الإثنين 16 سبتمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

وقائع اغتيال معلن «3».. أخبار اليوم ترتكب جريمة كاملة ضد سلامة موسى

سلامة موسى
سلامة موسى

منذ أن بدأ سلامة موسى حياته الصحفية والفكرية والسياسية عام 1909، وهو يعيش سلسلة من الأحداث المعوقة للصحافة والحريات العامة والصحفية بشكل أخص، بعيدًا عن وهم جنة الليبرالية المزعومة، والتى كرست لتلك الليبرالية فرقًا مغرضة وغير مسئولة، فالمتابع بإخلاص تطورات القوانين المعطلة للحريات فى ذلك الزمان، أكثر من أن تعد، والاكتشافات الغرائبية فى الصحافة المصرية، والتى لم يكشف عنها كاتب صحفى آنذاك، مثلما فعل سلامة موسى فى سلسلة مقالات متفرقة، ولم يرض عنها اليمين، ولم يرحب بها اليسار أيضًا، وبالتالى كان الرجل مقبولًا على مضض من تلك الاتجاهات، فضلًا عن الاستدعاءات المكثفة التى كان يتلقاها من النيابات المختلفة.

كانت البدايات مزعجة ومريبة، إذ كان شابًا فى الثانية والعشرين من عمره، ينطوى على تجربتين مثيرتين، التجربة الأولى فى بيت والده الذى رحل وهو مازال صغيرًا فى محافظة الشرقية، والتى ولد فيها وعاش طفولته وصباه كلها هناك، وتربى على كثير من تقاليد الريف وخصائصه التى كانت معوقة بشكل كبير لممارسة الحياة الاجتماعية القويمة، ولمس كل المشاكل التى تحيط بكل الفلاحين المصريين، والتخلف الذى يعانيه ذلك الريف، أما التجربة الثانية، فتتلخص فى سفره إلى انجلترا، واقترابه من عالم الاشتراكيين، خاصة الأيرلندى برنارد شو، والاشتراكى على الطريقة الفابية، ولا ننسى هنا بأن برنارد شو هو الذى فجّر قضية وحادثة دنشواى، وكتب عنها مدافعًا بشكل مفصل كتيبًا تحت عنوان «الرعب فى دنشواى»، قال فى مطلعه: «.. تخيلوا شعور قرية إنجليزية إذا ظهرت بين ظهرانيها فجأة جماعة من الضباط الصينيين، وأخذت فى إطلاق الرصاص على البط والأوز والفراخ والديكة الرومية، ثم حملت صيدها زاعمة ومؤكدة إنها طيور برية، وأن كل صينى يعلم هذا حق العلم، وأن سخط الفلاحين المصطنع، إنما هو رداء يسترون به ما يضمرون للصينيين من مقتٍ وكراهية، وقد يكون مؤامرة للقضاء على ديانة كونفوشيوس وتعاليمه وهدمها، وتشييد أو توطيد تعاليم الكنيسة الإنجليزية على أنقاضها!، حسنًا، فإن هذا ما حدث من الإنجليز فى دنشواى، حين أخذت جماعة من الضباط الإنجليز فى صيد حمام بالرصاص، وقد اشتكى السكان، وتذمروا، وكتبوا العرائض، واحتجوا، فلم يلقوا ترضية ولا إنصافًا، لقد تخلى القانون عنهم وخذلهم فى أشد أوقاتهم إليه احتجاجًا»، وكان قد كتب تمهيدًا لوصف القرية، وعلى مدى الكتاب كله قدّم الحالة بكل تفاصيلها، كما أنه قدّم دفاعًا مجيدًا عن فلاحى دنشواى، كان هذا الدفاع خير دعاية عن حقوق مصر فى استقلالها عن الإنجليز، وما كان صوت الزعيم مصطفى كامل سيصل إلى أطراف كثيرة فى العالم، لولا ذلك الكتاب الذى كتبه مفكر وأديب عظيم اسمه برنارد شو، خاصة أن شو كان له سلسلة ثارات بينه وبين الإنجليز الذين سطوا على بلاده، فهو كان يعرف شرورهم أكثر من أى أحد آخر، لذا كانت كتابته مدوّية وذائعة الصيت، وفعلت ما لم تفعله أى كتابة أخرى.

