البوكريون.. المرشحون لـ«القائمة الطويلة»: الجائزة تساهم فى زيادة مقروئية الرواية
وصلت 4 روايات مصرية إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر» لعام 2025، التى تم الإعلان عنها بالأمس، بداية من «المشعلجى» لأيمن رجب طاهر، الصادرة عن دار «كيان» للنشر والتوزيع، و«الرواية المسروقة» لحسن كمال، الصادرة عن «ديوان» للنشر، إلى جانب «صلاة القلق» لمحمد سمير ندا، الصادرة عن «مسكيليانى» للنشر، و«أحلام سعيدة» لأحمد الملوانى، عن دار «كتوبيا» للنشر والتوزيع.
أعرب المرشحون عن سعادتهم الكبيرة بدخول القائمة الطويلة لـ«البوكر»، فى ظل القيمة الكبيرة التى تحملها هذه الجائزة، وما تتيحه من انتشار واسع للأعمال المرشحة، ليس فى مصر فحسب، بل على مستوى الوطن العربى ككل، كاشفين فى الوقت ذاته عن تفاصيل رواياتهم، وما تدور حوله من أحداث.
الرواية المسروقة.. «ديوان»: الرواية تستحق.. ومؤلفها كاتب كبير
أصدرت دار «ديوان» للنشر بيانًا عن وصول رواية «الرواية المسروقة»، من تأليف حسن كمال، إلى القائمة الطويلة لجائزة «البوكر»، مؤكدة أن الرواية لاقت تقدير الجمهور منذ خروجها من المطبعة وحتى الآن.
وذكرت «ديوان» فى البيان: «نحن سعداء جدًا بوصول أولى رواياتنا التى طُبعت عن (ديوان) للنشر إلى القائمة الطويلة لجائزة مهمة مثل البوكر، وسعداء أكثر أن هذا حدث فى الرواية الأولى التى راهنا عليها جميعًا، وبالكاتب الذى راهنا عليه أيضًا».
وأضافت: «حقيقى أن حسن كمال روائى كبير، وله سجل طويل فى الكتابة يقترب من ١٠ أعوام، ويقدم فى القصة القصيرة والرواية أعمالًا مهمة جدًا، لكن رهاننا عليه كان عظيمًا، وأوفى بكل ما راهنا عليه فيه، والحقيقة أن العمل لاقى تقدير الجمهور منذ خروجه من المطبعة وحتى الآن».
وواصلت: «سعدنا بهذا الترشيح على وجه الخصوص، لأن جائزة البوكر تتميز بضوء إعلامى كبير مُسلَط عليها، ونقاد يهتمون باختياراتها وقوائمها على قدم المساواة مع القراء، فهى جائزة جماهيرية، وفكرتها تعزز مقروئية الكتاب، ليس على المستوى المحلى بل العربى أيضًا».
وأكدت أن «الرواية المسروقة» لحسن كمال سيزيد توزيعها بالتأكيد، خاصة أنها كانت من أهم الروايات وأكثرها مبيعًا فى معرضى الشارقة والكويت، ومن قبلهما معرض أبوظبى.
وتفتتح رواية «الرواية المسروقة» بـالبطلة «سلمى»، التى تقترب الآن من عامها الأربعين، تنظر لسنوات عمرها الماضية فى غضب، فقد حدث فيها أحداث خارجة عن يدها، لكنها أثرت عليها وأوصلتها لحالة من التفكير فيما يجب أن تصنع بسنواتها المقبلة.
من هنا تبدأ الحكاية مع «ريما»، صديقتها الخيالية التى لازمتها فى سنوات الطفولة، كانت تحكى لها كل شىء، وتنصت هى لها فى المقابل، على العكس من الجميع. لكن المشكلة والمفاجأة أن «ريما» كانت طفلة حقيقية، عاشت قبلهم فى ذات البناية وماتت وهى صغيرة.
تكبر البطلة وتتكون لديها قناعة بأن «ريما» ليست شبحًا للفتاة التى ماتت لو صحت القصة، بل تجسيد لما يدور فى قلبها وعقلها على هيئة كائن شبه بشرى يعيش بجوارها، تستعين به من آنٍ لآخر حتى تفعل ما تريد.
ثم تظهر «نانسى»، الطبيبة النفسية التى تلجأ إليها «سلمى» وتحكى لها عما مرت به فى حياتها السابقة، فتشجعها «نانسى» على كتابة مذكراتها، ومن خلال الكتابة تشعر بأن الوقت المتبقى من حياتها يستحق أن تفعل فيه ما لم تفعله من قبل.
تكتب «سلمى» عن طفولتها، عن تغيير اسمها بعدما أطلق عليها والدها اسم «حلمى» لأنه كان يريدها ولدًا، عن دور مدرستها «لبنى زيتون»، التى تصدت لوالدها فى شجاعة لتغيير اسمها.
