ترشيحات النقاد.. «إصدارات تستحق القراءة» فى معرض الكتاب
مع استمرار فعاليات الدورة السادسة والخمسين من معرض القاهرة الدولى للكتاب، يضع كثير من القراء وزوار المعرض قوائمهم الخاصة لأهم ترشيحات الكتب التى تستحق الاقتناء والقراءة.
وتحمل ترشيحات النقاد أهمية خاصة، فى ظل طبيعة عملهم التى تُحتم عليهم القراءة، ومواكبة ما يصدره الأدباء من أعمال فكرية أو أدبية، سواء كانت قصصية أو روائية، لذا فإن آراءهم دائمًا ما تكون محط نظر الكاتب والقارئ على حد سواء.
«حرف» تواصلت مع عدد من كبار نقاد الأدب، وطلبت منهم ترشيح عمل واحد للقراء، يمكن لهم اقتناءه وقراءته فى معرض الكتاب، فكانت الاختيارات الثرية التالية، التى تباينت بين الرواية والقصة والكتب التاريخية، وغيرها.
سيد الوكيل: الزواج والحداثة
رشح الناقد سيد الوكيل كتاب «الزواج والحداثة.. الأسرة والأيديولوجيا والقانون بمصر فى القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين»، الصادر عن المركز القومى للترجمة، للكاتب الأمريكى كينيث كونو، وترجمة سحر توفيق.
يقدم الكتاب تاريخ الزواج والعلاقة الزوجية فى مصر إبان القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، ويشرح كيف تطور الزواج، وقواعده الأساسية، وذلك بتأنٍ وقدرة يكشفان الكثير من الأمور.
يغوص الكتاب فى تلك الحالة المجتمعية التى كانت عليها مصر فى هذه الفترة، ويناقش كيف كانت الصورة الذهنية قد تلخصت فى فكرة أن دور المرأة الخاص والوحيد هو تدبير المنزل وتربية الأطفال، وغيرهما.
ويناقش الكتاب الكثير من القضايا التى تبدو اليوم وكأنها ما زالت عالقة فى الأذهان، فهو يتطرق لمسألة واجب الإنفاق، وكيف يكون على الزوج مقابل الطاعة، الذى يمثل خضوعًا للذكر، وكيف عانت البيوت من هذه النظرة التى كانت سائدة بقوة آنذاك.
المؤلف كينيث كونو هو أستاذ التاريخ فى جامعة «إلينوى» بالولايات المتحدة، وله مجموعة كبيرة من المؤلفات. أما المترجمة سحر توفيق فهى روائية ومترجمة، ترجمت أكثر من ٣٠ كتابًا، نذكر منها «الأصول العرقية والرق فى الشرق الأوسط»، و«صعود أهل النفوذ»، و«الهوية والعنف: وهم المصير الحتمى».
حسين حمودة: حلق صينى لا ترتديه ماجى
رشح الناقد الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربى فى جامعة القاهرة، المجموعة القصصية «حلق صينى لا ترتديه ماجى»، للكاتبة والقاصة ضحى عاصى، والصادرة عن دار «دون» للنشر والتوزيع.
جاء فى تصدير المجموعة: «الذاكرة البشرية هشّة للغاية، وفى هذه الحكايات تحاول الكاتبة أن تنعشها لدينا قليلًا.. تُرافقنا المأساة أحيانًا، وتداعبنا السخرية أحيانًا أخرى، نُمسك معًا بعصا التفلسف الإجبارى، لنرى فيما وراء المشهد البسيط من مشاعر متضاربة، ننبش فى محاولة أخيرة لكشف ما يختبئ خلف سطور الحكايات، نعيش حيوات تحكمها العادات والتقاليد، وحيوات أخرى تحكمها الأطماع الشخصية والسُّبات الطويل للضمير الإنسانى، نقرأ فى سِيَر أناسٍ يبحثون عن بديهيات الحياة، وآخرين يطمعون فى لحظات من الدفء البشرى الذى صار عزيزًا عصيًّا فى هذا الزمان. بقلمٍ متمرِّس وسلاسة فى أسلوب السرد القصصى، تتنقل معنا المؤلفة من حكاية لأخرى، فى محاولة ناجحة لرسم مشهد رأسى مكتمل عن حياة الإنسان بتناقضاتها ودراميتها اللا نهائية».
