محرر رواية «خيانة فى المغرب»: شات «جى بى تى» ليس كاتبا محترفا
هل تقبل أن تقرأ رواية أو قصة كتبها لك الذكاء الاصطناعى؟.. ربما تندهش من هذا السؤال؛ لكن الإجابة لم لا!.. هذا ما بدأ فيه بعض الكتاب من الشباب بالفعل؛ ويكفى أن أقول لك عزيزى القارئ إن العام المنتهى منذ أيام صدر فى السوق المصرية فقط روايتان كتبتا بواسطة تقنية من تقنيات الذكاء الاصطناعى؛ خاصة تقنية التوليد الآلى للمحتوى عبر شات «جى بى تى GPTChat»؛ الأولى للكاتب الشاب مهندس محمد عبدالله حمودة بعنوان «ماذا لو أخطأ شامبليون»، والثانية بعنوان «خيانة فى المغرب» للكاتب الشاب أحمد لطفى؛ وهاتان الروايتان لقيتا حالة من الاحتفاء من قبل الناشرين والقراء معًا؛ للدرجة التى دفعت بسرعة نشرهما ودفعهما للقراء.
فى هذا اللقاء تسلط «حرف» الضوء على أحد منتجى الأدب الذى كتب رواية بوساطة تقنيات الذكاء الاصطناعى وهو الكاتب أحمد لطفى مؤلف رواية «خيانة فى المغرب».
■ بداية؛ فى شهر يوليو الماضى أعلن الكاتب محمد عبدالله حمودة عن الدفع بروايته الأولى المكتوبة بتقنيات الذكاء الاصطناعى بعنوان «ماذا لو أخطأ شامبليون» قبل إعلان صدور روايتك «خيانة فى المغرب».. هل يعد ذلك سببًا وراء فكرة إنتاج روايتك؟
- أنا لم أتشرف بمعرفة الأستاذ محمد قبل البوست الذى اتهمنى فيه بسرقة الفكرة. واستخدامى الذكاء الصناعى بصورة عامة غير جديد. فمثلًا قبل ظهور كتابى الأول «الوحل والنجوم» نشرت عدة لوحات معدة بالذكاء الصناعى journey mid تعبر عن بعض قصص المجموعة، ولاقت رواجًا كبيرًا حينها، وكان ذلك فى أغسطس ٢٠٢٢. بل إن أصدقائى حين يريدون معلومة خاصة بالذكاء الصناعى كانوا يأتون لى. وكتبت عنه مقال أو اثنين فى ٢٠٢٠ وشاركت فى عدة مشاريع على منصة APPEN وOneforma خاصة بتطوير بعض مشاريع الذكاء الصناعى فى ما بين ٢٠١٩إلى ٢٠٢١.
وقد وضحت للأستاذ محمد شخصيًا، بالدليل الواضح أن النسخة الأولى من الرواية قد انتهت منها قبل إعلانه. لكن الحظ السيء جعل إعلانى بعد إعلانه بيوم واحد فقط وهذا مريب. وأنا لا ألوم من يشكك، لكنى ببساطة أطالبه بالتحقق، وإثبات ذلك سهل لوجود عدة أشخاص قرأوا الرواية كاملة قبل إعلانى عنها أصلًا. وعندى بدل الدليل عشرة، سواء كان النص أو العنوان أو الغلاف. بل فكرة كتابة رواية بالذكاء الصناعى موجودة عالميًا منذ عام ٢٠١٨. لكنى أقدر إحساس الأستاذ محمد، بفقده فرصة أن يكون الأول، وأنا لا أهتم بأن أكون الأول، وخضت التجربة من أجل التجربة فى ذاتها، ولم أهدف للأول ولا الأخير. حتى تعجبت حين عرض علىّ الناشر الأستاذ أيمن حويرة بعدما أعلنت على فيسبوك أن ننشر الرواية مع «كتوبيا»، وكان هذا هو التواصل الثانى بينى وبين الأستاذ أيمن. كان بيننا تواصل وحيد يهنئنى فيه على ترشيحى للقائمة القصيرة بجائزة الشيخ زايد ولم نتواصل بعدها. لكن الأستاذ محمد صور الأمر كمؤامرة ولم يكن كذلك، لكنى أعود فأقول إنى أتفهم غضبه.
