الأربعاء 12 مارس 2025
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

المديــرة.. سالى العقاد: السوق العربية متعطشة للقراءة.. و«أبجد» ينمو الضعف كل عام

سالى العقاد
سالى العقاد

- أنا محظوظة بفريق رائع يجعل الإدارة سهلة.. و«إيمان حيلوز» وضعت هذه الثقافة فى العمل 

- فريق العمل فى «أبجد» يقترب من 30 فردًا.. ونتعامل مع أكبر 180 ناشرًا عربيًا

- نرحب بكل ما يطلبه منّا القراء ونحاول توفير الكتب المرغوب فيها 

- الكتابة مثل الأكل مزاج وذوق.. ولدينا إحصاءات دقيقة عن القراءة فى التطبيق

عندما بدأت الأردنية إيمان حيلوز فى ترك وظيفتها لملاحقة حلمها فى تأسيس «أبجد»، المنصة الرائدة للقراءة الإلكترونية فى العالم العربى، فى عام 2012، لم تكن تتوقع أن يستمر التطبيق فى تحقيق مثل هذا النمو والتوسع.

وبعد 12 عامًا من التأسيس، أعلن التطبيق لأول مرة عن تغييرات قيادية جديدة تهدف إلى تعزيز استراتيجيته الطموحة والانطلاق نحو مرحلة جديدة من النجاح، ليتم ترقية إيمان حيلوز إلى منصب رئيسة مجلس الإدارة التنفيذية، وتعيين الدكتورة سالى العقاد فى منصب المديرة التنفيذية للتطبيق.

وشغلت سالى العقاد، فى منتصف العام الماضى، منصب مدير عام التطبيق الذى يعتبر مكتبة إلكترونية متكاملة تضم أكثر من 28 ألف كتاب وتخدم ملايين المستخدمين عالميًا.

وهى حاصلة على شهادة البكالوريوس فى العلوم الصيدلانية من جامعة القاهرة، وماجستير إدارة الأعمال من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، وعضو مجلس إدارة معتمد من الهيئة العامة للرقابة المالية، وتسعى حاليًا للحصول على درجة الدكتوراه فى ريادة الأعمال.

وتتمتع بخبرة تزيد على 20 عامًا فى مجالى التسويق والإدارة، عملت خلالها فى شركات متعددة الجنسيات، مع تركيز خاص على التسويق وإطلاق وتطوير منصات التجارة الإلكترونية. وصدر لها مؤخرًا كتاب «سجلات الليدر شيت» عن مكان برودكشنز للنشر والتوزيع، وكان لـ«حرف» هذا الحوار معها بعد توليها المنصب الجديد.

■ فى البداية.. قمتِ بدراسة الصيدلة.. ما الذى دفعك للعمل فى مجال التسويق وإدارة الأعمال؟

- أنا دكتورة صيدلانية، وهذه واحدة من أفضل الأشياء فى حياتى، ولطالما كنت فخورة بذلك، وهو ما شكّل ما أؤمن به من فكرة الوصول إلى السوق أو إلى أى شىء، قد يكون هذا الشىء دواء يعالج شخصًا، وبالتالى يستطيع أن يفيد عائلته وحياته ومجتمعه وهكذا.

وبالمثل كانت الفكرة هى إتاحة الوصول إلى الكتب، أيًا كان مكانك، فسيكون لديك القدرة على التعرف على وجهات نظر ورؤى مختلفة، تشكل نظرتك للحياة بطريقة أكثر عمقًا، وأيضًا من الممكن أن تستمتع فقط بذلك.. فكل شىء يقوم على المعرفة.. وهذا هو الرابط بين كل الأماكن التى عملت بها على مدار حياتى، ورحلتى الحالية فى «أبجد».

■ كيف استقبلت فكرة تولى منصب المديرة التنفيذية لـ«أبجد»؟

-الإدارة إدارة بغض النظر عن حجم المسئولية، أنت تقومين بإدارة عمل وأفراد، وبالتبعية أيًا ما كان، سواء كان مدير إدارة وسطى أو مدير فى الإدارة العليا، فهو يعمل على إدارة موارد وأداء وأفراد.. وأنا عملت ضمن فرق الإدارة فى شركات كبرى لأكثر من ١٣ عامًا.

