الأربعاء 02 أبريل 2025
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

الدراما المصرية فى محكمة الأدباء

حرف

هل الدراما المصرية فى أزمة؟.. سؤال يثير ويسيل الكثير من الأفكار، إذا ما أردنا دقة وموضوعية فى الإجابة، فلو قلنا: «نعم»، سنبخس حينها الكثير من الأعمال الجيدة التى قدمتها «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية» خلال السنوات الأخيرة، وتوّجتها بالموسم الدرامى فى رمضان الحالى، الذى لا يمكن وصفه إلا بالمختلف والمميز.

لكن أيضًا الإجابة بـ«لا» تعنى إغفال أزمات فى صناعة الدراما تحتاج إلى وقفة، وأعمال درامية لا يمكن المرور عليها دون إثارة تساؤلات أو حتى استياء وامتعاض كبيرين من محتواها، ولعل هذا ما أشار إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى حفل إفطار القوات المسلحة، قبل أيام، عندما تحدث عن الدراما ودورها فى بناء الأمم.

ولعل هذه الأزمات، أيضًا، هو ما دفع أدباءً وكُتابًا صحفيين، عندما سألناهم عن المسلسلات التى حازت إعجابهم فى دراما رمضان 2025، فكانت إجابتهم: «ليالى الحلمية» و«الشهد والدموع» و«رأفت الهجان» و«المال والبنون»، وغيرها من أعمال الزمن الجميل!

فى السطور التالية نحاول التعرف على السبب الذى وصل بهم إلى هذه الإجابة؟ وهل الصورة قاتمة إلى هذا الحد؟ وكيف نحافظ على ما فى أعمال هذا الموسم من تميز، ونمنع تكرار ما فيها من سلبيات؟ 

إبراهيم عبدالعزيز: نحتاج إلى مؤتمر قومى للدراما

إبراهيم عبد العزيز

سألونى عن المسلسل الذى حاز إعجابى من دراما رمضان ٢٠٢٥، فقلت: «ليالى الحلمية»! نعم، لا تندهشوا، فقد شاهدت هذا المسلسل عشرات المرات، ومع ذلك فإننى لا أمل من متابعته كأنه يُعرض لأول مرة.

قِس على ذلك مسلسلات: «الشهد والدموع، ورأفت الهجان، والمال والبنون، ولن أعيش فى جلباب أبى، وذئاب الجبل، وبوابة الحلوانى، وأم كلثوم، وجحا المصرى، وسوق العصر، ومحمد رسول الله، وإمام الدعاة، وعمر بن عبدالعزيز، والطارق....».

هذه وغيرها من قائمة طويلة كان ينتجها التليفزيون المصرى، وتشتريها القنوات العربية، ويتحقق بذلك لمصر ركن من أركان قوتها الناعمة فى العالم العربى، مع رُقى المضمون الاجتماعى أو التاريخى أو الوطنى أو الدينى لهذه الأعمال.

تليفزيون الدولة كان يراعى أنه يدخل كل بيت، فلا بد أن يقدم لهذه البيوت ما لا تخجل منه. لكن بعد أن تم التخلى عن «ماسبيرو»، تراجعت المسلسلات الجاذبة للجمهورين المصرى والعربى أمام المسلسلات التركية والهندية.

يرجع هذا إلى مستوى ما يُقدم، والذى لم يرق لأقلام أسامة أنور عكاشة ومحفوظ عبدالرحمن ويسرى الجندى ومحمد صفاء عامر ومحمد جلال عبدالقوى وصالح مرسى وأمينة الصاوى وغيرهم من الكُتّاب والأدباء والمثقفين.. ليست مقارنة بين ما كان وما هو كائن، لأن المقارنة بين متشابهين أو متقاربين، وهذا أبعد ما يكون.

وحتى لا نتوه فى المصطلحات، دعونى أضرب أمثلة، حينما حاولت أن أنتقى مسلسلًا أتابعه وأسرتى فى هذا الشهر الفضيل، ماذا وجدت؟ يا خجلى مما رأيت! مسلسل تُشغّل مَن تلعب دور البطولة فيه مَن يُصوّر النساء خلسة فى أوضاع لا تسرهن، ليتم ابتزازهن بها لتحقيق ربح حرام.

