الخميس 19 سبتمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

رسالة الفنان.. أين ذهب كل هؤلاء العظماء؟

افتتاحية العدد الثلاثين
افتتاحية العدد الثلاثين

القصص يعرفها الجميع. 

لكن يبدو أننا فى حاجة إلى إعادة قراءتها وتأملها والتفكير فى دلالاتها من جديد. 

بعد أحداث العدوان الثلاثى على مصر استدعى الرئيس جمال عبدالناصر ملك الترسو الفنان فريد شوقى، وكلفه بإنتاج فيلم على وجه السرعة عن بطولات أبناء بورسعيد فى مواجهة جيوش ثلاث دول كانت تريد هدم مصر على رءوس أصحابها. 

كانت المهمة صعبة، لكن فريد شوقى لم يتردد لحظة، وفى ظروف صعبة جدًا بدأ التصوير، فقد كانت عمليات العدوان لا تزال قائمة، ذهب إلى بورسعيد ومعه فريق عمله بقيادة المخرج عزالدين ذوالفقار. 

عقب العدوان الثلاثى كلف عبدالناصر الفنان فريد شوقى بإنتاج فيلم عن بطولات أبناء بورسعيد

المخرج عزالدين ذوالفقار

لم يكن الفيلم نزهة عابرة، ولم تكن أجواء تصويره تناسب عمل الفنانين، كان أقرب إلى العمل الفدائى الذى يقوم بها فنانون. 

استمع إلى فريد شوقى وهو يقول عما جرى: ارتدينا ملابس الصيادين ووضعنا الكاميرا والمعدات الأخرى داخل مشنات السمك وغطيناها بقطع من القماش واجتزنا بحيرة المنزلة، وعندما وصلنا إلى نقطة التفتيش، جاء ضابط إنجليزى لتفتيش المركب والمشنات، وفى الوقت الذى شعر فيه الجميع بالخوف من اكتشاف حيلة الممثلين، تحدث أحدهم إلى الضابط لإلهائه وبالفعل مر الموقف على خير. 

كانت بورسعيد لا تزال تحت السيطرة الإنجليزية، وهو ما لم يَخشَه الفنانون الذين قرروا المشاركة فى الفيلم، صحيح أن الرئيس جمال عبدالناصر كان قد وجه وزير الحربية عبدالحكيم عامر بتوفير كل الدعم والتأمين لفريق العمل، لكن المخاطرة كانت قائمة، وهو ما لم يلتفت إليه الفنانون الذين قرروا إنجاز المهمة بأى ثمن، حتى لو كان هذا الثمن هو حياتهم. 

تكلف الفيلم وقتها ٣٧ ألف جنيه، لم يطلب منها فريد مليما واحدا من الدولة، بل أنفقها عن طيب خاطر دون أن ينظر إلى المكاسب التى يمكن أن يحققها من عرض الفيلم، ولم يلتفت إلى بعض الانتقادات التى تعرض لها بسبب إنجاز العمل على وجه السرعة، وزال كل التعب الذى لاقاه هو وفريق عمله أثناء التصوير عندما قرر الرئيس تكريمه. 

فى لحظة التكريم وبينما يصفق الجمهور لفريد شوقى استمع الرئيس عبدالناصر وهو يقول لمن يقفون بجواره: مش قلت لكم الناس بتحب فريد. 

فريد شوقى

فى لحظة حقيقية أدرك عبدالناصر أن للفن قدرة على التأثير، وللفنان رسالة مهمة يمكنه من خلالها أن يصل إلى جمهوره، وقد أراد من هذا الفيلم توثيق جرائم العدوان الثلاثى والتأكيد على بطولات أبناء بورسعيد، وهو ما استجاب له فريد شوقى الذى كان يعرف قدر نفسه جيدًا، ويعرف ما الذى يمكن أن يقدمه الفن لوطنه فى لحظاته الحاسمة. 

