السبت 23 نوفمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

العقاد.. مخرج «عمر المختار» يتحدث عن حروبه السينمائية (2)

مصطفى العقاد
مصطفى العقاد

تصادف أن تمر أمس، 20 أغسطس، 166 سنة على ميلاد المجاهد الليبى عمر المختار. وأول الشهر الماضى، مرت الذكرى الرابعة والتسعون لميلاد مصطفى العقاد، والرابط بين الرجلين هو أن الثانى قام بتخليد ذكرى الأول، بفيلم أظهر للعالم كيف كنا، نحن العرب، نحارب دفاعًا عن أرضنا بشرف ضد غزاة مارسوا كل أنواع الخسة والبشاعة ضدنا، وكيف كنا شرفاء فى خصومتنا حتى لو كانت مع المحتل. وفى هذا الحوار، الذى جرى فى أكتوبر 2003، أى منذ أكثر من 20 سنة، تحدث العقاد عن هذا الفيلم، وعن فيلم الرسالة، وعن مجمل مشواره السينمائى، وعن مشروعات أفلامه التى تعرقلت، والتى كان من بينها فيلم عن صلاح الدين الأيوبى، وعن مشروعات أخرى، وهمية، تم استغلال اسمه فى الترويج لها، كما تحدث، أيضًا، عن الحروب السينمائية، مؤكدًا أن التسليح السينمائى هو فرصة العرب الأخيرة.

مصطفى العقاد

أفرح كلما وجدت اسمى على مشروعات وهمية!

ما زلت جالسًا مع المخرج والمنتج مصطفى العقاد فى بهو الفندق القاهرى الجديد، وفيما كان صوت الموسيقى الكلاسيكية يرتفع رافعًا من درجة توترى وقلقى خشية أن تؤثر على وضوح الصوت فى جهاز الكاسيت، كنت أحدثه عن المشروعات الوهمية التى نقرأ عنها دائمًا فى الصحف والتى نفتش عنها فلا نجد لها أصولًا، ونكتشف فى النهاية أنها مجرد أخبار الهدف منها تلميع هذا أو ذاك، وهى الملاحظات التى علق عليها العقاد بأن هذه الأخبار تفرحه لأنها تشعره بأن من يسربون هذه الأخبار يشعرون بأنه قيمة كبيرة ويريدون الالتصاق به أو يقرنون أسماءهم باسمه. وحكى لى العقاد عن عشرات الممثلات اللائى لا يعرف أسماء بعضهن، تتجه الواحدة منهن نحوه فى مهرجان أو مؤتمر هنا أو فى الخارج وتطلب منه أن تلتقط معه صورة وبعد يوم أو يومين يجد الصورة منشورة فى جريدة أو مجلة وتحتها خبر عن اختيار العقاد لهذه الممثلة لتشارك النجم العالمى فلانًا بطولة فيلم عالمى!

■ أقول للمخرج الكبير: ألا يمكننا اعتبار ذلك نوعًا من المتاجرة باسم مصطفى العقاد؟

- فيرد ضاحكًا: ولا متاجرة ولا حاجة؛ فالمسألة بسيطة، وطالما لا يدرجون اسمى فى أعمال مشينة فلا يغضبنى ذلك بل على العكس هذا يفرحنى كما قلت لك.

هذا عن الممثلين أو الممثلات فماذا عن المسئولين الذين اعتادوا أن يسربوا أخبارًا من هذه النوعية حتى يفلتوا من مساءلة الكتّاب لهم حول فشلهم فى إدارة مؤسسات سينمائية يجلسون على رأسها، كأن نرى مسئولًا بين يوم وآخر يعلن عن أنه جارٍ التفاوض مع المخرج العالمى مصطفى العقاد لإخراج فيلم بميزانية ضخمة عن قضية ما، ويظل يسرب الأخبار التى ينهيها عادة بخبر عن حدوث خلاف فى وجهات النظر بينك وبينه أو عن طلبك لأجر مُغالًى فيه أو حول مبالغتك فى تقدير الميزانية.

قلت للعقاد ذلك فطلب منى أن أعطيه أمثلة فضربت له مثالًا بفيلم عملية هيبرون، ولما اكتشفت أنه ليست لديه خلفية عن الفيلم، بدأت أسترجع معه ما نشرته الصحف عن هذا الفيلم، بل إن مصدر هذا الأخبار فى مرة من المرات كان وكالة رويترز نفسها التى ذكرت فى سبتمبر ٢٠٠٢ أن العقاد سينتج فيلمًا عن تدخل إسرائيل فى اختيار رئيس أمريكا، هذا فى العنوان، أما متن الخبر فجاء فيه أن المنتج العالمى مصطفى العقاد وافق على عرض شركة مصر للإنتاج والتوزيع لإنتاج فيلم عن رواية «عملية هيبرون» التى كتبها أحد العاملين السابقين فى المخابرات المركزية الأمريكية، ومن الخبر نعرف أن مصدره هو الدكتور صلاح حسب النبى رئيس مجلس إدارة شركة مصر للإنتاج والتوزيع وهو الذى أضاف أن الفيلم سيحمل اسم الرواية نفسه!

