المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

الشيخ على عبدالرازق وإفساد مشروع الملك فؤاد فى خلافة المسلمين

حرف

- انتهى الأمر بـ صدور قرار يعزل الشيخ على عبدالرازق من منصبه

الدولة العثمانية حكمت مساحات واسعة من العالم الإسلامى لـ قرون طويلة، وخلال القرون دى ما كانش فيه احتياج لـ تسمية السلطان العثمانى بـ«خليفة المسلمين»، لـ إنه واقعيًا وعلى الأرض، السلطان هو الحاكم لـ العالم الإسلامى، ولو سميناه «الخليفة» هـ ندخل فى الجدل حوالين أهلية السلطان العثمانى لـ المنصب دا، فى حين إنه مش قرشى، فـ فضلت الأمور ماشية لـ حد أيام السلطان عبدالحميد أواخر القرن الـ 19.

أيام السلطان عبدالحميد، ونتيجة زعزعة مكانة الإمبراطورية العثمانية، واهتزاز سيطرتها على عدد من الأقاليم الإسلامية، حصل استدعاء لـ فكرة الخلافة، وإنه السلطان العثمانى دا هو خليفة المسلمين، على أساس إنه منصب السلطان يكتسب حصانة دينية، تساعده فى الصراع العالمى الناشئ وقتها، اللى هـ يبلغ ذروته 1914 بـ اندلاع الحرب العظمى، اللى هـ نعرفها بـ اسم «الحرب العالمية الأولى».

مش هـ نستغرق كتير فى الكلام عن الوضع العثمانى من الداخل، اللى يهمنا إنه الأمور آلت إلى إلغاء السلطنة العثمانية أولًا، والاقتصار على المكانة الروحية لـ السلطان بـ اعتباره خليفة المسلمين، ثم إلغاء منصب الخليفة نفسه فى ٣ مارس ١٩٢٤ على يد مصطفى كمال أتاتورك، وبـ كدا ما بقاش فيه خليفة لـ المسلمين، أو حتى حاكم عام لـ البلاد المسلمة لـ أول مرة منذ قيام الإسلام.

لما نبص على مصر وقتها، نسترجع مع بعض إنه الأراضى المصرية كانت تحت الحكم العثمانى بقى لها قرون، تحديدًا من ١٥١٧، ثم إنه مع ظهور محمد على ١٨٠٥، بدأت مصر تبقى دولة ليها قدر كبير من الاستقلال، حتى لو فضلت تحت الحكم العثمانى اسمًا، والكلام دا فضل طول القرن الـ ١٩ تحت حكم الأسرة العلوية، لـ حد ما جات سنة ١٩١٤، وبدأت الحرب العظمى.

الشيخ على عبدالرازق

مع اندلاع الحرب، أعلن الإنجليز الإطاحة بـ الخديو عباس التانى اللى كان منحاز لـ العثمانيين، وتنصيب حسين كامل مكانه، واتسمى السلطان حسين كامل، بعد إعلان مصر سلطنة، على أساس يبقى حاكم مصر راسه بـ راس السلطان العثمانى، مع مراعاة إنه الحكم الفعلى لـ البلاد فى إيد الإنجليز، ورسميًا بقى اسمه «تحت الحماية البريطانية».

التصرفات البريطانية خلال الحرب العالمية الأولى تسببت فى استياء واسع بين فئات الشعب المصرى، ولما اتوفى حسين كامل رفض ابنه الوحيد، الأمير كمال الدين حسين، الخلافة، واتولى عرش السلطنة أحمد فؤاد، أخو حسين كامل، بـ اسم فؤاد الأول.

لما انتهت الحرب، بدأت الحركة القومية المصرية تضغط على الحكومة البريطانية علشان الاستقلال. وكانت الخطوات الأولى تشكيل وفد لـ التعبير عن مطالب مص بالاستقلال فى مؤتمر باريس لـ السلام. فكرة الوفد دى نشأت بين الأعضاء البارزين فى حزب الأمة، بمن فى ذلك أحمد لطفى السيد، وسعد زغلول، ومحمد محمود باشا، وعلى الشعراوى، وعبدالعزيز فهمى.

