الجمل، عمر الشناوى»، حتى أميرة أديب اللى ناس كتير مش متقبلينها دورها لايق عليها جدًا والله.. أنا بجد لو عندى أزمة مع دنيا فهتبقى بكل تأكيد التكرار.. التكرار.. التكرار.. التكرار.
أنا مش عايزاها تتحط جوا قالب، أنا عايزة أشوف دنيا بشكل عمرى ما شوفتها بيه قبل كده، عايزة أشوفها زى «هدى المفتى فى ٨٠ باكو مثلًا»، عايزة حاجة جد زى لام شمسية مثلًا، عايزة أشوفها زى هنا الزاهد فى «إقامة جبرية» مثلًا، أصلها تقدر تعمل كل ده فليه مبتعملوش.
أما عن مسلسل «عايشة الدور» فهو بالنسبة لى موده لطيف وأنا حاباه وهكمله للآخر بإذن الله.
محمد أبوشامة: الدراما الرمضانية
أتابع ما يكتب عن الدراما وهو لا يختلف عما يكتب عن الحوينى «مثلًا»، ولا يختلف عن كل ما تجرى مناقشته عبر السوشيال ميديا.. جدل صاخب لا يصل إلى أى نتيجة ذات قيمة.
ما يقال اليوم فى حق الدراما الرمضانية يتكرر كل عام بتفاصيل مختلفة وأسماء أخرى، وما نقوله عند موت شخص «مختلف عليه» بيتكرر أيضًا كل مرة، سواء كان الشخص سلفى أو علمانى.
إعادة إنتاج نفس الآراء ونفس الخناقات السخيفة، وتستطيح الأمور يفسد أى نقاش.. ويحاصر الآراء المحترمة بهراء التفاهة، وكلام لا علاقة له بالموضوع من قريب أو بعيد.
وما اعتزال المخرج المعروف إلا ملمح من تفاهة اللحظة تفضح الحال الذى وصلت إليه صناعة الدراما، التى فشلت فى دورها المجتمعى عندما تحولت إلى صناعة فقط، دون وجود هامش يدعمه المجتمع كمظلة حماية تقوم بالتوازن بين متطلبات السوق وخضوعها التام للإعلانات، واحتياجات الجمهور من توعية وتثقيف وحفاظ على الهوية الوطنية.
لا توجد فى العالم كله حرية الإبداع مطلقة، ومن يتشدق بالحرية الغربية، مُغيّب ويتاجر بأفكار بالية، تم استدراجه بها إلى حظيرة القيم الخرافية التى لم تظهر إلا فى أفلام السينما الهوليوودية فقط، وتوجيه الفن والإعلام لصالح المجتمع وخدمة أجندته الوطنية، يحدث فى كل الديمقراطيات الغربية بصياغات متنوعة وبطرق غير مباشرة، لكنها فى النهاية تؤثر على سياق المحتوى وتخدم أهدافه العليا.
تخوفات البعض من سذاجة بعض ما يطرح فى محتوى «إعلام وإبداع» التوجيه يستدعى منا اختراع آلية تضمن حرية المبدع ومنحه كل الصلاحيات لإنتاج عمله الإبداعى، بتوفير مناخ مناسب يتسع للجميع.
