رودينا موسى: نجيب محفوظ الوحيد القادر على إبهارى
- بدأت الكتابة رغبة فى التمرد وأنهيت روايتى الأولى فى الثامنة عشرة
دخلت عالم الكتابة رغبة فى التمرد، حتى على الزمن الذى جاءت إليه، وفق قولها، إلى أن نجحت فى إنجاز روايتها الأولى والوحيدة «ليست كل الأبواب للطرق»، الصادرة عن مؤسسة «بتانة» الثقافية، والتى وصلت للقائمة القصيرة فى جائزة « iRead» لأفضل عمل أدبى صاعد لعام 2021.
نجيب محفوظ هو الكاتب الوحيد القادر على «إبهارها»، كما تحب كتابة الروائى طارق إمام، وترى أنه يمتلك ذاتًا روائية متفردة. كما يعجبها أدب الروائى يوسف الحسينى، وتعتبر إياه «عصيًا على النسيان».
عن تجربتها فى عالم الكتابة، والصعوبات التى واجهتها عند نشر روايتها الأولى، وما تجهز له خلال الفترة الحالية، يدور حوار «حرف» التالى مع الروائية الشابة رودينا موسى.
■ حدثينا عن تجربتك مع الكتابة.. متى وكيف بدأت؟
- لا أستطيع ربط بداية الكتابة بزمن معين، لكن أربطها بالشعور، حتى إنى عندما أريد استحضار زمن كتابة معينة، أول ما يتبادر إلى ذهنى هو شعورى حينها الذى حرضنى على هذه الكتابة. أما عن الكيفية، فأظن أن الكتابة بدأت معى من الطفولة، حيث التمرد على أنماط التربية وطرق التعليم والطاعة المطلقة، التمرد حتى على الزمن الذى جئت إليه، كل هذا خلق رغبة مُلحة فى قول شىء يكسر هذه القوالب المُصمتة.
■ لديك رواية واحدة منشورة بعنوان «ليست كل الأبواب للطرق».. ما تفاصيلها؟
- هى رواية تدور أحداثها فى القرن التاسع عشر، ترصد الدجل الذى كان منتشرًا بقوة فى مصر الخديوية، وتكشف عن خطورة المجتمعات الجاهلة، وخطورة تسليم المصير فى يد مُستغل وجشع، وتوضح كيف يكتب الضعيف نهايته بيده، ويسير تجاهها بخُطى ثابتة وقلب مطمئن.
■ هل واجهتِ أى صعوبات عند نشرها؟
- شرعت فى كتابة هذه الرواية وأنا فى سن الثامنة عشرة، ونُشرت وأنا فى حدود العشرين عامًا. الصعوبات التى واجهتنى تلخصت فى أننى قلم شاب يخطو أولى خطواته، ومعروف أن أصحاب العمل الأول يعانون فى البداية لإيجاد دار نشر تتشجع للعمل الأول. أما التحدى الثانى فكان سنى الصغيرة.
بالتأكيد راسلت دورًا عديدة، جاءنى الرد بالقبول من عدد منها، ضمن هؤلاء كانت مؤسسة «بتانة» التى لم أكن أعرفها فى البداية، لكن عندما طالعت إصداراتها ومشروعها الأدبى تحمست، وصدرت روايتى من خلالها.
■ تُصنف الرواية على أنها تنتمى إلى أدب الجريمة.. ما مفهومك عنه؟ ولماذا اخترتيه؟
- الرواية ليست رواية جريمة بالنمط المتعارف عليه، فالقاتل فى الرواية معروف من الفصل الأول، أى لا تتلخص فى حل اللغز واكتشاف الجانى، إنما تناقش قضية الدجل والإيمان بالأضرحة والغيبيات وأولياء الله الصالحين، فتأخد أبعادًا اجتماعية ودينية ونفسية تنأى بها عن حصرها فقط فى أدب الجريمة.
■ مَنْ كاتبك المفضل؟ ولماذا؟
- ليس اسمًا واحدًا، على رأسهم نجيب محفوظ، لأنه الوحيد الذى بإمكانه إبهارى، مهما تعلمت وازدادت خبرتى فى الكتابة وأساليبها وتقنياتها، فدهشة الانبهار لا يطفئها «نجيب» عندى أبدًا.
وأحب كتابة طارق إمام، لأنه مُجدد، ويطرح فى كتابته طريقة «ماذا لو»، وهى تفتح آفاقًا جديدة، وتكتشف مناطق بكرًا لم يطأها أحد من قبله، بجانب امتلاكه ذات روائية متفردة يصعب محاكاتها ويسهل تمييزها من بين كتابات عديدة. أيضًا الكاتب يوسف الحسينى، مؤلف رواية «عداء الطائرة الورقية»، لأنه يكتب أدبًا عصىّ على النسيان، وكتابته تمس الوجدان وتجعلنى أتفاعل معها بجميع حواسى، وروايته هذه من الروايات التى تمنيت لو كنت أنا من كتَبها.
■ هل تطمحين للحصول على جائزة؟ وما مفهومك عن الجوائز الأدبية؟
- الجوائز الأدبية ليست هدفًا أسعى له. الجائزة حسب مفهومى شهادة تقدير للكاتب، وصك اعتراف بأنه «بيعرف يكتب». ونظرًا لانشغالى الدائم بهاجس جودة الكتابة، وتشككى القاتل فى جودة وقيمة ما أكتب، إذا حصلت على جائزة يومًا ستعطينى ثقة أكبر. ولو لم أحصل عليها فلا ضرر، سأواصل الكتابة فى جميع الأحوال، لأنى أكتب رغبةً فى اكتشاف نفسى داخل الكتابة، ولا أريد التوقف عن معرفة «من أنا».
■ ما خططك فى المرحلة المقبلة؟
- أعكف على كتابة رواية جديدة منذ ٣ سنوات، وأتمنى الانتهاء منها قريبًا، ولدى مجموعة قصصية أوشكت على إتمامها.