الأحد 22 ديسمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

رانيا يوسف

رانيا يوسف
رانيا يوسف

أظن رانيا يوسف مش محتاجة تعريف أو تقديم، سوبر ستار مصرية لعبت أدوار فى أعمال كتير تعتبر علامات لـ الدراما «الأعمال والأدوار كمان» من أول الحاج متولى وإنت جاى، وبـ تأدى أدوارها بـ سهولة تخليك تحس إنها ما بذلتش فيها مجهود، ودا معناه إنها بذلت فيها مجهود عنيف.

عندى قاعدة كدا، صحيح مش قانون فى التمثيل، لكنها أغلب الوقت صحيحة، كل ما قل إحساسك إنه الممثل «بـ يمثل»، كل ما دا كان مؤشر على إنه التحضير لـ الدور كان أعلى وأعنف، وكل ما الممثل كان أكثر تركيزًا فيما يقدم.

الشخصيات اللى لعبتها رانيا كمان فيها قدر عالى من التعقيد والتركيب، رغم إنه مستوى جمالها من حيث الشكل كان يؤهلها لـ اختيار الأعمال البسيطة السطحية اللى تعتمد على قدر أكبر من التسلية وتتعمل وإنت سايب إيديك، لكن لما نشوف أدوارها فى السبع وصايا وموجة حارة وأفراح القبة وغيرها، بـ أحس بـ تقدير عام لـ مشوارها فى عالم الفن.

إنما اللى عايز أشاور عليه فى سياقنا هنا هو رانيا يوسف القارئة، وهو دا كان الأساس فى معرفتنا، علاقتى بـ رانيا الممثلة زى ملايين من متابعيها، ما كانش فيه خصوصية لى كـ كاتب مثلًا مهتم بـ الفن، ولا كـ ناشط فى أوساط الدراما، وعامل بها أحيانا، بل إننا ما اتقابلناش خالص فى تلك الأجواء، رغم توافر أصدقاء مشتركين كتير.

معرفتى بيها كان من خلال بحثها عن الكتب، وأنا لما عملت كتاب مصر من تالت هى كانت ترشحه لـ القراءة حتى فى لقاءات تليفزيونية، دون سابق معرفة بيننا، فـ دورت على باقى كتاباتى، وهكذا عرفنا بعض، ثم إنى بدأت أوفر لها كتب أخرى فى مجالات متنوعة لـ كتّاب جداد وحتى كتب التراث.

الواقع إنى اندهشت من حكاية كتب التراث دى لـ إنه فيه عتاويل قراءة كتير مالهمش خلق على المعافرة فى الاتجاه دا لـ صعوبة اللغة وضيق الوقت وكبر حجم المجلدات والكتب، لكنها كانت دايمًا تحاول، ولما تحب تقرا فى موضوع تحتك بـ مصدره أولًا قبل ما تقرر تقرا له تلخيصات أو تسهيلات.

ثم إننا التقينا، فـ شفت فعلًا أثر دا على معرفتها وكلامها وتحصيلها وطريقة وزنها لـ الأمور، ودا لفت انتباهى لـ سبب بسيط جدا:

عادة، لو فيه فنان/ فنانة، خصوصًا من الأسماء الكبيرة، قارى ربع القراءة اللى هى قرتها بـ يصدر نفسه على إنه مثقف كبير، وقارئ نحرير، وله فى جبال المعرفة علامات، وأنا مش عايز أقول أسماء كبيرة الواحد اتصدم لما قابلهم من الفجوة بين الصورة المتصدرة وحجم المحصول الفعلى ليهم كـ قراء بعيدًا عن نجوميتهم.

ثم إنها نوع من القراء اللى تعرف حدودها كويس، وما أحوجنا بـ صراحة لـ النوع دا من القراء عمومًا، لـ إنه فيه ناس لما يزيد حجم ما اطلع عليه يتهيأ له إنه قادر على التهام أى حاجة، فـ يطلب أى كتب حتى لو مش فى خريطة قراءاته.

رانيا لأ، اللى هو عارفة كويس دا ضمن اهتماماتى، دا هـ يكون فيه مشكلة، الحتة دى أنا ما قريتش فيها قبل كدا، فـ صعب تكون دى البداية، وأنا دايمًا أقول: الجهل مش إنك ما تعرفش، الجهل إنك ما تعرفش إنك ما تعرفش، يعنى تجهل حدود معرفتك ونشاطك الذهنى، لـ ذلك الحوار مع رانيا فى الكتب أمر لطيف جدًا.

حقيقى محظوظ إنى عرفت رانيا من الباب دا، ولو إنه معرفتها من باب الممثلة برضه هايل، بس الخصوصية حلوة برضه، حلوة صحيح.