وأحيانًا فى «أبجد» أنظر له من منظور أن الفريق يجعل الفكرة سهلة. فعليًا أنا لست فى حاجة إلى أن أقوم بكل شىء، أنا محظوظة بفريق رائع، وأؤمن بأن إيمان حيلوز، مؤسسة «أبجد»، وضعت هذه الثقافة فى العمل، حتى يصل إلى الناس الأفكار ومحتوى الكتب الذى يفنى المؤلفون فيه أعمارهم حتى يصدر، فالكاتب فى الحقيقة يمنح غيره جزءًا من معتقداته ورؤاه وتخيلاته.

■ كم يبلغ حجم فريق العمل فى «أبجد» ودور النشر التى تتعاملون معها؟

- لا أحد يصدق صغر حجم فريق العمل فى «أبجد»، وهو ما يعكس إلى أى مدى هم موهوبون، فنحن نقترب من الـ٣٠ شخصًا، وتنتمى لنا جنسيات مختلفة، رغم أننا فى الأساس شركة عربية، وكلهم متحدثون بالعربية ومحبون للقراءة وعقول شابة.

فنحن دائمًا منفتحون على الخلفيات المختلفة لأى فرد يعمل لدينا، ولا نقوم بالتوظيف بناء على السن أو النوع أو الموقع الجغرافى، لكن سياستنا فى التوظيف هى البحث عن الموهبة فقط، فليس من المهم أن يكون الشخص محترفًا عندما يلتحق بالعمل لدينا، بل أن يظهر قدرته على النمو، لأن ما نفعله مختلف، فنحن شركة تعمل بالكامل عن بُعد، وهذا جزء من ثقافة العمل المرنة لدينا، وهذا ما معناه أن ما يحكم فى النهاية هو النتائج.

وبالنسبة لدور النشر التى نتعامل معها، فلا بد من رد الفضل لصاحبه، وهو إيمان حيلوز والفريق الذى عمل على هذا الملف، ونحن نتعامل مع أكبر ١٨٠ ناشرًا عربيًا، وفى «أبجد» هناك معايير متعلقة بدور النشر المنتمية إلينا، جزء أساسى منها هى مقدرة الناشر «الديجيتال» أو قدرته على إتاحة المحتوى الرقمى الذى نعمل عليه، وأيضًا هناك جزء خاص بالتوجه الاستراتيجى لدار النشر ورغبتها فى أن تتيح موادها رقميًا وعائد ذلك بالنسبة لها، فاليوم قارئ «الديجيتال» مختلف عن الورقى.

من ناحية أخرى نحن نرحب بكل ما يطلبه منّا القراء، ولدينا قسم يتيح للمستخدمين ترشيح الكتب التى يرغبون فى إتاحتها على المنصة، وهو ما نحاول الحصول عليه وتوفيره.

■ البعض يرى أن «أبجد» له تأثير سلبى على مبيعات الكتب الورقية.. ما تعليقك؟

- الفيصل فى ذلك هو الإحصاءات المتعلقة بالقراءات، والتى تُظهر أن القراءات على مختلف أنواعها فى زيادة، سواء كانت ورقية أو إلكترونية أو صوتية، وهذا شىء عظيم، فبالتبعية السوق تزيد حجمها.

عند النظر إلى هذه الإحصاءات خلال السنوات الماضية سنجد أنها صحية جدًا، وتقول شيئًا جيدًا جدًا، وهو أننا أمة قارئة محبة للقراءة، ومن ناحية أخرى عندما تتابعين الإنتاج الغزير فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، على سبيل المثال، وعدد إصدارات دور النشر، لا يمكن أن يكون ذلك دون وجود قارئ، وإلا فهذا نوع من الجنون.

