على حسّان يكتب: صَمت
أغراكَ بى صمتى، فما أغراك
بالقلبِ حين يذوبُ من سلواك؟
هذا وذاك أنا، فخُذ ما تشتهى
إن ترضَ هذا سوف يفرحُ ذاك.
ألحنتَنى بالوصل، ثم وجدتَنى
وَتَرًا أُلَحِّنُ، فى الهوى، مغناكِ
فأنا رقيتُكَ مُذ رأيتُكَ مثلما
جبَلِ الحُروفِ، فكيف لى رُقياك؟
أبقِ التَّمنّى سالِمًا من بينِنا
فلعلَّ يُوصَلُ بالذى أبقاك
كم ذا قتلتَ مُعذَّبًا بِاسمِ الهوى؟
خُذنى، وليتَ أكونُ من قتلاكِ.
وفتحتَ بابَكَ- فى المدى- مُستمتِعًا
وحبَستَنى، وظللتُ أرقُبُ فاك
أوشى النهارُ عليكَ وانتظرَ الهَوى
مُتستِّرًا حتى إذا جلّاكِ
فانفَضَّ عنى القلبُ غادرَ بيتَه
وأتاك يسبحُ ساعيًا، وأتاك
خاطبتُهُ؛ عُذرُ الهَوى مُتقبَّلٌ
تُب عنهُ- هذا المُفترى- أوهاك
فحشاءُ حُبِّك غيَّرتهُ فشحَّنى
وطوى رجائى قانعًا برجاك
وكفاك قلبٌ فات نفسى للرَّدى
يرضى إذا ما قيّدت كفّاك
يا من يرى فعلى، ويجهلُ مقصِدى
كم ها أراهُ ولا أريدُ فِكاك!
عبثَت برُوحى لهفتى، وأكُفُّها
فتردُّ كفّى خوف أن تنساك
ما بين وجهِك والنُّهى طيفٌ به
أفلاكُ حُسنٍ تحملُ الأملاك
أثريتنى قولًا ونورُك كالثُّريّا
ليت أنى قد بلغتُ ثراك
كلّا، ولا دامَت مودَّتُنا إذا
رغِبَ الفؤادُ بأن يضُمَّ سِواك
إيّاك أعشقُ، والغرامُ تحيَّتى
إيّاك أن تنهى الهوى، إيّاك.