الخميس 13 مارس 2025
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

صدمات يهــودى عــــربى.. المؤرخ آفى شلايم: إسرائيل أول مُعادِية للسامية فى التاريخ

آفي شلايم
آفي شلايم

- إسرائيل أخطر مكان على اليهود اليوم.. ووراء كرههم فى العالم كله 

- بريطانيا سرقت فلسطين من الفلسطينيين وأعطتها إلى الصهاينة

- العرب كانوا 90% من سكان فلسطين ويملكون 98% من أراضيها وقت «وعد بلفور»

- الحركة الصهيونية كانت تنظر إلى «اليهود العرب» بازدراء وما زالت

فى برنامجها لـ«البودكاست»، استضافت الصحفية البريطانية، آش ساركار، المؤرخ البارز آفى شلايم، وهو مؤرخ بريطانى إسرائيلى من أصل عراقى، ويعتبر أحد أهم الأصوات النقدية فى دراسة تاريخ الشرق الأوسط، ويتمتع بقدرة على إعادة قراءة السرديات التاريخية، ويدعو إلى إعادة التفكير فى دور إسرائيل بالمنطقة.

وفى مذكراته التى حملت عنوان «العوالم الثلاثة.. مذكرات يهودى عربى»، الصادرة عن دار نشر «تكوين»، روى «شلايم» رحلة اقتلاعه القسرى من وطنه الأول العراق، ليجد نفسه فى مجتمع تُهيمن عليه العنصرية، فى ظل تصدر الثقافة الأوروبية، والنظر إلى «يهود الشرق» بازدراء.

وطرح المؤرخ اليهودى، فى مذكراته سالفة الذكر، نقدًا لاذعًا لـ«الصهيونية» باعتبارها مشروعًا أوروبيًا استبعد اليهود العرب فى بداياته، ثم جلبهم لاحقًا للحاجة إلى رأسمال بشرى، وسط مخاوف عنصرية من أن يكونوا عبئًا ثقافيًا وصحيًا، كاشفًا عن كيف دفع اليهود العراقيون والعرب عمومًا أثمانًا فادحة، إذ لم يقتصر الأمر على فقدان الوطن، بل امتد إلى إعادة تشكيل هويتهم قسرًا داخل مجتمع جديد لا يعترف بهم.

فى السطور التالية، تترجم «حرف» الحوار الذى أجرته الصحفية البريطانية مع آفى شلايم، فى ظل الأهمية الكبيرة التى تحملها تجربة هذا الرجل.

■ بشكل عام.. كيف تصف تجربة وثقافة اليهود العرب الذين عاشوا فى الشرق الأوسط قبل ١٩٤٨؟ 

- قبل قيام إسرائيل عام ١٩٤٨، عاش عدد كبير من اليهود فى العالم العربى، حوالى ٨٠٠ ألف يهودى. كانوا موزعين فى دول، مثل لبنان وسوريا ومصر والعراق، فى العراق، حيث أنتمى، عاش حوالى ١٣٥ ألف يهودى قبل تأسيس إسرائيل، ثم هاجر معظمهم إلى إسرائيل مضطرين.

يهود العراق هم الأقدم، يعود تاريخهم إلى ما يقرب من ٢٥٠٠ سنة، كانوا الأكثر ازدهارًا ونجاحًا، والأفضل اندماجًا فى المجتمع المحلى، ثم حدث ما غيّر الشرق الأوسط كليًا بعد ١٩٤٨، وصولًا إلى الانقسام الحاد بين إسرائيل والعرب فى الوقت الحالى. قبل ١٩٤٨، لم يكن التعايش بين المسلمين واليهود حلمًا بعيدًا، بل حقيقة يومية معيشة. 

كتابى «العوالم الثلاثة: مذكرات يهودى عربى» راج فى العالم العربى، لأن الأجيال الجديدة من العرب ممن ولدوا بعد ١٩٤٨، لم يكن لديهم أى فكرة كم كان الشرق الأوسط مختلفًا، حيث عاش اليهود والعرب سويًا، تشاركوا الطعام والموسيقى والحياة اليومية، حتى نشأة الصهيونية وتأسيس الدولة اليهودية، التى كانت نقطة انقسام واستقطاب جذرية فى المنطقة. 

■ ما الذى حافظ على تلاحم العرب واليهود قبل ٤٨؟ 

- اليهود العرب، مثلى وعائلتى، أعتبروا أنفسهم عربًا قبل كل شىء. كانت اللغة العربية هى الرابط الأهم الذى جمع الناس. لم نتحدث سوى اللغة العربية. ثقافتنا وطعامنا كان عربيًا، لم يكن أبدًا أوروبيًا. باختصار كنا عربًا عراقيين ديانتهم اليهودية، كالعراقيين المسلمين والمسيحيين، هذا ما وحدنا. القواسم المشتركة بيننا وبين العرب أكثر منها مع يهود أوروبا الشرقية. 