هذا الخبر نشرته صحف عربية عديدة، وبعضها أضاف أن هذا المشروع يأتى بعد أن أعلن عن أن الشركة قررت تأجيل مشروع الفيلم المصرى العالمى عن الحضارة العربية فى الأندلس بسبب تكلفته الإنتاجية العالية والتى تتعدى الـ٨٠ مليون دولار!

وكان بين ما أعلنه صلاح حسب النبى على الملأ وعلى صفحات الجرائد أنه يجرى اتصالات مكثفة مع المخرج العالمى مصطفى العقاد، حتى يخرج فيلم «عملية هيبرون» بشكل عالمى، لماذا؟ لأن الجمهور المستهدف- كما قال حسب النبى- ليس العرب فقط وإنما كل الجنسيات الأخرى.

التاريخ المعاصر ليس به أى شىء مشرف عدا عبدالناصر الذى أعطاه الكرامة والعزة التى لم يرها من بعده كعربى

و«عملية هيبرون» لمن لا يعرف رواية كتبها أريك جوردان أحد ضباط المخابرات الأمريكية الذين عملوا فى الشرق الأوسط، وتتحدث عن كيفية قيام الموساد باختيار رؤساء الولايات المتحدة، كما توضح كيف ترتكب المخابرات الإسرائيلية الجرائم وتحاول إلصاقها بالعرب والمسلمين.

كنت أقول كل ذلك على مسامع العقاد الذى كان واضحًا أنه يسمع هذا الكلام لأول مرة، ورغم ذلك وبعد أن أجهد نفسه فى التفكير قال: لا أتذكر أن أحدًا عرض علىَّ مشروعًا بهذا الاسم.

مصطفى العقاد

■ تلقيت الإجابة الصدمة، وخشيت أن أسأل العقاد عن مشروع فيلم المطران كابوتشى فيصدمنى مرة أخرى، لكننى قررت أن أطرح السؤال وليكن ما يكون وخاب ظنى من ناحية علمه بالمشروع، لكنه لم يخب حين عرفت التفاصيل.

- قال العقاد إن ممدوح الليثى رئيس جهاز السينما التابع للشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامى اتصل به فعلًا وطرح عليه الفكرة، وإنه تحمس لها بشدة انطلاقًا من إيمانه الشديد بضرورة معالجة القضايا التى تظهر للعالم الصورة الحقيقة للعرب والمسلمين وتقنعهم بعدالة القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن قصة المطران كابوتشى تعطى القضية بعدًا أكثر أهمية؛ فهى توضح أن المسألة ليست صراعًا دينيًا بين اليهود والمسلمين وإنما بين اليهود والعرب مسيحيين كانوا أو مسلمين؛ وهو ما يجعل الغرب المسيحى يتعامل مع القضية بشكل مختلف، الفيلم بهذا الشكل كما قال العقاد يصلح لمخاطبة الغرب ويوضح كيف تعاطف رجل دين مسيحى أوروبى مع حق الفلسطينيين فى الحياة وفى الدفاع عن أنفسهم، وفى الوقت نفسه كيف يدين الهجمات الصهيونية الهمجية ضد شعب أعزل، وكيف أن هذا التعاطف جعله لا يتردد فى تحمل كل ما لاقاه من معاناة، وكيف أنه ما زال مُصرًا على موقفه رغم كل شىء، وفى هذا السياق قال العقاد إنه طلب من حنان عشراوى أكثر من مرة أن ترتدى الصليب وهى تتحدث فى المحافل الدولية لذات السبب.

والمطران كابوتشى هو شخصية عاشت فى الأراضى المحتلة لفترة طويلة دون أن يكون له أى نشاط سياسى، حتى فوجئ فى بداية السبعينيات بالطفل «على» يحتمى بالدير بعد إصابته على أيدى قوات الاحتلال.

■ هذه قصة كابوتشى الذى نشرت الصحف أنه تم الاتفاق مع عمر الشريف على القيام بدوره، فماذا حدث بعد ذلك؟

- يجيب العقاد: رأيت أن فيلمًا كهذا لا بد أن يكون موجهًا بالأساس إلى الغرب وأن يكون ناطقًا باللغة الإنجليزية وأن يقوم ببطولته نجوم عالميون، وليس لدى مانع فى أن يقوم عمر الشريف ببطولة الفيلم فهو ممثل كبير وقدير.

