شريف مصطفى: أكتب منذ الثامنة من عمرى.. وأطمح فى جائزة
- بدأت بكتابة الشعر والسيناريو ووجدت المتعة الخالصة فى الرواية
بدأ رحلته فى عالم الكتابة بالشعر، بعد أن أحب نغم الكلمات ومشاعرها الدافئة، ثم اتجه إلى كتابة «السيناريو» لأفلام روائية طويلة، على ضوء عشقه لفن السينما، قبل أن ينتقل إلى كتابة الروايات، وهو فى مطلع العشرينات من عمره.
وجد فى الرواية خير معبر، وعاش معها متعة الحكى وحرية السرد، والتفاصيل المترابطة، إلى جانب مساحة واسعة من الخيال والصفحات تضمن خلق عالم حى متكامل يحقق متعة أدبية صادقة خالصة، لينتج للمكتبة العربية العديد من الروايات، مثل «ميرا» و«الملاك العاصى» و«مطعم مشاعر» و«زواج البحر».
عن هذه الرحلة وتلك الأعمال، يدور حوار «حرف» التالى مع الروائى الشاب شريف مصطفى.
■ متى وكيف بدأت تجربتك مع الكتابة؟
- الكتابة هى شغفى، عرفتها وعرفتنى منذ صغرى، أكتب وأنا عمرى ٨ أعوام، بالطبع وقتها لم تكن كتابةً ناضجةً، لكنها كانت إشارةً لبدايات ورحلات مختلفة فى عالم الكتابة.
بدأت بكتابة الشعر، أحببت نغم الكلمات ومشاعرها الدافئة، ثم أحببت كتابة السيناريو لأفلام روائية طويلة، وجدت فيه عناصر وأدوات جديدة، خاصةً أنى أعشق فن السينما، إلى أن بدأت كتابة الروايات وأنا فى مطلع العشرينيات من عمرى.
■ تخرجت فى كلية الهندسة.. هل هناك صلة بين مجالى الهندسة والكتابة فى رأيك؟
- تخصصت فى الهندسة المعمارية، والعمارة فن، بل هى حالة من تناغم قوى يجمع العلم والفن والفلسفة، وهى أمور مشتركة بين عقلية المعمارى والروائى، إلى جانب ضرورة ومتعة الاهتمام بالتفاصيل.
فى الهندسة المعمارية أو الكتابة التفاصيل كثيرة، مرهقة وممتعة، تجتمع إلى تكوّن المشروع النهائى، سواء كان المشروع بناءً معماريًا من أساسات وأعمدة وحوائط وفراغات، أو بناءً روائيًا يستقر على عمودى السرد واللغة، ويتزن بباقى العناصر من حبكة وشخصيات.
■ هل تطمح أن تتفرغ للكتابة يومًا ما؟
- بطباعى الشخصية أميل إلى ممارسة أكثر من عمل أحبه، سواء كنت مهندسًا معماريًا أو روائيًا أو مصممًا للأغلفة، لذا لا أعتقد أو لا أحب أن أتفرغ للكتابة فقط، أو أى عمل آخر وحده، وأتمنى أن أحافظ على عامل الوقت متزنًا بين كل ما أحب عمله.
كما أن الكتابة تنضج وتصبح أكثر حيوية بالتعامل مع المجتمع، ومواجهة ظروف عملية مختلفة. كل ما هو بعيد عن الكتابة قد يصبح ملهمًا عظيمًا للكتابة، فالكاتب إنسان يتذوق ثقافات الحياة المختلفة، ثم تخرج خلاصة أفكاره ومشاعره وعقليته فى نصوصه التى تصبح أغنى من مجرد تجربة شخصية فردية له.
■ أول رواية لك تحمل اسم «ميرا».. كيف كانت تجربتك الأولى مع النشر؟
- «ميرا» هى روايتى الأولى كتابةً ونشرًا، ومجملًا راضٍ عن التجربة بكل ما فيها، ففى وقتها هى تجربة مهمة، وتعلمت فيها الكثير من أدوات الكتابة الروائية، ودخلت عالمًا جديدًا مع النشر.
■ لديك ٤ روايات منشورة حتى الآن.. لماذا اخترت الرواية عن غيرها من الفنون؟
- الرواية هى فن التفاصيل، كانت لى تجارب فى كتابات الشعر والسيناريو، كما سبق أن ذكرت، لكن دائمًا شعرت بشىء ناقص، إلى أن وجدت فى الرواية خير معبر عن كل ما أود التعبير عنه، ففيها متعة الحكى، وحرية السرد، والتفاصيل المترابطة، ومساحة واسعة من الخيال والصفحات، تضمن خلق عالم حى متكامل يحقق متعة أدبية صادقة خالصة.
