الإعلامية ميرفت القفاص: عمار كان يحب الكشرى والبصارة ويعشق الأهلى
«حكتب جواب لحبيبى وأقوله، والله ما كان على بالى ده كله»، الجواب كتبه الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى، وأرسله بصوته المطرب محمد ثروت، وغلفته ألحان الموسيقار الراحل عمار الشريعى، الذى نحتفل بذكرى ميلاده اليوم، ومن أقدر على كتابة جواب للحبيب من الزوجة ورفيقة العُمر وشريكة المشوار، الذى طالما شهد كواليس وأسرار حكايات عن عمار الزوج والأب، ترويها الإعلامية ميرفت القفاص لـ«حرف».
■ كيف يمكن وصف عمار الشريعى الزوج لا الموسيقار؟
- عمار الشريعى كان إنسانًا يبحث عن الجمال دائمًا، سواء فى عمله واختيار ألحانه وموسيقاه، أو الكلمات التى يقوم بتلحينها، أو من خلال تعاملاته فى حياته اليومية مع الأشخاص، سواء على مستوى عمله، أو على مستوى حياته الخاصة.
«عمار» دائمًا ما كان يهتم بأدق التفاصيل، وكان يتمتع بجمال الروح والأخلاق، ومن تابع حلقات برنامجه الشهير «غواص فى بحر النغم» سيستنبط منه كيف كان الراحل يبحث عن الإيجابيات فى تحليله لاختيارات وأعمال من سبقوه فى المهنة، يبحث فيها عن الجمال أولًا، «عمار» كان شخصاً جميلًا.
■ مسيرة الشريعى لا تخلو من الكواليس والإبداعات.. من وجهة نظرك لماذا لم يتم إعداد عمل درامى يتناول سيرة الراحل حتى الآن؟
- الفكرة ليست فى متى يتم إعداد عمل درامى يتناول سيرة موسيقار عملاق بحجم الراحل عمار الشريعى، لكن الفكرة هُنا من وجهة نظرى فى الكيف، فما العائد أو الاستفادة من إعداد عمل لا يليق بحجم وقيمة عمار الشريعى؟ لذلك أخشى على سيرة وحياة عمار من خروج سيرته للنور فى عمل لا تتوافر فيه عناصر ومقومات النجاح، لذلك يجب دراسة الأمر جيدًا فى البداية، فكم من أعمال السيرة الذاتية التى تم إعدادها عن فنانين كبار ولم تكُن لتليق بحجم إبداعهم ومشوارهم وإنجازهم الفنى.
■ ما مقومات النجاح التى يحتاجها إعداد عمل يليق بقيمة عمار الشريعى؟
- عناصر النجاح مختلفة من أبطال وسيناريو وفنانين وإخراج، على سبيل المثال مسلسل «أم كلثوم»، الذى تناول السيرة الذاتية لكوكب الشرق اعتمد فى نجاحه على مقومات وعناصر كانت سببًا رئيسيًا فى نجاحه، كان عمار الشريعى أحد هذه الأسباب، حيث قام بإعداد الموسيقى التصويرية للمسلسل، علاوة على وجود مخرجة كبيرة بحجم إنعام محمد على، والكاتب والسيناريست المُبدع محفوظ عبدالرحمن، كل هذه العناصر اجتمعت معًا ليخرج للنور عمل مكتمل ثرى المعنى والشكل والمضمون يليق بقيمة ومقدار كوكب الشرق أم كلثوم، والتى عشقها الملايين فى العالم العربى وليس مصر وحدها.
■ ألحان الموسيقار الكبير كانت بمثابة الإبداع.. هل كانت له طقوس معينة لإعدادها؟
- «عمار» كان لديه استديو صغير داخل المنزل لإعداد الألحان وتسجيلها، بعض الألحان كان يبدأ دندنتها على العود أو الأورج الخاص به فى وقت قصير قبل أن تخرج للنور وتصبح جاهزة، بينما بعض الألحان الأخرى كانت تحتاج أيامًا وأسابيع، وربما شهورًا يمُر فيها بإرهاق شديد قبل أن تُصبح تلك الأعمال جاهزة.
■ هل كان هُناك مطرب محدد قريب من قلب وأذنى عمار الشريعى ويحرص على سماعه؟
- عمار كان عاشقًا لصوت الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب، وكذلك العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ.
■ وماذا عن الجيل الجديد من المطربين؟
- كان يحب جميع الأصوات التى لحن لها وعمل معها، سواء فى تترات المسلسلات أو الأغانى الفردية، مثل: على الحجار، محمد الحلو، مدحت صالح، أنغام، آمال ماهر، وكثيرون من نجوم ونجمات الجيل الحالى.
■ نعود مرة أخرى لعمار الشريعى الإنسان والزوج.. ماذا عن طباعه فى المنزل؟
- عمار كان شخصًا ودودًا وهادئ الطباع للغاية، لا أتذكر أنه كانت له طلبات مُلحة أو صعبة، بل على العكس كان زوجًا متعاونًا لأبعد الحدود ولا تعرف حياته مكانًا للعصبية أو الغضب.
■ ما الشىء الذى كان من شأنه أن يُثير غضبه؟
- الظلم، كان يكره الظلم فى الحياة ولا يقبل أن يظلمه أحد، وعلى الرغم من جمال طباعه وهدوئه وأدبه الجم ودماثة أخلاقه، إلا أنه كان لا يتنازل عن حقه نهائيًا أو يترك أحدًا ظلمه، بل يُثابر حتى يحصل على حقه ممن ظلمه.
■ يقول المثل الشعبى «قلب الراجل معدته».. هل كان عمار الشريعى يحب أنواع أكلات معينة؟
- «عمار» كان إنسانًا نباتيًا لا يأكل اللحوم بأنواعها على الإطلاق، وكان يعشق الكشرى والبصارة، وتحتل تلك الأكلات المكان الأقرب فى قلبه.
■ وماذا عن هواياته وعلاقته بكرة القدم؟
- أهلاوى، وأهلاوى جدًا وكان شديد الحرص على متابعة كل مبارايات نادى الأهلى، سواء فى المنزل وحده أو برفقة أصدقائه، كان متابعًا جيدًا جدًا لنادى الأهلى، ويعشق كرة القدم بشكل عام وحريص على متابعة المباريات.
■ فى نهاية حوارنا احتفاءً بذكرى ميلاد عملاق الموسيقى عمار الشريعى.. ما الرسالة التى تود رفيقة الُعمر أن توجهها لشريكها؟
- «عمار» لسه معانا، معانا بألحانه وموسيقاه وأعماله الخالدة، لم يفارقنا يومًا، وأدعو الله أن يُسعده كما أسعدنا فى حياته.