الخميس 21 نوفمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

عش المجانين.. أسرار بايدن فى البيت الأبيض بتوقيع بوب وودورد

بايدن ونتنياهو
بايدن ونتنياهو

- نتنياهو تعهد بـ«قتل كل عضو فى حماس» فرد عليه بايدن: «مستحيل»

- بايدن قال غاضبًا من نتنياهو: «لمَ لا تقم ثورة فى إسرائيل وتطيح به؟»

ما أكثر جنون هذا العالم، وما أكثر جنون من يحكمونه، هؤلاء الذين يظهرون فى المؤتمرات الصحفية ينادون بالسلام، حتى تعتقد أنهم سيرفعون أغصان الزيتون، بينما هم فى الكواليس يهددون بعضهم البعض بكل شىء، بما فيه السلاح النووى. عن كواليس «الغرف المغلقة» لما يمكن أن نصفهم بـ«حكام العالم»، دارت فكرة كتابين فى غاية الأهمية، الأول كتاب «حرب»، من تأليف الصحفى الأمريكى الاستقصائى، بوب وودورد، الذى يعتبر أهم صحفى استقصائى فى العالم، والثانى مذكرات رئيس الوزراء البريطانى السابق، بوريس جونسون، التى تحمل عنوان «إطلاق العنان».

نتنياهو وبايدن

بايدن يصف نتنياهو بـ«ابن العاهرة»: «رجل سيئ لا يهتم إلا بنفسه»

استقبلت المكتبة العالمية، أمس الثلاثاء، الكتاب الجديد «حرب»، من تأليف الصحفى الأمريكى الاستقصائى، بوب وودورد، الذى سبق أن وصفه الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل بأنه «أهم صحفى تحقيقات فى العالم»، وشارك فى كشف «فضيحة ووترجيت»، التى أدت إلى استقالة الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون.

وأثار إعلان إصدار الكتاب جدلًا واسعًا وضجة كبيرة، خلال الأيام القليلة الماضية، فى ظل حساسية المعلومات الواردة فى الكتاب، بالإضافة إلى حساسية التوقيت، قبيل أسابيع من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فى نوفمبر المقبل.

ويتعمق الصحفى الأسطورى بوب وودورد، خلال كتابه الـ٢٣، الصادر عن دار نشر «سيمون آند شوستر» فى ٤٤٨ صفحة، فى الدوائر الداخلية للبيت الأبيض فى عهد الرئيس الحالى جو بايدن، كاشفًا عن السلوك الأمريكى فى ٣ حروب محتدمة الآن، بداية من العمليات العسكرية الإسرائيلية فى غزة ولبنان، مرورًا بالحرب الروسية الأوكرانية، علاوة على السباق الانتخابى الرئاسى المرتقب بين الحزبين الديمقراطى والجمهورى. 

ونشرت شبكة «سى بى إس» الأمريكية مقتطفات من الكتاب، حول موقف جو بايدن من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وعدم ثقته برئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، التى ظلت تتراكم لسنوات حتى انفجرت فى ربيع ٢٠٢٤، لدرجة وصف «بايدن» له بـ«ابن العاهرة».

وبحسب ما جاء فى الكتاب، قال الرئيس الأمريكى الحالى، فى جلسة خاصة مع أحد أقرب مساعديه، عن رئيس الوزراء الإسرائيلى: «ابن العاهرة بيبى نتنياهو. إنه رجل سيئ. رجل سيئ للغاية. لا يهتم بحماس. هو لا يهتم إلا بنفسه».

وأوضح «وودورد» أن «بايدن» كان يشعر بالمرارة وعدم الثقة فى «نتنياهو»، ويعتقد بأنه يكذب عليه بانتظام، وذلك بالتزامن مع إقدام رئيس الوزراء الإسرائيلى على تدمير قطاع غزة بالكامل، حيث يقصف أحد أكثر الأماكن كثافة سكانية على وجه الأرض بقرابة ٤٥ ألف قنبلة.