■ ما أهم القضايا أو الموضوعات التى دائمًا ما تركز عليها فى أعمالك؟
- ربما تتنوع القضايا التى أتناولها فى رواياتى، لكن أعتقد أن جميع أعمالى، باستثناء فقط روايتى الأولى، تهتم بالإنسان فى المطلق، دون أى تصنيف.
فى روايتى الثانية «الملاك العاصى» مثلًا طرحت سؤالًا هو: ماذا يمكن أن يحدث للإنسان إذا خُلق منزوع الشهوة؟ فكتبت الرواية بعالم يتّسم ببعض الغرائبية والخيال، لكن فى جوهرها هى رواية تمسّ كل إنسان دون تصنيف محدد.
فى روايتى الثالثة «مطعم مشاعر» تساءلت إذا كان للطعام تأثير على الحالة النفسية، فهل من الممكن تواجد مطعم يتحكم فى النفس البشرية، ويقضى على الاكتئاب وكل آلام النفس؟ فتطرقت فى هذه الرواية إلى النفس البشرية بضعفها ورغباتها ومشاعرها، وتواجدها بجانب الشق الروحانى فى الجسد، وكلها أمور تهمّ كل من يرغب فى حياة متّزنة سعيدة.
أما فى روايتى «زواج البحر» فتناولت فكرة الزواج بمنظور مختلف عن الزواج المعتاد، بربط بين عالم واقعى وخيالى، فى رحلة بحث عن الاختلاف والطبقية بين البشر، وتساءلت إن كنا نتزوج بمن يشبهنا طبقًا للطباع والمستويات المادية والاجتماعية، فلماذا خُلقنا مختلفين؟ هل خُلقنا لتكرار الموروث أم لتقبّل الاختلاف وخلق بدايات جديدة؟ فى هذه الرواية جرّدت الزمان والمكان تمامًا، فالزواج والتقبل والمحبة أمور تشغل الإنسان فى كل زمان ومكان.
■ ما الصعوبات التى واجهتك عند نشر هذه الروايات؟
- سوق النشر متزاحمة بالطبع، وهناك الكثير من الأقلام الجيدة، وتكلفة طباعة الورق التى أدت إلى ارتفاع سعر الكتاب، كلها أمور تصعب من عملية النشر، لكن ما زالت المحاولات مستمرة، وآمل أن كل من لديه الموهبة الحقيقية يجد الفرصة التى يستحقها.
■ هل تطمح فى الحصول على جائزة؟ وما مفهومك عن الجوائز الأدبية؟
- أطمح بالفعل فى الفوز بجائزة أدبية، فللجوائز قيمتها، ورغم كل ما يُقال عنها من تسييس وعدم شفافية، ما زالت تحمل أهمية، ومعظم الأعمال المرشحة للجوائز التى قرأتها لها ثقلها الأدبى والفكرى. صحيح أن هناك دور نشر يكون لها نصيب أكبر من الترشيحات فى أوقات ما، لكن مع الوقت بدأ ظهور روايات لأقلام ودور نشر جديدة، وهذا ما نطمح إليه من أجل الأدب العربى.
■ ما خططك فى المرحلة المقبلة؟
- أعمل حاليًا على نص روائى جديد، تجربة تجمع بين الخيال العلمى والفلسفة، أتمنى أن تخرج بالصورة المقنعة لى أدبيًا، وآمل أن تتطور كتاباتى بشكل مستمر لتحقيق متعة القارئ، والمساهمة فى ثراء الفكر والثقافة، ولو ببعض كلمات.
■ أخيرًا.. من كاتبك المفضل؟ ولماذا؟
- لى كتّاب كثيرون مفضلون. أحب من الكتاب الكلاسيكيين: العقاد وتوفيق الحكيم ويحيى حقى، ومن الكتّاب المعاصرين: أحمد القرملاوى وشادى لويس ووحيد الطويلة، وغيرهم كثيرين.
وأعتقد أن ما يدفعنى لقراءة أكثر من عمل لكاتب عدة عوامل، منها شخصية قلمه وهويته الخاصة، ورغبته فى التجديد والتنوع دون التمسك بإطار محدد دائم، وثقافته الحرة التى تنعكس بالضرورة على كتاباته.