هذا بالإضافة إلى تأسيس دور نشر جديدة، الأمر الذى يعنى أن هناك شهية فى السوق، وأن السوق تستوعب المزيد، وأن السوق العربية متعطشة للقراءة، فالكتابة مثل الأكل مزاج وذوق فى الأساس، وفيها تختلف الأذواق ما بين حب الرعب أو الدراما أو البيزنس.

فى «أبجد» لدينا إحصاءات دقيقة عن القراءة فى التطبيق، لأننا فى النهاية شركة تكنولوجيا، فكل الأنشطة التى نقوم بها عبارة عن تحسينات أو طرح تكنولوجى جديد فى أشكال مختلفة.

■ ما نوعية الكتب الأكثر قراءة على «أبجد»؟

- قطعًا الروايات، وهذا مثل كل مكان فى العالم، لكن أيضًا هناك أمر جميل جدًا نرصده، وهو زيادة عدد المهتمين بالكتب المتعلقة بالمساعدة الذاتية فى العديد من الدول، وهو ما يعبّر عن رغبة الناس فى تطوير أنفسهم والوصول إلى المعلومات التى تفيدهم.

■ ما تأثير رفع سعر الاشتراكات مؤخرًا على نمو عدد مستخدمى «أبجد»؟

- رفع الأسعار قضية عالمية، ولا يوجد أحد سعيد بها بسبب الظروف الاقتصادية، لكن فى الوقت نفسه إذا كان لدينا الرغبة فى استمرار الخدمة، بالتالى التسعير الصحيح هو جزء من الصيغة، لاستمرار المنتج بنفس جودته.

وتطبيق «أبجد» مثله مثل أى منتج أو خدمة، هناك تكلفة للعمليات الموجودة به، لحرصنا على الحفاظ على الجودة التى نقدمها، ويتوقعها الناس منّا، أيضًا لا يمكن أن يكون تسعير كل الدول واحدًا، فهناك حسبة تكنولوجية تعمل بها كل الشركات، حتى الكتب نفسها يختلف سعرها من دولة إلى أخرى، لأن التسعير علم فى حد ذاته، وإذا لم يكن مستدامًا سيكون من الصعب على أى شركة أن تستمر، فلا أحد سيكون سعيدًا إذا دفع أكثر وحصل على خدمة أقل. 

وبالنسبة لتأثير رفع سعر الاشتراكات على عدد مستخدمى «أبجد»، فالفيصل فيه هو أن التطبيق مستمر فى النمو خلال الثلاث سنوات الأخيرة، وأنه يكبر الضعف كل سنة، وهو ما يعنى أن التسعير صحيح، فالمشتركون يشعرون بأنهم يحصلون على تجربة جيدة تحقق قيمة مضافة فى حياتهم.

■ هل تحصلون على تمويلات من أى مستثمر؟

- فى هذه اللحظة نحن منفتحون على فكرة التمويل، فعلى مدار الأشهر الماضية قمنا بعمل تحسينات كثيرة، لأننا نرى أنه لا بد أن نكون مؤهلين ومناسبين للمستقبل، ونتمكن من الحصول على استثمارات جديدة، الأمر الذى كان يحتاج إلى قرارات جذرية، تخص نظم العمل، وبعض الملفات كانت فى حاجة إلى تركيز.

وهذا أحد الأسباب وراء تولى المنصب الجديد، حتى تقوم «إيمان حيلوز» بالتركيز على منظور دورها كرئيس مجلس الإدارة، وهو ما يقول إننا جاهزون لدورة جديدة من الاستثمارات، وأن كل ما قمنا بتطويره كان بهدف تحقيق رؤيتنا خلال الـ٣ و٥ سنوات المقبلة.

وهنا أود التأكيد على نقطة، هو أن «أبجد» شركة عالمية، أى تدير عملياتها فى دول مختلفة، وبالتالى عندما نتابع تنفيذ رؤيتنا، ننظر إليها من منظور عالمى وفى أكثر من دولة، فنستطيع متابعة نمو كل دولة وتأثيره على ما نرغب فى تحقيقه.