■ ما الفرق بين اليهود العرب واليهود الأوروبيين الشرقيين؟

- فى أوروبا، أُعتبِر اليهود هم «الآخر»، الذى يُنظر إليه بريبة، وظهر ما يسمى «المشكلة اليهودية»، خاصة فى ألمانيا، وامتلك هتلر «الحل النهائى» لهذه المشكلة. على العكس من العراق، الذى لم يكن به «مشكلة يهودية»، فالعراق متعدد الطوائف، يضم مسيحيين وكلدانيين وآشوريين وإيزيديين، إضافة إلى اليهود. اليهود فى العراق كانوا أقلية من بين العديد من الأقليات، لم يُعاملوا أفضل أو أسوأ من باقى الأقليات. كذلك لم يعش اليهود فى أحياء مغلقة «جيتوهات»، بل عاشوا وسط المجتمع.

«معاداة السامية» هى «مرض أوروبى»، نشأ فى أوروبا وانتقل منها إلى الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الأولى، والدليل هو عدم وجود أى أدبيات معادية للسامية مكتوبة بالعربية. فى العالم العربى، كنا كيهود نُعامل كمواطنين محليين. أما فى أوروبا، فقد كان اليهود يُعتبرون طبقة منفصلة ومثيرة للمشاكل. استغرق الأمر فى أوروبا وقتًا طويلًا جدًا ليُعامل اليهود كمواطنين متساوين.

■ متى بدأ يتغير وضع اليهود العرب؟

من الصعب تحديد تاريخ معين، لكن التغير حدث تدريجيًا، فبعد الحرب العالمية الأولى، دعمت بريطانيا الحركة الصهيونية، وبدأت العلاقة بين اليهود العرب وجيرانهم المسلمين تتغير تدريجيًا. نقطة التحول الرئيسية حدثت عام ١٩١٧ مع «إعلان وعد بلفور»، وتعهد بريطانيا بدعم إنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين.

«إعلان بلفور» كان وثيقة استعمارية بامتياز، تجاهلت كليًا حقوق السكان المحليين. وفى ذلك الوقت، كان العرب يشكلون ٩٠٪ من سكان فلسطين، بينما كان اليهود يمثلون ١٠٪ فقط، ويمتلكون ٢٪ من الأراضى. ما فعلته بريطانيا يمكن تلخيصه بجملة واحدة: «بريطانيا سرقت فلسطين من الفلسطينيين وأعطتها للصهاينة».

لهذا السبب بدأت تتزايد مشاعر الاستياء من الحركة الصهيونية، ليس فقط فى فلسطين، حيث كان العرب يهجّرون لصالح المشروع الصهيونى، لكن فى جميع أنحاء العالم العربى.

وبالتأكيد ضمن عوامل هذا التغيير أيضًا، هو قيام دولة اسرائيل ١٩٤٨، والحرب العربية الإسرائيلية الأولى، ووقتها حدث التطهير العرقى الأول، وطردت إسرائيل حوالى ٣٤ مليون عربى، بات أكثر من نصفهم لاجئين. 

■ هل بدأت الحكومة تنظر إليكم على أنكم «إسرائيليون تعيشون فى العراق»؟

- نعم صحيح. أحد أقربائى ويدعى «موشيه» كان كاتبًا، انتقل إلى إسرائيل، وهناك كتب ١٠ كُتب، جميعها باللغة العربية، أحدها بعنوان «الخروج من العراق»، وكان مما كتبه فيها: «غادرنا العراق كيهود ووصلنا إلى إسرائيل كعراقيين».

إسرائيل غيّرت كل شىء. الحركة الصهيونية أعطت اليهود بُعدًا إقليميًا لأول مرة منذ ٢٠٠٠ عام، بإنشائها دولة يهودية فى فلسطين. استغل هذا كل من يُعادى اليهود، مثل حزب الاستقلال اليمينى فى العراق، والذى قال أتباعه: «أنتم لا تنتمون لهذا البلد، لستم منا، لمَ لا تنتقلون إلى فلسطين وتنضمون لإخوانكم؟». لقد تغيّر الموقف بالكامل تجاه اليهود، وتغيرت النظرة للمجتمع اليهودى فى العراق، من كونه دعامة بناءة للمجتمع العراقى إلى «طابور خامس».

■ كيف فهم يهود الشتات «النكبة».. خاصة فى العالم العربي؟

- عام ١٩٤٨ كان وقتًا عصيبًا للغاية بالنسبة ليهود الشتات وفى العالم العربى، فبغض النظر عن مشاعرهم تجاه الصهيونية، أُعتبروا متورطين فيما يحدث فى فلسطين، رغم أن الصهيونية حركة قام بها يهود أوروبيون لصالح يهود أوروبا، ولم تكن مغرية أبدًا بالنسبة لليهود العرب.