وأضاف مؤلف الكتاب: «المئات من هذه القنابل التى ألقيت على غزة كانت من عيار ٢٠٠٠ رطل، واستهدفت ٢.٢ مليون نسمة فى القطاع الذى يمثل الأطفال دون سن ١٨ عامًا ٤٧٪ من سكانه، فى واحدة من أسوأ عمليات القصف منذ الحرب العالمية الثانية».

وخلال لقاء مع «بايدن»، تعهد «نتنياهو» بـ«قتل كل عضو فى حماس»، فأخبره الرئيس الأمريكى بأن هذا مستحيل، مهددًا بمنع شحنات الأسلحة الأمريكية الهجومية إلى إسرائيل، وإن كان لم يفعل ذلك، وفق «وودورد».

وبناءً على ذلك، وعد «نتنياهو» جو بايدن بأن «إسرائيل ستغير استراتيجيتها، وتلاحق أفراد حماس بعمليات أكثر استهدافًا وتطورًا، وتكرر المطاردة الأكثر منهجية وصبرًا لمدة عام، للقضاء على أعضاء الحركة الفلسطينية».

لكن، رغم وعوده بعدم الدفع بمزيد من الكتائب التى تدخل وتطلق الصواريخ والمدفعية دون استراتيجية، والتوقف عن إسقاط القنابل الضخمة على المناطق الحضرية، استمر «نتنياهو» فى إصدار هذه الأوامر على وجه التحديد.

وذكر الكتاب أنه قبل السابع من أكتوبر، كانت الزعامة السياسية لـ«نتنياهو» فى حالة يرثى لها، فقد واجه اتهامات جنائية بالاحتيال والرشوة عدة مرات، وتعرض لانتقادات واسعة النطاق بسبب إهماله الإصلاحات القانونية والقضائية التى أضعفت استقلال القضاء الإسرائيلى، حتى اقترب من مغادرة منصب رئيس الوزراء. لكن بعد السابع من أكتوبر، أعاد «نتنياهو» نفسه كزعيم قوى فى زمن الحرب، بعد أن تجمعت إسرائيل حول رئيس وزرائها، لتكون الحرب المستمرة حماية له من الرحيل.

ولذلك أخبر «بايدن» صديقًا له بأن «نتنياهو» يعمل الآن بجد لإنقاذ نفسه سياسيًا، والبقاء خارج السجن، مع إبداء اندهاشه الكبير من استمراره فى الحكم، قائلًا: «لماذا لم تحدث ثورة داخلية فى إسرائيل؟ ثورة داخلية قوية للتصويت من أجل إخراج بيبى من منصبه بطريقة أو بأخرى؟ فقط أخرجوه من هناك!».

واشتكى «بايدن» بمرارة من أن «نتنياهو» لم يقض وقتًا فى وضع خطة حول غزة والمنطقة، بعد انتهاء الحرب الحالية، وهو ما علم به الرئيس الأمريكى من المكالمات المتعددة مع رئيس الوزراء الإسرائيلى، والعديد من الاجتماعات التى أبلغ عنها وزير خارجيته أنتونى بلينكن، على الأشهر الماضية.

الرئيس الأمريكى عن «بيبى» بعد دخول رفح: «كاذب لعين»

وصف مقتطف آخر من الكتاب، نشرته شبكة «سى إن إن» الأمريكية، عن العلاقة المتقلبة بين «بايدن» و«نتنياهو»، فى أعقاب الهجوم الذى شنته حركة «حماس» على إسرائيل، فى السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، مشيرًا إلى أنه بينما دعم «بايدن» إسرائيل علنًا، اشتبك مع «نتنياهو» خلف الكواليس، حول كيفية إدارة إسرائيل الحرب على غزة.

وقال «وودورد»، فى الكتاب، إن «بايدن» سأل «نتنياهو» بشكل صريح: «ما هى استراتيجيتك يا رجل؟»، فرد عليه رئيس الوزراء الإسرائيلى: «علينا أن ندخل رفح»، فما كان من «بايدن» إلا أن قال له: «بيبى، أنت ليست لديك استراتيجية».