وبعد أن وقعت هزيمة يونيو ١٩٦٧ وكان عبدالرحمن الأبنودى قد خرج من السجن منذ شهور قليلة، وعانى خلال حبسه مع أحد التنظيمات الشيوعية قسوة السجن وألمه، إلا أنه لم يتردد عن المشاركة فى استنهاض الناس. 

يقول عن هذه اللحظة: كان خبر الهزيمة أسوأ خبر سمعته فى حياتى، أحسست بأننى فى حاجة إلى أن أكون وحدى، فتسللت عائدًا إلى البيت أحاول لملمة كيانى المبعثر، كان الخوف يتسلل إلى النفوس، الخوف من المستقبل وعليه، الخوف على كل هذه التجربة العظيمة رغم أخطائها، التى عانيت شخصيًا من قسوتها، الخوف على المدارس والمصانع، على السد العالى، على الحلم الكبير الذى لم يُتح لنا الوقت الكافى للاستمتاع به ولو باعتباره مجرد حلم». 

فى ٩ يونيو كان الأبنودى يستمع إلى الخطاب الذى أعلن فيه عبدالناصر تنحيه عن المسئولية فى بيت عبدالحليم حافظ، شارك الأبنودى ومن كانوا معه فى المظاهرات الحاشدة التى رفضت تنحى عبدالناصر، وسأله عبدالحليم: هل سنظل هكذا؟

كانت الإجابة هى أغنيته «موال النهار» وهى الأغنية التى كانت تعترف بالهزيمة لكنها ترفض الاستسلام فى الوقت نفسه.

بعد هزيمة 1967 شعرت أم كلثوم بأن عليها دورًا يجب أن تقوم به فنذرت صوتها لتقديم حفلات غنائية استمرت حتى 1972

صرخ الأبنودى: عدى النهار/ والمغربية جاية تتخفى ورا ضهر الشجر/ وعشان نتوه فى السكة شالت من ليالينا القمر/ وبلدنا ع الترعة بتغسل شعرها/ جانا نهار مقدرش يدفع مهرها/ يا هل ترى الليل الحزين/ أبوالنجوم الدبلانين/ أبوالغناوى المجروحين/ يقدر ينسيها الصباح/ أبوشمس بترش الحنين/ أبدًا.. بلدنا للنهار/ بتحب موال النهار/ لما يعدى فى الدروب/ ويهدى قدام كل دار. 

لحن بليغ حمدى وغنى عبدالحليم حافظ، واستمع الشعب المصرى، وانتبه عبدالناصر إلى الأغنية، يقول الأبنودى: تخوف البعض من رد فعل عبدالناصر على الأغنية، لكنه كان يتصل بنفسه بالمسئولين فى الإذاعة ليسأل عنها حين يتوقفون عن بثها. 

أم كلثوم

بعد الهزيمة شعرت أم كلثوم بأن عليها دورًا يجب أن تقوم بها، فنذرت صوتها لتقديم حفلات غنائية استمرت بين عامى ١٩٦٧ وحتى عام ١٩٧٢ من أجل المجهود الحربى، وعندما سئلت عما فعلته، أجابت فى حوار نشرته مجلة الهلال فى عدد أكتوبر ١٩٧١: أبيت أن أستسلم لليأس بعد النكسة، لم يكن أمامى إلا أحد أمرين: فإما أن ألتزم الصمت وأقبع فى ركن من الانهيار النفسى، وإما أن أمضى بسلاحى وهو صوتى، أبذل ما أستطيع من جهد من أجل المعركة، واخترت الأمر الثانى. 

وطبقًا للكتاب المميز «أم كلثوم وسنوات المجهود الحربى» لكريم جمال، فإن إذاعة الشرق الأوسط طلبت من أم كلثوم توجيه بعض النداءات الحماسية للجنود، وقد رحبت السيدة أم كلثوم بالفكرة وسجلت بصوتها ٧ نداءات كانت تبث على مدار اليوم، لم تكتف كوكب الشرق بذلك بل أرسلت إلى القيادة العسكرية خطابًا طلبت فيه السفر إلى الجبهة المصرية ومخاطبة الجنود فى أرض المعركة، إلا أن طلبها قوبل بالرفض نظرًا لخطورة الموقف. 

