الناقد التونسى خميس الخياطى.. مناهض الإخوان المسلمين الفنى يرحل فى هدوء
رحل عن عمر يناهز السابعة والسبعين، الناقد السينمائى التونسى، خميس الخياطى بعد رحلة إبداعية فى النقد السينمائى والثقافى بوجه عام، حيث صبغته سمة التنبيه من خطر التيارات المتأسلمة على حياة الشعوب العربية الثقافية، وبوجه خاص خطرهم على الهويات الوطنية لكل شعوب المنطقة، وفى القلب منها جماعة الإخوان المسلمين فى مصر، وحركة النهضة فى تونس.
«الخياطى» درس فى جامعة السربون، حيث حصل على درجة الدكتوراه عن سينما صلاح أبوسيف، ونال عضوية نقابة كتاب السينما فى فرنسا، واختير كعضو لجنة تحكيم «أسبوع النقاد» فى مهرجان كان السينمائى. كما خاض عدة مجالات إبداعية سواء فى كتابة النقد السينمائى، من خلال الإصدارات التى نشرها، أو الإذاعة والكتابة الصحفية، وحتى وصوله إلى سن التقاعد كان يعمل فى الإذاعة الفرنسية، كما عمل فى القناة الثالثة للتليفزيون الفرنسى.
ارتبط «الخياطى» بعلاقات صداقة قوية مع نجوم الفن المصرى خلال عقدى الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين، من بينهم تحية كاريوكا، محمد فوزى، يوسف شاهين، كمال الشيخ، المخرج توفيق صالح، سمير العصفورى، حسن الإمام، صلاح أبوسيف، سعاد حسنى، والناقد السينمائى المصرى ورئيس مهرجان القاهرة السينمائى يوسف شريف رزق الله، وأديب نوبل نجيب محفوظ.
أصدر عددًا من المؤلفات عن السينما المصرية ومسيرتها، من بينها كتابه عن صلاح أبوسيف والصادر عام ١٩٩٥، وكتاب عن السينما المصرية صدر عام ١٩٨٢. فضلًا عن مؤلفاته العديدة مثل، النقد السينمائى الصادر عن دار المعارف بالقاهرة، فلسطين والسينما، تسريب الرمل.. الخطاب السلفى فى الفضائيات العربية، الثقافة محنة لذيدة، مقالات فى السرد السينمائى العربى وغيرها.
وعبر حسابه الشخصى بموقع التواصل الاجتماعى الفيسبوك، داوم خميس خياطى على التحذير من خطر الجماعات الدينية على هويات الشعوب العربية الوطنية، خاصة جماعة الإخوان المسلمين فى مصر، وحركة النهضة إخوان تونس، بل وكشف تاريخهم الذى لا يعرفه الكثيرون، ومنه ما ذكره عن «تعيين جماعة الإخوان المسلمين أواخر سبعينيات القرن الماضى لـ (مصطفى الطحان) مسئولًا عن منطقة شمال إفريقيا، وراشد العنوشى ضابط اتصال لهم».
وكان قد انتقد رفع صور الرئيس المصرى المخلوع محمد مرسى فى البرلمان التونسى خلال عام ٢٠٢٠، بل وأعاد نشر مقال مواطنه التونسى، الكاتب الروائى والأكاديمى «شكرى المبخوت»، والمعنون بـ «ليلة خروج راشد الغنوشى من إسلام التونسيين»، أكثر من مرة، ودعا جميع أصدقائه لضرورة قراءة المقال أكثر من مرة، والذى يحذر فيه من خطورة حزب النهضة إخوان تونس بقيادة راشد الغنوشى على الشعب التونسى وثقافته وهويته الوطنية، وفيه ذهب إلى أن: «حزب النهضة لا ينتمى إلى البيئة التونسيّة وأنّه مسقط على التونسيّين ولا يمثّل تطوّرًا طبيعيًا معقولًا للفكر الدينى فى تونس بأسسه الزيتونيّة بالخصوص فإنّ المتسرّعين المتحمّسين المدافعين بغباء عن حركة النهضة يُتّهمون بالاستئصال الذى أصبح كذبة مفضوحة».
بل وهو ما أكده الناقد السينمائى اللبنانى مالك خورى فى نعيه لـ«خياطى»: «نعم، لم يكن يطيق الإخوان ولا انتهازيتهم ولا رجعيتهم وعدائهم للمرأة وللفنون وللحياة. وهو لم يكن يميل مع الرياح الأقوى فى اللحظات المناسبة، طمعًا بدعوة إلى نشاط أو إلى فنادق السبع نجوم فى دول سينما النوفو ريش فى الخليج وغيرها».