تلاميذه ومريدوه يحيون ذكراه الثانية.. زين نصار شيخ الطرق الموسيقية (ملف)
قالوا فى الأمثال كل شيخ وله طريقة، ولكل طريقة مريدوها الذين اختطفوا طواعية خلف كرامات شيخهم وعمته الخضراء، ولأن الموسيقى أصل التيه والسلطنة، كان لا بد لها من شيخ، كرامته الانسجام وعمته الأوتار ومريدوه من صفوة السميعة، وشيخ الطرق الموسيقية فى مصر والعالم العربى هو «زين نصار» المؤرخ والناقد ومؤسس قسم النقد الموسيقى بالمعهد العالى للنقد الفنى، الذى تدين له أوتار الكمان الأربعة بالفضل فى ذيع صيتها، وتصون له أوتار العود الخمسة الجميل على إخلاصه لها. عشق البيانو وصاحب كبار المطربين، هوى أثير الراديو فتعلقت آذان السميعة بنبرات وطبقات صوته، حفظوه عن ظهر قلب أو قُل إن شئت عن ظهر حب، انتظروا برامجه بصحبة أصوات مصرية أصيلة لينقد ويفند، ممتطيًا جواده حاملًا سيفه دفاعًا عن المزيكا.
فى المعهد العالى للنقد الفنى ترك أبناء وتلاميذ يدعون له فى كل وقت وحين، لم ينسوه يومًا، فمنهم من أعد له زين نصار الشاى بنفسه عندما أتى ضيفًا عليه فى مكتبه، ومنهم من سانده زين نصار فى وجه اختبار جائر داخل لجنة امتحان، يكرم يومها المرء أو يُهان، ليهدأ من روعهم مطمئنًا وراشدًا. وبعد مرور عامين على وفاة زين نصار أبى مريدوه ومحبوه وأبناؤه أن تمر ذكرى شيخهم دون توثيق، ردًا للجميل حبًا وعشقًا، ومثلما حرص المحبون على رد الجميل حرصت «حرف» على أن تفتح صفحاتها لهم ليدونوا ويوثقوا مسيرة آخر الرجال الموسيقيين.