أنا سامح سعـد.. كيف تكون مطربًا ورسامًا ولاعب كرة وعالم أيضًا؟
- رحلة سامح سعد العلمية كانت من الاتساع بـ حيث إنها غطت البيولوجى والفيزيا والكيميا بـ مقدار شاسع والعمود الفقرى ليها هو الحياة
بص!
مهما حاولت، ومهما كتبت، مش هـ أعرف أشرح لك إزاى دكتور سامح سعد بـ يتحول أول ما تيجى سيرة «الميتوكوندريا»، يبقى بـ يتكلم عادى، ثم تحس بـ طاقة وحماس وأدرينالين زى ما حضرتك بـ الظبط ممكن تتكلم عن عظمة جدك الكبير اللى أسس بلدكم كلها.
والسيرة دى، طالما بـ تتكلم مع سامح سعد هـ تيجى هـ تيجى، حتى لو الكلام بدأ عن ماتش الزمالك وسيراميكا، أو الفرق بين المطبخ المصرى والمطبخ النمساوى، أو الديمقراطية فى عالم ما بعد الحرب العالمية التانية، فـ كل الطرق هـ تقود الحديث لـ الميتوكوندريا، وهـ تنبسط. الواقع إنه لا المجال مناسب ولا أنا مؤهل أنقل لك كلامه زى ما هو بـ يقوله، إنما الميتوكوندريا دى بـ اختصار موضوع فى البيولوجيا، وتركيب الكائنات الحية، وكل الحاجات الحلوة دى، وتقدر تعتبرها إجمالًا هى سر الحياة. إنما مش غرضى هنا أوصل لـ أفكاره عنها، خصوصًا إنها حاجة ضمن حاجات كتير أوى بحث فيها، اللى اهتميت بيه هو إزاى وليه وصل لـ الدرجة دى من «التصوف العلمى» إن جاز التعبير. معلوماتى، اللى قلتها لك قبل كدا، إنه فى المرحلة الثانوية، الصبى سامح سعد كان مؤهل تمامًا لـ مجالات عديدة، أى مجال منهم مطمح لـ الملايين، صوت حلو، رسام هايل، لاعب كرة قدم وصل إنه كان محترف فى نادى المقاولين العرب، والمقاولين حاليًا نادى كبير، لكن ساعتها كان الضلع التالت مع الأهلى والزمالك، بـ نتكلم فى التمانينات، لما كان كسبان الدورى وبطولة إفريقيا، فـ ليه يسيب كل دا ويلتحق بـ كلية العلوم جامعة عين شمس؟
لما تطرح عليه السؤال، تحسه اندهش، السؤال نفسه مش مفهوم بـ النسبة له، كل المجالات دى تحترم وع العين والراس، إنما العلم لا يُقارن بـ أى مجال آخر، العلم بـ المعنى الكبير، اللى هو العلم زى ما بـ تسمع عنه فى الحكايات، العلم بـ النسبة له هو السبيل الوحيد لـ اكتشاف «الحقيقة»، وحتى لو ما وصلش ليها كاملة ومطلقة، فـ على الأقل بـ تكتشف «حقائق» واضحة مثبتة، وأى حقيقة بـ تكتشفها، بـ تساهم فى اكتشاف ذاتك، فـ إذا فيه طريق أعرف نفسى، مش ممكن آخد طريق تانى، هكذا بـ بساطة.
فى كلية العلوم، من نافلة القول إنه بقى أول دفعته واتعين فى الجامعة، دا مفروغ منه، إنما لما تتبع المسارات اللى خدها بعد كدا، وتسمع منه رحلته، تلاقى الحكاية فيه حكايات، وفيها كتير من الفخر، وكتير من المشقة، وكتير من الأحزان ووجع القلب، لكن المهم هو الأسئلة اللى كانت بـ تحكم اختياراته فى كل مرحلة.