وأضاف العقاد: إننا سنخسر كثيرًا لو قام ببطولة هذا الفيلم ممثلون محليون؛ لأن تأثيره سيبقى محصورًا بيننا، أما لو قام ببطولته ممثلون لهم شهرتهم فى الغرب فهذا سيجعل الفيلم يحقق النجاح الجماهيرى المطلوب فى الغرب وسيجعله يحقق الهدف المرجو من خلاله.

تلك كانت وجهة نظر العقاد التى قالها لممدوح الليثى الذى رد عليه بأنه لا يستطيع توفير الميزانية اللازمة لتنفيذ الفيلم بهذا الشكل، ومن وقتها توقف الكلام حول المشروع.

غير عملية هيبرون والمطران الثائر أو المطران كابوتشى، هناك عشرات إن لم يكن مئات المشروعات التى أقحمت أخبار الصحف اسم مصطفى العقاد فيها، بينها مشروعات لأفلام تتناول سير رؤساء أو ملوك عرب حاليين وسابقين، سألت العقاد حول صحة ما قالته هذه الأخبار؛ فأكد أن التاريخ المعاصر ليس به أى شىء مشرف عدا عبدالناصر الذى أعطاه الكرامة والعزة التى لم يرها من بعده كعربى.

بعد قليل من الصمت يضيف العقاد: إلى الآن، لا أستطيع أبدًا أن أنسى خطابه عن الباخرة كليوباترا المصرية، التى جاءت إلى نيويورك أثناء حرب الاستنزاف، ورفض العمال الأمريكيون تفريغ حمولتها تحت ضغط اللوبى اليهودى؛ فكان رد عبدالناصر أن خطب موجهًا كلامه للعمال العرب من المحيط للخليج وطلب منهم عدم تفريغ أى بواخر أمريكية فى موانئ الدول العربية. ولما تجاوب العمال العرب مع طلب عبدالناصر اضطر الجيش الأمريكى إلى القيام فورًا بتفريغ شحنة الباخرة المصرية كليوباترا، إن واقعة كهذه جعلت كل العرب المقيمين فى الولايات المتحدة يفخرون بعروبتهم وبانتمائهم إلى عالم عربى به رجل له مثل هذه القوة.

وأشار العقاد إلى أنه قام بعمل فيلم وثائقى عن حياة عبدالناصر باللغة الإنجليزية لمدة ٤ ساعات، كان محمد حسنين هيكل هو الذى يروى الأحداث خلالها، مشيرًا إلى أن هذا الفيلم لم يُعرض فى الولايات المتحدة بسبب وجود حدثين هما تفجير اليهود لسينما لافون بالقاهرة، وهى ما عرفت باسم فضيحة لافون، وحادث الباخرة ليبرتى الأمريكية والتى ضربها الإسرائيليون فى البحر المتوسط. والفيلم نفسه قال العقاد إنه أنجز منه نسخة عربية فى ٧ ساعات لم تطلب محطة عربية واحدة عرضها لأسباب لا يعرفها.

بشكل محدد يقول العقاد: هذا هو الفيلم الذى تناولت فيه سيرة رئيس عربى، وهو فيلم وثائقى كما يتضح من كلامى عنه، أما ما أشيع عن وجود مشروعات لى عن حكام عرب فلا أساس له من الصحة. ويضحك ويضيف: أدعو الله أن تتاح لى فرصة تناول سيرهم لكن على حقيقتها، وأعتقد أن ذلك لن يُرضى أحدًا منهم!

العقاد

«صلاح الدين» ومشروعات أخرى!

«ثلج فوق صدر ساخن».. الجملة تلخص حالة العقاد، وعلاقته بالعالم العربى الذى يضع أعصابه فى ثلاجة، أو يتعامل مع حماس العقاد ببرود شديد؛ فهل كانت صدفة أن يعلن العقاد فى حوار معه أنه تمنى أن يخرج سيناريو فيلم عنوانه «ثلج فوق صدور ساخنة»؟

سأترك كلامه عن هذا السيناريو إلى حينه وإلى السياق الذى جاء به، وسأبدأ من السؤال الذى ألقيته عليه فور إلقائى التحية: ما أخبار فيلم صلاح الدين؟!

أعلم ويعلم الكثيرون أن الرجل يبحث منذ أكثر من عشرين عامًا عن ممول لهذا الفيلم، وكنت أتمنى وأنا أطرح السؤال على الرجل أن يفاجئنى بأنه وجد من يمول المشروع، وكنت سمعت كما سمع غيرى وقرأ عن وجود مفاوضات بينه وبين ممولين عرب، لكنه صدمنى بالقول: إن أغلب هذه المفاوضات تعطل لأسباب لا علاقة لها بالسينما، ولا علاقة لها بالمنطق، وانطلق يسرد المواقف والأسماء.. وطبعًا لا نستطيع هنا أن ننقل لكم كل ما قاله الرجل؛ لأنه يمس أشخاصًا لهم ثقلهم السياسى، وإن كانت عقولهم أخف من عقل ذبابة!