التنوع الكامل، الذى يتحقق بتدخل الدولة ممثلة للمجتمع أو أى جهة أخرى تستطيع تمثيله لتقوم بدور مظلة الحماية الثقافية والفكرية، التى تمتلك آلية لسد النقص فى أنواع واتجاهات المحتوى «الدرامى أو غيره»، هى سبيل الإصلاح، مع تقويض شبكات المصالح والشلل التى تحتكر كل أدوات الصناعة، والتى حوّلت كل فنون الفرجة إلى عزبة عائلية يرتع فيها المحاسيب والأهل والأصدقاء، وقضت فى طريق ها على مواهب ومبدعين حطمهم اليأس وندرة الفرص.
حاتم حافظ: تألق الدراما المصرية
بداية الموسم الرمضانى كتبت إننا على أعتاب موسم مبشر جدًا، وبعد ما تجاوزنا منتصف الموسم ظهر إن توقعى كان صحيح، وإننا قصاد موسم هو الأقوى آخر كام سنة، بشهادة الناس كلها.. ولأول مرة من سنين يبقى عندنا الكم ده من المسلسلات المهمة فى موضوعاتها والمهمة فى مستواها الفنى. «النُص- الشرنقة- أثينا- إخواتى - ولاد الشمس- قهوة المحطة- لام شمسية - قلبى ومفتاحه- جودر- ظلم المصطبة- حسبة عمرى»، وكلها إنتاج مصرى توافر لها نصوص جيدة ومخرجون ممتازون وإنتاج سخى.. وكلها لا فيها تجاوزات ولا إساءة.
أما المسلسلات اللى أثارت غضب كتير من المتابعين، واللى وصفتها قبل كده بالشعبى الرخيص، فدول ٥ مسلسلات، منها ٣ مسلسلات إنتاج عربى مش مصرى.
عشان كده شايف إن أى كلام بيقلل من الدراما المصرية السنة دى مش فى محله.. وشايفة نيران صديقة ممكن تضر أكتر ما هتفيد.. لأنه بحسبة بسيطة الإنتاج المصرى مسئول عن عملين فقط «ممكن نشوف فيهم رخص فنى» قصاد أكتر من عشرة أعمال ممتازة، إضافة لعشرة أعمال تانية ممكن وصفها بمتوسطى الجودة.
السنة دى فازت الدراما المصرية بمخرجين مهمين، زى شاكر خضير وتامر محسن وإسلام خيرى وهانى خليفة وكريم الشناوى وشادى عبدالسلام، وحسام على ومى ممدوح ومحمود عبدالتواب وأحمد حسن.
السنة دى، ولأول مرة، من سنين شفنا شوارع بجد وأحياء مصرية حقيقية.. ومحافظات غير القاهرة.. السنة دى تألق عدد كبير من الممثلين المخضرمين زى محمود حميدة وانتصار ودياب وحاتم صلاح وحمزة العيلى، وغيرهم كتير وكسبنا نجومًا جددًا زى أحمد مالك وطه دسوقى وأحمد غزى ودنيا سامى وجيهان الشماشرجى، وغيرهم أكتر. بكل المقاييس الفنية الموسم ده هو موسم انتعاش الدراما المصرية، وضرورى ندعمه مش نهده عشان يقدر يكمل وينافس، خصوصًا إن التحديات أكبر فى السنين الجاية.. ولازم نفهم إن مصر قادرة تقف على رجلها- رغم إن حسبة الإنتاج مش فى صالحها طبعًا بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة- بفضل جيش الفنانين الممتازين والإبداع اللى قادر ينقله من جيل لجيل.. بدليل إن حتى اللى عندهم إنتاج سخى مضطرين دلوقتى يشتغلوا بفنانين وفنيين مصريين.
منال محمود:

شايفة إن مسلسلات النص التانى من السيزون كانت أحلى بكتير من النص الأول بكتير،، سواء فى الأفكار أو سير الأحداث، لأنها متماسكة جدًا مش بتقع بعد كام حلقة زى مسلسلات السيزون الأول.
مسلسل «لام شمسية» أحلى مسلسل بالنسبالى فى السيزون كله، لأنه قضية حساسة جدًا وأول مرة تتناقش، غير إن الكاست والإخراج والسيناريو مكتوب حلو جدًا، وكل حلقة بتشدك للى بعدها.
لانرا فلاورز و«ظلم المصطبة»
مسلسل «ظلم المصطبة» بيكسر التابوه الصوابى السمج بتاع الفلاحين أهل العزة والكرامة والشرف وأخلاق القرية، وبيوريك بشاعة وظلم العادات القروية والمجتمعات الريفية.
مسلسل «تحت الوصاية» وراك الجانب المؤلم من وفاة الزوج والأب وتلطم الأسرة والمرأة المعيلة ع الورث والحضانة والوصاية.
مسلسل «أولاد الشمس» بيوريك مأساة اليتم وانتهاكات دور الأيتام ومشكلة بلوغ اليتيم ١٨ سنة وخروجه بره الدار لدنيا ملوش فيها ضهر ولا أهل.
مسلسل «مسار إجبارى» السنة اللى فاتت ناقش قضية الزواج التانى وإنجاب طفل وتكوين أسرة كاملة، والأسرة الأولى والزوجة الأولى متعرفش، والأبناء بيتقابلوا وهما فى العشرينات.
مسلسل «لام شمسية» بيتعرض لأول مرة فى تاريخ الدراما الناطقة بالعربية لقضية الاعتداء على الأطفال، ولفته ذكية إنه طفل ذكر كمان، ده فى مجتمعات فى الخليج عندها الأمر ده أكثر شيوعًا للأطفال الذكور.
مسلسل «حسبة عمرى» بيناقش قضية الكد والسعاية، ومطلع الزوجة فيها عيوب ومشاكل مش ملاك، بس متترميش فى الشارع برضه بعد ما تكبر.
مسلسل «قلبى ومفتاحه» بيناقش قضية المحلل والطلاق الترهيبى من الزوج اللى بيستخدمه كوسيلة لقهر زوجته، فضلًا عن قضية التدين الظاهرى المنافق.
مسلسل «لعبة نيوتن» كان بيناقش قضية الطلاق الشفهى والعناد الزوجى.
مسلسل إياد نصار السنة اللى فاتت ناقش قضية تأجير الأرحام لأول مرة برضه فى الدراما العربية.
مسلسل «بالطو» ناقش مشاكل الأطباء الشباب والتكليف، وناقش الخرافة فى القرى.
مسلسل «٨٠ باكو» رصد الفقر وكفاح الشباب والبنات وبعض القضايا النسوية بشكل جميل.
مسلسل آسر ياسين السنة اللى فاتت ناقش قضية تحليل الـDNA اللى ممكن يسبب جرائم شرف، وتكون القضية فى أساسها تبديل حديثى الولادة.
مسلسل «الحشاشين» كان نقلة فى الديكور والملابس والكتابة والمعارك، و«معاوية» السنة دى أبو ١٠٠ مليون دولار خلانا نحس بفضل أمنا بعد ماشوفنا مرات أبونا.
فى مسلسلات ناقشت الديب ويب والمراهنات، وفى مسلسلات جريمة وإثارة. أنا قعدت أشوف جودة الإنتاج الدرامى آخر ٨ سنين لقيتها هايلة ومحصلتش من عقود، والدولة قادت فيها فعلًا توجهًا معينًا لكذا سنة، خصوصًا مسلسلات الأوف سيزون، أفضل خطوة كانت مسلسل «ساعته وتاريخه» لما جاب أبطال شباب أغلبهم إما دارس تمثيل أو موهوب.
فأنا مش فاهمة المندبة على مناقشة الدراما جاية منين اذا كان ٩٠٪ من الأعمال دى إنتاج المتحدة أصلا قبل اندماج كيانات خاصة معاها.
النهاردة فى تامر محسن ومحمد شاكر خضير ومحمد على وعبدالرحيم كمال ومريم نعوم وغادة عبدالعال، وقبلها هانى خليفة وبيتر ميمى وكوكبة حقيقية، ومعاهم محمد سامى الموهوب، بالمناسبة يعنى بس محتاج يرتاح ويغير اتجاهه قليلًا.
وعلى فكرة كل القضايا اللى فوق دى هى التنوير الحقيقى، مش بنات التيك توك ولا المساكنة ولا حتى الخناقة مع الأزهر، عايز تسحب المجتمع المصرى من التطرف والسرسجة والبلطجة والشارع يبقى أمن ؟ قدمله تيار يحمل القيم المصرية اللى انقرضت، العيب واللى ميصحش، احترام المرأة والعطف على الطفل واحترام المسن، وعدم إهانة الأب والمدرس، والرحمة بالحيوان، جمال التبنى وغيره.
مفيش مجتمع بلا منظومة قيم: المجتمع الكورى عنده منظومة قيمية وقيم أسرة قاسية جدًا، الراجل بيبقى ٤٠ سنة ويخاف من أمه وأبوه، وعندهم خطة لترسيخ قيم المجتمع الكورى، المجتمع الأمريكى فى عز رونقه كان عنده منظومة قيمية وأخلاقية جميلة جدًا، التبنى والنجاح والمعافرة والعطاء والإنسانيات ودعم ذوى الاحتياجات الخاصة، الاعتراف بمذابح الهنود الحمر والاعتراف بالعنصرية وخلافه.
مانتكسش واتدمر إلا لما المنظومة اتضربت بفعل الصوابية- هوليوود أنتجت أفلامًا إنسانية فى التسعينيات هى الأروع فى التاريخ، مش عارفة تعمل زيها.
المجتمع اليابانى منظومته القيمية قاسية ومنضبطة جدًا- القانون بيتطبق بعد وقوع الجريمة، إنما الاخلاق والقيم والتراحم والإنسانيات هى اللى بتحمى المجتمع من وقوع الجريمة وتقلل من عددها.
عبدالرحيم ريحان: إعادة تدوير الدراما