عبدالحليم حافظ

وعندما شق جنود الجيش المصرى جدار الصمت الكئيب بصرختهم الله أكبر فى حرب ١٩٧٣ كان الموسيقار العظيم بليغ حمدى نائمًا فى بيته، أيقظته زوجته الفنانة وردة وأخبرته بخبر العبور، فتوجه إلى الإذاعة مباشرة مصطحبًا عوده، لم يكن بليغ يعرف على وجه الدقة ما الذى يجب عليه أن يفعل، لكنه كان مقتنعًا أن هناك دورًا لا بد أن يقوم به، فإذا كان الجنود عبروا الهزيمة على الجبهة، فلا بد أن يعبر هو الآخر الهزيمة بموسيقاه. 

وقف بليغ على باب الإذاعة فوجد من يمنعه من الدخول، فهدد بأن يحرر لهم محضرًا فى قسم الشرطة، فسمحوا له بالدخول، قال لهم إنه يريد أن يغنى، فأخبروه بأنه لا توجد ميزانية، فقال لهم إنه سينتج الأغنيات على حسابه الخاص، لتخرج لنا أعظم أغانٍ وطنية فى تاريخنا الحديث. 

لم ينتظر بليغ حمدى توجيهًا من أحد، لم يجلس ليتفاوض على الأجر الذى سيحصل عليه، لم يطلب شيئًا لنفسه، كان يرى دوره ومهمته أمامه، ولا بد أن يقوم به، فاستمعنا بألحانه إلى ١٧ أغنية أنجزها فى أيام قليلة، منها «الله أكبر بسم الله» ومنها «على الربابة بأغنى» ومنها «عاش اللى قال للرجال». 

القاهرة صيف العام ١٩٨٨، الدولة تعانى من موجة إرهاب عاتية تأتى على الأخضر واليابس. 

الفنان الكبير عادل إمام يشارك فى حملة معارضة ضخمة للقانون «١٠٣» الذى كان يستهدف ديمقراطية العمل النقابى، بعد أن استطاع الكاتب الكبير سعدالدين وهبة تمرير مشروع قانون يضمن له الترشح لدورة ثالثة كنقيب، وكان وقتها رئيسًا للنقابات الفنية الثلاث. 

عادل إمام 

بعد يوم من أيام النضال النقابى، وبينما عادل إمام يجلس فى غرفته بمسرحه الذى يعرض عليه مسرحيته «الواد سيد الشغال»، أتته التغطيات السريعة التى أعدتها الصحف لحادث قرية «كودية الإسلام» بأسيوط. 

توقف عادل قليلًا عند مقال كتبه الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين فى زاويته «يوميات» بالصفحة الأخيرة من جريدة الأهرام، ليعرف منه أن مجموعة من الهواة كونوا فرقة مسرحية أطلقوا عليها اسم «شباب»، وبدأوا فى الدعوة لعرض مسرحى لأهالى القرية، لكن ما فعلوه لم يعجب أعضاء الجماعات الإسلامية الذين قاموا بتهديدهم، وهدم المسرح عليهم إذا ما ساروا فى طريقهم إلى عرض ما اعتبروه حرامًا. 

كان أحمد بهاء الدين غاضبًا فى مقاله رغم الهدوء الشديد الذى عرف به. 

طالب صراحة بحماية هؤلاء الفنانين الشباب حتى لو اقتضى الأمر نزول الدبابات لتمنع المتطرفين من الوصول إليهم فى مسرحهم. 

وجد عادل إمام نفسه فى لحظة فارقة؟ 

يقول عادل: شعرت بحالة من الخوف على مصر والغضب من أجل صورتها ومستقبلها، وظلت الغصة بداخلى عدة أيام، وأنا لا أعرف ماذا يمكن أن أفعل، لكننى تذكرت بداياتى الأولى فى المسرح، وقلت لنفسى هؤلاء الشباب على مسافة بعيدة جدًا عن العاصمة وأضوائها، ونحن هنا نتعارك على القانون «١٠٣» بينما هم يتحملون القتل والضرب بالجنازير دفاعًا عن الفن، وكان لا بد أن أفعل شيئًا، فقررت أن أذهب إلى أسيوط، وأواجه هذا الموقف مباشرة. 