حكى العقاد عن أمير عربى عرض عليه أن يمول مشروع الفيلم نظير إقامته لعلاقة خاصة جدًا مع بطلة الفيلم التى ستكون نجمة عالمية اختارها هو، وحكى عن نظام سياسى ألمح إلى إمكانية تمويله للمشروع فى مقابل أن يقوم العقاد بإخراج فيلم عن رأس هذا النظام، وحكى أيضًا عن مخرج ومنتج عربى تفاوض معه حول تمويل الفيلم نظير إدخال تعديلات على السيناريو؛ رآها هذا الشخص بسيطة، ورآها العقاد فى منتهى الخطورة، وتنسف الهدف من المشروع ككل!

شخصية صلاح الدين لا بد أن نقدمها للعالم الخارجى بعمل يخاطب الجمهور الأجنبى بلغته

تمنيت لو ذكرت أسماء هؤلاء، وأنا أورد تلك الحكايات كما حكاها العقاد وبنصها، لكن لا أنا ولا هو نستطيع أن نتحمل تبعات ذلك.. ليس خوفًا من هؤلاء الأشخاص، ولكن حرصًا على عدم إصابتكم بالصدمات المتوقعة من قراءتكم لتفاصيل هذه العروض، وهكذا نرى من الأفضل أن نترك العروض والمفاوضات، ونتحدث فى صلب الموضوع.. فى الفيلم نفسه الذى نتمنى أن يجد من يتحمس له ويموله.

العقاد أكد- كما قلنا من قبل- أنه منذ سنوات طويلة وهو يخوض مشروعات تمويل عديدة، لكنها كانت مشروطة، مؤكدًا أنه مستعد للتفاوض بشرط ألا تكون هناك تنازلات سياسية، وبعيدًا عن المواقف والمبادئ ومن دون أن أضطر إلى عمل فيلم عن شخوص تستحق سيرهم أن تخرج للناس على عكس ما يريدون هم تمامًا!

وفيما كان يتناول سيرهم انتزعته ليتحدث عن سيرة صلاح الدين فأكد أن سيرته تستحق أن نسجلها فى أفلام ذات مستوى عالٍ، لا فى فيلم واحد.

العقاد من فيلم عمر المختار

■ لكن هناك بالفعل أكثر من عمل فنى عن صلاح الدين؛ منها على سبيل المثال لا الحصر فيلم يوسف شاهين «الناصر صلاح الدين»، ومسلسل حسام الدين مصطفى «نسر الشرق».

- قلت ذلك للعقاد، فأوضح أن هذه الأعمال رغم أهميتها تخاطب المشاهد العربى الذى صنعت هذه الأعمال له ومن أجله، وقال: إنها أعمال أنتجت باللغة العربية وللسوق المحلية، وشخصية صلاح الدين لا بد أن نقدمها للعالم الخارجى، ولن يتحقق ذلك إلا بعمل يخاطب الجمهور الأجنبى بلغته، ويقوم بالتمثيل فيه ممثلون يعرفهم المشاهد الأجنبى، ويقبل على أفلامهم حتى يتحقق للفيلم الإقبال الجماهيرى المطلوب، إضافة إلى تقديم الفيلم لرسالته بطريقة تتفق وطريقة التفكير الأجنبية.

■ حين قلت للعقاد: إن هناك أكثر من عمل فنى تناول سيرة صلاح الدين كنت أريد جوابًا مختلفًا، كنت أتوقع أن يتكلم عن حاجتنا لتناول صلاح الدين الآن؛ فلما ذهب فى إجابته لأبعد من ذلك طرحت عليه السؤال بشكل مباشر، فأجاب بأن هدفه الأساسى هو تقديم تراث الأمة العربية، وفيما يتعلق بصلاح الدين، قال: هو أنسب شخصية- من وجهة نظرى- نقدمها الآن للغرب لتتحدث باسمنا أو بالنيابة عنا؛ لأن الغرب والأمريكان يتحدثون عن الإرهاب الدينى، وما دام الأمر كذلك فإننى أريد أن أقول لهم: وهل هناك أكثر من الحروب الصليبية التى كانت مثالًا للإرهاب الدينى التى لم نجد رغم حدوثها من يتهم المسيحية بالإرهاب؟

ويمضى العقاد ليؤكد أن وضعنا العربى يشبه وضع العرب أيام صلاح الدين، ويشرح ذلك بقوله: دويلات منقسمة ومفككة وتحارب بعضها بعضًا، وصلاح الدين هو الذى وحّدها وجمع كلمتها، وقام بتنظيف أنظمتها؛ فاستطاع أن يهزم الصليبيين ويقهرهم، وأنا من خلال فيلمى أريد أن أقول: إننا فى حاجة إلى مثل هذا الرجل الآن، أو نحن فى حاجة إلى اتباع سياسته؛ حتى نواجه التحديات، وحتى نتغلب على المتربصين بنا.

