أميرة بهى الدين: أعمالى تكتب نفسها وأعيد صياغتها حتى 5 مرات
- وثّقت استشهاد «منسى» فى 150 صفحة وأنا أبكى بشكل لا يمكن تخيله
- أبكى وأضحك مع شخصيات رواياتى أعيش معهم ويعيشون معى
استغرقت 10 سنوات كاملة لكتابة روايتها الأولى، تلك التى استقتها من مفارقة غريبة، وهى أن حدثين مهمين فى تاريخ مصر وقعا فى العيد ووقفته، الأول هو زيارة الرئيس الراحل محمد أنور السادات إلى القدس، والثانى اغتياله على يد الإرهاب.
وفى رواية أخرى، حملت عنوان «برديات مدن الياسمين»، اختارت أن يكون البطل هو الشهيد أحمد منسى، إلى جانب ذلك الصقر الشهير الذى كان يحمله معه هناك فى أرض الفيروز، حيث كان يحارب الإرهاب، مشيرة إلى نظرية مثيرة مفادها أن هذا الصقر هو «الإله حورس».
إنها الروائية والإعلامية والمحامية أميرة بهى الدين، التى تقتح قلبها لـ«حرف» فى الحوار التالى، متحدثة عن تفاصيل هذه الأعمال، وطبيعة العلاقة بين عملها كمحامية تتعامل مع قضايا واقعية، وكاتبة تتخذ من الخيال مهنة.
■ كيف بدأتِ رحلتك مع الكتابة من خلال رواية «العيد»؟
- فكرة الكتابة تأتى من حالة مُلحّة تريد الخروج، عالم يفرض نفسه عليك، ترى آدميين يخترقونك ويحكون معك وأنت تحكى معهم. تجد مُنتَجًا يريد الخروج للناس من خلالك وعبر أسلوبك وطريقتك. لم أفكر لماذا أكتب، لكن الأمر بدأ معى منذ الصغر، وقتها كنت أكتب، لكن لم أكن أعرف أنه أدب، وكنت أيضًا أقرأ كثيرًا فى كل شىء.
■ استغرقتِ ١٠ سنوات كاملة لكتابة رواية «العيد».. لماذا كل هذه الفترة؟
- نعم، هذا وقت كبير، لكنها كانت البداية. حينها كانت هناك فكرة تلحّ على عقلى، انتبهت من خلالها إلى وقوع حدثين مهمين فى تاريخ مصر بالتزامن مع العيد. الأول كان عام ١٩٧٧، حين زار الرئيس السادات القدس، والثانى فى أكتوبر عام ١٩٨١، تاريخ وفاة الرئيس «السادات»، فى وقفة العيد. هذه المفارقة هى ما صنعت الرواية.
حين بدأت الكتابة فى الرواية كان لدى اعتقاد بأنها ستكون جزءًا واحدًا، تبدأ فى ١٩٧٧ وتنتهى ١٩٨١. لكن بعد الكتابة قررت أن يكون هناك جزء ثانٍ، قبل أن تتغير رؤيتى تمامًا بشأنها وأقصرها على جزء واحد، كتبته فى الفترة من ١٩٨٦ إلى ١٩٩٦.
■ هل واجهتِ أى صعوبات فى كتابة روايتك الأولى؟
- الحقيقة أن هذه الرواية انهكتنى، خاصة أنها تدور فى ٥ أيام فقط، وداخل مكان واحد، حيث اُحتجزت ٣٠ شخصية للاحتفال بالعيد، ويمتازون بوجود اختلافات أيديولوجية لديهم تنعكس على تعامل كل منهم مع هذه اللحظة التاريخية، وذلك فى حيز زمنى ضيق للغاية هو ٥ أيام، كما سبق أن ذكرت.
كانت قصة صعبة، وعلمتنى كيف أجد الأساس الحقيقى للإبداع. حين تحدثت عن نوفمبر ١٩٧٧ «زيارة القدس»، اطّلعت على «مانشيتات» الجرائد وبرامج التليفزيون آنذاك، إلى جانب الأغانى التى كانت تُذاع فى الراديو، وحتى الأطعمة والملبس وغيرها من مفردات الحياة اليومية، فضلًا عن الذهاب إلى دار الكتب والوثائق لمعرفة ما كان يُكتب فى هذه الفترة.
■ بعد رواية «العيد» توقفتِ عن الكتابة ١١ سنة كاملة.. لماذا؟
- هذه خطيئة كبرى سببها إحباط كبير كان لدىّ، خطيئة أدركت ثمنها حينما رجعت إلى الكتابة فلم يتذكر أحد ما كتبته، بجانب ظهور أسماء عديدة. وحين عدت إلى الكتابة اكتشفت أن لدىّ مخزونًا كان أشبه بانفجار بركان، لذا كنت وقتها أكتب كل يوم لساعات متواصلة، بركان ثار وانفجر على خطيئتى فى حق الكتابة. كنت قد كبرت ولدىّ من الجرأة لكتابة ما أريد، لذا قررت ممارسة جموحى كما أحب فى الكتابة.