ضحى عاصى أديبة وروائية مصرية، تنوعت دراستها بين الطب، وعلم المصريات، والنقد الفنى والفنون الشعبية والتراث والترجمة. هى أول أديبة مصرية تحصل على ميدالية «الأوليمبى الأدبى لأمانة الكلمة»، من اتحادات كُتاب أوراسيا، وأول أديبة مصرية تحصل على عضوية هذا الاتحاد. تشغل ضحى عاصى عضوية مجلس النواب، والمجلس الأعلى للثقافة، واتحاد كُتاب مصر، صدرت لها عدة مجموعات قصصية وروايات تُرجمت إلى العديد من اللغات الأجنبية، ولها العديد من الإصدارات الروائية والقصصية، من بينها روايتا «غيوم فرنسية» و«صباح ١٩ أغسطس».
أمانى فؤاد: حدث فى شارعى المفضل
رشحت الناقدة الأكاديمية أمانى فؤاد، أستاذ النقد الأدبى الحديث فى أكاديمية الفنون، رواية «حدث فى شارعى المفضل»، الصادرة عن دار «العين»، للكاتب محمد الفخرانى. قال «الفخرانى» عن الرواية: «بطلتها شابة فى الـ٢٥ من عمرها، تعيش بمفردها فى بيت طينى، حيث هى والبيت كل ما تَبَقَّى على كوكب الأرض»، مضيفًا: «الرواية بها شخصية واحدة، تحكى لنا كيف بدأت الحكاية باختفاء اللون الأصفر من العالم، والنوافذ، والشارع المُفَضَّل لكل شخص، أو المكان المُفَضَّل له، ثم يبدأ الحَدَث الكبير، انهيار وجه الأرض تدريجيًّا، حتى يختفى كوكبنا بكل ما فيه، عدا الشابة والبيت الطينى». وواصل: «تحكى لنا الشابة كيف نجت، وعن حبها الكبير السهل، الرسام الموهوب، الذى فقدته فى رحلة هروبها، مثل الجميع، من انهيار الأرض. تحكى كيف عاشت بمفردها فى البيت الطينى ٦٠ عامًا حتى وصلت إلى الـ٨٥ من عمرها، حيث تنتظر أن يحدث شىء ما عند وصولها هذا الرقم». ومما جاء فى الرواية: «أُحب وجوه البشر، أحيانًا وأنا أتمشّى فى الشوارع سأمرر عينى بِخفة على الوجوه، لا أُسبب إزعاجًا أو مضايقة، حتى إن أحدًا لن يلاحظ نظرتى السهلة، كأننى أحضن كل وجهٍ حضنًا خفيفًا، ابتسم له بداخلى، أعيش وقتها حالةً من.. من ماذا؟ أفكر.. لا يهم، أنا أحب وجوه البشر». ومحمد الفخرانى كاتب وروائى مصرى، وُلِدَ فى ٢٣ مارس عام ١٩٧٥، صدر له من قبل: «بنت ليل- فاصل للدهشة- قبل أن يعرف البحر اسمه- قصص تلعب مع العالم- طرق سرية للجموح- ألف جناح للعالم- عشرون ابنة للخيال- مزاج حُر- أراك فى الجنة- لا تمت قبل أن تحب- غداء فى بيت الطباخة». حصل «الفخرانى» على جائزة الدولة التشجيعية، عن رواية «قبل أن يعرف البحر اسمه»، وجائزة يوسف إدريس للقصة القصيرة، عن مجموعة «قصص تلعب مع العالم»، وجائزة معرض القاهرة الدولى للكتاب، عن رواية «غداء فى بيت الطباخة».
أحمد الصغير: قصص أيمن الداكر
رشح الدكتور أحمد الصغير، أستاذ الأدب العربى المشارك فى جامعة الوادى الجديد، ٣ مجموعات قصصية للكاتب أيمن الداكر، التى تحمل عنوان «عمامة خضراء»، و«شجرة الرمان»، و«قلب صعيدى»، وصدرت عن دار «يسطرون» للنشر فى ٢٠٢٣.