ويضيف: إن حرصى على تقديم هذا الفيلم ينطلق من مشكلة موجودة، تحديدًا بالنسبة لقضية القدس، ونحن فى فيلم صلاح الدين نؤرخها تأريخًا عربيًا إسلاميًا؛ فصلاح الدين وحَّد وغزا، وحمى الأديان، ولم يفرِّق بين مسلمين ومسيحيين. أمّا الصليبيون «أو الإفرنج حينها» فقد هدموا الكنائس، وقتلوا الرهبان، ووصلوا إلى بيزنطة وأحرقوها، ولما دخلوا القدس ذبحوا المسلمين والمسيحيين واليهود، وأنا عندما أقدمه الآن أقدم رجلًا منا بشهامته ونبله وأخلاقه التى يعرفها عنه الغرب أكثر مما نعرفها نحن. إن سيرة صلاح الدين هى الإسقاط المعاصر للأحداث التى تجرى على الساحة اليوم، وفى زمنه كانت فلسطين كما هى عليه الآن، لكن هو جاء و«نظّف» ووحّد وغزا أخلاقيًا.. إننى أريد تقديم صلاح الدين لتثبيت عروبة القدس.

العقاد

■ من كلام العقاد يتضح أن سيناريو الفيلم جاهز؛ فهل هو جاهز بالفعل؟ ومن كتبه؟

- سألته فقال: السيناريو جاهز فعلًا، أما كاتبه فهو «جون هيل».

■ أمريكى؟

- نعم أمريكى.

■ أليس غريبًا أن يكتب أمريكى سيناريو فيلم عن صلاح الدين؟

- وما المانع؟ لقد اتفقت معه على أن تتم ترجمته إلى العربية؛ ليراجعه مؤرخون عرب ومسلمون، وبعد موافقتهم يترجم إلى الإنجليزية مرة ثانية، وقد خططنا لذلك حرصًا منّا على الدقة وللتأكد من كلّ معلومة، وهى الطريقة نفسها التى نفذت بها فيلم «الرسالة».

■ قرأت أنك اخترت شون كونرى للقيام بدور صلاح الدين.. فهل هذا صحيح؟

- هو فعلًا أقدر من يستطيع القيام بدور صلاح الدين؛ فإضافة إلى قدراته كممثل فإن ملامحه الشرقية تساعده، واسم شون كونرى فى رأيى سيحقق للفيلم الجماهيرية المطلوبة، أضف إلى ذلك أن شون كونرى يحب العرب، ومطلع على تاريخنا، وكان دائمًا يعاتبنى لأننى اخترت أنتونى كوين لبطولة فيلمين، ويقول لى: إنه ينتظر أن يعمل معى فى فيلم.

فيلم عن صلاح الدين يحتاج إلى تكاليف عالية جدًا لتخرج المعارك بالشكل اللائق، فإذا أضفنا إلى ذلك أجر شون كونرى وهو وحده يساوى ميزانية فيلم يكون الفيلم فى حاجة إلى ميزانية شديدة الضخامة، من هنا سألت العقاد عن التمويل الذى يحتاجه لبدء تنفيذ الفيلم فقال: أحتاج ٨٠ مليون دولار، وأنا واثق فى أنه سيحقق أضعاف أضعافها؛ فالأفلام التاريخية عمومًا مردودها كبير، كما أن فيلمًا يقوم ببطولته شون كونرى سيحقق إيرادات مهولة، ودعنى أضرب لك مثالًا بفيلم الرسالة الذى تكلف وقتها ١٧ مليونًا فى النسختين العربية والعالمية، وقد حققت النسخة العالمية عشرة أضعاف هذا المبلغ، وتمت ترجمته إلى ١٢ لغة مدبلجة، وما زال يحقق أرباحًا إلى الآن، وأشير هنا إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية اشترت مائة ألف نسخة من فيلم الرسالة لعرضها على الجنود قبل إرسالهم إلى الحرب الأفغانية!

العقاد

■ أخذنا الحديث عن فيلم صلاح الدين، وهناك على حد علمى مشروعات كثيرة لأفلام مهمة يتمنى مصطفى العقاد تنفيذها.. سألته عن هذه المشروعات.

- فقال: أثناء حرب البوسنة فكرت فى فيلم عن هذه القضية تحت اسم «وامعتصماه»، ومنذ فترة أجد أن قضية القدس تدفعنى إلى القيام بعمل عنها، كما أتمنى تقديم فيلم عن محمد شامل؛ ذلك الشيشانى الذى حارب الروس القياصرة، وهناك أيضًا مشروع عن الأندلس عن «صبيحة الأندلسية».. المرأة التى حكمت الأندلس.