لكن أكثر حادثة أثرت على «سلمى» فى حياتها كانت تحرش «سيد البواب» بها داخل المصعد، وهى بعد صغيرة لا تفهم ما يفعله بها، ولم تخبر والدَيها خشية ألا يصدقاها.
أما حبها الأول «سامح» فقد انتهت علاقتها به فى أسرع ما يكون، فخرجت من هذه العلاقة بالتعرف إلى «مالك»، الداعية الدينى الذى سيكون له شأن كبير فى حياتها.
المشعلجى.. أيمن رجب طاهر: عن مصر من عرابى إلى ثورة 19
أعرب الروائى أيمن رجب طاهر عن سعادته بوصول روايته «المشعلجى» إلى القائمة الطويلة لجائزة «البوكر»، مشيرًا إلى أن الرواية ترصد تحولات اجتماعية خطيرة فى مصر، وتسلط الضوء على مزيج من فنون موازية لثورة ١٩١٩، قدمها فنانون كبار مثل سيد درويش ونجيب الريحانى ومنيرة المهدية ويونس القاضى، إلى جانب المقاومة الشعبية التى لم يستطع الإنجليز كبحها.
وقال «طاهر» إن الرواية الصادرة عن دار «كيان» للنشر والتوزيع تتضمن العديد من الخطوط، بداية من نضال أحمد عرابى ضد الاحتلال الإنجليزى، مرورًا بأحداث عظام مثل حفر قناة السويس، وحفل افتتاحها الأسطورى، وحفلات زفاف أنجال الخديو إسماعيل، وما أعقب ذلك من أزمات حتى عزل الخديو نفسه وتولى ابنه محمد توفيق، وصولًا إلى ثورة ١٩١٩.
وأضاف أن الرواية تعبر عن ذلك كله من خلال شخصية «فيض الله»، وهو أحد جنود فرقة أحمد عرابى، والذى يتم تسريحه مع العديد من أعضاء فرق الجيش، فيمتهن مهنة «المشعلجى»، وهو المسئول عن إضاءة أعمدة الإضاءة بالنار فى زمن ما قبل الكهرباء، وينظر إليه أطفال الحوارى على أنه «عفريت الليل أبو ٧ رجلين».
وواصل: «بعد ثورة عرابى، يواصل (فيض الله) وابنه (تقاوى) إضاءة الشوارع والحوارى والأزقة الداخلية، وتمر الأيام تحصد بمنجلها الأعمار، فيمتد العمر به ويعيش هو ورفيق كفاحه (معروف السقا)، إلى جانب حفيدته (منيفة)، ليشهدوا وكل ربع المشعلجية وأقاليم مصر، ثورة ١٩١٩ بكل ما فيها من تفاصيل قد لا يعرف الكثيرون شيئًا عنها، مثل ثورة أسيوط بقيادة البكباشى محمد كامل، والقبض عليه وإعدامه رميًا بالرصاص».
وأكمل: «البوكر جائزة رائعة، وأفخر بشدة بالوصول إلى قائمتها الطويلة، واعتبر أن ترشحى هذا، إلى جانب رفاق الدرب من المبدعين المصريين والعرب، بمجموعة الأعمال الرائعة المرشحة، دليل على نزاهة الجائزة، فالشكر لكل أعضاء لجنة التحكيم، ولكل أسرة دار (كيان)، فى ظل ثقتهم الغالية وتقديمهم الرواية لنيل الجائزة».
واختتم الروائى أيمن رجب طاهر بقوله: «البوكر من أنجح الجوائز الثقافية العربية، وتسهم فى تقدم كل جديد من الأعمال الروائية، وتدفع بها إلى القراء، سواء على مستوى الوطن أو الوطن العربى ككل، بما يحيط الأعمال الجيدة بالشهرة التى تستحقها».
صلاة القلق.. محمد سمير ندا: الرواية بدأت بقصيدة
رأى محمد سمير ندا، الذى وصل إلى القائمة الطويلة لـ«البوكر» برواية «صلاة القلق»، أن أهمية هذا الترشح تكمن فى تعريف القراء بالنصوص والكُتّاب المُرشَحين، ومن ثم اتساع رقعة مقروئية هذه النصوص.
وقال «ندا»: «اتساع مقروئية النص أهم الآمال التى يتمنى الكاتب تحققها. أما الوصول إلى القائمة القصيرة أو الفوز بالجائزة فى النهاية، فهو أمل تدريجى، يتمناه كل من يمارس الكتابة، خاصة ممن لا يستطيعون التفرغ لها لالتزامهم بوظائف تمثل مصدر رزقهم الأساسى».
وأضاف: «بالنسبة لى، جاءت مفاجأة الترشح كتكريم متأخر لاسم أبى، أعرف أنه لم يعد هنا، ولم يقرأ هذا النص، لكننى أثق أنه يبتسم الآن فى مكان ما، سعيد لأننى أحاول استكمال مسيرته التى عرقلتها ظروف كثيرة، وحتى هذا اللحظة، أتأكد دوريًّا من وجود اسمه فى موقع الجائزة».
