الخميس 30 يناير 2025
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

المرشح لـ«البوكر».. بيرسيفال إيفرت: علىّ الكتابة وعلى القارئ المعنى

بيرسيفال إيفرت
بيرسيفال إيفرت

- أنا روائى فقط لا أحاول إيصال رسائل فلسفية أو غير فلسفية عبر ما أكتب

حملت قائمة المرشحين لجائزة «البوكر» العالمية لهذا العام، التى فازت بها سامانثا هارفى، قبل أيام، اسم الروائى الأمريكى بيرسيفال إيفرت، أستاذ الأدب الإنجليزى بجامعة كاليفورنيا، الذى كان من أقوى المرشحين الستة فى القائمة القصيرة، عن روايته «جيمس».

كرس «إيفرت» أدبه لمحاربة العنصرية والتمييز العرقى بأسلوب متفرد، وهو ما ظهر جليًا فى رواياته السابقة، من بينها «الأشجار» و«المحو»، وصولًا إلى «جيمس»، الرواية التى تنافست على جائزة «البوكر» هذا العام، وفازت بجائزة الكتاب الوطنية الأمريكية، قبل شهور.

فى حوار خاص مع «حرف»، تحدث «إيفرت» عن رواية «جيمس»، وكيف يمكن توظيف الكتابة كوسيلة لمواجهة العنصرية، ودور الأدب فى زمن الانقسام، وغيرها من التفاصيل الأخرى فى السطور التالية.

■ قرأت فى العديد من المراجعات عن روايتك «جيمس» أنها إعادة صياغة لرواية مارك توين «مغامرات هاكلبرى فين».. ما مدى صحة ذلك؟ 

- تتناول رواية «جيمس» قصة فى زمن الرق بأمريكا، عن العبد «جيم»، الذى يعرف أن مالكه سيبيعه، وبالتالى سيفصله عن زوجته وابنه للأبد، لذا يقرر الهروب والاختباء فى جزيرة قريبة. هذه القصة يرويها رجل أسود بالغ، وليس مراهقًا أبيض، وبالتالى فإن العالم المقدم يختلف بالضرورة، حتى عند تغطية نفس الأحداث.

■ اللغة من أهم مميزات هذه الرواية وأغلب أعمالك. وهناك ما يشبه اللغتين تحدث بهما بطل الرواية، لغة عندما يكون مع البيض، وأخرى عندما يكون وسط أهله، لماذا لجأ إلى ذلك؟

- إنه شىء نفعله نحن البشر أجمعين. فدائمًا ما يجد المضطهدون والمسجونون والمستعبدون طريقة للتواصل فيمن بينهم، لا تسمح بتدخل أعدائهم أو فهم ما يقولونه، وتعتبر وسيلتهم لإيجاد طرق للتحرك بأمان عبر عالم الظالمين الخطير.

■ هل البراعة فى تنويع اللغة خلال العمل الواحد نابع من كونك أستاذًا للأدب الإنجليزى.. أم أن على الكاتب عمومًا امتلاك هذه المهارة؟

- بالتأكيد سوف أجيب نفس إجابة السؤال السابق، التنوع اللغوى شىء يفعله البشر جميعًا، وأنا من ضمنهم، كإنسان وأستاذ لغة وكاتب. 

■ وصلت «جيمس» إلى القائمة القصيرة لجائزة «البوكر» هذا العام.. وهى تتحدث عن الحرية والاستعباد، بعد كل هذه العقود.. لماذا لا يزال السود يُكافحون لنيل الحرية؟

- أظن أن تعريف مفهوم الحرية نفسه لا يزال قيد التشكيل والبلورة. لكن ما أؤمن به أن ما يريده الإنسان فى هذا العالم هو الحياة والعدل.

■ ما الرسائل الفلسفية أو الاجتماعية التى تحاول إيصالها من خلال أحداث الرواية؟

- أنا روائى. أكتب الروايات ولا أحاول إيصال رسائل فلسفية أو غير فلسفية عبر ما أكتب. فقط أكتب الروايات. أسرد القصة وكل قارئ يتلقى ويدرك المعانى حسب هواه، علىّ الكتابة وعلى القارئ المعنى. 

■ فى روايتك «الأشجار»، التى ترشحت أيضًا لجائزة «البوكر»، تناولت موضوع العنصرية.. هل تُعرف القارئ عليها بصورة أقرب؟

- «الأشجار» تتناول تاريخ ممارسة بشاعة الإعدام خارج نطاق القانون فى الولايات المتحدة الأمريكية. لم تقتصر الرواية على تناول الشق التاريخى للإعدامات غير القانونية بشكل عام فحسب، لكنها عرّفت كيف توسعت هذه الممارسات لتشمل قتل أفراد الشرطة المواطنين الملونين. 

■ ما دلالة استخدام عنوان الرواية «الأشجار»؟.. هل يعكس رمزية أو مضمونًا معينًا؟

- الرمزية فى رواية «الأشجار» مثل أى رواية، فقد جاءت الرمزية فيها مستمدة من القراءة وتراكمات الكتابة لوقت طويل. 

■ كيف يعكس العنف فى الرواية العنف التاريخى الذى مر به الأمريكيون من أصول إفريقية؟

- إن العنف الموصوف فى الرواية عنف حادث على أرض الواقع، بنفس القدر والكيف الموصوف فى الرواية التاريخية.

■ ما العلاقة بين الرواية و«العدالة العرقية» فى أمريكا المعاصرة؟

- ببساطة، لا يزال العنف ضد المواطنين والأشخاص الملونين فى أمريكا المعاصرة مستمرًا. 

■ هل يمكن أن يكون للرواية تأثير على فهم القارئ العلاقات العرقية فى أمريكا؟

- هذا سؤال لا استطيع الإجابة عنه.

■ فى روايتك «المحو» تتحدث عن الرحلة الشاقة لكاتب أسود يرغب فى نشر كتابه.. ورفض دور النشر هذا الكتاب رغم جودته.. هل تعرضت أنت شخصيًا لمثل هذا الرفض لنفس السبب العنصرى؟

- فى الحقيقة لا أستطيع معرفة هذا بشكل حاسم، لكن ربما تحسنت سياسة النشر الآن. تحكى الرواية عن رحلة أستاذ أدب إنجليزى وروائى لنشر رواياته الفلسفية إلى حد كبير. لكنه يُصدم برفض دار النشر لسبب عنصرى، حتى إن الناشر يقول له: روايتك ليست سوداء بالدرجة الكافية»! 

■ بعد هذا الكم من الكتابات عن مناهضة العنصرية ضد السود فى أمريكا.. هل سيأتى اليوم الذى ستزول فيه هذه اللعنة؟ وما السبيل لفعل ذلك؟

- بالتأكيد أتمنى أن يأتى هذا اليوم الذى تتغير فيه هذه الحال، وتزول العنصرية. 

■ أخيرًا.. هل ستترجم أيًا من أعمالك إلى اللغة العربية؟

- نعم، هناك خطة لترجمة رواية «الأشجار»، مع دار نشر «الأثر»، على أن تصدر قريبًا.