مسلسل آخر تخون فيه الزوجة الصبية زوجها الكهل وتنسب حملها الحرام له. مسلسل ثالث كررت فيه البطلة كلمة «وسخ» و«وسخة» ٣ مرات فى دقيقة واحدة، وقد نال الزمن نصيبه من الوصف المذكور، مع أن الزمن مخلوق من الله لا يجوز وصفه بهذا.

لكن من أين يعرف السادة المؤلفون والمخرجون هذه المعانى لمراعاتها؟ افتقادهم للثقافة يُنسيهم ما تجب مراعاته. لذا ينبغى أن «نعطى العيش لخبازه» كما يقول المثل.. يجب أن تعود الدولة للإشراف على إنتاج الدراما، سواء التليفزيونية أم السينمائية، كما كان يحدث فى الماضى، حينما أنشأت الدولة «مؤسسة السينما»، وجعلت على رأسها كاتبًا وأديبًا كنجيب محفوظ، فأنتجت أجمل الأفلام.

كذلك حينما أنشأت الدولة «قطاع الإنتاج»، وجعلت على رأسه السيناريست المثقف ممدوح الليثى، فقدمت أجمل المسلسلات، خاصة فى شهر رمضان، والتى لكثرتها وجاذبيتها كان الناس لا يستطيعون ملاحقتها، فينتظرون إعادتها بعد شهر رمضان؛ لكى يستمتعوا بما فاتهم منها.

والأهم فى الموضوع كله، أنه بفضل الدراما المصرية انتشرت اللهجة المصرية فى العالم العربى. وأتذكر أننى حينما كُنت بالمملكة المغربية لتغطية مؤتمر لتكريم ذكرى الشاعر أبوالقاسم الشابى، فى تسعينيات القرن الماضى، تعرفت على شاب مغربى، عرف أننى مصرى فأظهر بهجته وترحيبه، قبل أن يقول لى: «إنت من مصر بلد طه حسين وأم كلثوم وإسماعيل ياسين».

إذن، ملكت مصر بالفن والأدب قلوب العرب، وحققت ريادتها بفضل قوتها الناعمة. يمكننا أن نستعيد تلك القوة إذا أردنا وحسنت النوايا، وعبر عودة الدولة لتبنى رعاية الفن والأدب، واحتضان المبدعين الموهوبين، وإحياء «عيد الفن» و«عيد العلم»، لتعود إلى مصر الريادة.

وأهم من ذلك إحياء الذوق العام الذى أفسده دخلاء الفن والأدب، بعد أن لم يعد لسوق الفن والأدب صاحب. آن لتلك السوق الآن وليس غدًا أن يكون لها صاحب. لذا أقترح، على سبيل المثال، أن تدعو الدولة إلى مؤتمر قومى لإصلاح حال الدراما، نعم أعنى ما أقول، لأن الدراما إحدى الوسائل المهمة والأكثر جاذبية لترقية الذوق العام، ومثله مؤتمر للنهوض بالأغنية، وثالث للنهوض بالأدب، وهكذا، على أن تتبناها النقابات المسئولة، تحت رعاية ودعم الدولة.

هذا إذا أردنا أن يكون لنا مستقبل درامى أو فنى أو أدبى. أتكلم عن قوتنا الناعمة، فهل من مجيب؟ أتمنى ألا يكون قولى هذا وقول غيرى دخانًا فى الهواء!

ضحى عاصى: هناك فن وهناك إسفاف.. والرهان على الجمهور

ضحى عاصي

شهد الموسم الدرامى الحالى تقديم أعمال فنية رائعة، سواء فى الفكرة والمضمون أو التمثيل، مع التركيز على مناقشة قضايا مهمة، أو حتى مسلسلات خفيفة لكنها تتسم بالرقى وخفة الظل.

على سبيل المثال، «ولاد الشمس» و«٨٠ باكو» و«قهوة المحطة» و«جودر» و«لام شمسية» و«قلبى ومفتاحه» و«الشرنقة» و«ظلم المصطبة» و«كامل العدد» و«منتهى الصلاحية»، كلها أعمال تستحق الإشادة.