وفى نفس الشهر، شنت إسرائيل ضربة فى سوريا، أسفرت عن مقتل جنرال كبير فى الحرس الثورى الإيرانى، ما دفع إيران إلى إطلاق أكثر من ١٠٠ صاروخ باليستى، ردًا على هذه العملية، وهى المرة الأولى التى تطلق فيها إيران صواريخ من أراضيها مباشرة على إسرائيل.

وعلى الرغم من أن «بايدن» قال لـ«نتنياهو»، بعد الهجوم الإيرانى: «لا تحتاج أن تخطو خطوة أخرى. لا تفعل شيئًا»، لكن فى النهاية، شنت إسرائيل ضربة محدودة ضد إيران، فقال «بايدن» لمستشاريه: «كنت أعلم أنه سيفعل شيئًا، لكن الطريقة التى أضع بها حدًا لذلك هى أن أقول له ألا تفعل شيئًا».

وتفاقم إحباط «بايدن» من «نتنياهو» مع استمرار تصعيد الحرب، إلى حد وصفه بأنه «كاذب لعين»، وذلك فى حديث خاص، بعد أن دخلت إسرائيل رفح.

وبعد أن قتلت غارة جوية إسرائيلية أحد كبار قادة «حزب الله»، و٣ مدنيين فى بيروت، خلال يوليو الماضى، قال «بايدن» لـ«نتنياهو»: «أنت تعلم أن صورة إسرائيل فى جميع أنحاء العالم الآن هى أنها دولة مارقة»، فرد «نتنياهو»: «الهدف كان أحد الإرهابيين، سنحت لنا فرصة واغتنمناها. كلما ضربت بقوة، نجحت فى المفاوضات».

وتطرق الكتاب كذلك إلى نهج كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكى المرشحة للرئاسة عن الحزب الديمقراطى، مع «نتنياهو»، مشيرًا إلى أن «هاريس» أدلت بتصريحات رفيعة المستوى، بعد اجتماع وجهًا لوجه مع «نتنياهو»، فى يوليو الماضى، بعد وقت قصير من ترشحها للتنافس على الرئاسة، بدا فيها أنها تنأى بنفسها عن «بايدن».

وقال «وودورد»، تعليقًا على ذلك: «يبدو أنها فصلت نفسها عن نهج بايدن فى التعامل مع حرب إسرائيل على غزة، من خلال التحدث بقوة عن تكاليف الحملة العسكرية، والتعهد بعدم الصمت تجاه معاناة الفلسطينيين».

وأضاف مؤلف الكتاب: «لقد فاجأت نبرتها العلنية نتنياهو وأثارت غضبه، لأنها كانت تمثل تناقضًا مع نهجها الأكثر ودية، خلال المحادثة الخاصة التى دارت بينهما».

واقتبس الكتاب من السفير الإسرائيلى فى واشنطن، مايكل هيرتزوج، قوله: «إنها تريد أن تكون صارمة فى الأماكن العامة. لكنها لم تكن صارمة فى السر».

بوتين يهدد «جو» بـ«النووى» فى «مكالمة الـ50 دقيقة»

وثق الكتاب أيضًا موقف جو بايدن من الحرب بين روسيا وأوكرانيا، كاشفًا عن أنه قبل غزو روسيا أوكرانيا، اشتكى «بايدن» من أن الرئيس الأمريكى الأسبق، باراك أوباما، لم يفعل ما يكفى لوقف الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، عندما غزا شبه جزيرة القرم، فى ٢٠١٤.

وقال «بايدن» لصديق، بحسب ما جاء فى الكتاب: «لقد أفسدوا الأمر فى ٢٠١٤. لهذا السبب وصلنا إلى ما نحن فيه الآن. لقد أفسدنا الأمر. لم يأخذ أوباما بوتين على محمل الجد أبدًا»، مضيفًا: «لم نفعل شيئًا. لقد أعطينا بوتين ترخيصًا للاستمرار. حسنًا، سألغى ترخيصه اللعين!».