الواد سيد الشغال

سأل عادل نفسه السؤال الذى أرقه وأقلقه: هل يكتفى بأن يواصل عرض مسرحيته «الواد سيد الشغال» التى كانت عروضها كاملة العدد كل ليلة، وكان يأتيها جمهوره من كل الدول العربية؟ أم أن عليه أن يقوم بشىء غير تقليدى يؤكد من خلاله أنه لا يعمل لنفسه بقدر ما يعمل من أجل الفن وتأكيد رسالته فى المجتمع؟ 

حاول أن يُجيب عن أسئلته ببساطة ودون فلسفة. 

قال: اعتبرت ما سأفعله دفاعًا عن نفسى وأسرتى ووطنى قبل الدفاع عن الفنانين الهواة، لقد ذهبت لأدافع عن نفسى، وعن الفن الذى أحبه، وتذكرت تاريخى وتاريخنا كله، وذهبت لأدافع عن صورتى أمام أولادى لكى يعرفوا جيدًا أن مهنتى ليست حرامًا فى حرام، ولكى يدركوا أننى أكسب أموالى من عمل شريف ومحترم وليس من حرام. 

قرر عادل أن يذهب بفرقته إلى أسيوط لعرض مسرحيته مجانا لمدة يومين للجماهير، أن يقف على نفس المسرح الذى كان سيعرض عليه هواة أسيوط مسرحيتهم، أن يقول لأعضاء الجماعات المتطرفة إن الفن يستطيع أن يواجه ويقاوم ويقف فى وجه خصومه على أرضهم. 

لكن كيف تحولت الفكرة النظرية إلى واقع وإجراءات؟ 

تحدث عادل إلى الكاتبة الصحفية عائشة صالح عبر حوار أجرته معه لمجلة المصور، وفيه أفصح عن رغبته فى السفر إلى أسيوط وعرض مسرحيته هناك، ليدعم هواة المسرح الذين حاصرهم الإرهابيون. 

التقط كلام عادل الكاتب الكبير مكرم محمد أحمد، الذى كان وقتها رئيس مجلس إدارة دار الهلال ورئيس تحرير مجلة المصور ونقيب الصحفيين. 

الزعيم 

تواصل مع عادل تليفونيًا. 

سأله: هل تفضل أن تدعوك جهة معينة؟ 

وأجاب عادل: جامعة أسيوط حتى تكون للزيارة واجهة ثقافية. 

تواصل مكرم مع رئيس الجامعة فتردد وتهرب، تحدث مع المحافظ الذى وافق على الفور. 

عاد مكرم لعادل مرة ثانية ليخبره بدعوة المحافظة، فرد عليه: ليس مهمًا من صاحب الدعوة.. أنا قررت أن أذهب وسأوافق على السفر حتى لو كانت الدعوة من بائع خضار. 

لقى قرار عادل إمام ترحيبًا هائلًا من الكتاب والمثقفين والجمهور الذى ينحاز إلى الفن فى مواجهة الأفكار التكفيرية والجماعات التخريبية، لكنه كان بالنسبة لأسرته وأعضاء فرقته وأصدقائه قرارًا انتحاريًا، فهو فى لحظة يمكن أن يفقد حياته برصاصة يجهزها له أحد الذين قرر أن يتحداهم ويعريهم ويكشف زيفهم، لكنه قال لكل الخائفين عليه: لا أحد يستطيع اغتيالى وأنا بين جمهورى.. جمهورى هو الذى سيحمينى. 

كان تقدير عادل إمام لمن ذهبوا معه من أعضاء فرقته كبيرًا، وكان تقديره لخوفهم أيضًا كبيرًا. 

