طبعة جديدة من «الدراماتورجى الأعظم».. أحمد سعيد: طرح الأعمال القصصية الكاملة لأسامة أنور عكاشة خلال العام الجارى
- إصدار طبعة جديدة من «ألف ليلة وليلة» تختلف عن الموجودة فى العالم كله
- نشر 100 عنوان جديد.. وترجمة 50 كتابًا من كلاسيكيات الصين فى 2025
- طرح «أعيان مصر» فى 7 مجلدات داخل «بوكس» على غرار «وصف مصر»
- ترجمت «الخطط الست والثلاثون» عندما رأيت رئيس الصين يهديه لزعيم عربى.
كشف الدكتور أحمد سعيد، مدير «بيت الحكمة للثقافة» عن عمل الدار على ترجمة 50 كتابًا من كنوز التراث الصينى إلى اللغة العربية، إلى جانب نشر الأعمال القصصية الكاملة للسيناريست الكبير أسامة أنور عكاشة، فى 2025.
وأضاف «سعيد»، فى حواره مع «حرف»، أن «بيت الحكمة» تخطط كذلك لمشروع كبير، يتمثل فى إصدار «ألف ليلة وليلة» بطبعة جديدة تجمع طبعاتها الإحدى عشرة السابقة، وتكون نسخة مختلفة من العمل، فضلًا عن نشر نحو 100 عنوان جديدة، فى 2025 أيضًا.
كما تطرق إلى تفاصيل كتاب «الخطط الست والثلاثون»، الذى ترجمه من الصينية إلى العربية مؤخرًا، مشيرًا إلى أنه كتاب يتضمن خططًا واستراتيجيات خطيرة حول كيفية التحكم فى الخصوم وهزيمتهم، ويستخدم بعضها الكيان الصهيونى.
■ بداية.. لماذا قررت ترجمة كتاب «الخطط الست والثلاثون»؟
- كتاب «الخطط الست والثلاثون» يُعتبر واحدًا من كنوز المعرفة البشرية التى صمدت لأكثر من ألف ومائة عام. ورغم أن الكتاب الصينى الأكثر شهرة فى هذا المجال هو «فن الحرب»، يعد هذا الكتاب تكملة لما بعده، إذ يُقدم خُلاصة الحِكَم العسكرية التى اكتسبها الصينيون عبر قرون من الحروب الداخلية.
و«الخطط الست والثلاثون» كتاب يقدم استراتيجيات شاملة مستمدة من التجارب العسكرية والمواقف الحياتية، وهو مُقسم إلى ٦ مجموعات، كل منها تضم ٦ خطط، مع عناوين مستوحاة من التراث والكلاسيكيات الصينية. وهذه الخطط تتناول مواقف قد تواجه الإنسان، سواء فى ساحة المعركة أو فى حياته اليومية، ما يجعلها ذات طابع عالمى وعصرى.
تُرجم الكتاب إلى معظم لغات العالم، وتعتبر بعض الدول أن هذه الخطط بمثابة دستور غير رسمى للعلاقات والسياسات. وعند قراءة الكتاب، ستلاحظ أن العديد من الاستراتيجيات تُطبق فى العلاقات الدولية، وحتى فى حياتنا اليومية، ما يجعله مرجعًا خالدًا للحكمة العملية.
ترجمة الكتاب إلى العربية كانت صعبة بعض الشىء، لأنه كُتب بالصينية القديمة، ولم يكن له شرح باللغة الصينية، ورغم حجمه غير الكبير، مضمونه عظيم جدًا، لأن هذه الخطط الست والثلاثين تتحدث عن استراتيجيات الحرب وما بعد الحرب، وكيف يكون لك اليد العليا فى أى علاقة، وخطط النصر، وغيرها.
الكيان الصهيونى مثلًا يطبق الكثير من خطط الكتاب، وللعلم فهو يُدرّس فى العديد من الأكاديميات العسكرية، أو فى كل كليات الحرب تقريبًا. وهناك العديد من الخطط فى هذا الكتاب، منها مثلًا «اسرق الوقود لتخمد النار»، بمعنى اصرف الوقود الخاص بالعدو حتى تنطفئ ناره، وهنا الكلام ليس بمعناه الحرفى، بل المعنى أكبر بكثير، وهناك مقولات أخرى مثل: «عكر الماء لتصيد السمك» و«اخلع رداءك خلفك وأنت تهرب» و«زيّن الأشجار بثمار زائفة».