وذكر بوب وودورد أنه «فى الفترة التى سبقت غزو روسيا أوكرانيا، حصلت الولايات المتحدة على كنز من المعلومات الاستخباراتية، فى أكتوبر ٢٠٢١، أظهر بشكل قاطع أن بوتين لديه خطط لغزو أوكرانيا بـ١٧٥ ألف جندى».

وأضاف «وودورد»: «لقد كانت معلومات استخباراتية مذهلة قدمتها وكالة المخابرات الأمريكية، بالإضافة إلى معلومات لجاسوس داخل الكرملين. كان الأمر وكأنهم دخلوا سرًا إلى خيمة قائد العدو ووصلوا إلى الخرائط، وفحصوا عدد وحركة الألوية وتسلسل المخطط بالكامل للغزو متعدد الجبهات».

وواصل: «بينما اتفق بايدن ومستشاروه على أن الخطة الروسية التى حصلت عليها الاستخبارات كانت جدية للغاية، كان من الصعب عليهم وحلفائهم تصديقها».

وبحسب الكتاب، قال مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز لـ«بايدن»: «هذا ما يخطط بوتين للقيام به»، لكن «بايدن» رد بقوله: «سيكون هذا جنونًا للغاية، بحق المسيح، الآن علىّ أن أتعامل مع ابتلاع روسيا لأوكرانيا؟!».

وذكر أن «بايدن» واجه «بوتين» مرتين، فى ديسمبر ٢٠٢١، أولًا فى مؤتمر عبر الفيديو، ثم فيما وصفه «وودورد» بـ«مكالمة ساخنة لمدة ٥٠ دقيقة»، لوح «بوتين» فيها بخطر الحرب النووية بـ«طريقة تهديدية»، فما كان من «بايدن» إلا أن قال: «من المستحيل الفوز فى حرب نووية».

وعلى الرغم من التحذيرات المتكررة، رفض الرئيس الأوكرانى، فولوديمير زيلينسكى فكرة أن «بوتين» سيغزو بلاده بالفعل، حتى بعد أن أخبرته كامالا هاريس، خلال اجتماع على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، فى فبراير ٢٠٢٢، بأن «الغزو وشيك».

وشددت «هاريس»، فى حديثها مع «زيلينسكى» على أنه بحاجة إلى «بدء التفكير فى أشياء مثل وجود خطة لإدارة البلاد، إذا تم القبض عليك أو قتلك، أو لم تتمكن من الحكم. وبعد الاجتماع، قالت إنها كانت قلقة من أن تكون هذه المرة الأخيرة التى يرون فيها الرئيس الأوكرانى على الإطلاق، وفق «وودورد».

وقال بوب وودورد إن أحد أكثر المشاهد دراماتيكية فى الصراع الروسى الأوكرانى، كان انزعاج «بايدن» وفريقه للأمن القومى من احتمال استخدام «بوتين» الأسلحة النووية.

وأوضح أنه بحلول سبتمبر ٢٠٢٢، كشفت تقارير استخباراتية أمريكية وصفت بـ«عالية الدقة» عن «تقييم مقلق للغاية» بشأن «بوتين»، جاء فيه أنه كان يائسًا جدًا من الخسائر فى ساحة المعركة، لدرجة قد تدفعه إلى استخدام أسلحة نووية تكتيكية فى أوكرانيا.

واستنادًا إلى تقارير الاستخبارات المثيرة للقلق، اعتقد البيت الأبيض أن هناك فرصة بنسبة ٥٠٪ لاستخدام روسيا سلاحًا نوويًا تكتيكيًا. لذا طلب «بايدن» من مستشاره للأمن القومى، جيك سوليفان، الاتصال بالروس، وإخبارهم بـ«ما سنفعله ردًا على تلويحهم باستخدام النووى».