الملك فؤاد

عارفين إحنا قصة الوفد، اللى أدت لـ ثورة ١٩١٩، اللى لما بدأت، كان واضح إنه مفيش شىء قادر على وقف المظاهرات واعترفت بريطانيا بأن الأمور كانت خارجة عن السيطرة تمامًا. فقررت لندن إنها تشيل وينجيت مندوبها السامى، وتعين شخصية عسكرية قوية، هو اللنبى اللى وصل إلى مصر فى ٢٥ مارس.

أحداث ثورة ١٩ وما تلاها أدوا إلى الحدث الأكبر فى ٢٨ فبراير ١٩٢٢، لما أعلنت بريطانيا استقلال مصر من جانب واحد دون أى مفاوضات مع مصر. وكان فيه أربع مسائل «محفوظة تمامًا لتقدير» الحكومة البريطانية حتى يمكن التفاوض على الاتفاقيات المتعلقة بها: أمن اتصالات الإمبراطورية البريطانية فى مصر، الدفاع عن مصر ضد كل المعتدين أو التدخلات الأجنبية، المباشرة أو غير المباشرة، حماية المصالح الأجنبية فى مصر وحماية الأقليات، والسودان.

بعد كدا، مارست بريطانيا السلطة على مصر المستقلة اسميًا بشكل غير رسمى، زى ما كانت بـ تعمل بين ١٨٨٢ و١٩١٤، وبقى السلطان أحمد فؤاد هو الملك فؤاد الأول، واتعين ابنه فاروق ولى العهد. وفضل اللورد اللنبى فى منصب المفوض السامى البريطانى حتى عام ١٩٢٥. 

وفى ١٩ أبريل، كانت الموافقة على دستور جديد. وصدر قانون انتخابى إيذانًا ببدء مرحلة جديدة فى التطور السياسى فى مصر.

فى الأجواء دى حصل إلغاء الخلافة العثمانية، وبقى «منصب» خليفة المسلمين فاضى، دا إذا اعتبرناه أساسًا منصب، لكن بـ حكم العادة عبر الزمن، كان كتير مش متصورين إنه يبقى فيه عالم إسلامى من غير خليفة.

الواقع إنه الملك فؤاد فى بدايات حكمه كان بـ يمارس حكم استبدادى داخلى، هو مش موضوعنا دلوقتى، لكنه بـ يدينا خلفية هو متصور إيه؟ وبـ يتحرك إزاى؟ ووقتها بدأت تراوده فكرة إنه هو نفسه يبقى خليفة المسلمين الجديد.

الفكرة ما راودتوش لـ وحده كان فيه أكتر من حاكم بـ يفكر فى الأمر، والواقع إنه إنجلترا ما وقفتش قصاد هذا «الحلم»، أو خلينا نقول «التفكير». بـ العكس، هى شافت إنه حاجة زى دى ممكن تقف قصاد المد الشيوعى اللى حاصل على مستوى الفكر بعد الثورة البلشفية فى روسيا، واللنبى كان بـ يهاود الملك فؤاد فى حلم الخلافة، بل يمكن كمان بـ يغذيه.

الوسط الثقافى المصرى ما كانش له موقف من حلم الملك فؤاد، بعض الأقلام المتدينة كانت بـ تروج لـ الحلم، وتزكى ملك مصر كـ خليفة لـ المسلمين، لكن القوميين وأقطاب تيار الاستقلال فضلوا إنهم ما يدخلوش فى الحكاية دى، ما عدا واحد بس هو اللى قرر خوض المعركة دى، والواحد دا كان على عبدالرازق.