وقال «الصغير» عن المجموعات القصصية الثلاث: «صاحبها أيمن الداكر أحد الأطباء الكُتَّاب، الذين اتخذوا من الطب وسيلة للدخول فى عوالم السرد بشكل خاص، فراح محلقًا فى سماء الإبداع القصصى والروائى فى مصر والوطن العربى».
وأضاف: «الداكر قدم الكثير من الأعمال القصصية فى الدوريات العربية والمصرية، له حضور فاعل فى الحراك الأدبى فى الصعيد، سوهاج تحديدًا، إلى جانب سلطنة عمان، حيث يعمل طبيبًا منذ ١٥ عامًا».
وواصل: «جاءت كتاباته القصصية متفردة فى تناولها اللغوى والسردى والاستعارى، لأن الداكر يكتب عما تجيش به نفسه الخلاقة الحالمة بمحبة الحياة، والنور والعدل والجمال، وهو يمتلك مشروعًا قصصيًا مهمًا، يحاول من خلاله الولوج إلى جوهر الذات الإنسانية، الذات التى تنتصر لنفسها بالكتابة».
وأكمل: «تبدو صورة العالم فى القصة القصيرة أكثر خصوصية من العوالم الأخرى فى الأنواع الأدبية المختلفة كالشعر والرواية والمسرحية، وغيرها، إذ يقبض الكاتب على حكاياته القصيرة ومشاهده، من خلال تنويعات واسعة فى الخيال، وقد تجلى ذلك من خلال بناء العالم القصصى فى قصص أيمن الداكر».
وتابع: «أدهشنى الكاتب بهذه النصوص القصصية الثلاث: عمامة خضراء- شجرة الرمان- قلب صعيدى»، التى توقفت عند صياغة العالم واللغة السردية والشخصيات والمكان والزمان، والنهايات المفتوحة، ضمن عالم يتميز بحضور إنسانى شفيف، ويرتكز على طرح عوالم سردية مشحونة بالتراث الشعبى والصوفى والأسطورى والواقعى والخيالى.
وأتم: «يقبض الكاتب فى المجموعات الثلاث على العالم، من خلال استعادة حواديت قديمة موروثة فى القرية المصرية عبر أحاديث الجد والخالة والجدة والأم، وعن الحياة القاسية فى الجنوب، وعن غياب الأب الذى يترك أولاده فى أقصى الحياة باحثًا عن لقمة العيش، فيسافر مغتربًا، من أجل الحفاظ على كرامة عائلته من السؤال والعوز».
واختتم بقوله: «تدور أحداث القصص بين القرية والمدينة، القاهرة وسلطنة عمان، فيصبح العالم الأدبى ثريًا بقضاياه ولقطاته السردية والإنسانية، التى تمنح الكاتب خصوصية ثقافية واضحة. كما أن بناء العالم من خلال مجموعة تقنيات سردية، مثل بناء العناوين، والفضاءات النصية والمفردات المكانية التى تميز الصعيد وبيئاته المتداخلة، كلها أمور تستحق التوقف فى هذه القصص».
محمد عبدالعال: تاج شمس
رشح الدكتور محمد عبدالعال، أستاذ الأدب العربى فى جامعة المنوفية، رواية «تاج شمس»، الصادرة عن «بيت الحكمة للثقافة»، للمؤلف هانى القط.
الرواية عن بلدٍ يستكين على ضفة نهر، فيه من سحر التاريخ لماض ولى، ومن صدق الحقيقة لحاضر معاش، بلد ملك للغالب، له حكاية، ولأهله حكايات، أتقياء وقتلة، ناسكون وفجرة، مُغامرون وخانعون، كلهم تتبدل مصائرهم، يذهبون ويبقى البلد، يغيض نهره ويفيض عن براح هادئ تؤنسه الحكايات وغناء النسيم وسُكرة الفقد. «تاج شمس» بلد الأسطورة التى تنتظرُ بلهفة، ما لا يجىء!