■ ما الجزء الأهم فى كتاب «الخطط الست والثلاثون»؟
- أعتقد أنها «سداسية الهزيمة»، والتى تشرح ما الذى يمكن أن تفعله لو أنك فى وضع سيئ، وجاء فيها: «اغوِ العدو بالفاتنات»، هذا كلام قيل منذ أكثر من ألف سنة، و«سيئ أخلاق القادة» أى اخلق نزاعات وانشر شائعات بين قادة العدو وبعضهم البعض، و«اخدع بقلعة فارغة»، أى اجعل قلعتك فارغة واخلق إيحاء بأنها مليئة، و«اجرح جنودك لتخدع عدوك». والحقيقة أن بعض هذه الخطط طُبقت فى حرب أكتوبر مثلًا. هى دستور لكيفية التعامل مع الحياة بمنتهى الذكاء، وكيفية تقدير موقفك بشكل جيد.
هناك أيضًا «سداسية المناورة»، وتُستخدم حين يكون هناك تكافؤ بينك وبين عدوك، ولا يستطيع أى طرف حسم المسألة، ولا توجد فرصة لاستغلال الفوضى أو تحقيق النصر من خلال الاضطراب، ففى ظل هذا الوضع يكون من الضرورى التفكير بمهارة فى خطط مناورات الهجوم والدفاع لتحقيق التفوق.
هناك عدد من النصائح فى هذه المسألة، يقول لك الكتاب مثلًا: «استبدل خشبًا رديئًا لأعمدة السقف»، و«غير تشكيلاتك بشكل متكرر»، و«استنزف قوات العدو»، و«انتظر حتى ينهار من تلقاء نفسه، و«انقض عليه واستغل ضعفه». وكل خطة من هذه الخطط تأتى بـ٣ شروحات.
■ هل هناك مشاريع أخرى لترجمات صينية عن «بيت الحكمة» قريبًا؟
- نعمل الآن على ترجمة ٥٠ كتابًا كلاسيكيًا. الصين لديها مشروع مهم جدًا اسمه «سلسلة كنوز التراث الصينى»، صدر منها ١٧ عنوانًا بالعربية حتى الآن، وتنشرها الصين فى طبعات فخمة جدًا، لتكون هدايا للمسئولين الكبار الذين يزورون البلاد، ونحن هنا ننفذ طبعة شعبية منها.
من هذه الكتب: «أبطال على شاطئ البحيرة» و«حلم المقصورة الحمراء» و«الطاوية» و«التحولات»، والأخير هذا واحد من أهم الكتب الفلسفية فى التاريخ. وكلها كتب تقول إن الصينيين كانوا يتحدثون عن علم النفس منذ ٣٠٠٠ عام. خلال الخمس سنوات المقبلة لدينا خطة لترجمة ٥٠ كتابًا على نفس الشاكلة.
فى العام الماضى طبعنا كتاب «الممالك الثلاث» فى كتيبات ضخمة، وحين رآه الناس فى المعارض العربية انبهروا به جدًا، لأنهم كانوا يسمعون عنه فى الطبعات الإنجليزية، والحقيقة لدينا قصور فى المعرفة البشرية والإنسانية، وأعتقد أن الفكر الصينى سيكون له باع كبير مستقبلًا.
لدينا كذلك عدد من الكتب سيصدر قريبًا، منها «حلم المقصورة الحمراء»، و«رحلة للغرب» وهو واحد من أهم الكلاسيكيات الأدبية فى التاريخ. كما أن «فن الحرب» أصبح متاحًا صوتيًا وعلى كل المنصات، لأننا نخرج الكتاب فى كل الصور الممكنة على كل الوسائط.
■ قلت من قبل «نحن نربط الشرق بالشرق».. هل معنى ذلك أن هناك ترجمات متبادلة من العربية إلى الصينية؟
- نعم، ترجمنا «مقدمة ابن خلدون» فى أكثر من طبعة، وكل كُتب نجيب محفوظ مُترجمة إلى الصينية، إلى جانب «عبقريات» العقاد، وكُتب محمد حسين هيكل. غالبًا، معظم الكلاسيكيات المصرية تُرجمت إلى الصينية.
■ ماذا عن الأدب المعاصر؟
- نترجم فى الأدب المعاصر نحو ١٥ عملًا كل عام، وهى أعمال منتقاة بشكل جيد، ومن الممكن أن تكون حازت على بعض الجوائز مثل «البوكر» أو «كتارا» أو «نجيب محفوظ»، وحققت انتشارًا معقولًا. نحن نسعى لترجمة أفضل الأعمال المعبرة عن المنطقة العربية، وأن يكون العمل حافظًا لأساسيات الفكر والحضارة العربية ولا ينتقص منها، بدلًا من ترجمة أعمال هدفها الرئيس هو إظهار التخلف، كما تفعل معظم الأفلام الغربية.
■ ماذا عن جديد «بيت الحكمة»؟
- نعمل على تصميم شعار للعام الجديد بعنوان: «نجمع الأجيال»، والهدف ربط الأجيال بالأجيال، وفى هذا الصدد تعاقدنا على نشر «بورتريهات» خيرى شلبى، وهى أكثر من ٢٨٠ «بورتريه» لشخصيات فنية وثقافية وسياسية ورياضية وفكرية وسياسية من أهم شخصيات مصر خلال قرن، وستُطرح فى مجلدات تليق بها وبالمشروع.