على حسن عبدالرازق، المولود فى المنيا ١٨٨٨، كان ابن أسرة ثرية عندها آلاف الأفدنة، درس فى الأزهر، وحصل على العالمية، ثم التحق بـ الجامعة الأهلية ودرس فيها القانون، ثم راح درس فى أكسفورد، ورجع علشان يتولى القضاء الشرعى سنة ١٩١٥، ولما وصلنا وقت إلغاء الخلافة فى ١٩٢٤، وما تلاها من تطلع الملك فؤاد، كان «قاضى شرعى» فى المنصورة، وقرر يدلى بـ دلوه فى الأمر، فـ كان كتاب «الإسلام وأصول الحكم».

أفكار على عبدالرازق فى الكتاب يمكن النهاردا بعد ١٠٠ سنة ما تكونش جديدة، بـ أقول يمكن لـ إنه لسه لـ حد دلوقتى ناس ماشية على قديمه، وشايفة الخلافة من متممات الإسلام، وإنه هذا الشكل فى نظام الحكم هو أساسى فيما يتعلق بـ الإسلام كـ عقيدة، وإنه علشان تكون فيه دولة إسلامية أو مسلمة، أو على الأدق أغلب سكانها مسلمين، فـ حاكمها المفروض يكون هو الخليفة ويحكم بـ ما يسمونه «شريعة الله».

إنما ساعتها فى ١٩٢٥، محدش خالص كان طلع صراحة وقال الكلام دا، وهو إنه مفيش حاجة اسمها كدا، فـ الإسلام هو عقيدة، إنما أنظمة الحكم هى اجتهاد بشرى، والإسلام لم يحدد مطلقًا أى شكل لـ الحاكم أو آلياته فى الحكم، وكل ما جرى فى التاريخ الإسلامى هو فعل بشرى حصل فى سياق تاريخى محض، ويمكن لـ المسلمين تبنى أى شكل يشوفوه يحقق المصلحة ويقيم الدولة.

تقدر كمان تقول إن كتاب على عبدالرازق هو أول كلام «علمانى» اتكتب بـ اللغة العربية، وإن كان بـ الطبع ما ذكرش التعبير، ولا لمح ليه، لكنه على مدار صفحات الكتاب القليلة طول الوقت بـ يفصل بين الدين والسياسة، وبـ يحاول يخرج كل تاريخ «الخلافة» بـ كل أشكالها من تاريخ «العقيدة»، وإنه الكلام ينطبق على الجميع بـ من فى ذلك ما اصطلح العالم الإسلامى على تسميتهم الخلفاء الراشدين، ووضح إنه حتى دول كمان كانت اختيارهم وآليات حكمهم سياسية بشرية بعيدة عن الدين.

طبعًا، حصلت ردود فعل عنيفة على الكتاب، وممكن نقسم ردود الفعل دى لـ تلاتة أولها، مش زمنيًا إنما من حيث الطبيعة، هو الكتب اللى ظهرت ترد عليه، بـ خلاف كمية كبيرة من المقالات، لكن برز هنا عدة مؤلفات، أولها اللى كتبه محمد الخضر حسين، وهو كتاب: «نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم».

محمد الخضر مش مصرى، هو تونسى من أصل جزائرى، لكنه كان «مهتم» بـ الأزهر وما يجرى فيه، حتى إنه لاحقًا بعد سنين كتيرة تولى مشيخة الأزهر الشريف، وكان آخر واحد مش مصرى يبقى شيخ الأزهر، وقدم استقالته من المشيخة سنة ١٩٥٤، إنما بعيدًا عن علاقته الوظيفية بـ الأزهر هو كان أحد العلماء اللامعين، ومن عائلة كلها علماء تعتبر من الأكابر.

كتاب الخضر قد ركز على إنه الخلافة هى الشكل الإسلامى الصحيح لـ نظام الحكم، وصدر فى السنة التالية لـ صدور كتاب على عبدالرازق، وتتبع ما جاء فيه، وتقريبًا رد عليه نقطة نقطة، وإن كان فيه من يرى إنه رد الخضر حسين ثبت أفكار على عبدالرازق أكتر من إنه رد عليها، ويبدو إنه كون الكتاب جى من بره الصراع السياسى ما تلمسش النقاط اللى هى بـ تمثل فعلًا مرتكزات على عبدالرازق، بل إنه أكدها.

