الخميس 21 نوفمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

ناهد الطحان: معاناة المرأة منحتنى «جائزة محمد سلماوى»

ناهد الطحان
ناهد الطحان

- الجائزة تمنحنى الثقة وتدفعنى للاستمرار فى إبداعى

لم تكتفِ بنجاحها الكبير فى الإذاعة المصرية، من خلال برنامج «دراما بلا حدود»، الذى تعده وتقدمه منذ 2009، وتكشف فيه العديد من الأعمال السينمائية المقتبسة- دون إشارة إلى ذلك- من أعمال مسرحية عالمية، بل تفوقت أيضًا فى مجال الكتابة للمسرح، حتى استطاعت الفوز بجائزة «محمد سلماوى» المقدمة من اتحاد كُتاب مصر لـ«أفضل نص مسرحى»، عن مجموعتها المسرحية «دمية».

إنها الدكتورة ناهد الطحان، التى تخرجت فى قسم «الدراما والنقد المسرحى» بأكاديمية الفنون، ودرست اللغة الإنجليزية فى كلية الآداب جامعة القاهرة، ومعتمدة كمؤلفة دراما فى الإذاعة منذ سنوات طويلة.

عن فوزها بجائزة «محمد سلماوى»، وتجاربها المتنوعة فى كتابة وإخراج الدراما الإذاعية، وصولًا إلى كتابة النصوص المسرحية، كان لـ«حرف» الحوار الآتى مع الدكتورة ناهد الطحان. 

■ عم تدور فكرة كتابك «دمية» الفائز بجائزة اتحاد كتاب مصر لأفضل نص مسرحى؟

- الكتاب عبارة عن ٥ نصوص مسرحية تحت عنوان «دمية ومسرحيات أخرى»، وهى مسرحيات قصيرة تتنوع ما بين «المونودراما» و«الديودراما» و«ذات الفصل الواحد» و«ذات الفصلين»، وأغلبها مرتبط بقضايا المرأة عن طريق عرض واقعها النفسى والاجتماعى.

المجموعة تتضمن ٣ نصوص تعالج ظروفًا تعانى منها المرأة، وترتبط فى المقام الأول بالمناخ غير السوى حولها، وهى «دمية» و«بروفايل» و«قرية النساء»، مع محاولة طرح أسلوب جديد فى المعالجة، فكل مسرحية تختلف عن الأخرى على مستوى الشكل والمضمون. بينما المسرحيتان الأخريان اللتان تحملان عنوانى «عودة نفرتيتى» و«رفات بلا وطن» تتناولان قضية التراث وأهميته، من خلال معالجة قضايا تتعلق بوجودنا وتاريخنا وإرثنا الحضارى والإنسانى.

■ ماذا تعنى هذه الجائزة بالنسبة لك؟

- هذه الجائزة هى الأولى لى فى مجال الكتابة للمسرح، بعد أن سبق أن حصلت على جائزتين فى مجال عملى كمخرجة للدراما، هما جائزتا «الإذاعيون يبدعون» و«مهرجان الإذاعة والتليفزيون».

وتكمن أهمية هذه الجائزة فى أنها جاءت من متخصصين فى مجال المسرح، ومن جهة منوط بها الثقافة وهى نقابة اتحاد كتاب مصر، وتحمل عنوان كاتب مسرحى كبير هو الأستاذ محمد سلماوى، وهذه إشارة دالة تمنحنى الثقة فى إبداعى المسرحى، وتدفعنى إلى الاستمرار والمثابرة.

■ ألم تخافى من المشاركة فى المسابقة خاصة أنها التجربة الأولى لكِ على مستوى الكتابة للمسرح؟ 

- تجربتى فى الكتابة الدرامية ليست الأولى، فقد درست فى المعهد العالى للفنون المسرحية، واعتُمدت كمؤلفة دراما فى الإذاعة المصرية، وأكتب لسنوات طويلة الدراما الإذاعية، ولى سهرات كثيرة تفوق ١٠٠ سهرة، لذا لم يكن لدى أى خوف، خاصة مع ثقتى فى أن العمل الجيد يفرض نفسه. كما أننى أكتب المسرح منذ سنوات، وإن كانت المجموعة الفائزة أول إصدار مطبوع لى فى مجال التأليف المسرحى.

■ هل تنوين تقديمها على خشبة المسرح؟

- بالفعل هناك مسرحيات لى اعتُمدت فى هيئة المسرح، وأرى أن عرضها على المسرح يكسبها الحياة، فالمؤلف المسرحى يهدف بشكل أساسى إلى عرض عمله على المسرح وإيصاله إلى الجمهور، لأنه يقدم رسالة يريد أن تصل لأكبر عدد من هذا الجمهور.