أولًا، هو اتجه لـ الكيمياء، ما كانش فيه فيزياء، ولا رياضيات، ولا بيولوجى، ودا كان نتيجة غياب الحقل العملى لـ المجالات دى فى بلادنا السعيدة، هـ تروح ناحية الفيزيا والرياضيات (اهتمامه الأول) يعنى هـ تبقى خوجة، لكن العلم يعنى التجارب، من غير تجريب يوصل لـ نتايج تقدر تقول مفيش علم، أو خلينا نقول مفيش إضافة علمية، لكن حتى الكيمياء، هـ تروح بيها فين هنا؟
كان حزين جدًا لما اضطر أول مرة يسيب مصر وهو فى مطلع العشرينات من عمره، ويسافر اليابان، علشان يحصل على أول دكتوراه، وهو فى حدود ٢٨ سنة، كانت من جامعة توهوكو، وما كانش فى خططه أى حاجة غير إنه يرجع مصر علشان «يفيد البلد»، ورجع فعلًا بعد أول دكتوراه.
موضوع «يفيد البلد» دا مثير فى مسيرة سامح سعد، والكلام اللى قلناه لما تيجى سيرة «الميتوكوندريا» تقدر تعكسه لما ييجى عن هذا الملف، عبر ٢٧ سنة، ومراحل مختلفة من حياته، كان بـ يسعى فيها لـ عمل «حاجة» هنا.
أول المحاولات، لما سعى لـ إنشاء معمل لـ تجارب معينة، وهو أنضج من إنه يتخيل إمكانيات دولة زى مصر فى التسعينات تسمح بـ إنه تنفق عل حاجة زى دى، لـ إننا بـ نتكلم عن ثروات طائلة، ممكن ٣٠٠ ألف يورو مبدئيًا، ودول كانوا مبلغ مهول، فـ استغل كل ما يمكن استغلاله من صلات وخبرات فى إنه يلاقى تمويل من دول أوروبية أبدت استعدادها لـ تمويل المعمل وإقامته هنا فى مصر.
بعد كل الحصول على كل الموافقات من كل الجهات «هناك»، كان فاضل إنه الجهات «هنا» توافق على المشروع، وكان مستحيل يتخيل إنه فيه عائق، لـ إنه الدولة هنا أو الجامعة أو الجهة أيًا كانت مش هـ تتحمل مليم أحمر، ثم إنه فى النهاية النتايج اللى هـ يوصل لها المشروع هـ تبقى بـ الكامل قابلة لـ الاستغلال هنا.
كان شىء مضحك ومبكى إنه البيروقراطية تتدخل، لـ إنه اللوايح بـ تشترط اقتطاع نسبة مش قليلة من تمويل المشروع لـ صالح الدولة هنا، دا مبدئيًا كدا قبل ما نتكلم فى أى حاجة.
سألته إن كان دا فساد من أفراد هنا، أو مسئولين فى أى مكان وقتها، قال لى: يا ريت! كان بقى أهون وأخف، إنما المشكلة فى فهم العلم وطبيعته وآليات عمله ومدى قابليته الخضوع لـ اللوايح، ومدى مرونة اللوايح فى استيعاب الأمور، البيروقراطية بـ تتعامل مع الأمور كلها بـ اعتبارها خانات يجب أن تكون مسددة.
رغم استعداده وقتها لـ تحمل صعوبة ضغط التكاليف، بعد اقتطاع الجزء اللى بـ تشترطه اللوايح هنا، مع إنه صعب جدًا، وهـ يؤثر على النتايج، إنما هو كان قابل إنما الجهات المانحة رفضت رفضًا قاطعًا إنها تدفع مليم أحمر يروح فى حتة غير البحث العلمى، لـ إنه الناس دول فاهمين يعنى إيه علم؟ ويعنى إيه بحث علمى، فـ المشروع وقف.
هـ نرجع لـ البلد تانى، بس بـ طبيعة الحال، ما كانش ممكن الدكتور سامح يستمر كدا، ويقضيها، وهنا وقفة ضرورية.
شاب حاصل على دكتوراه من جامعة يابانية مرموقة، كان عنده فرصة وقتها إنه يقبل أى عرض من أى دولة فى المنطقة هنا، ودا اللى كان بـ يعمله الحاصلين على الدكتوراه وقتها، حتى لو سنهم أكبر. الدول دى هـ تدفع مرتبات أضخم من خيالك، ومفيش شغل ضاغط فى المقابل، إنما هو كان حاسس (وطول الوقت هو حاسس) إنه ما شبعش علميًا، وعلميًا يعنى اكتشاف يعنى إضافة، فـ راح النمسا.