ومما جاء فى الرواية: «يخفض رأسه؛ فيُبصر وحشة الظلمة فى عمق البئر، يرفع رأسه فيدرك أنه فى حاجة إلى معجزة كى ينجو، ينادى حراسه فيخرج صوته من البئر ضعيفًا، وترتد صرخته إلى أذنه ممتزجة بالصدى. وعندما تنطفئ كل آماله فى النجاة، يضربه الاستسلام. يشعر كم الدنيا رخيصة وماكرة، غالية لحظة فراقها، موحشة فى سفرها، ثقيلة فى توالى لياليها، مخيفة بظلمتها. أخف من ريشة عند الفرح، وأثقل من جبل أوقات الأسى. وبقلب الخطر يغمض عينيه ويتأمل كل ما كان: طفولته، أباه، أمه، هروبه، الرَّبْع، سليم، عبدالجليل، أنيسة، السجن، ويتأمل رجوعه والحريق؛ فيقول يائسًا: أهكذا تكون نهايتك؟! ويستسلم بعد أن يوقن ألا أمل فى النجاة، وقبل أن يرمى بنفسه فى البئر لينهى وجعه بيده، يسمع النداء: هات يدك».
هانى القط تخرج فى كلية العلوم والتربية جامعة الإسكندرية عام ١٩٩٧، وحصل على دراسات عليا فى التربية، هو عضو اتحاد كُتّاب مصر، وله عدة إصدارات منشورة فى مصر وبالوطن العربى.
كتب «القط» السيناريو لـ٣ أفلام تسجيلية، هى: «الفواخرية» و«العازف» و«ظل النخيل»، وله سيناريو لفيلم طويل ينتظر الإنتاج. ومن أعماله الروائية: «سيرة الزوال»، و«رايات الموتى»، إلى جانب عدة مجموعات قصصية مثل: «لا شىء فى المدى- سماء قريبة- مدن الانتظار»، فضلًا عن قصص للأطفال بعنوان «تحت سماء الله».
سيد ضيف الله: سردية نجيب محفوظ
رشح الناقد سيد ضيف الله كتاب «سردية نجيب محفوظ»، الصادر عن دار «المعارف»، للناقد والمفكر الدكتور محمد بدوى. جاءت إعادة طباعة الكتاب ضمن المشروع الذى يعمل عليه الكاتب والناقد إيهاب الملاح، المشرف على النشر فى دار «المعارف»، لإعادة نشر الكثير من الجواهر القديمة التى انتهت طبعاتها، بالتزامن مع عدد من السلاسل الأخرى.
ووصف «الملاح» الكتاب بأنه «هدية دار المعارف لقرائها الأعزاء»، مضيفًا: «الدكتور محمد بدوى أحد العارفين بنجيب محفوظ وإبداعه وروعته، وما قدمه للثقافة العربية والإسلامية خلال القرن ونصف القرن الأخير».
وجاء فى تصدير الكتاب: «نبدأ من النهاية، من حيث أنهى الكاتب الكبير متنه الكبير، فكتاب نجيب محفوظ قد انغلق، لينفتح على التأويل والقراءة. ونحن نبدأ فى برهة بعينها، تجعل ما نقوله عنه مُصابًا بالمعاصرة التى تأخذ حينًا شكل الحجاب الذى يموه على النظر، وحينًا شكل الميزة، فكلام المعاصرين عن المعاصرين دائمًا يتلون باللحظة وأطيافها، فيجىء كاشفًا عن تورط الخطاب، لتورط منتجه فيما تموج به اللحظة». وأضاف المؤلف فى تصدير الكتاب: «بعد حين، قد يجىء آخرون لينسجوا خطابًا عن كتاب محفوظ، فيخضعونه لمعضلاتهم وروح عصرهم. قد يقرظونه كما نقرظه، وقد يسلقونه بألسنتهم، بل قد يتجاهلونه تمامًا، فيتجمد، بل قد يبدو للبعض أنه دخل محاقه، ومات. آنذاك يبدأ الناس فى التنقيب عن أدبٍ آخر، لكاتب آخر همشه أدب محفوظ، لكنه ظل هناك كامنًا ينتظر نداء من يناديه، ويحرِّره من موت الكتابة».