وسننشر الأعمال القصصية الكاملة لأسامة أنور عكاشة، فإلى جانب المجموعتين القصصيتين المنشورتين له، هناك قصص له لم تُنشر، لذا جمعناها لنشرها كلها فى مجلد واحد. كما أن لدينا روايتين لكاتب وكاتبة من مواليد ما بعد عام ٢٠٠٠.
نجمع بإصداراتنا أجيال القراء من المخضرمين والمثقفين، وجيل الوسط والناشئة والأطفال، ونعمل فى هذا الصدد على مشروع الناشئة الأكبر عربيًا، والذى يضم نحو ١٠٠ عنوان، مع التركيز على أدب الجريمة والرعب.
و«بيت الحكمة» تقدم إصدارات غنية ومتنوعة تُثرى المكتبة العربية، منها تحقيقات قيمة، مثل ديوان أبوالطيب المتنبى بتحقيق عبدالوهاب عزام، وكتاب مخصص لديوان أبونواس، بالإضافة إلى أعمال حديثة، منها كتابان عن أمل دنقل. والمشروع الأهم حاليًا هو «أعيان مصر» لخيرى شلبى، الذى سيصدر فى ٧ مجلدات داخل «بوكس» خاص، مشابهًا لطريقة إصدار هيئة الكتاب لـ«وصف مصر».
■ هل هناك أعمال أخرى؟
- فى أدب الأطفال والناشئة، هناك سلسلة «المحقق باور» ضمن أدب الألغاز، بالإضافة إلى سلسلة مصرية من تأليف أحمد دويدار، وسيتم طرح ٣ أعداد منها فى معرض الكتاب كجزء من مشروع متكامل.
أما عن التراث، فإن سلسلة «عيون الحكمة» تقدم كنوزًا تراثية، مثل أول سيرة ذاتية لـمحمد على باشا، التى كتبها مؤلف ألمانى، وتُرجمت إلى العربية عام ١٩٠٣. كما ننشر «محاكمة طه حسين»، من تأليف خيرى شلبى، والذى يُعد عملًا مهمًا يسلط الضوء على قضايا فكرية وثقافية بارزة. نحن نستعد لإصدارات ٢٠٢٥ قبل عامين، بمشاريع وأفكار وخطة نشر مدروسة تضم حوالى ١٠٠ عنوان، ولا نتعجل فى صدور أى عمل، ولا نركز فقط على الجانب التجارى للنشر.
■ ماذا عن «الصوفية» ومشروع «استشراف المستقبل»؟
- سلسلة «أعلام الصوفية» مشروع رائد يُركّز على إبراز جماليات التدين وقيم التصوف بعيدًا عن المنفرات والتصورات السلبية، والفكرة هنا ليست فقط توثيق دخول الصوفية إلى العالم العربى، بل تقديم دراسة شاملة تمتد لتشمل الصوفية فى المسيحية أيضًا، ما يُبرز أوجه التقارب الروحى والثقافى، والجانب الإنسانى العميق فى التصوف، سواء كان إسلاميًا أو مسيحيًا، مع التركيز على القيم المشتركة التى تجمع بين البشر عبر الأديان والثقافات.
أما مشروع «استشراف المستقبل» ففيه كتب عن الذكاء الاصطناعى، وكيف نضع للذكاء الاصطناعى قوانين وأخلاقيات، بحيث يُستخدم فيما ينفع ولا يضر. ولدينا كتاب آخر اسمه «عالم ما بعد الغرب»، يتصور كيف سيكون شكل العالم مستقبلًا إذا خفتت شمس الغرب، وكذلك «أبجديات العولمة» و«كيف نحمى هويتنا وثقافتنا؟».
■ ماذا عن مشروعكم الخاص بـ«ألف ليلة وليلة»؟
- لدينا تخطيط لمشروع كبير يتمثل فى إصدار «ألف ليلة وليلة» بطبعة جديدة، تجمع طبعاتها الإحدى عشرة السابقة، وتكون نسخة مختلفة من «ألف ليلة وليلة» الموجودة فى العالم كله.
كما نقدم أعمالًا إبداعية لكُتاب مبدعين من أجيال مختلفة، منهم أحمد فضل شبلول ومنى العساسى وهناء متولى وأحمد فريد المرسى وتاميران محمود ووليد علاء الدين وغيرهم، إلى جانب استكمال مشروع «أفق» للدراسات الفكرية والثقافية بـ٦ أعمال جديدة، منها مؤلفات لنقاد من مصر والسودان والعراق والمغرب وغيرها من الدول العربية.