رفاق سيد حجاب يكشفون أسرار رحلته
ريم سيد حجاب: أشعاره خرجت من أمام البحر
الوصل لم ينقطع بيننا يومًا وأقول له: «بحبك»، بهذه الكلمات لخصت ريم سيد حجاب علاقتها بالشاعر الكبير الذى رحل عنها منذ قرابة 7 سنوات، لكن ما زال الوصل بينهما كما تقول من خلال أعماله وطباعه وأخلاقه وبشاشة وجهه وطيبة قلبه وصفاء ذهنه من البغض.
حكايات كثيرة عن فيلسوف العامية وشاعر البسطاء سردتها ريم، خلال حوارها مع «حرف» عن الأب سيد حجاب قبل الفنان، كيف كان يكتب ويبدع، متى يفرح ومتى يحزن، أين كان يجد سعادته ومن كان صاحب المشورة فى أعماله، حكاوى وأسرار كثيرة فى السطور التالية قالتها وكشفتها ريم سيد حجاب.
■ فى البداية ونحن نحتفى بذكرى ميلاد الوالد.. كيف يمكن وصف سيد حجاب الأب؟
- والدى كان إنسانًا هادئ الطباع بشوش الوجه يمتلك حكمة وقدرة على النقاش والإقناع يحسد عليها، كان ودودًا للغاية وحنونًا يقدر قيمة الحياة، كان الملاذ الآمن الذى ألجأ إليه حال احتيارى فى أمر ما، كان صادقًا مع نفسه بشكل كبير، يبدأ بنفسه دائمًا فى تطبيق أحكام العقل والأخلاق قبل أن يطبقها على من حوله، أستطيع القول إننى فقدت صديقًا وليس أبًا فحسب.
■ ما الذى كان يغضب سيد حجاب سواء من ابنته أو فى الحياة بشكل عام؟
- قول الباطل والكذب ما كان يغضبه لا شىء آخر، ولم أذكر أنه غضب منى يومًا ما، كان دائمًا يربطنا خيط موصول ووثيق يغلب عليه الحب والبهجة والثقة والأمان النفسى والإنسانى، كان دائمًا يريد لى أن أكون منظمة فى حياتى المادية والمعنوية، ويحذرنى دائمًا من الفوضى فى حياتى الخاصة أو المهنية.
■ أين كان يجد الشاعر الكبير سعادته؟
- أشياء كثيرة كانت كفيلة بإسعاده، كان يحب جميع الناس والطبيعة والقراءة وكتب علم النفس والفلسفة والتاريخ والعلوم والرياضيات، كان يعشق المعرفة بجميع فروعها، علاوة بالتأكيد على تعلقه بالفن بمختلف أطيافه، وكان يحب الانفراد بنفسه أحيانًا، وأحيانًا أخرى كان يجد نفسه فى جلساتنا وسمرنا معًا، كما كان يعشق البحر.
■ وهل كان للبحر دور فى إنتاج إبداعاته الفنية؟
- بالتأكيد، حيث كان يحرص قبل كتابة كلمات أغانيه على الجلوس أمام البحر لفترات طويلة، وأحيانًا أخرى كان يجلس منفردًا داخل حجرته قبل البدء فى الكتابة ثم يدون بعض الفقرات أو النقاط فى نوتة خاصة به كانت موجودة بشكل دائم على مخدعًا أحدى الكنبات داخل المنزل.
■ من كان له الرأى والمشورة فى أعماله الفنية؟
- رأيه ومشورته الأولى كانت تأتى من رأسه وقلبه وفقط، ساعده فى ذلك فطرته السليمة ونقاء قلبه وصفاء ذهنه، وإن كان فى بعض الأوقات يستشيرنى أنا ووالدتى فى كلمات أغانيه لكى يرى ردود أفعالنا، وكان يسعد للغاية حال عبرنا عن إعجابنا بكلمات الأغنية.
■ أعمال عديدة قدمها الشاعر الكبير للفن.. هل من بينها الأقرب إلى قلبه؟
- جميع أعماله قريبة إلى قلبه، وكان لديه مصطلح دائمًا يقوله: كلهم أولادى، حيث كان يعشق أعماله ويتعامل معها على أنها بشر وليس مجرد أغانٍ، وهذا الشعور انتقل بالطبع إلى شخصيتى وجعلنى لا أستطيع التفرقة بين أعماله وتعلقت بها جميعًا وتأثرت بها.
■ من الذى تفوق على الآخر.. حجاب فى تترات المسلسلات أم فى الأغانى العاطفية؟
- أعتقد أن والدى كانت أعماله متنوعة وثرية جدًا، حيث كتب تترات العديد من المسلسلات التى تركت بصمة فى تاريخ الفن المصرى، وفى الوقت ذاته كتب أغانى عاطفية لم ولن ينساها أحد، بالتالى لا يمكن اعتبار أن أحد إبداعاته تفوق على الآخر.
■ ميراث ثرى تركه حجاب للفن.. كيف يمكن الحفاظ عليه من الاندثار؟
- أتمنى وأناشد من لديه القدرة ويملك القرار أن يساعد فى جمع وحصر أعمال سيد حجاب الفنية والتاريخية وغيرها وتوثيقها بجودة تليق بتاريخ فنان بقدر سيد حجاب.
■ فى النهاية وفى ذكرى ميلاد الشاعر الكبير.. وجهى رسالة له؟
- الوصل معه لم ينقطع يومًا لأوجه له رسالة، هو دائمًا موجود وحاضر بيننا بفنه وأخلاقه وطيبة قلبه وكل ما تركه لنا، وملخص ما سبق أقول له: «بحبك».