محمد سليم شوشة: رواية «الأحد عشر»
رشح الدكتور محمد سليم شوشة، أستاذ الدراسات الأدبية فى كلية دار العلوم بجامعة الفيوم، رواية «الأحد عشر»، وهى أحدث روايات الكاتب أحمد القرملاوى، وصادرة عن دار «ديوان» للنشر والتوزيع.
يشيد «القرملاوى» فى «الأحد عشر» عالمًا أسطوريًا استلهمه من قصة نبى الله يوسف وإخوته، لكنه لا يكتف فقط بالاستلهام، بل يبنى عالمًا جديدًا بالكامل، يبدأ من الواقع، وسرعان ما يحلق بنا فى زمن الأساطير.
تدور الرواية حول كاتب يشرع فى تأليف مسرحية مستوحاة من قصة «داينا» ابنة نبى الله «يعقوب»، التى تغادر البادية وتسافر إلى مدينة «شكيم»، لكنها تتعرض للاختطاف، وتُحبَس فى القصر الملكى، ثم نفاجأ بأن ثمة مَن يكتُب القصة نفسها فى قالب روائى، ويتفنن فى وصف إخوة «داينا» الأحد العشر، وهم يخرجون بحثًا عنها وسعيًا للانتقام لشرفهم المسلوب.
عبر هذا القالب المُراوغ، والقصة التى تستمد جذورها من القرن السابع عشر قبل الميلاد، يطل علينا «القرملاوى» بنص تمتزج فيه الأسطورة بالواقع، والرواية بالمسرحية، من خلال نص لا يمنح نفسه بسهولة، لكنه يضمن متعة قراءة النصوص الملحمية.
أحمد القرملاوى روائى وقاص ومترجم ومعمارى مصرى، صدرت له مجموعتان قصصيتان هما: «أول عباس» و«قميص لتغليف الهدايا»، و٥ روايات هى: «التدوينة الأخيرة- دستينو- أمطار صيفية التى نال عنها جائزة الشيخ زايد للكتاب عام ٢٠١٨- نداء أخير للركاب التى حازت جائزة أفضل رواية فى معرض القاهرة الدولى للكتاب ٢٠١٩- ورثة آل الشيخ التى نال عنها جائزة كتارا للرواية العربية عام ٢٠٢١»، وتُرجمت أعماله إلى الإنجليزية والإيطالية والبرتغالية والأوكرانية.
يسرى عبدالله: حفيف صندل
رشح الدكتور يسرى عبدالله، المجموعة القصصية «حفيف صندل»، للقاص الكبير الدكتور أحمد الخميسى، الصادرة عن «كيان» للنشر والتوزيع، وتعد المجموعة العاشرة فى رحلة «الخميسى» مع القصة القصيرة، منذ أن قدمه يوسف إدريس إلى القراء فى مجلة «الكاتب» عام ١٩٦٧.
ويقدم «الخميسى»، فى مجموعته القصصية الأحدث «حفيف صندل»، ٣٠ قصة قصيرة، بعضها يميل إلى السخرية الحادة والفكاهة، مثل «خطاب شكر» و«بياضة» و«تعب فى الركبة»، وبعضها مغرق فى صميم الشعور بالحب، حتى لو كان وهمًا جميلًا، مثل «غريبان» و«أول العشق». كما لا تخلو المجموعة بطبيعة الحال من الهم الاجتماعى الذى لازم أعمال «الخميسى»، وهو ما يظهر فى قصتى «هاربان» و«زهور الأسفلت».
صدرت أولى المجموعات القصصية لـ«الخميسى» عام ١٩٦٧، بعنوان: «الأحلام، الطيور، الكرنفال»، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ثم توالت أعماله، من بينها «كنارى» و«أنا وأنت»، اللتان حصلتا على جائزة «ساويرس» لكبار الكتاب فى عامى ٢٠١١ و٢٠١٧ بالترتيب.