فى المقابل، وعلى النقيض تمامًا، هناك أعمال تتسم بالإسفاف وتدنى مستوى الحوار، وغياب أى فكرة، ما جعل العمل منها بأكمله لا يرقى إلى تصنيفه فنًا من الأساس.

والملاحظ أن طبيعة الأعمال المقدمة تعتمد على سياسات المنتجين، أى النهج الذى يراه المنتج معيارًا للنجاح، فإذا كانت بعض الشركات ترى أهمية تقديم مضمون جيد، وتحاول الحفاظ على المستوى الفنى لأعمالها، تعتمد شركات أخرى على «خلطة» أطلقت عليها «الجمهور عايز كده»، «خلطة» من البلطجة والإسفاف والصوت الزاعق، وتعتمد على نظرية «النجم الواحد» أو «النجمة الواحدة».

وفى الحقيقة هذا المشهد ليس بجديد، لكنه كان فى الأغلب مرتبطًا بالسينما، فظهرت كما نعلم جميعًا ما يسمى بـ«سينما المقاولات» فى مقابل سينما صلاح أبوسيف وعاطف الطيب، وهذا يمكن قبوله فى السينما، لأن المُنتَج الفنى المعروض يُصنف «فوق ١٨ عامًا»، والمشاهد هو الذى يذهب إلى السينما بنفسه، لكن الجديد أن هذا انتقل إلى الدراما التليفزيونية، التى تدخل كل بيت فيصعب اتباع سياسة «فوق ١٨» معها.

ومع ذلك، وفى عصر ثورة الاتصالات وتنوع المنتجين وزيادة المنصات، يظل الرهان الحقيقى على التفات الناس إلى الأعمال الأكثر جودة فنية، والتى اختار منتجوها تقديم فن راقٍ، وهذا ما أثبت موسم رمضان الحالى وجوده، بعدما تنوعت فيه الأعمال الجيدة فشدت انتباه المشاهدين ولاقت نجاحًا واحتفاءً ملحوظًا.

سهير المصادفة: الموسم الحالى «نهضة من كبوة طالت»

سهير المصادفة

نلاحظ تطورًا فى دراما رمضان هذا العام، نهضة من كبوة دامت لفترة طويلة، صبغتها توليفة واحدة من البلطجة والسوقية، مع ضعف التأليف والإخراج وحتى التمثيل.

هذه التوليفة أدت إلى انصراف المتفرج، خاصة من الأجيال الشابة، إلى محتوى آخر، مثل المسلسلات الهوليوودية الشهيرة أو حتى الكورية، بعد أن فقدوا الأمل فى الدراما المصرية التى كانت رائدة حتى وقت قريب.

أسباب ذلك يعرفها الجميع، ويمكن تلخيصها فى غياب النصوص الفارقة والجديدة التى تستطيع إلهام المخرج والممثل، بالإضافة إلى التكرار اللا نهائى لبعض «التيمات» الشعبية التى لم تعُد موجودة فى الواقع، ولا تهم أحدًا الآن.

لكن هذا العام حدث ما يشبه «بداية الصحوة»، وأعجبنى كثيرًا فيه مسلسلات مثل «النص» و«ولاد الشمس» و«قلبى ومفتاحه» و«لام شمسية». أتمنى فى القريب العاجل أن تعود الدراما إلى المؤلف، لتفتح آفاقًا جديدة وتتخلص من ترهات أن «الجمهور عاوز كده».

الجمهور مظلوم دائمًا، وإذا ما صادف عملًا جيدًا يلتف حوله ويحتفى به. أيضًا أتمنى فك طوق الاحتكار وتدوير بعض الأسماء التى ثبت فشلها عامًا بعد عام، وفتح الأبواب أمام المزيد من المبدعين، فمصر ولادة وموهوبة منذ الأزل.

نوال مصطفى: أين سِيَر نجيب محفوظ ومجدى يعقوب ومحمد صلاح؟

نوال مصطفى

الحكم على ما قدمته الدراما المصرية فى رمضان ٢٠٢٥ صعب، ولن يكون عادلًا إلا إذا شاهدت كل المسلسلات التى يتجاوز عددها الـ٤٠ مسلسلًا، وهذا طبعًا مستحيل. لكن يمكن أن أتكلم عن المسلسلات التى اخترتها حسب معاييرى الخاصة وذائقتى الفنية.