كما انتهيت من قراءة سيناريو لمشروع فيلم جديد، يلقى الضوء على الثقافة الإسلامية، وتقوم قصته على وثيقة تاريخية نشرتها صحيفة «صنداى تايمز» البريطانية عن وفد أرسله ملك إنجلترا «جون الثالث» إلى الخليفة الإسلامى فى قرطبة، يقترح فيها أن تكون بلاده تحت حماية الخليفة وأن تعتنق الإسلام، وأن تدفع إنجلترا جزية إلى الخليفة. لكن جواب الأخير كان: «إن ملكًا يقبل أن يبيع شعبه ومملكته لا يستحق حمايتنا»، حدث ذلك عام ١٢١٣م والوثيقة التى نشرتها جريدة صانداى تايمز التى سجلت أسماء أعضاء الوفد الإنجليزى الذى قدم هذا الطلب. وهذا العمل سيتم بأيدى كتّاب أجانب؛ فالعنصر الأجنبى مهم ليكون التأثير أقوى، ولكى تصل رسالتنا؛ فعندما تَنقل الرسالة من الغربى إلى الغربى يكون صداها أعلى.

وهناك سيناريو فيلم قرأته عنوانه «ثلج فوق صدور ساخنة»، كتبه المخرج وأستاذ الإخراج السينمائى الدكتور مدكور ثابت، وكلما مر يوم اكتشفت أهمية هذا العمل الذى استشرف العديد من القضايا الحساسة، ودفعنى إلى إعادة النظر فى شخصيات عديدة تدعى الإخلاص، وثبت فيما بعد أنها لم تكن كذلك. هذا السيناريو تمنيت إخراجه، لكن خشيت ألا أستطيع تقديمه بالشكل الذى يليق به؛ فهو يتناول قضايا محلية، وهناك مخرجون أقدر منى على تنفيذه؛ لأننى لا أعرف كيف أخاطب الجمهور العربى، أضف إلى ذلك أن مؤلفه مخرج وأستاذ للإخراج!

العقاد

التسليح السينمائى فرصة العرب الأخيرة!

مشروعات كثيرة فى ذهن مصطفى العقاد، يتمنى أن ينفذها لكن ينقصه التمويل.. المشروعات مهمة ونحن كعرب فى حاجة إليها وعشاق الفن السابع فى حاجة لتلك الأفلام التى ستحقق لهم حالة غير عادية من المتعة. والأهم من ذلك كله، أن بوسع هذه الأفلام أن تصحح صورتنا التى يراها العالم مشوهة. المشروعات جاهزة لكنّ الممولين ليسوا كذلك، ولذلك فإن مصطفى العقاد لا يفعل شيئًا الآن غير الانتظار، وصناعة أفلام الرعب والأكشن: ألا يمكننا اعتبار ذلك نوعًا من السلبية؟

أنا مجرد فرد وصناعة السينما تحتاج إلى مؤسسات ضخمة ولست سلبيًا بدليل أننى ما زلت مصرًا على إيجاد الممول

قلت له السؤال بنصه، فصمت قليلًا، قبل أن يرد بهدوئه المعتاد: أنا مجرد فرد وصناعة السينما تحتاج إلى مؤسسات ضخمة، ولست سلبيًا كما تقول بدليل أننى ما زلت مصرًا على إيجاد الممول، وإذا فشلت فى ذلك فإننى لست المسئول بشكل مباشر عن هذا الفشل، وإنما هو فشل المسئولين العرب الذين لم يشاركونى إدراك أهمية تحقيق هذه المشروعات، ووعدوا ولم يحققوا وعودهم.

إننا ننفق عشرات المليارات على شراء الدبابات والطائرات، ولم نر إلى الآن رصاصة واحدة توجه إلى أعدائنا رغم أن ١٠٪ من هذه الميزانية كافية لتحقيق المعجزات، إن الحرب الآن هى حرب إعلامية بالأساس، ولكننا للأسف نكتفى بالكلام بيننا وبين أنفسنا، ولا نحاول أن يصل صوتنا للعالم، ولا نحاول أن نقدم للعالم صورتنا الحقيقية، ونترك اليهود الذين يسيطرون على السينما الأمريكية يقدموننا كما يريدون، إن اليهود هم المتحكمون؛ لأنهم يمسكون هوليود من عصبها وهو «المال»، ويجيدون السيطرة عليها ماليًا لا إبداعيًا، نحن لسنا فى حاجة إلى دبابات وطائرات لتغيير تلك الصورة البشعة التى التصقت بنا نحن المسلمين، ولكننا فى حاجة إلى استخدام السلاح الذى يستخدمه اليهود وهو الإعلام.