أوروبا ما كانتش محطة طويلة فى المسيرة، يمكن حتى مش بـ تنذكر لما حد يكتب سيرته، لكن هناك هـ يحصل تحول، وهـ يتجه لـ مجالات أخرى غير الكيميا، وهـ ينشغل بـ حاجة ربما تليق بـ الشعراء والفنانين أكتر من العلماء، إنما كان عنده تساؤلات عن هجرة الطيور!
هجرات الطيور، ثم هجرات الكائنات الحية عمومًا، كان أمر مثير بـ النسبة له، لـ إنها ظاهرة عصية علميًا عن التفسير الكافى والشافى، أكيد مش هـ أعرف أحكيها لك زى ما د. سامح بـ يعمل، ولا حتى قريب منه، إنما الأمر هنا هـ يقودك حتمًا لـ التفكير فى «يعنى إيه وعى؟» و«يعنى إيه حياة؟» و«يعنى إيه ذات؟».
لو إنت فكرت فى الحاجات دى فلسفيًا، عندك براح إنك تروح مطرح ما تروح، وتفسر زى ما تفسر، إنما الوصول لـ دا فى إطار علمى منضبط موضوع تانى خالص، كان يصعب جدًا يدخل مجالات زى البيولوجيا والفيزيا والفيزيا الكيميائية من أولها، لكنه قرر يشق الطريق، ودى بـ النسبة لى حاجة مدهشة جدًا، الواحد بعد ما بـ يعدى التلاتين بـ يبقى صعب عليه يتعلم كوتشينة مش الحاجات الغميقة دى، لكنه راح، وراح بعيد.
رجع مصر تانى، وحصلت حاجات شبيهة بـ المرة الأولى، مع اختلاف التفاصيل، فـ جات له بعثة علمية فى الولايات المتحدة الأمريكية، وما أدراك ما الولايات المتحدة الأمريكية فى العلم، وإحنا بـ نتكلم عن عرض من جامعة ضمن أفضل تلات جامعات هناك، وفى العالم.
ما حبتش أسيب النقطة دى، وسألته عن الفرق بين أمريكا وغيرها، فـ قال لى أمور كتير أهمها هو التقدير اللامتناهى لـ العمل الفردى والأفكار الجديدة غير المطروقة، حتى اللى تبدو فى الأول نوع من الجنون، بس بـ شرط تعرف تطرحها فى صيغ علمية، ويبقى عندك ما تريد اختباره بـ طريقة قابلة لـ القياس، وفيه مساحة من الحرية العلمية مش موجودة فى حتة تانية، وفيه فرص كتير لـ هذا النوع من العمل العلمى، ونقصد هنا فرص عملية ومادية قبل كل شىء.
نعود لـ الضحك المبكى بتاع المتنبى لما قال: وماذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكا، لما الجهة الإدارية رفضت البعثة! البعثة اللى كانت بـ الكامل مغطاة من الجامعة اللى رايح لها الدكتور سامح، حتى تذاكر الطيران محدش هنا مسئول عنها، لا جامعة ولا غيره، بس البعثات كان ليها نظام ما كدا مش مفهوم، يخلى الموافقة على البعثة مش متاحة.
عبثًا حاول الدكتور يشرح لـ المسئولين إنه بعثة زى دى المفروض الجامعة هنا هى اللى تسعى ليها، إنما ما أمكنش، وبعد مناقشات خزعبلية لا منطق لها، الجامعة هنا وافقت على السفر لكن بـ صيغة «الإعارة»، ويضحك دكتور سامح وهو بـ يقول: أنا الوحيد اللى خرجت إعارة لـ الولايات المتحدة الأمريكية، تخيل! دكتور معار من جامعة عين شمس لـ جامعة واشنطن.
صيغة الإعارة كانت ليها تبعات، زى إنه الدكتور لازم ييجى كل فترة لـ تجديد أوراق الإعارة، ويدفع تأمينات وأمور زى دى، ويدور على المكاتب لـ استكمال ختم هنا وتأشيرة هناك، ثم إنه لقى كل هذا بقى خارج إطار أى منطق فى العالم، فـ قدم استقالته لـ الجامعة هنا، وانقطعت صلته الرسمية بيها.