وزير الدفاع الأمريكى لنظيره الروسى: «أنا قائد أقوى جيش»

أزاح بوب وودورد الستار عن مكالمة هاتفية «متوترة» بين وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن، ونظيره الروسى سيرجى شويجو، فى أكتوبر ٢٠٢٢، مشيرًا إلى أن «أوستن» قال: «إذا فعلتم هذا (استخدام النووى)، ستتم إعادة النظر فى جميع القيود التى كنا نعمل بموجبها فى أوكرانيا. هذا من شأنه أن يعزل روسيا عن الساحة العالمية إلى درجة لا يمكنكم تقديرها تمامًا». رد «شويجو»: «لا أرحب بالتهديد». فقال «أوستن» غاضبًا: «سيدى الوزير، أنا قائد أقوى جيش فى تاريخ العالم. أنا لا أطلق التهديدات».

وبعد يومين، طلب الروس مكالمة أخرى، وهذه المرة، ادعى وزير الدفاع الروسى بشكل دراماتيكى أن الأوكرانيين كانوا يخططون لاستخدام «قنبلة إشعاعية»، تلك التى تسمى أيضًا «القنبلة القذرة».

وعلق «وودورد» على ذلك بقوله: «هذه قصة كاذبة، اعتقدت الولايات المتحدة أن الكرملين كان يدفع بها كذريعة لنشر سلاح نووى». لذا قال «أوستن» بحزم ردًا على ذلك: «نحن لا نصدقك. لا نرى أى مؤشرات على ذلك».

ودفع ذلك كولين كاهل، أحد كبار المسئولين فى «البنتاجون» المساعد السابق لوزير الدفاع الأمريكى، فى وقت لاحق من هاتين المكالمتين، إلى وصفهما بقوله «ربما كانت اللحظة الأكثر إثارة للرعب فى الحرب بأكملها».

ويحتوى الكتاب كذلك على تفاصيل جديدة حول علاقة الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب بنظيره الروسى، من بينها إرسال «بوتين» سرًا مجموعة من أجهزة اختبار «كورونا» إلى «ترامب» للاستخدام الشخصى، فى ٢٠٢٠.

وأوضح «وودورد» أنه خلال ذروة وباء «كورونا»، تبادلت روسيا والولايات المتحدة المعدات الطبية مثل أجهزة التنفس الصناعى، لكن «بوتين» الذى عزل نفسه بسبب مخاوف من العدوى، أخبر «ترامب» بضرورة الحفاظ على سرية تسليم أجهزة الاختبار التى أرسلها له، قائلًا له فى مكالمة هاتفية: «من فضلك لا تخبر أحدًا أنك أرسلت هذه إلىّ». أجابه «ترامب»: «لا يهمنى». فرد «بوتين»: «لا، لا، لا أريدك أن تخبر أحدًا، لأن الناس سيغضبون منك، وليس منى. إنهم لا يهتمون بى».

وأكد «وودورد» أن «ترامب» ظل على اتصال مع «بوتين»، بعد تركه البيت الأبيض، راويًا ما دار فى منتجع «مار إيه لاجو»، حيث طلب «ترامب» من أحد كبار المساعدين مغادرة الغرفة، حتى يتمكن من إجراء ما قال إنه «مكالمة هاتفية خاصة مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين».

وأضاف مؤلف الكتاب: «وفقًا لمساعد ترامب، كانت هناك مكالمات هاتفية متعددة له مع بوتين، ربما يصل عددها إلى ٧ مكالمات، منذ مغادرته البيت الأبيض فى عام ٢٠٢١».

وبحسب «وودورد»، فإن مديرة الاستخبارات الوطنية، أفريل هاينز، تحوطت بشكل كبير عندما سئلت إذا ما كانت هناك أى مكالمات بين «ترامب» و«بوتين»، بعد ترك الأول الرئاسة، مكتفية بالقول: «لا أزعم أننى على علم بجميع الاتصالات مع بوتين. لا أزعم أننى أتحدث عما قد يكون ترامب قد فعل ذلك أو لم يفعل».