سأل الفنان الكبير عمر الحريرى الذى كان يشاركه بطولة المسرحية: أنت خايف يا أستاذ عمر؟ 

فرد عليه بقوله: أنا مرعوب يا عادل.. ولكن سأسافر معك. 

فى القطار المتجه من أسيوط إلى القاهرة اصطحب عادل فرقته، بعد أن قامت وزارة الداخلية بتأمين الزيارة بشكل كبير، وخرج الأسايطة جميعًا لاستقبال النجم الذى ينتصر للفن. 

لم يقدم عادل فى رحلته إلى أسيوط عرضه المسرحى فقط، بل تحدث مع شعبها، وبشجاعة كبيرة أطلق صيحته: المسرح هو ضمير الأمة... وبلد بلا مسرح هو بلد بلا ضمير. 

وفى العام ١٩٩٣ كتب لينين الرملى سيناريو فيلم «الإرهابى» وكان اسمه فى البداية «فى بيتنا إرهابى» لكن تم التراجع عن الاسم حتى لا يتماس مع فيلم «فى بيتنا رجل»، اقتنع عادل بالفكرة التى كانت تقوم على تفكيك ظاهرة التطرف من خلال قصة شاب ينتمى لإحدى الجماعات المتطرفة، تتوافر له فرصة أن يعيش فى بيت طبيب بالمعادى بعد أن تصدمه بنت الطبيب بسيارتها وهو يعبر الشارع. 

ابطال فيلم بورسعيد

كان السؤال المحورى فى الفيلم هو: هل يمكن أن يتغير الإرهابى إذا ما وجد نفسه فى بيئة سوية لا مكان فيها لأفكار التطرف وتطلعات المتطرفين؟ 

يحكى عادل جانبًا مما جرى: بمجرد تسريب أخبار الفيلم فى الصحف قامت ضدى حملة تخويف، وصلت إلى بيتى، وكتبت إحدى الصحف المسائية أن زوجتى منعتنى من تصوير الفيلم فضحكت، لأن الخبر كان سطحيًا لكنه يمس الحقيقة بشكل ما. 

ما حدث فعلًا أن هالة الشلقانى اعترضت على اشتراك عادل فى الفيلم. 

قالت له: بلاش يا عادل. 

وكان دافعها إلى ذلك حرصها على حياته وحياتها وحياة أولادها. 

قالت له نصًا: بلاش عشان خاطر أولادنا.

بعد أيام من هذا الحوار الذى دار بين عادل وزوجته وفى ١٨ أغسطس ١٩٩٣ حدثت محاولة اغتيال وزير الداخلية حسن الألفى، فعادت هالة للتأكيد على عادل أن يرفض الفيلم تمامًا، وأعادت عليه كلمتها مرة أخرى: بلاش علشان خاطر أولادنا. 

حاول عادل أن يقنع هالة بوجهة نظره، لكنها تمسكت برأيها، لكن عندما حدثت محاولة اغتيال الدكتور عاطف صدقى رئيس الوزراء فى ٢٥ نوفمبر ١٩٩٣، واستشهدت فيها الطفلة شيماء أمام مدرستها، مدرسة المقريزى فى مصر الجديدة، ونشرت الصحف صورتها، وجد عادل زوجته تحدثه وهى تبكى، وتقول له: أرجوك يا عادل لازم تصور الفيلم ده وبسرعة. 

والغريب أنها قالت له: اعمل الفيلم ده عشان خاطر أولادنا يا عادل. 

ستسألنى بعد كل هذه الحكايات عما أريده؟ 

سأقول لك إننى أريد أن أقول إن للفنان رسالة مهمة بعيدًا عن البهلوانية والأرجزة والمكاسب المادية وأخبار النميمة وادعاءات البطولة المجانية. 

وإذا سألتنى: وما هذه الرسالة؟ 

سأقول لك: ليس عليك إلا قراءة هذه الحكايات من جديد لتعرف رسالة الفنان التى أقصدها، وستعرف العظماء الذين أدوها دون انتظار شىء أو خوف من شىء.. وساعتها ستسأل معى: أين ذهب كل هؤلاء العظماء؟.