هان كانج الفائزة بـ«نوبل» تتحدث عن المذكرات التى كتبتها فى عمر الثامنة وطقوس الكتابة
تحدثت الكاتبة الكورية الجنوبية هان كانج، الفائزة هذا العام بجائزة نوبل للأدب، عن عملية الكتابة ورحلتها ككاتبة، مسترجعة ذكريات تعود إلى طفولتها.
هان كانج التى أصبحت أول امرأة آسيوية وأول كاتبة كورية جنوبية تفوز بجائزة نوبل للأدب، ألقت تلك الكلمة فى الحفل الذى أقامته الجائزة، فى العاصمة السويدية، ستوكهولم. بصوت هادئ، وصفت كيف عثرت فى يناير الماضى على صندوق قديم للأحذية يحتوى على مذكرات وصفحات كتبتها فى طفولتها.
بين صفحات تلك المذكرات، وجدت قصيدة عن الحب كتبتها بيدها الصغيرة. علّقت قائلة: «كانت السطور التى كتبتها وقتها طفلة فى الثامنة من عمرها.. بريئة، وغير مصقولة، بأسلوب يتناسب مع عمرها».
حصلت هان كانج على الجائزة بسبب رواياتها، مثل «النباتية» و«أفعال بشرية»، تلك الروايات التى تتناول آلام الوجود الإنسانى، وجراح التاريخ المضطرب لكوريا. تشتهر أعمالها بأسلوبها التجريبى وغالبًا ما تكون قصصها مقلقة، حيث تروى وتسرد وقائع لحظات قاسية من تاريخ كوريا الجنوبية الحديثة.
وأشادت لجنة نوبل بأسلوب هان كانج قائلة: «لنثرها الشعرى المكثف الذى يواجه الصدمات التاريخية ويكشف هشاشة الحياة البشرية».
فى كلمتها يوم السبت، تحدثت الكاتبة عن الطريقة التى تُشرك بها جميع حواسها فى عملية خلق وكتابة بعض من أبرز أعمالها.
وقالت: «عندما أكتب، أستخدم جسدى. أستعين بجميع التفاصيل الحسية للرؤية، والاستماع، والشم، والتذوق. أشعر بالدفء والبرودة والألم، ألاحظ تسارع نبضات قلبى واحتياج جسدى للطعام والماء، أستمتع بالمشى والجرى، وأستشعر الرياح والمطر والثلج على بشرتى، فأحتاج أن ألمس يدى وأحكهما فى بعضهما».
وفى محاضرتها، عبرت عن امتنانها لتلك اللحظات التى تشعر فيها بأنها استطاعت أن تنقل تلك «الإحساسات الحية» إلى قرائها.
وقالت: «فى هذه اللحظات، أختبر.. خيط اللغة الذى يربطنا، وكيف أن تساؤلاتى تتفاعل مع القراء من خلال هذا الكيان الحى والمشحون بالمشاعر».
واختتمت كلمتها: «أود أن أعبر عن أعمق امتنانى لكل من تواصل معى عبر هذا الخيط، أو تلك اللغة، وكذلك لكل من قد يفعل ذلك يومًا».
ألقت هان كانج كلمتها باللغة الكورية، لكن ترجمت الكلمة باللغتين الإنجليزية والسويدية، ونُشرت على الموقع الإلكترونى لجائزة نوبل.