المهم بقى، هناك ومع دكتورة أمريكية، بدأ دكتور سامح مشوار مهول مع البيولوجى، والبيولوجى يعنى الكائن الحى، وهم لما طلبوه، كانوا متوسمين فيه حاجة هـ تساعد فى الإجابة عن أسئلة متعثرين بـ شأنها، تتعلق بـ الشيخوخة والحالة المصاحبة لها، ودا معناه كشوف رهيبة مش بس فى الشيخوخة نفسها، إنما فى فهم وعلاج كتير من الأمراض على رأسها السرطان.
هو قدم أكتر مما كانوا يظنون، ونشر عشرات الأبحاث فى كبرى المجلات العلمية المحكمة، كل بحث منها يقود لـ خطوات فى المجال، وشارك فى عدد لا حصر له من المؤتمرات والفعاليات، وبقى مرجع دولى، كان لى نصيب إنى أطلع على بعض النشاطات دى، ولـ ذلك لن أندهش مطلقًا لو صحيت الصبح سمعت خبر حصوله على نوبل.
رحلة سامح سعد العلمية كانت من الاتساع بـ حيث إنها غطت البيولوجى والفيزيا والكيميا بـ مقدار شاسع، العمود الفقرى ليها هو الحياة، كيف نشأت على كوكبنا؟ كيف تطور الإنسان؟ إيه جذور سلوكياتى وسلوكياتك اللى بـ نعملها النهارده فى القرن الواحد والعشرين بعد الميلاد، وهى موجودة عند أجدادنا اللى عاشوا قبل مئات الآلاف من السنين؟ كيف يعمل المخ البشرى؟ هل الوعى هو نشاط المخ بـ كيمياؤه وفيزياؤه ولا مفهوم منفصل عنهم، هل ما نكتشفه من حقائق ينفع نقول عليه حقائق، وكتير كتير من هاتيك الأمور اللى كانت فارقة فى فهمى أنا شخصيًا لـ الحياة، رغم إن ما فهمته من كلام د. سامح هو دايمًا أقل القليل من اللى بـ يقوله.
حلو، رحلة علمية عظيمة، لكن السؤال: طب و«البلد»؟
وهنا أقدر أقول لـ حضرتك إنى قابلت ناس كتير «بـ تحب» البلد دى، وناس أكتر بـ يقولوا إنهم بـ يحبوها والله أعلم بـ نواياهم، أنا بحب البلد، وإنت غالبًا بـ تحب البلد حتى لو فاكر العكس، إنما ما شفتش حد زى سامح، لـ إنه الأمر لا يتعلق بـ عاطفة تظهر وتختفى، وتزيد وتقل، وتروح وتيجى، إنما عن تفكير دائم فى إيه اللى «ممكن يتعمل» علشان تبقى فيه خطوات على الأرض تخلى الدنيا هنا تتقدم ولو خطوات بسيطة، القصة مش «يا حبيبتى يا مصر يا مصر» أو هى «يا حبيبتى يا مصر يا مصر» بس بـ جد.
الكلام سهل، لكن إنك تبقى فى قمة قمتك، وموجود فى إطار صفوة الصفوة، ومن جامعة سانت لويز لـ جامعة كاليفورنيا، ومناصب ومكاتب وتمويل غير محدود ورفاهية ما يحلمش بيها الأثرياء، فـ تصحى الصبح تقول أنا راجع مصر أعمل معمل هناك، دى ما شفتهاش قبله ولا بعده.
كان وقتها الدكتور أحمد زويل بـ يعمل مشروع مدينة زويل، ولسه الكلام فى بدايات البدايات، فـ دكتور سامح بعت لـ دكتور زويل إيميل من كام سطر، ملخصه: أنا معاك بـ كل ما أستطيع. دكتور زويل طبعًا كان يعرف دكتور سامح بـ اعتباره فى الوسط العلمى، ما كانوش أصدقاء بس بـ معنى ما زمايل، والموضوع ما استغرقش أكتر من يوم، ورجع د. سامح مصر.