كامالا هاريس

سر سؤال قد يصل بكامالا هاريس إلى رئاسة أمريكا 

لم ينس بيب وودورد الشأن الداخلى الأمريكى، ومن بينها الاتهامات التى وُجهت إلى هانتر جو بايدن، التى كانت واحدة من عدة أسباب دفعت «بايدن» إلى الانسحاب من الانعقاد الرئاسى المقبل.

وذكر «وودورد» أن «بايدن» غضب من محاكمة ابنه، وتحديدًا من المدعى العام ميريك جارلاند، حتى إنه قال ذات مرة لصديق: «لم يتعين علىّ أبدًا أن أختار ميريك جارلاند».

وروى مؤلف الكتاب أيضًا تفاصيل مشهد بين «بايدن» ونجله فى البيت الأبيض، عام ٢٠٢٢، حيث كان «بايدن» يتناول العشاء مع صديق، فدخل «هانتر» وجلس، ثم بدأ يتحدث كثيرًا عن أزمته الشخصية، فما كان من والده إلا أن «استند إلى كرسيه وأغمض عينيه وتنهد».

وبحلول صيف ٢٠٢٤، استُهلكت الأسئلة حول قدرة «بايدن» على البقاء فى سباق البيت الأبيض والحزب الديمقراطى، بعد أدائه الكارثى فى المناظرة مع دونالد ترامب. وعلى مدار الأسابيع القليلة التالية، تمسك «بايدن» بموقفه فى عدم الانسحاب.

وبحسب «وودورد»، قال أنتونى بلينكن، وزير الخارجية المعروف بولائه وعلاقته الوثيقة بـ«بايدن» خلال غداء خاص فى ٤ يوليو الماضى، موجهًا حديثه إلى الرئيس: «لا أريد أن أرى إرثك معرضًا للخطر. إذا قادك قرار الاستمرار فى الانتخابات إلى البقاء والفوز بولاية جديدة، سيكون هذا رائعًا. لكن إذا أدى إلى خسارتك فإن هذا ما سيتبقى».

وسأل «بلينكن» جو بايدن: «هل يمكنك أن ترى نفسك قادرًا على الرئاسة لمدة ٤ سنوات أخرى؟ عليك أن تجيب على هذا السؤال». وعندما انسحب «بايدن» من السباق، فى ٢١ يوليو، أيد كامالا هاريس على الفور، ما سمح بتعزيز الدعم الديمقراطى لها، وتجنب الاقتتال الداخلى الفوضوى فى الحزب.

وقال «بلينكن»، وفقًا لـ«وودورد»: «أعتقد أن سرعة دعم بايدن لهاريس ربما تعود إلى الطريقة التى شعر بها، عندما لم يحصل على ذلك من الرئيس أوباما، فى عام ٢٠١٦. لقد شعر حينها بخيبة أمل. شعر كنائب للرئيس بأن هذا هو النظام الطبيعى».

وقدم «وودورد» لمحة عن تعاملات «هاريس» مع «بايدن»، بعد انسحابه من السباق الرئاسى، قائلًا إنها كانت فى وقت ما قلقة بشأن عزل «بايدن»، واتصلت بأحد أقرب مساعديه.

ووفقًا للكتاب، قالت «هاريس» لمساعد «بايدن»: «اتصل لأطلب منك، لأتوسل إليك حقًا، هل يمكنك التحدث إلى الرئيس أكثر. هو يحبك حقًا. يجب أن تتحدث معه أكثر مما تفعل الآن».

كان مساعد «بايدن» صريحًا مع «هاريس»، وقال لها إن أحد أكبر الأسباب التى تجعل «بايدن» يتصل به هو أنه «يقدم له مستوى من الراحة إلى الحد الذى يمكنه فيه أن يشتم بحرية».

ضحكت هاريس على ما قاله المساعد، ثم قالت: «قد يكون هذا السبب الوحيد الذى يجعله لا يزال مرتاحًا معى إلى حد ما، لأنه يعرف أننى الشخص الوحيد الموجود الذى يعرف كيفية نطق كلمة (ابن العاهرة) بشكل صحيح».