الكتاب الأبرز فى الرد على كتاب على عبدالرازق كان من مفتى الديار المصرية، الشيخ محمد بخيت المطيعى، وهو شيخ من أسيوط، بلده كان اسمها القطيعة «بـ القاف»، بس هو اللى سعى لـ تغيير اسمها فـ بقت المطيعة، وبقى هو المطيعى، وهو من عائلة كلها علماء، وكانوا مشهورين بـ إنهم مالكية، بس هو نفسه اتبع المذهب الحنفى.

بعيدًا عن الحنفية أو المالكية، لما صدر كتاب على عبدالرازق، المطيعى ألف كتاب سماه «حقيقة الإسلام وأصول الحكم»، وخصصه لـ الرد على أفكار عبدالرازق، وبرضه مشى وراه خطوة خطوة، لكن المنهج هنا كان أكثر تماسكًا من كتاب الخضر حسين، لـ إنه لمس عصب الحكاية من أولها.

عصب الحكاية: هل موضوع الحكم وشئون الحكم هو أمر «شرعى» يدرس زى أمر شرعى آخر من خلال الفقه وأدواته؟ ولا هو أمر دنيوى ينفع نتناوله بـ الآراء الشخصية وأدوات التفكير الحديثة من منطق وفلسفة وتاريخ وخلافه؟

طبعًا على عبدالرازق ما كانش ماشى بـ الموضوع من خلال الفقه وأدواته، لـ إنه هدفه بـ الأساس هو تناول نظام الحكم بعيدًا عن سلطة «الشريعة» وطرق «التشريع» الإسلامى، وفى تقديرى إنه كتاب المطيعى كان من الكتب الناجحة فى إعادة الأمر لـ حظيرة الفقه، خصوصًا إننا بـ نتكلم عن «المفتى»، اللى هو حياته كلها تفكير بـ منطق الفقه فى كل الأمور، لـ ذلك دا كان من أنجح الردود، بـ غض البصر عن إننا ما نقدرش نقول إنه فى النهاية انتصر، لكنه على الأقل كان جزء مهم من الصراع.

فيه كتب وكتابات تانية كتير ردت على عبدالرازق، لـ إنه الكتاب كان فعلًا يشبه القنبلة اللى انفجرت فى وش مشروع خلافة الملك فؤاد، اللى كان مهتم شخصيًا بـ المعركة دى كونها معركته الشخصية، لكن المعركة ما كانتش أدواتها فكرية محضة، فـ بخلاف الردود كان ضرورى يكون فيه موقف على المستوى الرسمى، ودا اللى عملته هيئة كبار علماء الأزهر.

من الناحية الرسمية هيئة كبار علماء الأزهر هى أعلى مرجعية دينية تابعة للأزهر الشريف بـ مصر. اتأسست سنة ١٩١١ فى عهد مشيخة الشيخ سليم البشرى، قبل ما تتحل سنة ١٩٦١ فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر مع مشروع تطوير الأزهر «رجعت تانى ٢٠١٢ بس دا مش موضوعنا»

يعنى وقت صدور كتاب على عبدالرازق ١٩٢٥، كانت الهيئة منعقدة، وليها اعتبار رسمى، وممكن كمان نقول سلطة، فـ الهيئة اجتمعت وعملت محاكمة لـ الشيخ على وكتابه، ووجهت له ووجهت الهيئة عدة اتهامات تصف وتصم الكتاب بالضلال، فـ قالت الهيئة إن الكتاب تسبب فى:

• جعل الدين لا يمنع من أن جهاد النبى كان فى سبيل الملك لا فى سبيل الدين ولا لإبلاغ الدعوة للعالمين.

• اعتبار نظام الحكم فى عهد النبى موضوع غموض أو إبهام أو اضطراب أو نقص وموجبًا للحيرة.

• اعتبار مهمة النبى كانت بلاغًا للشريعة مجردة عن الحكم والتنفيذ.

