رانيا يحيى: أكاديمية الفنون فى روما بيت لكل المصريين بالخارج
- نسعى للوصول إلى الجمهور عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعى بجانب التواصل مع المؤسسات الثقافية والجامعات
- استضافة دول عربية لتقديم فنها وتراثها وإبداعاتها أمام الأوروبيين
- استقبال زيارات من مدارس إيطاليا لمشاهدة الحضارة المصرية القديمة
- نجهز لورش ومعارض وحفل بمناسبة عيد الحب وعروض مسرح وأفلام
فى أغسطس الماضى، تولت الدكتورة رانيا يحيى، أستاذة النقد الفنى، إدارة الأكاديمية المصرية للفنون فى روما، ورغم هذه المدة القصيرة، استطاعت تحقيق نجاحات متعددة، فى إطار سعيها لتحويل الأكاديمية إلى «واجهة مشرفة لمصر فى أوروبا كلها» و«بيت لكل المصريين فى الخارج».
الدكتورة رانيا يحيى لا تحتاج إلى تعريف، فهى عميدة المعهد العالى للنقد الفنى بأكاديمية الفنون، وأستاذة ورئيسة قسم «فلسفة الفن وعلومه» بالمعهد، وعضو المجلس القومى للمرأة، ونائب مقرر لجنة «الموسيقى والأوبرا والباليه» بالمجلس الأعلى للثقافة، وقبل كل هذا عازفة «الفلوت» الشهيرة بأوركسترا أوبرا القاهرة.
نالت الدكتورة رانيا يحيى العديد من الجوائز وشهادات التقدير، فى عدد من المسابقات والمهرجانات، كان آخرها جائزة الدولة للتفوق، ومثلت مصر فى كثير من المحافل الدُولية.
فى السطور التالية، تحاور «حرف» الدكتورة رانيا يحيى عن مهمتها الجديدة كمدير للأكاديمية المصرية للفنون فى روما، وتفاصيل احتفالية مرور 95 عامًا على تأسيس الأكاديمية، ودورها فى إيصال صوت مصر الثقافى إلى العالم.
■ توليت إدارة الأكاديمية المصرية للفنون فى روما خلال أغسطس الماضى.. ماذا يعنى لكِ هذا الاختيار؟
- هذا الاختيار يعنى لى الكثير، أهمها ثقة القيادة السياسية ووزير الثقافة، كما أنه تتويج لى ولمسيرتى المهنية، ومسئولية مشرفة أتمنى أن أكون على قدرها، وأن تشهد الأكاديمية المصرية للفنون فى روما نجاحات خلال الفترة المقبلة.
هذا المنصب رفيع المستوى له أبعاد مختلفة دبلوماسية وسياسية وثقافية وفنية، وهو تكليف مشرف وثقة سعيدة وفخورة بها، وأتمنى أن أستطيع تحقيق المرجو من هذه الأكاديمية، وأن تكون منبرًا ثقافيًا وفنيًا حقيقيًا يدعم الثقافة المصرية، والدور الذى أنشئت من أجله دائمًا، وأن تكون وجهة مشرفة للدولة المصرية فى إيطاليا والمجتمع الأوروبى بأكمله.
■ كيف احتفلتم بمرور ٩٥ عامًا على تأسيس الأكاديمية؟
- سعيدة جدًا بالاحتفال بمرور ٩٥ عامًا على تأسيس الأكاديمية، والذى يؤكد رسوخها فى المجتمع الإيطالى، ووسط أكاديميات العالم. الاحتفال كان له مذاق مختلف، وقدم لنا الفنان أحمد بشر فيه معرضًا تشكيليًا بعنوان «الحركة اللا نهائية»، إلى جانب إصدار كتاب عن تاريخ الأكاديمية خلال ٩٥ عامًا.
سعدت جدًا بحضور وزير الثقافة الأسبق، الفنان فاروق حسنى، الذى أهدانا فيديو عن الأكاديمية وعلاقته بها، فهو الوحيد الذى تقلد منصب مدير الأكاديمية ووزير الثقافة فى نفس الوقت.
وجود الفنان فاروق حسنى كان مميزًا جدًا، وفى عهده كان يولى اهتمامًا واضحًا بالأكاديمية، وشهدت بنفسى هذا الاهتمام الخاص، حتى أصبح لها باع وسط أكاديميات العالم، وآثار ذلك مستمرة حتى الآن.
