الخميس 21 نوفمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

خريف المجلات الثقافية.. لماذا لا تتجه وزارة الثقافة إلى الإصدارات الإلكترونية؟

حرف

قبل ثورة يوليو 1952 كانت المجلات الثقافية تلعب دورًا مهمًا فى المجال العام فى مصر، فعرفنا مجلات «الرسالة» لصاحبها أحمد حسن الزيات، و«الثقافة» لصاحبها أحمد أمين، و«الكاتب المصرى» التى أشرف عليها الدكتور طه حسين. 

بعد الثورة التى رأت أن الثقافة ضرورة من ضرورات الحياة صدرت عدة مجلات ثقافية كان من بينها «تراث الإنسانية»، وهى فصلية تعرض لأمهات الكتب، ومجلة «المجلة» الشهرية وتعنى بالأدب، و«الفكر المعاصر» التى يغلب عليها الطابع الفلسفى، و«الكتاب العربى» التى تقدم عروضًا نقدية لأهم الكتب الحديثة بالعربية، وظهرت كذلك مجلات «الفنون الشعبية» و«المسرح» و«السينما»، وعادت مجلة «الثقافة» فى ثوب جديد وبدعم حكومة. 

قام رموز اليسار المصرى بإدارة هذه المجلات جميعها، وهو ما كان سببًا فى صدام مع إدارة الرئيس السادات، ففى أعقاب حركة التصحيح فى مايو ١٩٧١ صدر قرار بإغلاق هذه المجلات دفعة واحدة لأسباب سياسية فى المقام الأول. 

كان لا بد أن تظهر مجلات ثقافية أخرى، فصدرت بالفعل مجلة «الجديد» فى فبراير ١٩٧٢. 

عندما نتأمل خريطة المجلات الثقافية الآن سنجد أن هناك ١٥ مجلة تصدر عن هيئة الكتاب وقصور الثقافة، وحسب الموقع الرسمى لوزارة الثقافة تصدر هيئة الكتاب مجلات: «عالم الكتاب»، «فصول»، «الفكر المعاصر»، «إبداع»، «فنون»، «الفنون الشعبية»، «علم النفس»، فضلًا عن مجلة «المسرح» .

ويصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة مجلات: «الثقافة الجديدة» والتى أعلنت الهيئة عن إتاحة أعدادها على موقعها الإلكترونى بصيغة الكتب الإلكترونية «pdf»، ومجلة «قطر الندى» للأطفال، فضلًا عن «مسرحنا» و«مصر المحروسة» إلكترونيًا، ومجلة «أبيض وأسود» التى توقفت مؤخرًا. 

والسؤال الآن هو: مع استمرار ارتفاع مسلتزمات الطباعة، هل تستطيع كل من الهيئة المصرية العامة للكتاب، والهيئة العامة لقصور الثقافة الحفاظ على صدور هذه المجلات بشكل مستمر، أم تنضم بعضها إلى الإصدارات الإلكترونية مثل «مسرحنا»؟ 

الشاعر مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، بالهيئة العامة لقصور الثقافة، والمسئول عن المجلات الثقافية بها، قال إن مجلة «الثقافة الجديدة» تطبع ١٠٠٠ نسخة فقط، أما مجلة «قطر الندى» الشهرية تطبع ١٠ آلاف نسخة، والباقى من المجلات يصدر فى نسخ رقمية. 

وبسؤاله حول ما إذا كانت أعداد النسخ المطبوعة لمجلات قصور الثقافة تتحرك بين ١٠٠٠ نسخة و١٠٠٠٠ نسخة بسبب الأوضاع الأقتصادية وتداعيات أزمة كورونا، أكد «شومان» فى حديثه لـ«حرف» أن ثبات معدلات طباعة النسخ الورقية من مجلات الهيئة قائم منذ سنوات. 

ويضيف شومان إلى ضرورة التفرقة بين الورقى والديجيتال؛ لأن الرقمى ومحتواه يخضع لفكرة التفاعل على عكس الورقى، ولكى يحدث ذلك لا بد من استطلاع آراء جميع الفاعلين فى صناعة المجلات الثقافية بالهيئة العامة لقصور الثقافة على نحو خاص.

واختتم «شومان» حديثه بالتأكيد على مراعاة صدور نسخ ورقية محدودة من الإصدارات الثقافية الورقية بالوزارة سواء مجلات أو كتبًا، باعتبار أن التحول لإصدارات رقمية من المجلات قد يحمل فى طياته معضلة تتمثل فى أن الذاكرة الرقمية المعلقة فى الأثير قد تنهار لسبب من الأسباب، ولذلك لا بد من التوازن بين الورقى والديجيتال فى إصدار المجلات الثقافية.