برنارد شو

يقينى أن سلامة موسى ارتبط ببرنارد شو لأكثر من سبب، على رأس تلك الأسباب أفكار شو المتحررة العظيمة، بعيدًا عن مسرحه وأدبه السردى، والسبب الآخر هو دفاعه عن الفلاحين المصريين إزاء حادثة دنشواى، ثالثًا البعد الاشتراكى الذى كان ينشره شو فى شتى كتاباته المتنوعة بين النثر والإبداع، لكنها ليست اشتراكية كارل ماركس التى تتبنى منهج العنف كطريق للتغيير الثورى، ورغم أن سلامة موسى كان من أبرز القيادات التى أسست الحزب الاشتراكى فى مصر، مع محمود حسنى العرابى، والباحث فى التاريخ محمد عبدلله عنان، إلا أن الاشتراكيين الذين اعتنقوا أفكار ماركس، أبدوا تحفظاتهم على طريقة شو، وبالتالى اعتبروا أن اشتراكية سلامة موسى، هى اشتراكية ناقصة، كذلك اليمين الذى يرفض الاشتراكية من بابا، فلا يهم ذلك اليمين أى اشتراكية، لا ماركس ولا شو، لذلك اختط سلامة موسى لنفسه طريقًا مستقلًا، لا يغازل يمينًا أو يسارًا، رغم أنه كان محسوبًا على اليسار، وجدير بالذكر أن عديدًا من الكتب كانت تصدر لإبراز أفكار وتوجهات الكتاب المعاصرين، لكن تلك الكتب كانت تتفادى سلامة موسى على وجه الخصوص، من تلك الكتب كان كتاب «زعماء الإصلاح فى القرن العشرين» لأحمد أمين، ذلك الكتاب الذى تناول عددًا من الكتّاب والمفكرين، وصدر عام ١٩٤٨، فكتب عن جمال الدين الأفغانى، والشيخ محمد عبده، وعلى باشا مبارك، ومحمد بن عبدالوهاب «مؤسس الوهابية»، وغيرهم، عدا سلامة موسى، كذلك كتاب «عصاميون عظماء من الشرق والغرب»، وأشرف عليه محمد فريد أبوحديد، وتضمن الكتاب عددًا من الشعراء والأدباء، إلا أنه تجاهل سلامة موسى أيضًا، وكتاب ثالث- هذا على سبيل المثال، لا الحصر-، وهو كتاب «هذا مذهبى»، الذى أشرف عليه الدكتور طه حسين، وفيه شهادات وتجارب لكُتاب العصر، مثل: أحمد لطفى السيد، ومحمود تيمور، ومحمد عوض محمد، ومحمد أحمد خلف الله، وسهير القلماوى، إلا سلامة موسى الذى كان مغضوبًا عليه بقسوة، رغم أن الكتاب الأخير كان قد صدر عن دارالهلال فى مارس ١٩٥٥، أى فى حياة سلامة موسى، وهو أحد الذين ساهموا لسنوات فى تحريرها فى عقد العشرينيات، وأثرى مادتها بأفكاره وابتكاراته الصحفية.

لا أريد أن أستعرض أشكال الاستبعاد التى مارستها مؤسسات ورؤساء تحرير وكتاب على سلامة موسى، ولكننى كنت أود الإشارة إلى جذور الخلاف بين سلامة موسى وكُتّاب عصره، وهذا لأسباب كثيرة يطول شرحها، وليست ثقافته الإنجليزية فقط، ولا لعلمانيته المفرطة التى تعتمد على العلوم الفيزيائية، ولا لطرحه كثيرًا من الأفكار الصادمة التى ملأ بها الدنيا وشغل الناس بها، إنه كان الضرورة التى يخشاها الجميع، لأنه رغم كل أشكال الاستبعاد التى تلقاها، إلا أن كتاباته كانت رائجة، فلم تفلح كل أشكال الحصار التى مورست عليه، ومن ثم أفسحت له مؤسسة أخبار اليوم مجالًا للكتابة، وكانت كتاباته تتعرض للحذف والتقليص والتحرير كثيرًا، مما كان يغضبه كثيرًا، وكان صبره له علاقة بأنه يدرك أنه لم يكن مرحبًا به فى كثير من المطبوعات.