قادة الحركة الصهيونية لم يظهروا أى اهتمام بيهود البلدان العربية، بل كانوا ينظرون إليهم بازدراء، واعتبروهم «بدائيين». لكن هذا الموقف تغير مع «الهولوكوست»، عندها فقط بدأ قادة الصهيونية بالبحث عن اليهود فى العالم أجمع والعالم العربى.

هذا غيّر موقف الصهيونية تجاه اليهود العرب، الذين لم يكن لديهم أى اهتمام بإسرائيل، لكنهم باتوا يشعرون بعدم الأمان، وانتهى المطاف بالكثير منهم فى إسرائيل. كانت والدتى دائمًا تتحدث بحنين عن أصدقائنا المسلمين الرائعين فى بغداد. ذات يوم، سألتها: «هل لدينا أى أصدقاء صهاينة؟»، نظرت إلىّ باستغراب، وقالت: «لا، الصهيونية موضوع أشكنازى لاعلاقة لنا به».

■ كتب جابوتنسكى أحد الصهاينة الأوائل: «نحن اليهود لا نملك شيئًا مشتركًا مع ما يُسمى الشرق، ونشكر الله على ذلك».. ماذا يعنى هذا لليهود العرب؟

- هذا التصور أثّر على اليهود العرب فى إسرائيل بشكل كبير. «جابوتنسكى» كتب مقالة بعنوان: «الجدار الحديدى: نحن والعرب»، عام ١٩٢٣، كان على قسمين، تحليل المشكلة وحلها. المشكلة هى أن الصهاينة أرادوا إقامة دولة يهودية فى فلسطين، والحل هو إقامة جدار من القوة العسكرية الإسرائيلية، يليه التفاوض بين الطرفين. أما اليوم، لا يفهم «نتنياهو» واليمين سوى جزء القوة العسكرية لإخضاع العرب.

هناك نقطة مهمة، «جابوتنسكى» وكل الصهاينة الأوائل مثل هيرتزل، لم يرغبوا فى دمج اليهود مع العرب، بل أرادوهم كدولة يهودية، ليست أكثر من بؤرة استعمارية غربية.

قال «جابوتنسكى» أيضًا إن اليهود سيمثلون «الخط الدفاعى للغرب ضد بربرية الشرق»، وهذا يوضح كيف ركزت الصهيونية على دعم القوى العظمى الغربية، مثل الإمبراطورية البريطانية ثم الأمريكية. 

■ هل كان هناك تيار سياسى إسرائيلى يسعى للتكامل مع الجيران العرب؟

- نعم، كان هناك تيار سياسى يسعى لذلك، لكن ماذا سيفعل هذا التيار مع الصهاينة الطامحين فى أرض فلسطين؟ ظهر تيار معتدل ينادى بعيش الفلسطينيين فى دولة مستقلة، مثل رئيس الجامعة العبرية، يهوذا ماجنيس، والفيلسوف مارتن بوبر، اللذين كانا من بين القادة الذين دعموا فكرة «دولة ثنائية القومية» تجمع بين اليهود والعرب. لكن هذا التيار بأكمله اُستبعد بعد ١٩٤٨، لتعتمد إسرائيل بشكل كامل على القوة العسكرية لحل النزاع.

■ المشروع الصهيونى يبدو «أشكنازيًا» بامتياز.. كيف يجمع هذا المشروع بين استغلال اليهود العرب وتهميشهم؟

- هذا صحيح، لكن الناحية الايجابية هى أن اليهود العرب أو أحفادهم باتوا فخورين بتراثهم وفلكلورهم وثقافتهم العربية. أحفاد اليهود العرب، لأن جميع الإسرائيليين المولودين منذ ١٩٤٨ ليسوا يهودًا عربًا بالكامل. أنا أعتبر يهوديًا عربيًا لأننى عشت فى بغداد قبل تأسيس إسرائيل. لكن، «المِزراحيم»، أحفاد اليهود العرب، يشكلون أكثر من نصف سكان إسرائيل. مع ذلك، فإن معظم النخب السياسية والعسكرية والثقافية غالبًا «أشكناز». ولا تزال النخب هناك تنظر لـ«المِزراحيم» بازدراء.

■ هل إسرائيل جعلت الشتات اليهودى أقل أمانًا؟

- نعم، هذا رأيى وهو الواقع. إذا نظرتِ حولك، ستجدين إسرائيل اليوم هى المكان الأقل أمانًا لليهود فى العالم. فمنذ بداية الحرب على غزة هجّر حوالى ٣٠٠ ألف إسرائيلى، لأن البلد لم يعد آمنًا. إسرائيل فى حرب على جبهتين، غزة فى الجنوب، و«حزب الله» فى الشمال. لذا، لا شك أن اليهود فى إسرائيل اليوم أقل أمانًا من أى مكان آخر فى العالم. إسرائيل هى من تولد معاداة السامية، وهى المسئولة عن تصاعد العداء تجاه اليهود فى العالم، ونرى ذلك بوضوح شديد فى بريطانيا اليوم. 