كتب الناقد الكبير علاء الديب عن «الخميسى»، فى جريدة «القاهرة»: «كاتب أستاذ قادر على التعبير الموجز النافذ المشحون بالصور.. إنه يأخذ كلماته بقدر نادر من الجدية ويشتغل على جمله وقصصه ومعانيه كصائغ يشتغل فى الذهب الغالى، أو كمحارب يدافع عن أرض الوطن، وهو صاحب حس جمالى لا يرضى إلا عندما تشف اللغة وتستقر على شاطئ الموسيقى».
كما كتب عنه القاص الدكتور محمد المخزنجى، فى «أخبار اليوم»، فقال إن «قصص أحمد الخميسى تمثل نماذج عالية لقدرات كاتب من كُتّاب القصة العربية الكبار، فهو كاتب يمنح نماذجه القصصية شمول الرؤية، التى تمزج ـ برهافة ورصانة معًا- بين الإنسانى الخاص والوطنى العام».
محمود الضبع: عمائم وطرابيش وكلمات
رشح الدكتور محمود الضبع كتاب: «عمائم وطرابيش وكلمات»، الصادر عن «بيت الحكمة للثقافة»، لمؤلفه الدكتور محمد عبدالباسط عيد.
قال الدكتور محمد عبدالباسط عيد عن الكتاب، فى تصريح سابق لـ«حرف»: «لا يقدم هذا الكتاب معرفة نخبوية فى حقل (السيميوطيقا الثقافية)، فهو لا ينخرط فى النقاش النظرى حول مفهوماتها وتياراتها، ولكنه يقدم ممارسة حيَّة لعالم العلامات كما نشاهده ونعيشه، كما نُسهم فى إنتاجه والترويج له، وكما نتأثر به ويؤثر فينا».
وأضاف: «هذا يعنى أننا نتبنى مفهومًا موسعًا للنص، يتجاوز الحدود الضيقة التى حصرته فى النصوص الأدبية أو فى المدونات المكتوبة والشفاهية بشكل عام، يتسع النص هنا ليشمل كل ما يؤدى دورًا مهمًا فى الثقافة، كاللوحة والعمارة والملابس والألعاب والكلمات.. وعليه فهو مشغول بكل ما يشغلك من ظواهر الحياة وعلاماتها التى تجدها من حولك فى كل مكان».
وواصل: «الكلمات والنجوم والفنون والنصوص والأديان والأطعمة والألعاب، كل هذه علامات ولغات، صحيح أنها ذات أنظمة مختلفة، ولكنها جميعًا تُشكِّل (تعددية الثقافة) التى تميز مجتمعًا ما عن غيره من المجتمعات.. فالعلامات تُحيط بنا ونحيط بها. نُنتجها لنتعرف على العالم من حولنا، ونُطلق الأسماء ليصبح العالم موضوعًا للفهم والتشكيل، أو بتعبير أبسط ليصبح ثقافة نؤثّر بها فى الآخرين».
وأكمل: «ولا تقتصر العلامات على ما ندركه فى الواقع فحسب، ولكنها ترافق خيالنا حين يُحلِّق بعيدًا عن الواقع، فنسير معها وبها فى دروب غير منظورة، نبتكر بها ما لا وجود له فى الواقع، فيصبح غير الموجود موجودًا، ويغدو المتخيل واقعًا وجزءًا من خبرتنا وتجربتنا؛ فعلى جسد العلامات يلتقى الواقع بالخيال والخيال بالواقع».
وتابع: «القدرة على إيجاد العلامات وتسمية الأشياء مَلَكة بشرية لا حـدّ لتأثيرها، فبالعلامات نعى ونتخيل ونبتكر ونضع القيم والأصول التى تضبط إيقاع حياتنا، وبها أيضًا نُعرّف أنفسنا، ونتحدث عن هويتنا. بالعلامات نتحضر ونتمدن، وبها نتفق ونختلف ونتواصل ونتشارك المعارف والفنون».
سبق أن صدر للدكتور محمد عبدالباسط عيد كتاب «النص والخطاب.. قراءة فى علوم القرآن الكريم»، و«دروب التأويل.. بحث فى مسالك التأويل فى الثقافة العربية».