العقاد

انطلق العقاد ليؤكد أنه يتمنى أن يقدم أعمالًا تخدم القضايا التى يؤمن بها إذا توفر له التمويل اللازم لذلك، وتلك هى رسالته التى يتمنى أن يقوم بها، خاصة بعد أن نجح الإعلام الصهيونى فى جعل المسيحية واليهودية فى طرف والإسلام فى طرف آخر، وهو ما يتطلب من العرب إعداد رسالة إعلامية موجهة، خصوصًا أن الشعب الأمريكى لا يتعصب لقومية معينة، بل يتلقى المعلومات من وسائل الإعلام ويتجاوب معها، لكننا- والكلام للعقاد- فعلنا العكس. وبشكل واضح قال العقاد: إننا نحتاج إلى أن نقنع العالم بأننا لسنا إرهابيين كما يريد الإعلام الصهيونى أن يصورنا، وأوضح العقاد أن هناك مثقفين عربًا كثيرين يسيئون إلى أنفسهم وإلى العرب عامة بدون قصد أحيانًا وبقصد فى أحيان أخرى مثل المخرج يوسف شاهين الذى أساء إلى العرب كل العرب بفيلمه المصير.

استوقفنى المثال فطلبت منه توضيحًا أكثر فأشار إلى أنه رأى يوسف شاهين وهو يتسلم جائزته فى كان، ورأى كيف صفق له الجمهور لمدة ٥ دقائق فى سابقة لم تحدث من قبل فى تاريخ كان؛ الأمر الذى دفعه لمشاهدة فيلم المصير الذى كان ولا بد أن يكون تحفه فنية، وإلا لما صفق له الجمهور الفرنسى بهذا الشكل، لكنه عندما شاهد الفيلم عرف أن سبب التصفيق لم يكن مستوى الفيلم وإنما لإبراز شاهين لمشهد حرق كتب ابن رشد. وأضاف العقاد: لقد أراد شاهين أن يرد على قيام المتطرفين بمنع عرض فيلم «المهاجر» وأن ينتقم منهم، فتعمد إبراز هذا المشهد.

■ لكن هذا المشهد حدث فى الواقع!

ربما يكون قد حدث بالفعل، لكن لماذا لا نختار إلا هذا المشهد لنبرزه، ألا تكفينا الأعمال التى تشوه صورتنا كعرب ومسلمين لنضيف إليها مشهدًا كهذا؟ إننا بهذا الشكل ندفع الآخرين للتمادى فى تقديم صورتنا على نحو أكثر بشاعة ونجعلهم يقولون وشهد شاهد من أهلها.

وصلنا إذن إلى بيت القصيد، إلى صورتنا التى يراها العالم مشوهة الآن، وأسأل العقاد: كيف يمكننا أن نصحح هذه الصورة فيقول: «إن إمكانية إقامة مراكز إنتاج سينمائية عالمية تحتاج إلى مقومات وظروف ومناخات اقتصادية موجودة، وبمنتهى الوضوح أقول إن المسلمين لن يستطيعوا أن يفعلوا شيئًا بأسلحتهم وذخائرهم ولا حتى بشجبهم واستنكارهم، لا حل سوى الإعلام، وأزيد عليه لأقول الإعلام فقط.

وهنا يسأل العقاد: لماذا لا يتم إنتاج فيلم سنوى واحد بتمويل إسلامى ضخم وبأسماء عالمية يحبها الغرب؛ نعم يحبها الغرب وليس نحن، ونقدم من خلال هذا الفيلم أفكارنا الإسلامية الصادقة والمعتدلة، وتأكد أن أمريكا يحكمها اللوبى الصهيونى بالمال فقط والذى مع مرور الوقت أصبح قوة، وبالتالى حقق له السيطرة على الإعلام فى أمريكا والعالم.

هذا أولًا أما ثانيًا: -والكلام للعقاد- فلماذا لا يتم إطلاق قناة «تجارية» وأضع خطين تحت كلمة تجارية ربحية وناطقة باللغة الإنجليزية وتحمل فكرنا الإسلامى المعتدل.. بل إننا نريد أن ننتهج الأسلوب الصهيونى الذى يدس السم فى العسل، ولكننا سنكون مختلفين عنه فيما نقدمه؛ لأننا سندس الحب والرحمة اللذين يحملهما إسلامنا فى العسل.

ويمضى العقاد ليؤكد أن المنافذ الإعلامية الكبيرة فى الولايات المتحدة هى شركات مساهمة مثل CNN وفوكس وCBS؛ ولهذا فإنه من الضرورى أن نفكر جديًا بوسائل التغلغل فى هذه الشركات، معربًا عن اعتقاده أن مشكلة العرب مع الآخرين هى إعلامية بالدرجة الأولى.