■ فى كتابك «العوالم الثلاثة» تشير إلى دور «الموساد» فى مغادرة اليهود العراق بين ١٩٤٨ و١٩٥٠.. ما أدلتك على ذلك؟ 

- فى ١٩٥٠، عاش ١٣٥ ألف يهودى فى العراق، وبنهاية ١٩٥٢، لم يتبق سوى ١٠ آلاف، حدث هذا فى عامين فقط. فى ١٩٥٠، أصدر البرلمان العراقى قانونًا ينص على إمكانية مغادرة اليهود العراق، بشرط التسجيل قبلها بعام، والحصول على تأشيرة مغادرة فقط. لكن لم يسجل أغلب اليهود للمغادرة. وفى العام التالى، انفجرت ٥ قنابل فى أماكن لليهود فى بغداد، ما أحدث حالة ذعر وساهم فى تسريع الهجرة إلى إسرائيل.

هناك شائعات تشير إلى أن «الموساد» هو المتورط فى التفجيرات. منذ صغرى وأنا مشغول بهذه المسألة، فبدأت البحث، ووجدت دليلين يشيران لوجود علاقة بين «الموساد» والتفجيرات. أولهما، صديق لأمى، كان عضو شبكة صهيونية سرية فى بغداد، أخبرنى عن نشاطاتهم، مثل تزوير الوثائق ودفع الرشاوى، لكن الأهم أنه أخبرنى بأن أحد زملائه، المحامى يوسف بصرى، كان مسئولًا عن ٣ من التفجيرات الخمسة، بإشراف من ماكس بينيت، ظابط «الموساد»، بالإضافة إلى تقرير للشرطة العراقية، يتضمن تفاصيل التحقيق مع «بصرى» وزملائه، ذكر فيه نفس الكلام.

■ كيف تعامل اليهود الإسرائيليون مع تورط «الموساد» فى زرع الخوف بين يهود الدول الأخرى لتحفيز هجرتهم؟

- لم تكن هجرة اليهود إلى إسرائيل جيدة، خاصة مع تورط «الموساد» فى تفجيرات بغداد، التى أدت إلى تصاعد مشاعر العداء تجاه اليهود الذين اضطروا للهجرة إلى إسرائيل.

خرجوا فقراء، تركوا كل شىء خلفهم. وعند وصولهم المطار، رشوهم بمبيد الـ«DDT»، ما اعتبروه إهانة. وفى معسكرات الانتقال، التى كان يديرها يهود «أشكيناز»، عاملوهم بفوقية. لذا كانت تجربة اليهود العرب فى الهجرة كشجرة اُقتلعت من جذورها، كانت تجربة مؤلمة ومليئة بالخيانة.

■ ما شعور اليهودى عندما يشاهد لقطات من غزة ويسمع تصريحات لـ«نتنياهو وبايدن» يبرران فيها تلك الأفعال؟

- هذه حجة سخيفة، فـ«حماس» هاجمت إسرائيل فى 7 أكتوبر، لكن رد إسرائيل كان جنونيًا. بصفتى يهوديًا، أشعر بالخجل والغضب العميق مما تفعله إسرائيل. أنا لست يهوديًا متدينًا، لكننى فخور بإرثى اليهودى والعربى. القيم الأساسية الأربع لليهودية هى: الإيثار والحقيقة والعدالة والسلام. وحكومة إسرائيل اليوم هى عكس هذه القيم كليًا.

هناك خطة لتقليص عدد سكان غزة، لكن إسرائيل تجاوزت التطهير العرقى إلى ارتكاب الإبادة الجماعية؛ لذا أصبحت منبوذة دوليًا. أيضًا النظام الدولى، أمريكا وبريطانيا خاصة، تدعيان وقوفهما مع القانون والنظام الدولى، لكن نفاقهما أصبح مكشوفًا للجميع.

بريطانيا وأمريكا يستمران فى تزويد إسرائيل بالأسلحة والحصانة الدبلوماسية، وبسبب هذا الدعم، تستطيع إسرائيل الاستمرار فى الإبادة الجماعية. بعض الناس يترددون فى استخدام كلمة «الإبادة الجماعية»، لكننى لم أعد أتردد، والنقطة الحاسمة بالنسبة لى، هى أن إسرائيل منعت المساعدات الإنسانية من الوصول إلى شعب غزة الجائع، تستخدم إسرائيل المجاعة كسلاح حرب، وهذه هى الإبادة الجماعية.