• إنكار إجماع الصحابة على وجوب نصب الإمام وأنه لا بد للأمة ممن يقوم بأمورها فى الدين والدنيا.

• إنكار أن القضاء وظيفة شرعية.

• اعتبار حكومة أبى بكر والخلفاء الراشدين من بعده كانت لا دينية. 

كل اتهام من دول لـ وحده كفيل بـ إنزال أشد أنواع العقوبات على الشيخ على، لكن يفضل الاتهام الخامس «إنكار أن القضاء وظيفة شرعية» سلاح مصلت ضد الشيخ، كونك إنت يا شيخ على أساسا قاضى «شرعى»، فـ لما تيجى تتكلم عن شئون الحكم والقضاء بـ اعتبارها أمور دنيوية، فـ إنت كدا متولى منصبك فى الأزهر «ومن ثم الدولة» بناءً على إيه بـ الظبط؟

طبعًا انتهى الأمر بـ صدور قرار يعزل الشيخ على عبدالرازق من منصبه، لكن القرار صدر من مين؟ لازم اللى يعزل الشيخ على يبقى وزير الحقانية، ودا جانب آخر من المعركة يحطها فى إطارها العملى، كون القضاء الشرعى «طبقًا لـ مفهوم على» هو من أعمال الدولة، فـ كان ضرورى يكون لـ وزير الحقانية دور وصوت فى هذه المعركة، ووزير الحقانية كان عبدالعزيز باشا فهمى.

الواقع إن عبدالعزيز فهمى أخد «موقف رائع» يتسجل له ويتحسب له فى التاريخ، لما جاله قرارات العزل من رئيس الحكومة زيوار باشا، علشان يصدق عليه، عبدالعزيز باشا وقف مع الأحرار الدستوريين ضد القرار، وكتب ما نصه: «أحضرت هذا الكتاب وقرأته مرة أخرى، فلم أجد فيه أدنى فكرة يؤاخذ عليها مؤلفه»، وقال كمان: «ثقل على ذمتى أن أنفذ هذا الحكم الذى هو ذاته باطل لصدوره من هيئة غير مختصة بالقضاء، وفى جريمة الخطأ فى الرأى من عالم مسلم يشيد بالإسلام، وكل ما فى الأمر أن من يتهمونه يتأولون فى أقواله ويولدون منها تهمًا ما أنزل الله بها من سلطان». 

اللى هو إنتو ممكن تلغوا له إجازة العالمية كونها صادرة من الأزهر، لكن منصبه بره سلطتكم، فضلًا عن إنه أساسًا ما غلطش، وكتابه مفيهوش حاجة تدينه.

أصر فهمى على موقفه، ودا عرضه لـ العزل من منصبه كـ وزير الحقانية، فـ استقال معاه تلاتة وزرا تضامنًا هم محمد على علوبة وإسماعيل صدقى وتوفيق دوس.

رغم قرار العزل، ورغم مقالات وكتب الرد، كتاب على عبدالرازق أخد طريقه، وفيه اللى دعموه زى محمد حسين هيكل وطه حسين والمازنى، والمعركة كان ليها صداها، والكتاب كان ليه دوره فى عدم تمكين فؤاد من مشروعه، صحيح ما نقدرش نقول إنه الكتاب لـ وحده هو اللى منع حدوث دا، لكن الرأى العام كان فيه قطاع لا بأس به تحرك انطلاقًا من الكتاب، وكان له وزنه فى العركة وفى مآلات الأمور.

إنما أظرف حاجة اتقالت ساعة الكتاب، هو اتهام على عبدالرازق بـ إنه مش هو المؤلف، إنما أحد المستشرقين كتبه وعلى حط عليه اسمه، إحنا عارفين إنه حكاية المستشرقين دى كانت هوس ساعتها، إنما مستشرقين إيه يا جماعة إذا كان الإنجليز وبـ إشراف اللنبى شخصيًا هم اللى بـ يدعموا الفكرة؟ حِكَم!