يزيد مصطفى العقاد على ذلك فيؤكد أن الولايات المتحدة نفسها ما هى إلا شركة مساهمة، قائلًا: إن الجنسية الأمريكية هى مجرد وثيقة فقط وليست وثيقة قومية مثل البريطانية، والفرنسية، والإيطالية، والهندية.. كل هذه قوميات، أما الأمريكية فهى تعنى تجمع شعوب العالم كشركة مساهمة والمجتهد يدخل للمشاركة حسب نص الدستور وليس حكم الأغلبية، وهناك قصة قصيرة جدًّا فى أمريكا مشهورة للغاية؛ حيث إن امرأة ملحدة كان ابنها يوميًا فى المدرسة يدرس ويذكر اسم الله، وهى لا تؤمن بالله؛ فرفعت دعوة على الحكومة الأمريكية وربحتها، وتحكم المحكمة ثانى يوم بمنع ذكر الله فى كل مدارس أمريكا؛ لأن هناك فصلًا تامًا بين الدين والدولة؛ ولهذا أنا أمارس الطقوس الإسلامية بكل حرية فى أمريكا أكثر من أى بلد عربى أو إسلامى!

■ أمريكا شركة مساهمة، اشترى اليهود أغلب أسهمها فسيطروا على العالم، فيما العرب ما زالوا يستمتعون بالنوم العميق، لذلك لا يستطيع العقاد وكثيرون غيره أن يفعلوا شيئًا غير أن يحاولوا إيقاظ هذا النائم أم الميت. فهل كان يدرك مشكلة العرب حين ترك مسقط رأسه قاصدًا هوليوود؟ هل ذهب إلى هناك محملًا بقضية؟

- أسئلة تبدو عادية، والمتوقع أن يرد عليها العقاد بأنه خرج مقاتلًا من أجل العرب، ومن أجل رسالة، ومن أجل ومن أجل، لكنه أجاب قائلًا: عندما خرجت من سوريا لم أكن أشعر بأن العرب يعيشون فى أزمة، كنت صغيرًا، وفى كل يوم كنت أسمع الخطب الساخنة والرنانة من المسئولين والرؤساء، لكنه عندما وصلت إلى هوليوود ووجدت الصلابة والنظام والتخطيط والعمل، واستمعت إلى وجهات نظر الناس أدركت أن العرب يعيشون فى مشكلة كبيرة، وظل ذلك يلازمنى حتى ترسخت قدماى فى هوليود، وطوال الوقت كنت مدركًا أنه علىّ القيام بعملية بحث حقيقية عن الأدوات والسبل التى تمكننى من خدمة عروبتى وتمسكى بها وبتاريخها؟ وهو ما تفرضه جذورى وانتمائى.

■ الطبيعى هنا أن أسأله عن الأدوات، وكيف استطاع أن يصل إليها، لكن السؤال بهذا الشكل يكون فى منتهى السذاجة، لكن ما المانع، إذا كانت مساحة الود عند الرجل تجعله يتغاضى عن سؤال أو أسئلة ساذجة؟!

لم أفكر كثيرًا وسألت، وتكلم الرجل دون أن يستوقفه التفكير لثوانٍ، وقال: طوال الوقت كنت أدرك أن الإعلام الصهيونى استطاع أن يسيطر على العالم، ليس بالرشاش أو الإعلام الموجه أو المباشر، بل بالتخطيط والتنظيم، وكنت أرى كما يرى غيرى أن العرب والمسلمين فى الولايات المتحدة أكثر من الصهاينة، لكننا للأسف متفرقون وغير متعاونين، ومن هنا أدركت أهمية الإعلام الخارجى فى التعامل مع الغرب، والتحدث معه وإيصال لغتنا ورسالتنا له بالطرق غير المباشرة، تمامًا كما يفعل الصهاينة. على أن السبيل الأمثل لذلك هو التركيز على أن مخاطبة الآخر يجب أن تتم بلغته وثقافته ووجهة نظره، وصولًا إلى المرحلة التى تمكننا من السيطرة على الرأى ووجهات النظر، وهذا بالضبط ما فعله اللوبى اليهودى صاحب السيطرة التامة على هوليود لأسباب عديدة، أهمها -كما قلت- أن العرب لم يعتادوا على مفهوم اللوبى والعمل المنظم الجماعى.

ومن أسئلتى التى ظننتها ساذجة انطلق الرجل مشخصًا الخلل الأساسى عند العرب الذى أدى إلى تشوه صورتهم وعجزهم عن الوصول بالصورة الصحيحة إلى من ترسخت الصورة السيئة فى أذهانهم؛ فأوضح مصطفى العقاد أن الخلل يكمن فى آليات العمل العربى فى سياق الوصول إلى العالمية، وفى الفهم الخاطئ للعمل السينمائى الذى عليه التركيز على الجمهور؛ لأن نجاح أى فيلم وانتشاره مرتبط بهذا الجمهور وبالأرباح التى يحققها، وهذا الأمر لا يعنى الإسفاف، لكن علينا النزول أولًا إلى الجمهور أينما كان، والعمل على الارتقاء به نحو الفضائيات التى نريدها.