■ ننتقل إلى «برديات مدن الياسمين».. هل قصدتِ أن تعبّر بشكل كبير عن الهوية؟
- لم أكن أعلم أنها ستخرج بهذا الشكل، وهى العمل الأضخم فى مسيرتى. ولك أن تعلم أن رواياتى القصيرة التى انتهيت منها نشرتها كأفكار من قبل، ثم أعدت صياغتها من جديد، وحين قرأتها وجدت فيها إرهاصات «عالم البرديات»، من دون أن أدرك.
كتبتُ «البرديات» لمدة ٣٦٥ يومًا، بواقع ١٥ ساعة يوميًا بلا توقف. أتذكر تواريخها جيدًا، فالعقيد أحمد منسى اُستشهد فى ٧ يوليو ٢٠١٧، وأنا بدأت الكتابة فى اليوم التالى مباشرة، وانتهيت منها فى ٨ يوليو ٢٠١٨.
حين اُستشهد «منسى» برزت له صورة مع الصقر، كان يكلمه، وكلاهما ينظر إلى الآخر، رأيت أن هناك تواصلًا بصريًا بينهما، فقلت فى نفسى: لماذا لا يكون «منسى» يُحدّث «حورس»؟ لم أره صقرًا عاديًا، بل رأيته «الإله حورس».
فكرت كيف اجتمع الاثنان، وأحضرت ورقة وكتبت «منسى وحورس فى رفح»، وبحثت على الشبكة العنكبوتية، فوجدت إجابات لها علاقة بهذه الفكرة، من بينها أن طريق «حورس» الحربى يبدأ من «ثارو»، وهو الاسم الفرعونى لمدينة «القنطرة»، وينتهى فى «رافيا»، وهو الاسم القديم لمدينة «رفح».
وجدت أن طريق «حورس» يخترق سيناء، وهو الطريق الذى دخل منه كل الغزاة إلى مصر، قبل أن يخرجوا منه مهزومين. هو الطريق الذى طارد فيه جيش مصر كل الغزاة، من بوابة مصر الشرقية فى «رافيا»، التى صارت «رفح». هنا تأكدت فكرتى فى أن «حورس» ذهب إلى «منسى» فى «رفح» لكى يتأكد أن بوابة مصر الشرقية مؤمّنة ضد الغزاة الجدد، لأبدأ بعدها فى كتابة الرواية.
■ إذن «زين المنسى» فى هذه الرواية هو الشهيد أحمد منسى؟
- نعم، «زين المنسى» هو الشهيد أحمد منسى، بطل «مدن الياسمين»، وهى أسوان والشرقية والسويس والقاهرة والإسكندرية، ٥ مدن للياسمين. وحين تحدث «منسى» مع «حورس» فى الرواية كان ذلك لسابق معرفة، فجدته من أسوان، وتحديدًا إدفو عند معبد «حورس»، والمعبد عليه الكثير من الكتابات الهيروغليفية، منها جملة تخص الرواية، أى أن «زين المنسى» اسمه كان محفورًا على الجدران منذ الأزل.
من خلال التنقيب فى تاريخ مصر اكتشفت أننا صُناع التوثيق، وثقنا كل شىء بكل الطرق، حفرنا على المعابد، كتبنا على البرديات، وتركنا ما كتبناه للأحفاد. لذا كتبت فى مقدمة «البرديات»: «هذه بردياتى أتركها للمستقبل». وأؤمن بأنه سيأتى رجل يحب مصر ذات يوم ويبحث وينقب فيجدها كما وجدنا ما تركه أجدادنا. وأعتقد أن ما تناقله بطلا الرواية: «زين المنسى» و«وش السعد» من برديات هو عملية توثيق فى حد ذاتها.
■ ماذا عن رواية «سوناتا عزيزة»؟
- عالم مختلف تمامًا. أنا انتهيت من «البرديات» فى يوليو ٢٠١٨، وبدأت فى كتابة «سوناتا عزيزة» عام ٢٠٢٠. ورغم اعتقادى أنه من المفترض الانتهاء من عمل والبدء فى الآخر فورًا، أحب الانقطاع تمامًا عن القراءة والتليفزيون بعد الانتهاء من الرواية. أحتاج إلى فترة أشحن فيها روحى بما يحدث. لذا بعد يوليو ٢٠١٨ ظللت عامين فى صمت، حتى خفت أن يكون مشروعى الروائى انتهى، وأصابنى الفزع، قبل أن أبدأ فى «سوناتا عزيزة».