اخترت مثلًا «قلبى ومفتاحه» و«النُص» و«أشغال شقة جدًا» و«إخواتى» و«ظلم المصطبة» و«لام شمسية». كما رشح لى أصدقاء مقربون: «عايشه الدور» و«ولاد الشمس» و«تقابل حبيب».

المسلسلات التى اخترتها وشاهدتها كانت جيدة، وبعضها جيد جدًا، لكنى أشعر بأن أجواء المنصات طغت على أجواء وجودة الأعمال الرمضانية التى أمتعتنا ومنحتنا فضاءات رائعة من الفن والجمال زمان.

كانت هناك مسلسلات «سوبر»، لا تستطيع أن تفوت حلقة منها، تترقب أن يأتى اليوم التالى بسرعة حتى تعرف ماذا حدث للأبطال الذين ارتبطت بهم وأصبحت مصائرهم ومسارات حياتهم تشغل بالك.

«رأفت الهجان، ليالى الحلمية، الضوء الشارد، زيزينيا، دموع فى عيون وقحة»، وغيرها من روائع الدراما المصرية التى ارتقت وازدهرت على أيدى مؤلفين كبار: أسامة أنور عكاشة، صالح مرسى، وحيد حامد، محمد السيد عيد، عبدالرحيم كمال، وغيرهم.

المسلسلات التى شاهدتها جميلة وممتعة لكنها تنتهى داخلك بمجرد نزول «تتر» النهاية، ولا يبقى منها شىء تتذكره، ولا أى جملة علقت بذاكرتك، مشهد «ماستر بيس» تتوقف عنده وتعيده مرة أخرى لتتأمل أداء الممثل، أو مباراة بين ممثلين تماهيًا مع الشخصيات التى يقدمانها، وقدما مشهدًا يبقى فى الذاكرة.. لا شىء من هذا يحدث فى المسلسلات التى شاهدتها، رغم أنها، فى اعتقادى وحسب معاييرى، هى الأفضل بين المعروض.

أرى أن الدراما المصرية بصفة عامة فى حاجة إلى خريطة مدروسة، تضع الأهداف، وتفتح الباب للفكر وحرية الإبداع دون حواجز، أن نقدم شخصية مصرية رائدة كل عام من خلال عمل درامى عالى المستوى، إنتاج ضخم يبرز سير حياة شخصيات مثل: دكتور مجدى يعقوب، النجم العالمى محمد صلاح، الدكتور أحمد زويل، أديب مصر نجيب محفوظ.

سيقول البعض إن تلك الموضوعات لن تجتذب الشباب، ولن تحقق أعلى نسبة مشاهدة. لكنى أرد على هذه المقولات، البعيدة كل البُعد عن الحقيقة، وأقول: لدينا سابقة أعمال لسير ذاتية حققت نجاحًا جماهيريًا مذهلًا: «أم كثوم، قاسم أمين، الأيام، الملك فاروق». 

الناس عطشى للفن الجيد، والموضوعات التى تخاطب العقل والفكر، وتحرك الوجدان. الحقيقة أن ما يقدم مُسلٍ ولطيف، لكنه غير مشبع. أنا هنا أتحدث عما شاهدته وهو الأفضل، ناهيك عن مسلسلات الردح والبذاءة، العنف والقبح الرهيب الذى يقدمه أكثر من مسلسل هذا العام.

أسعدنى أن يثير الرئيس عبدالفتاح السيسى هذا الموضوع، وأن يؤكد ضرورة أن تقف الدولة وراء المحتوى الجيد الذى يدفع الإنسان للتفكير فى قضايا مهمة، وتؤثر بشكل إيجابى ومُلهم فى تشكيل عقول وشخصيات شباب المستقبل، وهو ما أتمنى أن تراه المؤسسات المهيمنة على هذا الملف الأهم فى حياتنا ومستقبل أولادنا.