ولكن حدث ما لم يحدث مع أحد من قبل، وربما من بعد، وهذا بعد رحيله، وهذه كانت أولى أشكال اغتياله بعد الرحيل، وذلك من المؤسسة التى كان يعمل بها، ولقد شرح وأفاض نجله رءوف فى وصف تلك المعاناة فى كتابه: سلامة موسى.. أبى، فعندما رحل الرجل فى ٤ أغسطس عام ١٩٥٨، عزمت مؤسسة أخبار اليوم على إصدار كتاب جديد له، كان عنوان الكتاب «الصحافة.. حرية ورسالة»، وصدر الكتاب فى نوفمبر من العام نفسه، ولم ينتبه كثيرون فى البداية لخطورة ما ينطوى عليه الكتاب، حيث إن الكتاب تضمن فصولًا جريئة، كان سلامة موسى قد كتبها على مدى عقود من تاريخه واشتغاله بالصحافة، مثل: «يوم أن ماتت صحافة مصر، لما كانت الصحافة محتقرة، الصحافة تلقى تعنتًا وتعسفًا، كيف أفسدت الحكومة الصحافة المصرية، الإعلانات فى الصحف، الأسلوب فى الصحافة، رذيلة صحفية: تملق الجماهير، الصحافة المصرية فى نصف قرن، وهكذا وهكذا»، ناقش سلامة موسى غالبة الموضوعات التى تواجه الصحافة من الناحية المهنية والمبدأية وكل القضايا التى لم يستطع أحد أن يطرحها، ولكن سلامة موسى لم يكن ينتظر مكأفأة من جريدة أو مجلة أو مؤسسة صحفية، فكان يكتب ما يمليه ضميره، ضاربًا بكل أنواع الزيف فى الحائط.

مصطفى أمين

هذا كان القسم الأول من الكتاب، أما القسم الثانى، فكان عبارة عن تمجيد فى كل من الأخوين، ومنهجهما فى الصحافة، وشرح ظروف التربية فى بيت زعيم الأمة، كما أنه تعرض لمسألة التوأمة التى كانت بينهما، وجاءت العناوين كالتالى: مصطفى أمين شخصية صحفية، على أمين شخصية صحفية، نشأة أخبار اليوم، ميزات لدار أخبار اليوم، وهكذا جاء القسم الثانى للكتاب عبارة عن تمجيد وتدشين جديد للأخوين مصطفى وعلى، وكذلك جاء التمجيد فى مؤسسة أخبار اليوم، مما لم يعرفه القراء والباحثون والمتابعون عن سلامة موسى ذلك التملق، مما سنتعرض له لاحقًا، وصدر الكتاب عن مطبعة مصر.. شركة مساهمة مصرية، ويبدو أن البعض قد نبّه رءوف نجل سلامة موسى إلى ذلك الأمر، فراح يزور الأخوين فى الدار ليحصل على تلك المقالات، مخطوطة كانت أو منشورة فى أى زمن، إلا أن زياراته كلها باءت بالفشل، فاضطر أن يصدر طبعة ثانية خاصة من الكتاب عام ١٩٦٣، جاء فى غلاف سميك، وأرفق بالكتاب بيانًا، يقول نص البيان: «فى نوفمبر ١٩٥٨ نشر صاحبا دار صحفية بالقاهرة صفحات من هذا الكتاب، احتوت أيضًا على مذكرات أحدهما وعلى تمجيد لدارهما ولمدرستهما الصحفية.

وقد طبع من تلك الطبعة ستة آلاف نسخة، أغفل منها اسم ناشرها، واكتفى بوضع اسم الدار التى تم فيها طبع الغلاف، وقد لقيت محتويات الكتاب شكًا ونقدًا، اضطررنا معه إلى مطالبة الدار الصحفية بدحضه، ولكن طلبنا لم يقابل، للأسف، إلا بالتهديد والوعيد والحيلولة بيننا وبين أصول الكتاب أو بيننا وبين العقد الذى تم بموجبه النشر.