وفيما يتعلق برواية «صلاة القلق»، قال محمد سمير ندا: «هى رواية بدأت بقصيدة. يبدو هذا أشبه بالهزل، لكنه حقيقى، كتبت قصيدة بالعامية المصرية، ومن خلالها تبلورت واختمرت فكرة النص حتى بات رواية».
وأضاف أن «صلاة القلق» رواية تنبش التاريخ لتتوقف عند أسباب القلق الذى تحياه أمة العرب منذ عقود، وتتناول ضمن قصصها المتداخلة فكرة اختطاف العقول، أو السيطرة على الوعى الجمعى لفئة من الناس، قد تكون قرية أو مدينة أو وطنًا بأكمله.
وواصل: «الفضل فى ظهور هذا النص للنور هو ناشرى العزيز شوقى لعنيزى، الوحيد الذى آمن بنص رفضته الدور المصرية والعربية كلها، وقبل ذلك أشعر بامتنان عظيم للأصدقاء الذى قرأوا مسودات النص، فأعانونى كثيرًا بملاحظاتهم: فايز غازى وريما بالى ونادية بادينينى وأمانى أبو صبح وعبد الوهاب الحمادى وهشام الخشن وأحمد القرملاوى، وغيرهم».
وأكمل: «أخيرًا، فإن أفضل ما أفرزه خبر الترشح للجائزة، هو كم المشاعر النبيلة والصادقة التى انهالت علىّ من مئات الأصدقاء، بطريقة أدهشتنى وأخجلتنى، وأعادت لى ثقتى بأن هذا العالم ليس سيئًا بالقدر الذى تصوّرته دائمًا، وأمنيتى هى أن أواصل الكتابة، وأن أتفرغ لها ذات يوم، وإن كنت أدرك أن التفرغ حلم بعيد المنال».
أحلام سعيدة.. أحمد الملوانى: متوقف عن الكتابة منذ عامين ونصف العام
أكد الروائى أحمد الملوانى أن وصوله إلى القائمة الطويلة لـ«البوكر»، من خلال رواية «أحلام سعيدة»، الصادرة عن دار «كتوبيا»، كان حلمًا بالنسبة له، مضيفًا: «ربما حتى المشاركة فى الجائزة من الأساس هى حلم، لأن قرار المشاركة دائمًا يكون فى يد الناشر وليس الكاتب، وأحيانًا تكون للناشر حساباته الخاصة فى اختيار الأعمال التى تمثله فى الجائزة».
وواصل «الملوانى»: «لذا، منذ بداية قرار النشر، كان هناك توافق بينى وبين دار (كتوبيا) على مشاركة رواية (أحلام سعيدة) فى جائزة (البوكر)، وأنا سعيد بأننى لم أخذلهم، وعلى المستوى الشخصى، سعيد جدًا بدخول القائمة الطويلة، وأشعر بأنه مكافأة من الله على سنوات من الاجتهاد والتعب».
وأكمل: «لا أفكر فى أى حسابات أخرى غير الكتابة والإخلاص لما أحبه، وأرجو أن يكون هذا الترشح دافعًا لى للعودة إلى الكتابة الروائية مرة أخرى، فأنا لأسباب خاصة متوقف عن الكتابة الأدبية منذ أكثر من عامين ونصف العام، تحديدًا منذ انتهيت من كتابة رواية (أحلام سعيدة)، التى كانت تجربة مرهقة بالنسبة لى». وتابع: «يرجع هذا الإرهاق إلى الشحنة العاطفية الكبيرة الموضوعة فى الرواية، بالتزامن مع ظروفى الشخصية وقت كتابتها والمتمثلة فى مرض والدى ثم وفاته، لذا أهديه هذا الترشيح، كما أهديته الرواية نفسها». وأفاد بأن «أحلام سعيدة» رواية تصنف ضمن نوعية «الدستوبيا»، من خلال حكاية عن بلد ما وضع قانونًا صارمًا لجعل نصف الشعب ينام والنصف الآخر يستيقظ، مع التبادل بين النصفين، وبطل الرواية هو شخص جعلته القرعة يستيقظ فى موعد مخالف لموعد استيقاظ زوجته، فيحارب لكى يصحح هذا الوضع.
وأضاف: «لكن الأزمة الأكبر أن البطل، خلال محاولته إصلاح الوضع، يلاحظ تباعدًا بينه وبين زوجته، التى أصبحت تهمل كتابة الرسائل له كما اعتادا، وهو ما يجعله يتساءل إن كانت قررت أن تتخلى عنه، قبل أن يكتشف مفاجأة عنها تقلب الأحداث وتقوده للمزيد من التحديات».