محمود عبدالشكور: أتمنى تقديم أعمال الـ7 و10 حلقات

محمود عبدالشكور

هناك أعمال متميزة جدًا عالجت قضايا مهمة وخطيرة وأساسية، أذكر منها على سبيل المثال «لام شمسية»، الذى يتعرض لأول مرة إلى موضوع التحرش بالأطفال، و«ولاد الشمس» الذى يتحدث عن الأيتام واللقطاء مجهولى النسب بشكل مشوق وجذاب وأداء تمثيلى مميز، وصولًا إلى «٨٠ باكو»، الذى يتحدث عن المُهمشات فى المجتمع، وهنّ يصنعن السعادة، رغم أنهن تعيسات ويعشن بالكاد.

هناك عمل آخر، ربما لم ينل حظه وسط زحام رمضان، هو مسلسل «الشرنقة»، الذى يتحدث عن غسل الأموال، والمخدرات الجديدة فى المجتمع، ويقدم دراسة نفسية ممتازة لشخصياته بسرد مشوق.

كما أن هناك أيضًا مسلسل «قلبى ومفتاحه»، وهو ليس قصة عن «المُحلِل» كما يبدو، بل عن الشخصية الذكورية التى يمثلها «أسعد/ دياب»، وكيف أنها تدمر حياة المحيطين بها وتؤثر على حياتهم، وكيف يجد الحب طريقه وسط مجتمع ذكورى.

لدينا أيضًا «النُص»، وهو مسلسل ممتاز فى الحقيقة ومفاجأة. كان يمكن أن يكون مسلسلًا كوميديًا خفيفًا ومسليًا، لكن ما قُدم ليس سيئًا، ويتضمن دراسة اجتماعية واقتصادية للمجتمع المصرى تحت الاحتلال، بالتفاصيل الدقيقة من ديكورات وملابس وغيرها، وهو ما احتاج إلى جهد إخراجى كبير لمخرج موهوب اسمه حسام على.

فى مقابل هذه الأعمال، هناك ما أسميه أنا بـ«دراما الكليشيهات»، وهى «مسلسلات من المسلسلات»، أصحابها لا يقدمونها من واقع أو عن أعمال أدبية أو دراسات عميقة، هم يشاهدون ٣٠ مسلسلًا ويصنعون منها جميعًا «خلطة» لمسلسل جديد، مثل مسلسلات «البلطجية» و«الميلودرامية الزاعقة»، وتكرار نفس الحكاية، والصوت العالى والدوشة.

أسمى هذه النوعية «دراما الكليشيهات»، أو «مسلسل عن مسلسلات»، كما سبق أن قلت، مثل أن يكتب أحدهم عن الصعيد وهو لم يرَه فى حياته، فيشاهد أكثر من مسلسل صعيدى، ويخرج لنا بمسلسل عن جنوب مصر!

لكن الصورة ليست سيئة تمامًا، نحتاج فقط لمنح الفرصة للشباب والوجوه الجديدة. هذا العام لفت نظرى ٣ مخرجين شباب مميزين جدًا، وهم: شادى عبدالسلام مخرج «ولاد الشمس»، وحسام على مخرج «النُص»، وحسام عبدالتواب مخرج «الشرنقة».

هذا إلى جانب الوجوه الشابة من الممثلين، مثل طه دسوقى وأحمد مالك، البطلين أمام محمود حميدة فى «ولاد الشمس»، واللذين كانا فى مستوى أداء «حميدة»، فضلًا عن عصام عمر الذى يقدم مسلسلًا لطيفًا بعنوان: «نص الشعب اسمه محمد». وطالما لدينا مواهب مثل هذه، لماذا نخاف من التجريب ومنحهم الفرصة؟!

أقترح أن نمنح الفرص للشباب، سواء فى الإخراج أو التمثيل أو الكتابة، أن نشجع الجيد. الحل ليس فى الرقابة بمعنى المنع. كما نحتاج إلى تشجيع الدراما ومنح الجوائز لصناعها ومساندتهم. وأتمنى كذلك أن تأخذ الأعمال حقها فى التجهيز، بحيث لا يتم تصوير مسلسلات بعد دخول رمضان.

مستوى الكوميديا جيد، وبها بعض الجدية، خاصة فى مسلسلى «النُص» و«أشغال شقة جدًا»، وهما مسلسلان لطيفان. كما أن أحمد مكى قدم «توليفة» من التراجيدى والكوميدى فى مسلسل «الغاوى».