وعلى هذا أعلنا رفضنا لطبعة صاحبى الدار، وامتنعنا عن تسلم ما عرض علينا من حقوق نشر، واستعملنا ما خوله لنا قانون حق حماية المؤلف فى حذف هذه المذكرات، وكل إشارة إلى الدار الصحفية وصاحبيها، وفى إجراء ما رأيناه ضروريًا من حذف وتعديل وإضافة.

وقد رأينا أن نعلن هذا السلوك، وأن نناشد قراء سلامة موسى اعتبار طبعتنا هذه، هى طبعة الكتاب الأولى».

لا أعتقد أن ذلك الحدث، وتلك الواقعة المريبة، والتى خالفت كل الأعراف والتقاليد الصحفية، قد أحدثت دويّا فى الأوساط الصحفية، وذلك للسطوة التى كان الأخوان مصطفى وعلى يستحوذان عليها، كما أن سلامة موسى نفسه لم يكن مرحبًا به فى الأوساط الفكرية والصحفية والأدبية، وأنا على يقين بأن المناخ كان ومازال يحمل قدرًا كبيرًا من التطرف ضد كافة الأفكار والتوجهات الثقافية التى كان يرسلها سلامة موسى دائمًا، ومن ثم لم يكن مستبعدًا فحسب، بل كان معتدى عليه كما أوضحنا ذلك فى الحلقة الأولى، ومن ثم مرّ الأمر مرورًا هادئًا، دون أن يعلّق عليه أحد، حتى رحيله نفسه لم يأخذ ذلك الاهتمام الذى يحيط بآخرين، حتى من الجريدة التى كان يكتب فيها، بل كتب عنه الكاتب الروائى والصحفى فتحى غانم فى مجلة «روزاليوسف»، وهى مجلة ذات قيم وتقاليد محترمة، كتب فى ١١ أغسطس عام ١٩٥٨، أى بعد رحيل الرجل ببضعة أيام مقالًا، جاء عن أول كتاب صدر لسلامة موسى «مقدمة السوبرمان»: «..فى هذا الكتاب يضع أفكار الشيوعيين جنبًا إلى جنب مع أفكار الفاشيستيين.. يتكلم عن إيمانه بالتطور، فنظن أنه شيوعى، ثم يدافع عن السرقة، وعن الخطيئة، وعن فلسفة القوة، فنظن أنه فاشستى»، وبصدد ذلك المقال جاء مقال للكاتب الشاب غالى شكرى، فيعقب على تلك الفقرة قائلًا: «وهذا كل ما استطاع الكاتب الذكى أن يفهمه من مقدمة السوبرمان».

يستطرد غالى شكرى قائلًا: «وأنا أستصرخ ضمير فتحى غانم، أن يقلب صفحات هذا الكتاب ثانية، فلعل نظارته قد خانته فى المرة السابقة!، إن سلامة موسى فى هذا الكتاب، يسجل انطباعاته الذاتية- وسنه لم تتجاوز الثانية والعشرين- عن الاشتراكية العلمية، وعن الدعوة إلى إيجاد السوبرمان..»، ولم يكتف فتحى غانم بتلك الكلمات التى جاءت بعد رحيله مباشرة، بل فعل مثلما فعل غيره، إذ لوّح بفزاعة الدين التى دائمًا ماكان الرجعيون يواجهون بها سلامة موسى، إذ كتب قائلًا: «إن سلامة موسى بعد جهاد مرير، لجأ إلى حظيرة الدين!، ويضع فتحى غانم جملة عدت إليها- أى الكنيسة فى حنان-، وبهذه الكلمات يحاول غانم أن يتهم موسى بالتعصب لعودته للكنيسة، ولا أريد أن أستطرد فى ذلك، لكننى سأرفق مقال غالى شكرى أمام القارئ ليدرك المدى الذى وصلت إليها حالة اتهام سلامة موسى بالتطرف، حتى فتحى غانم الفنان والمستنير والطليعى، والأمر لا يعدو أن الطرف الآخر الدينى، هو الذى كان متطرفًا، نسيت أن أقول إن سلسلة كتب الهلال فى ذلك الوقت، كانت معظم ما تنشره، كان كتب العقاد الإسلامية، وغيرها، فبالطبع لم يكن هناك أى مجال لاستدعاء سلامة موسى لكى يكتب، حتى التجاهل التام، وفى آخر مقال غالى شكرى، عقب فتحى غانم تعقيبًا قصيرًا قال فيه: «النص الذى يتهمنى كاتب المقال بتزويره، يستطيع القارئ أن يجده بحذافيره فى كتاب تربية سلامة موسى ص٢٤٥ طبعة دار الكتاب المصرى».