حُسن طالعى فى الحياة أتاح لى التفاعل مع طبقات مختلفة من المجتمع، ليست طبقات اجتماعية بل شرائح، عوالم مختلفة تفاعلت معها بقوة نظرًا لظروف حياتى. فقد نشأت فى الريف والقرية ورأيت كل التفاصيل، وجدتى كانت سيدة مصرية تخبز وتعجن، إرث عظيم.
ثم أتاحت لى ظروف حياتى الاندماج مع الأحياء الشعبية الأصيلة بكل تنوعاتها وتفاصيلها وطقوسها، ثم حياتى وحياة أهلى والمحاماة والمحاكم. أنا تماهيت مع عوالم كثيرة، وسافرت كثيرًا، إلى الداخل والخارج.
قلت فى برنامج لى موجهة كلامى للمصريين: لماذا تسافرون إلى الخارج ولا تسافرون للداخل؟ المصريون لا يعرفون ما فى سيوة والأقصر، لا يعرفون إقامة الأجانب فى تلك المناطق وولعهم بها. المصريون لا يعرفون مصر ولا قيمتها، لا يعرفون لماذا تُحَارب والكل يطمع فيها.. كل من يمشى على الكوكب يريد غزو مصر!
«سوناتا عزيزة» جاءت بعالم غريب تمامًا، وبدأت بمشهد غريب، مشهد لسيدة كبيرة فى السن، فى الستين تحديدًا، جالسة فى بيت ريفى، داخل صالة كبيرة، تلبس «روب» لونه أحمر نبيتى، ولديها جديلتان بلون أبيض، وتعزف موسيقى «شوبان»، كانت لقطة غريبة.
والحقيقة لم أكن أعرف «شوبان»، ولا أحب الموسيقى الكلاسيكية، أحب الطبلة والدربكة والمزمار والصاجات والدفوف، أحب فرقة رضا وعلى إسماعيل والريس متقال. وحين تُعزف موسيقى «شوبان» فى قرية ريفية لا بد أن يلتفت نظرى إلى هذه السيدة، والتى كان اسمها «عزيزة هانم»، وكانت عزيزة بالفعل.
لفت نظرى أن البيت الريفى قرر تسمية ابنته «عزيزة هانم»، فأصبحت هناك بطلتان: «عزيزة» العازفة، و«عزيزة» ابنة الخولى، فأتت من هنا «سوناتا عزيزة». وللعلم، ذاكرت «شوبان» لمدة ٤ أشهر، قرأت كل ما كُتب عنه، وسمعت غالبية ما عزف، وانتقيت منه ما أردت، وعلى ضوء هذا العزف كتبت الرواية.
■ هل تعيشين مع شخوصك وتتفاعلين معهم؟ وإذا كان ذلك يحدث، كيف تتخلصين منهم قبل البدء فى رواية جديدة؟
- حدثت هذا الحالة فى «البرديات»، كانت أول مرة أكتب وأضحك وأبكى بشدة. أنا أحب شخوصى، أعيش معهم ويعيشون معى. و«البرديات» حين كتبتها لأول مرة كانت ١٨٥٠ صفحة، وحين أعدت كتابتها أصبحت ٣٠٠٠ صفحة، لذا كنت أُفرّغ فى جداول لمنح الشخوص حقها، ومن لم يأخذ حقه فى الظهور على الصفحات، كان يأتى إلىّ ويكلمنى ويعاتبنى.
«البرديات» تحكى عن مصر منذ ١٩٤٧ وحتى ما بعد ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، واستشهاد العقيد أحمد منسى. فيها توثيق لثورة يونيو. لذا مع استشهاد «زين المنسى» كنت أبكى بشكل لا تتخيله، أبكى على شخصيتى، وأبكى على الشخصية الحقيقية التى تعكسها الشخصية الروائية، كلاهما واحد لدى.
ولك أن تعرف أن آخر ١٥٠ صفحة فى الرواية كلها تدور عن تلك اللحظة التى انطلقت فيها رصاصة القاتل باتجاه «منسى». أحكى كثيرًا عن لحظة انطلاق الرصاصة حتى وصولها إلى جسد الشهيد. وكل الفصول تبدأ بـ«يا زينة الرجال يا زين»، مع محاولة التعرف عما كان يدور فى ذهن المقاتل الشهيد «منسى» فى هذه اللحظات.
وبعد انتهائى من الرواية كانت شخوصى تأتينى، والحقيقة كانت لهم رؤية فى كل شىء، لأنهم عاشوا كل شىء، حضروا افتتاح قناة السويس. وحين أفتح التليفزيون وأرى الرئيس السيسى، أجد شخوصى يتقافزون حولى. وحين قُرِئت الرواية أخبرنى الجميع بما شهده احتفال انتصار أكتوبر من إطلاق صقر شاهين فى الفضاء، كلهم قالوا إن هذا «وش السعد»، بطلى فى «مدن البرديات»، والتى تتضمن توثيقًا لمعظم شهداء مصر، من حرب أكتوبر وأبطال «رأس العش» حتى أبطال معارك الإرهاب الأخيرة.