كما شاركت فى هذا الاحتفال كفنانة، عبر إحياء حفلة موسيقية، ليتعرف الجمهور على الموسيقى الشرقية من خلال آلة «الفلوت»، التى تعتبر آلة غربية.
■ ما خطتك التى تهدفين إلى تحقيقها خلال إدارة الأكاديمية؟
- خطتى لإدارة الأكاديمية هى أن تكون وجهة مشرفة للدولة، وتكون منارة حقيقية للثقافة والفن والإبداع والأدب المصرى، وبيتًا لكل المصريين فى الخارج لمتابعة الأنشطة والثقافة والفن، إضافة إلى الجمهور المستهدف، الإيطالى على وجه الخصوص والأوروبى عامة.
وأسعى أيضًا للتواصل مع المصريين فى الخارج وأبنائهم، حتى يشعروا بأن لهم مكانًا، هذا أمر مهم بالنسبة لى، إضافة إلى الشباب الإيطاليين، خاصة أننى مهتمة جدًا بالوصول إلى قاعدة عريضة منهم.
كما أننى أسعى دائمًا لتقديم أنشطة متعددة، وأتمنى أن يكون للأكاديمية دور فى تأكيد الهوية والثقافة المصرية، وفتح آفاق وجسور تعاون بين الثقافتين المصرية والإيطالية.
■ إلى أى مدى وصل تأثير الأكاديمية فى المجتمع الأوروبى؟
- الأكاديمية صرح مهم جدًا ومتفرد وسط ١٦ أكاديمية من أكاديميات العالم، ومصر هى الدولة العربية الوحيدة التى تمتلك مثل هذه الأكاديمية، وشهدنا خلال الشهر الماضى احتفالية بمناسبة مرور ٩٥ عامًا على تشييد الأكاديمية منذ عام ١٩٢٩.
الأكاديمية صرح متفرد وكبير، فى موقع فريد ومنطقة متميزة جدًا وسط روما، حيث تقدم الثقافة المصرية، وتسهم فى التبادل الثقافى بين مصر وإيطاليا، ومع دول أجنبية أخرى، فى إطار مد جذور التعاون والشراكات الثقافية والفنية، التى تؤكد أواصر التعاون وتوطيد العلاقات الدبلوماسية بين الدول وبعضها البعض، لما تلعبه الثقافة والفن من دور كبير جدًا فى توطيد العلاقات بين الشعوب، وتوطيد العلاقات الإنسانية عمومًا.
إننا جميعًا نفتخر بالأكاديمية، والتى كانت لها أدوار كبيرة جدًا على مدار تاريخها، وأشكر كل من تولى إدارتها على مدار ٩٥ عامًا، فكل شخص تولى مسئوليتها، أسهم فى تأكيد دورها المحورى المهم.
الأكاديمية لها أدوار كثيرة، وستظل منارة للفن والثقافة المصرية وسط جميع أكاديميات العالم فى قلب روما، وتؤكد دور مصر، وأهمية الثقافة المصرية والحضارة المصرية، والتى لها تقدير كبير لدى المجتمعات الأوروبية عامةً، والمجتمع الإيطالى خاصة.
■ كيف حافظت الأكاديمية على التراث المصرى؟
- الأكاديمية تمثل حضارة مختلفة مقدرة جدًا، والفن المصرى له بصمة مميزة، وهذا يجعل الأكاديمية لها مكانة مختلفة. كما أنها تدعم الثقافة المصرية بمد جذور التعاون وفتح آفاق مع المؤسسات الأخرى، لتسليط الضوء على المبدعين المصريين بالخارج، وهذا أيضًا أمر مهم.
الأكاديمية تحتوى على تراث من المقتنيات والكنوز نسعى للحفاظ عليه، على مدار سنوات عديدة، فضلًا عن تقديم فرق تراثية، وأيضًا أعمال تعكس التراث المصرى والموروث الثقافى المتجذر، من خلال الأعمال الفنية والإبداعية التى تقدم من خلال الأكاديمية، بجانب تقدير تراثنا المصرى وتقديمه بالشكل اللائق لاستمراريته وكثرة الطلب عليه.