هذا عن الكلمات القصيرة والمحتشدة ضد سلامة موسى التى جاءت فى رحيله، ونعود مرة أخرى لكتاب «الصحافة.. حرفة ورسالة»، الذى تحدث فيه سلامة موسى عن المعاناة التى كان يعانيها الصحفى منذ أن اشتد عود المهنة فى أول القرن العشرين، حيث كان الصحفى محتقرًا بين كافة العائلات، ويحكى بعضًا من ذكرياته فى ذلك الأمر، عندما أراد أن يستأجر شقة يسكن فيها، وبعد أن تمت كتابة العقد مع صاحبة الدار، صرخت، وخطفت العقد ومزقته، وقالت: احنا مش بنسكن جورنالجية شحاتين، ومنين هتدفع السبعة جنيه كل شهر، ولولا تدخل أولاد الحلال، ومبادرة سلامة موسى بدفع ثلاثة أشهر مقدمًا لطارت الشقة التى كان ارتاح لها منذ أن دخلها، كذلك يتحدث عن على يوسف المؤيد، والذى كان قد خطب واحدة من بنات كبار القوم، وهى صفية السادات، وعندما علم أبوها بأنه صحفى، رفع عليه قضية لفض الزيجة، ولكن على يوسف يكافح حتى يحصل على غرضه، حكايات كثيرة تحدث عنها سلامة موسى كانت تجعل من الصحفى مسخرة فى ذلك الوقت، وتصنع منه مشروعًا مشردًا دائمًا، تضطر الصحفى إلى أن يكذب دائمًا، حتى لا يقع تحت خط الفقر.

ويبدو أن الأخوين لم يرتكبا جريمة واحدة فقط، بل حتى المقالات التى كتبها سلامة موسى بالفعل، ونشرت فى الكتاب، تم العبث بها تمامًا، وأعيد تحريرها حسب هوى ومصلحة الأخوين والصراعات التى كانت دائرة آنذاك، إذ طرح سلامة موسى قضية فى منتهى الخطورة، وهى أكذوبة أن الشوام السوريين هم الذين أسسوا الصحافة المصرية، وقال إن السوريين أصحاب الصحف والمجلات المختلفة، لم تكن تسرى عليهم القوانين المعطلة لحرية الصحفيين، وكانوا يتعرضون للقضايا الحقيقية، وبالتالى كانت صحفهم لا تلقى أى اعتراض من القصر أو الاحتلال، وهنا يقول بأن عبدالقادر حمزة الصحفى العظيم، تم تعطيل أربع عشرة صحيفة فى عشر سنوات، ومصادرة آلات الطباعة، وكان حمزة كلما فاق من كارثة، صدمته كارثة أخرى، بينما الصحف الشامية مثل الأهرام لم تكن تعانى من أى مشاكل قانونية، وينتهى سلامة موسى بأن تلك الصحف الشامية كانت على هوى الاحتلال، وتنتصر له، وتقدم الثقافة الخفيفة، والأخبار المزعجة، وفى الوقت نفسه كانت صحف المصريين تحاصر وتراقب وتصادر بشكل دورى، هنا يضرب سلامة موسى «كرسى فى الكلوب» حول قضية دور الشوام فى تطوير الصحافة المصرية، مما سنستكمله فى الحلقة القادمة إن شاء الله.