■ هل استفدتِ من المحاماة فى أعمالك الإبداعية؟
- حينما أجلس فى المحكمة ألمح العديد من التفاصيل الصغيرة جدًا. ألمح انحناءة الحاجب فى دخوله غرفة المداولة، وخروجه منها مفرود الظهر، انحناءة الهيبة للقضاة. ألحظه حين يضع القلم فى جيب قميصه، والقطع الصغير فى قميصه، وكيف يضع سيجارته فى ركن يعرفه على إفريز الباب من الأعلى لتأمين وضعية السيجارة، ثم يمسكها بين إصبعين عند خروجه.
ألحظ حين تحدث معركة بين السيدات بأشكالهن المختلفة، فتجد أن إحداهن ترفع قدمها وتطوح حذاءها فى الهواء، ثم تمسكه فى توافق عظيم ومدهش، وكيف تحاول إحداهن خلع غطاء الرأس للأخرى لكسر عينها، فظهور شعر سيدة فى مثل هذه المعارك انتصار للأخرى!
كلها ملاحظات مهمة تجعلنى أفكر إلى أى محافظة وقُطر فى مصر ينتمين.
الكل يتصور أن المحامية أفادت الكاتبة كثيرًا، لكننى أرى أن الكاتبة أفادت المحامية بشكل كبير، لأننى حين أكتب المذكرة القانونية، مثلًا، أفكر فى الدراما التى ستؤثر فى القاضى، وفقًا لمواد القانون بالطبع.
كذلك حين أترافع أفكر فى المدخل الدرامى المؤثر فى المحكمة. وأنا أستمع إلى الموكل يحكى لى أستطيع أن أغوص فى دواخله، وأعرف إن كان يكذب أم لا، وأعرف الثغرات التى ستفيدنى فى عملى.
■ هل معنى ذلك أنك ككاتبة لم تستفيدى من القضايا المطروحة أمامك فى المحاكم؟
- لا، أنا وضعت على نفسى عهدًا بألا أكتب عن قضايا حقيقية، لن أفعل هذا، وأعتبره خطأ مهنيًا. صاحب المشكلة سيعرف نفسه، وهذه خيانة له. لكن يمكننى ككاتبة أن أستفيد من عملى فى المحاماة من خلال إدراك هذا العالم بصفة عامة، عالم المحاكم والقضايا. حين تدخل سيدة ترتدى الذهب وتضع الكحل على سبيل المثال، يمكننى الاستفادة من هذه الحالة فى كتابتى، دون أن تعنينى حكايتها القانونية.
وأريد الإشارة هنا إلى أننى وجدت أمرًا محيرًا فى غالبية كتبى التى خرجت بين عامى ٢٠١١ و٢٠١٢، وجدت أننى كنت أكتب كتابة غريبة جدًا، لأننى وقتها كنت جزءًا من الحدث السياسى العام، وتأثرت بذلك فى الكتابة.
وحين نظرت إلى ما كتبته فى هذه الفترة ودرسته بعناية وجدت أن معظم ما كُتب عن مصر فى «عهد الفوضى» كان يتسم بهذه الغرابة، وجدتنى أفزع من ذلك وأتساءل: ألهذه الدرجة كانت مشاعرنا موحشة؟ البلد آنذاك كان «بيتقطع»، فخرجت الكتابة وقتها شبيهة بهذه الحقبة، خاصة فيما يتعلق بضياع الأمان وتغير مفهومه. هكذا هى الكتابة، الكاتب لن ينفصل عن عالمه، سيكتب عن الأجواء السائدة، وستخرج كتابته بشكل موحش إذا كان عالمه موحشًا. الكتابة مرآة لما نعيشه بشكل أو بآخر.
■ هل تخططين للرواية قبل الكتابة.. وهل تعتقدين أن الأعمال الأدبية تكتب نفسها؟
- نعم، هذه جملة عظيمة جدًا، الكتابة تكتب نفسها. وأى عمل لى أكتبه أكثر من مرة، فى الأولى أتعرف عليه بشكل عام، ثم أعود وأكتب مرة أخرى فتظهر شخصيات وأحداث جديدة، وحين أصل للكتابة الرابعة أو الخامسة يكون العمل انتهى.
وهناك مشاهد أكتبها ثم أحذفها عندما ينتهى العمل. وأحيانًا تنتهى من الكتابة، ثم تجد نفسك تستحدث مشهدًا جديدًا، وتكتشف أن له إرهاصات.. إنه جنون الكتابة. الكتابة بها تمرد وجموح وكسر للمألوف، وبها تكتشف رؤيتك للعالم بشكل آخر ومختلف.