إعادة تدوير الدراما تنم عن إفلاس، إيه لازمة شباب امرأة، وريا وسكينة، ياريت كتاب الدراما والمخرجين إياهم يعتزلوا وهيظهر آلاف المبدعين.
سمير حماد وورش السرد

ورشة سرد مريم ناعوم والمخرج كريم الشناوى بقالهم كام سنة عاملين شغل كويس وبعيد عن الدوشة وبيناقش قضايا مهمة برضه، والسنة دى عاملين «لام شمسية» وبعتبره عمل مهم وبيشاور على موضوع خطير.
عبير شاهين وعايشة الدور

مسلسل عايشة الدور حلو بيناقش الفروق بين الأجيال والكلام الجديد بتاعهم اللى أغلب الأهالى مبقوش فاهمينه، فمش بيعرفوا يتعاملوا مع ولادهم، فده أعتقد هيفهمهم كتير.
جمال عبدالقادر: موسم مختلف

الموسم ده مختلف عن كل المواسم السابقة فى مستوى عالٍ جدًا فى الأعمال المعروضة، كل موسم كنا بنطلع عمل ولا اتنين بالكتير حلوين، الموسم ده عندنا عدد كبير ومتنوع.
اعمال ناقشت قضايا مهمة لأول مرة زى «ولاد الشمس، ولام شمسية، وحسبة عمرى»، وأعمال تانية قدمت حالة إنسانية متميزة زى «قلبى ومفتاحه، وظلم المصطبة، وقهوة المحطة، والشرنقة، والنص».
كتابة حلوة، تمثيل روعة، إخراج وتصوير مميز أوى.
إحنا جامدين بجد، لو قررنا نعمل شغل حلو بيحصل، ولو خرجنا حسابات الشلة بره اختيار الأعمال والشغل هنعمل أكتر من كده ألف مرة، حتى الأعمال اللى لم تحقق النجاح كان بسبب إصرار نجم العمل على التنميط والتكرار، وهو اللى اختار عمل سيئ زى هنيدى ومصطفى شعبان والرداد.
فى المقابل فيه أعمال اتصرف عليها ميزانيات ضخمة، وفى الآخر طلعت بلح وتحولت لمسخرة السوشيال ميديا بسبب تواضع المستوى.
شكرًا لكل مبدع وفنان وكل منتج على الجمال ده.
سوزان يونس: «إخواتى»

كثيرون حول «لام شمسية» قليلون حول «إخواتى»، «إخواتى» مع إنه مسروق قصة وتترر ومزيكا، لكنه حبيبى حبيبى حبيبى، و«لام شمسية» طبعًا، فى الصدارة.
«حكيم باشا» أوفر دوز، حكم وأمثال، مشوفتهوش لأنى مش بقدر أكمل مشهدين على بعض بسبب الحوار بتاعه مبيعجبنيش زى «سيد الناس، وإش إش»، أصوات عالية وألفاظ خارجة ودراما هابطة.
السنة دى كل اللى عمل جزء جديد فشل من وجهة نظرى، زى «أشغال شقة جدًا»، حتى «كامل العدد» مش بنفس مستوى السنين اللى فات.
«٨٠ باكو» كان خفيف ولطيف وحلو جدًا، وشبه فكرة سيناريو كنت شغالة عليها بس ربنا يبارك لصاحب النصيب.
محمد حلمى: أفضل موسم درامى

ده أفضل موسم درامى حصل من حوالى ١٠ سنين.. حرفيًا أغلبية المسلسلات جامدة أوى «لام شمسية.. ظلم المصطبة.. أشغال شقه جدًا.. إش إش.. سيد الناس.. ظل حيطة.. ٨٠ باكو.. منتهى الصلاحية.. إخواتى».. فيهم اللى فيه رسالة أو قصة، وفيهم اللى مسلى وكلهم معمولين حلوين.
المسلسلات اللى معجبتنيش «العتاولة ٢»، بجد كارثة وحشة جدًا، وأنا آسف فى اللى هقولوا بس «قلبى ومفتاحه، وولاد الشمس» مش حلوين خالص مسلسل، لو كانوا أفلام كانوا هيبقوا أحسن بكتير.
فاطمة فتحى: ما أعجبني

اللى عجبنى «لام شمسية» و«ظلم المصطبة»
فى النص الأول حبيت «قلبى ومفتاحه، وولاد الشمس» برغم المشاكل اللى فيهم، وحبيت أجواء «٨٠ باكو».