■ وماذا عن دورها فى تعزيز الحوار الثقافى بين البلدين؟
- عززنا ذلك من خلال الأنشطة الثقافية المتبادلة والتعاون الدائم، فضلًا عن استقدام فنانين إيطاليين فى جميع التخصصات، والمبدعين فى الأدب وغيره، وأيضًا إقامة ندوات ومؤتمرات بها شراكات بين مصر وإيطاليا، لتقديم تبادل ثقافى حقيقى بين المبدعين وبعضهم البعض، وتسليط الضوء على المبدعين المصريين.
كما أتمنى إقامة ورش تدريبية للطلاب والشباب والخريجين الجدد، فى بعض التخصصات، لتقوية وتحسين كفاءتهم ومهاراتهم، وهذا أمر مهم جدًا لدعم المبدعين المصريين، ونقل خبرات مختلفة من المجتمع الأوروبى لهم، من أجل تنمية وتطوير مهاراتهم الإبداعية المختلفة فى كل التخصصات، والاستثمار فى نقل الخبرات المختلفة.
■ ماذا تقدم الأكاديمية للجالية المصرية فى الخارج؟
- الأكاديمية دائمًا تفتح أبوابها للمصريين فى الخارج، فهى بيت ومكان لكل المصريين، ومنبر مهم جدًا، وصوت ثقافى لمصر فى الخارج، سواء لأبناء الجالية المصرية أو الإيطاليين أو الأجانب من جنسيات مختلفة.
كما أنها تنفذ مبادرات للدول العربية، من بينها «مصر حاضنة»، والتى نستضيف من خلالها دولًا عربية كل شهر لتقديم فنها وتراثها وإبداعاتها، حتى نكون صوت الدول العربية الشقيقة من خلال الأكاديمية، بحيث يكون لنا دور إقليمى ودولى مهم جدًا.
■ هل هناك تعاون بين الأكاديمية والمؤسسات والأكاديميات الدولية؟
- لدينا تعاون مع أكاديميات ومؤسسات أخرى، وما زال هناك بحث عن مزيد من العلاقات لتوسيع دائرة التواصل بين الأكاديمية والمؤسسات الإيطالية، وزرت أماكن عديدة فى هذا السياق.
■ كيف تجذب الأكاديمية الجمهور إليها؟
- نسعى للوصول إلى الجمهور عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، بجانب التواصل مع المؤسسات الثقافية والجامعات ومعاهد الموسيقى وكليات الفنون المختلفة، حتى يكون لدينا أكبر عدد من الشباب.
نسعى كذلك للتعاون مع المدارس، خاصة أن لدينا متحف «مستنسخات توت عنخ آمون»، وطلاب الصف الرابع الابتدائى فى إيطاليا يدرسون علم المصريات، وهذه الزيارات جزء من دراستهم لمشاهدة الحضارة المصرية القديمة. كما أننا نستهدف أطفال المدارس والشباب والطلاب، والمجتمع ككل، وأيضًا التعاون مع الأكاديميات المختلفة الموجودة فى روما.
■ ما أبرز العقبات التى واجهتها الأكاديمية؟
- نعانى من الأزمة الاقتصادية العالمية، التى تنعكس على كل المؤسسات، وتعد التحدى الأكبر بالنسبة لنا، لكن نحاول طوال الوقت إيجاد حلول بديلة، وألا تكون هذه الأزمة عائقًا، ولن يكون هناك ما يوقفنا أمام دورنا الذى نسعى لتحقيقه.
■ ما أبرز فعاليات الأكاديمية خلال الفترة المقبلة؟
- لدينا ورشة للفن التشكيلى، إضافة إلى حفل بمناسبة «عيد الحب»، وحفلات مختلفة، وتعاون لتقديم عدد من العروض المسرحية، وعروض أفلام، بجانب الحفلات الموسيقية والمعارض التشكيلية، وأيضًا لدينا معرض للفنان أحمد البدوى بنهاية يناير الجارى.
■ ما رسالتك التى تودين توجيهها فى ختام الحوار؟
- أوجه شكرى وتقديرى لوزير الثقافة، الدكتور أحمد فؤاد هنو، على دعمه الأكاديمية، ونتمنى أن تكون الأكاديمية مزدهرة فى عهده بما يليق بعراقة بلدنا. وأوجه شكرى لسفير مصر فى روما، بسام راضى، على دعمه غير المسبوق، واطلاعه على كل التفاصيل، وإيجاده حلولًا سريعة، وتواصله الدائم بالأكاديمية وأنشطتها وفعالياتها ودورها وسط أوروبا وإيطاليا، فى اهتمام غير عادى وتعاون ودعم غير مسبوق.