يعنى يا دكتور سامح إنت ما حرمتش من كل التجارب السابقة؟
قال لى: دا مش اختيار، المحاولة فرض عين، حتى لو فرصة النجاح ضئيلة، مش ممكن يكون فيه حاجة ينفع تتعمل، وما تتعملش.
هل إنت راضى عن النتيجة؟
مش عارف! أنا مش بـ أفكر كدا، طول الوقت تفكر فى اللى جى، يمكن الصورة دلوقتى أحسن شوية من ذى قبل، يجوز كمان إنه الثقل العلمى لى دلوقتى فارق فـ فيه حاجات بـ تحصل، مش مسدودة خالص زى زمان، إنما طبعًا قابلت وبـ أقابل صعوبات، تسميتها صعوبات هى محاولة لـ التخفيف منها، المهم إنى مش متوقف، ومش هـ أتوقف.
أكتر حاجة تبسط فى اللى بـ يعمله دكتور سامح دلوقتى، هو إنه بقى فيه مجال علمى، مهما كان قليل، بس بقى فيه شباب من العلماء يعرفوا يعنى إيه بحث علمى، وفيه تقدم مستمر على صعيد مواجهة السرطان خصوصًا سرطان الأطفال، فيه حركة، لكن طبعًا كل يوم بـ أتمنى تتضاعف لـ إنها ما زالت مش كافية، وما زالت محتاجة جهود على الأقل لـ إزالة ما هو قابل لـ الإزالة من المعوقات.
بس برضه يا دكتور سامح، ما صعبش عليك الفن والإبداع والكورة؟ ما كانش بـ يبقى عندك حنين لـ إشباع الإمكانيات اللى عندك دى؟
هو مفيش حنين، لـ إنى ما سبتهاش وما سابتنيش، لو تقصد احتراف مجال من دى، فـ الاحتراف هو شكل اجتماعى أو اقتصادى لـ النشاط بـ يحكمه ويوجهه، لكن مين قال إنها كدا بـ النسبة لى، ولو اتعاد الزمن ألف مرة مش كدا، بـ غض النظر عما قد أكون حققته فى مجالى، إنما طول الوقت الغناء بـ النسبة لى طريقة فى التعبير عن النفس، وكذلك الموسيقى، ودا حاصل طول الوقت.
دايمًا فيه متسع لـ سماع المزيكا الشرقى والغربى (خصوصًا الكلاسيكى)، ومن الحاجات الآسرة تلاوة القرآن خصوصًا من مصطفى إسماعيل وكذلك الموسيقى الكنسية الغربية، ثم إنى لا أترك فرصة أغنى فيها من غير ما أعمل كدا، يمكن محترفين كتير ما عندهمش الفرصة دى. ثم إنى لم أتوقف عن التعامل مع الأدب قراءة وكتابة، وربما ييجى يوم وأنشر النصوص اللى كتبتها أو ما ييجيش، لكن دايمًا على اتصال، أما الكورة فـ سنظل أوفياء بـ اعتبارى زملكاوى يعنى، الحياة فيها متسع لـ كل شىء، طالما مش شاغلها بـ الحاجات اللى ناس كتير شاغلين نفسهم بيها، وهى مش مهمة.
كدا الكلام رايح ناحية التصوف، والدكتور سامح له اجتهاد فى هذه المسألة، ناتج من معرفة بـ مسار التاريخ الإسلامى، وما اندهشتش لما لقيته قارئ مطلع على أفكار الدكتور نصر أبوزيد، ومنطلق منها لـ معرفة الفرق الإسلامية زى المعتزلة، اللى هو معجب جدًا بـ تجربتهم، وشايف إنه حصيلة المعرفة الإسلامية خسرت كتير بـ خروجهم من المشهد، هو لا يعتبر نفسه معتزلى تمامًا، هو أقرب لـ التصوف، إنما طبعًا الملف العقائدى كله متأثر بـ التجربة العلمية، فـ ما تقدرش تضعه فى قالب معروف، ودا أحسن.
محظوظ أنا إنى بـ أعرف الدكتور سامح سعد.