■ لماذا رغم نجاحاتك الإبداعية هناك قلة فى إصدار كتاباتك؟

- بالفعل هناك قلة فى إصداراتى الإبداعية. ورغم أننى أصدرت العديد من الكتب النقدية، تدور كلها فى فلك الدراما. ربما هذا لانشغالى بالعمل كمخرجة ومؤلفة للدراما. ربما لم أفكر فى نشر ما أكتب من مسرحيات، لأننى أؤمن بأن المسرح هو العرض، وتخوفت من عدم تنفيذها على خشبة المسرح.

■ وماذا عن برنامجك الإذاعى «دراما بلا حدود»؟

- برنامج «دراما بلا حدود» أعده وأخرجه منذ ٢٠٠٩ وحتى الآن، وهو يناقش أوجه الاتفاق والاختلاف بين الأعمال المسرحية العالمية والأعمال السينمائية المصرية، فيا يسمى «الاقتباس» أو «التمصير».

سجلت مئات الحلقات من هذا البرنامج، واستضفت فيه عشرات النقاد الكبار للحديث عن هذه الأعمال، ما أكسبه ثراءً كبيرًا، خلال إذاعته على موجات إذاعة «البرنامج الثقافى» بالإذاعة المصرية.

وسبق أن شارك البرنامج من قبل فى مهرجان الإذاعة والتليفزيون، ولاقى اهتمامًا كبيرًا لدى المثقفين، وأنا سعيدة بذلك. ربما لأنه من المهم أن نناقش هذه الأفكار الإنسانية، ونتتبع كيفية معالجتها فى بيئة مختلفة، بيئتنا نحن، علمًا بأننا اكتشفنا أن هناك الكثير من الأعمال المقتبسة دون أن يشير مخرج العمل المصرى إلى ذلك.

قدمت بحثًا فى مؤتمر معهد النقد الفنى بأكاديمية الفنون منذ شهور بعنوان «اقتباس الأدب العالمى والهوية الثقافية فى السينما المصرية: مسرحية مشهد من الجسر وفيلم الخبز المر نموذجًا»، وكان من نتائجه أن القائمين على الفيلم المصرى لم يشيروا إلى أنه مأخوذ عن مسرحية الكاتب الأمريكى أرثر ميللر، رغم مطابقة «التيمة» الأساسية والصراع الدرامى فيهما. من هنا تكمن أهمية البرنامج.

■ كيف ترين حال النقد الفنى فى مصر؟

- النقد الفنى فى مصر يعانى أزمة حقيقية، فهناك قلة ممن يقدمون نقدًا موضوعيًا، بل إن النقد الموضوعى لا يجد المساحة الكافية، وأقصد هنا مساحة القبول، فالكثيرون لا يحبون انتقاد أعمالهم بشكل حيادى موضوعى، وأى محاولة لذلك يعتبرونها سبًا وقذفًا. لذا رغم وجود النقاد الدارسين والمثقفين، يواجهون للأسف حربًا شعواء. لهذا أرى أنها أزمة ثقافة، أزمة تقبل للرأى قبل أن تكون أزمة نقد.

■ ما الذى ينقص الحركة المسرحية فى الوقت الحالى؟ 

- الحركة المسرحية فى الفترة الأخيرة شهدت رواجًا كبيرًا وإقبالًا جماهيريًا، فقط يجب أن نتيح للشباب فرصًا أكبر كى يقدموا إبداعاتهم، من خلال توفير التمويل اللازم والدعم المتواصل لهم، لأنهم الجيل الذى سيتولى مسئولية المسرح فيما بعد، إلى جانب إتاحة فرص قيادية لهم، فهذا مطلوب لتجديد دماء المسرح.

■ أخيرًا.. هل تجهزين لأعمال جديدة؟

- قريبًا بإذن الله يصدر كتابى الجديد «فن الإخراج الإذاعى»، الذى أقدم فيه للدارسين عرضًا تفصيليًا لعناصر الإخراج البرامجى والدرامى، وعلى رأسها «إسكريبت الدراما الإذاعية» شكلًا ومضمونًا.

كذلك هناك كتاب على جزءين بعنوان «مرايا الفضاء السردى»، تم نشرهما بالفعل فى الفترة الأخيرة، إضافة إلى كتابى «الإعداد الدرامى الإذاعى» الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وأقدم فيه للقارئ مواصفات الإعداد الدرامى الذى يجب أن يراعى مجتمعنا وتقاليدنا.