■ كيف ترين تأثير مشروعكم الأحدث «أبجد كاست» على التطبيق؟

- «ياسر الزهار» هو العقل الرائع وراء «أبجد كاست»، وكل ما قمت به هو إصرارى على أن يكون هو المحاور فى «البودكاست» رغم مقاومته فى البداية، لكن كان هو الشخص الصحيح، وردود الأفعال الأولى لـ«أبجد كاست» كانت جيدة جدًا لأبعد الحدود.

«أبجد كاست» يكمل دور «أبجد»، الذى هو فى الأساس عبارة عن جسر بين دور النشر فى كل الوطن العربى والقراء فى كل مكان فى العالم، وهذا هو جمال الوجود الرقمى، فبعد بناء هذا الجسر نعمل على تمكين دور النشر والمؤلفين للوصول إلى المحتوى، فعلى سبيل المثال عندما يصدر كتاب فى مصر يستطيع قارئ فى ألمانيا أو الكويت قراءته.

بالتالى، اليوم هذا الجسر سيكون أقوى عندما نقوم بعمل دعائم أقوى له، و«أبجد كاست» هو دعامة أخرى، لأنه يمنح الناس مقدرة للتعبير عن أفكارهم وكتبهم، وهذا ليس فقط الشىء الوحيد، لكننا نرحب جدًا بأن يقوم المؤلفون بإرسال فيديوهات يتحدثون فيها عن إصداراتهم ونضعها على منصاتنا «ستوريز» و«ريلز»، لأننا مؤمنون بتمكين الناس.

النقطة الأخرى فى دور «أبجد كاست» أن الناس عندما يحبون كتابًا معينًا يكون لديهم فضول للتعرف على الكاتب، وفيما كان يفكر عندما قرر أن يصدر كتابه، وفى هذه المنطقة هناك مساحة كبيرة تستوعب عددًا كبيرًا من «البودكاست»، لأن غزارة الإنتاج رائعة وكلها مميزة ومليئة بالإبداع.

■ كيف يتم الإعداد للمسابقات والمبادرات مثل «تحدى أبجد للقراءة»؟

- نحن شركة تعتمد على الأصول التكنولوجية والموارد البشرية، ونركز على توظيف الأفضل، وبالتالى أفكار مثل «أبجد فى المعرض» أو «دليل بابا وماما» أو «أسئلة منتصف الليل».. كل ذلك يأتى من أفكار وعقليات صانعى المحتوى من فريق العمل، من فريق الابتكار بقيادة «ياسر الزهار» وفريق التسويق بقيادة «أحمد الجمال».

وهنا جزء إنسانى متعلق بالموهبة وكيفية تنفيذ الأفكار، ثم التكنولوجيا التى تحمل ذلك، فالصيغة قد تبدو بسيطة، لكن الشيطان يكمن فى التفاصيل، وعلى مدار السبعة أشهر الماضية أجرينا تطويرات تقنية أيضًا تخص السرعة مثلًا.

■ ما الفكرة الرئيسية لكتابك «سجلات الليدر شيت»؟ وما ردك على الانتقادات التى وُجهت له؟

- لدىّ إيمان بدور القيادة المهم فى تحديد مستقبل المؤسسات والأفراد، وسوء الإدارة قضية عالمية، وأهمية القيادة أنها تلمس حياة المؤسسات والناس كل يوم، لأننا نقضى جزءًا كبيرًا من حياتنا فى العمل، ولذا فهو يمكن أن يكون سببًا فى شعورك بالرضا أو العكس. وبالنسبة للطريقة التعليمية التى تناولت بها قضية الإدارة السيئة، فالناس تعبّر بأشكال مختلفة، وأنا أعتقد فيها؛ لأنى أقوم بالتدريب وأكتب بهذه الطريقة يوميًا، والبعض يمكن أن يحب هذه الطريقة والبعض الآخر لا، وهذا هو ثراء المحتوى، فالقراءة ذوق وليس كل الكتب تعجب الكل، ويجب أن نطرح كل الأذواق، وعلى الناس أن تقرر ماذا تحب.