بالمناسبة وافقت على النشر لأن الناشر هدفه أيضًا كان التجربة. والأمر بالنسبة لى بسيط، لذا لم أتحدث عنه مطلقًا إلا موضحًا للأستاذ محمد نفسه فى تعليق على منشوره الذى اتهمنى فيه بالسرقة. ويفصل بيننا الله يوم القيامة على كل حال.
■ نريد أن نتعرف على دورك وأنت محرر رواية «خيانة فى المغرب»، والدور الذى لعبته تقنيات الذكاء الاصطناعى «شات دى بى تى» تحديدًا فى ذلك؟
- أوضحت دورى فى مقدمة الكتاب بالتفصيل. لكن بإيجاز، كان دورى التوجيه فقط، وبعض التحرير. لكن ٩٠٪ من النص كتبه شات جى بى تى «chat GPT»، وأنا أردت تقديم تجربة أدبية نقية قدر المستطاع للوقوف على إمكانات الذكاء الصناعى. كان ذلك الهدف الأوحد، ولذا أعذر من يتهم الرواية بالسذاجة.
■ هل غلاف الرواية من تصميم مصمم بشرى أم أيضًا بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعى؟
- لدى فيديو مسجل من السحابة الخاصة بى على تليجرام، يوضح بداية العمل على غلاف الرواية، والتاريخ واضح فيه ولا يمكن تغييره.
■ أعلنت عن أن تقنيات الذكاء الاصطناعى قامت باستحداث شخصية شخصية جديدة لعجوز فى حانوته.. ما القصة؟
- قلت إن chat GPT تخطى الأفراد، أى أضاف لها أبعاد جديدة وتفاعلات نفسية لم أكتبها، ويمكن لقارئ هذا الحوار إجراء تلك التجربة عمليًا، افتح تطبيق chat GPT واكتب: «احكى لى قصة عن العالم الذرى عبدالسلام، والذى ذهب فى مهمة سرية للصحراء مع وصف شعوره».
■ قلت فى بوست عبر حسابك بموقع «فيسبوك» إن شات «جى بى تى» تخطى الأفراد الذين رسمتهم فى روايتك.. ماذا تقصد؟
- إذا أردت البدء فى كتابة عمل قصصى أو إبداعى سيكتب لك شات «جى بى تى» قصة شبه كاملة فيها تفاصيل عن الشخصية قد تدهشك. طبعًا لا ترقى ولا تقترب من قصة كاتب محترف. لكن لا تنسى أن الآلة هى من كتبت. هذا بالتحديد ما أريد توضيحه للناس.
■ يتهم شات «جى بى تى» بكون معلوماته التى يعتمد عليها من قواعد البيانات عبر شبكة الإنترنت غير محُدثة هل تعرف ذلك؟ ولو كنت تعرف لماذا قررت الاعتماد عليه فى كتابة روايتك؟
- ليس للمعلومات الصرفة فائدة فى كتابة القصة التى اخترتها. كانت قصة فى المغرب، لم أحتاج ذكر تاريخ المكان أو حتى ما إذا كانت قصة تاريخية.
■ هل ستكرر تجربة الاستعانة بشات «جى بى تى» فى كتابة رواية ثانية أم ستنتجها كاملة بنفسك؟ ولماذا؟
- كانت تجربة chat GPT مجرد تجربة، عندى كتابى «الوحل والنجوم»، وقد ترشح لجائزة كبرى مثل جائزة الشيخ زايد من قبل.
■ كيف يرى الكاتب الشاب أحمد لطفى العلاقة بين المبدع والآلات وتقنيات الذكاء الاصطناعى وهل تخصم تلك العلاقة من مساحة الإبداع البشرى الحقيقى؟
- كما أريد أن أشير إليه هنا هو أننى انتهيت من كتابة مجموعة قصصية واقعية ستنشر قريبًا، وعندى كتاب أدب رحلات أزعم أنه من أهم الكتب الذى ستصدر فى فئته. وأخيرًا أؤكد أننى لدى مشروعى الخاص الذى لن أحتاج فيه الذكاء الصناعى، ولا أريد إخراج التجربة من حيزها.