أنا سعيد بالرجوع إلى أعمال الـ١٥ حلقة، لأنها منحت الفرصة لضبط خطوط الدراما وإيقاعها. كما أنى سعيد بنشاط الدراما فى النصف الثانى من رمضان، الذى كان يتميز بأن «كيرف» الأعمال فيه «بتنزل»، لكن هذا لم يحدث هذا الموسم. أتمنى أن يجرب صناع الدراما أعمال الـ١٠ و٧ حلقات أيضًا، فهذا ليس عيبًا أو حرامًا.

هناك العديد من المسلسلات لا تحتاج إلى ١٥ و٣٠ حلقة، لذا يلجأ صناعها إلى «مطها». هناك أعمال مهمة جدًا كانت ١٥ حلقة، مثل «أحلام الفتى الطائر» للزعيم عادل إمام. ليست هناك علاقة بين طول المسلسل وبقائه فى الذاكرة، يمكن أن تقدم ٧ حلقات تعيش، وتقدم ٣٠ حلقة لا يتذكرها أحد.

وهناك ظاهرة سلبية واضحة فى الموسم الرمضانى هى الإعلانات، التى أرى أنها تدمر الدراما، ما يحدث جريمة، أن يكون لدىّ حلقة ٢٥ دقيقة مثلًا، فأضع فيها إعلانات لمدة ساعة، هذا لا يحدث حتى فى أمريكا نفسها. الحقيقة نحن نهين الدراما.

أنا خريج إعلام، ودرست فيها فن الإعلان، ولا أعرف كيف يمكن حل هذه الكارثة. هى بدعة مصرية ليس لها نظير فى العالم. الإعلان نظام، ولا يصح أن يُكرر بهذه الطريقة، ولا بد من توزيع فترات عرضه بطريقة لا يمل منها المشاهد، لأن الطريقة الحالية منفرة. ما زال الإعلان متوحشًا على الدراما ويدمرها، يدمر البناء الدرامى والإيقاع وكل شىء متعلق بالمسلسل.

سلوى بكر: نحتاج لنظرة للأعمال الروائية الصالحة للشاشة

سلوى بكر

باختصار شديد جدًا، نحن نحتاج إلى دراما تكون على درجة من الإبداع والفن، وفى الوقت نفسه توجه رسائل ذات جدوى للناس، تُغيّر من مفاهيمهم وقيمهم المختلفة.

لم نرَ مسلسلًا مثلًا يناقش قيمة العمل، أو يتحدث عن قيمة الوقت، أو عن استشراف المستقبل ورؤيته له، أو دراما تناقش ما نحتاجه نحن كمجتمع. نحتاج دراما تتحدث عن تأخر وتردى التعليم. نحن فى بلد معظم شعبه فى حالة من التردى المعرفى، وهى حالة تحتاج من الدراما لمساعدة للناس الذين لم يرتادوا المدارس ولم يتعلموا.

نريد من الدراما أن تطرح خططًا بديلة، وأن تعين الناس على حياة أفضل، أن تطرح لهم خطابات بديلة، حياتنا سيئة ليس بسبب الحكومة، وكل عثرة ليست من الحكومة والدولة، لأنه فى كل المجتمعات الدولة وحدها لا تدفع المجتمع إلى الأمام.

إذا كانت الدراما تستطيع عمل شىء فهى تستطيع تغيير حياتنا إلى الأفضل، تستطيع تغيير القيم إلى الأفضل، المفاهيم إلى الأفضل. لكن الدراما التى تُقدم الآن أعتبرها نوعًا من أنواع النميمة المنحطة. هى تعرض نماذج موجودة فعلًا فى المجتمع، لكن هى لا تمثل المجتمع. المجتمع أنا وأنت وناس آخرون تشبهنا، الناس العادية التى تسعى إلى لقمة العيش، التى تحيا حياة عادية، تتوسم الشرف والاحترام واحترام الغير، لا نرى هذا فى الدراما.

حين نجلس أمام المسلسلات نضيع عمرنا وراء الإعلانات. أنا لست ضد الإعلان، لكن ينبغى أن تكون إعلانات مفيدة. من يقول خُذ فيلا بـ١٠ ملايين، من أين؟ من يظهرون فى هذه الإعلانات لا يشبهوننا من الأساس، كلهم يضربون شعرهم أصفر، وعيونهم زرقاء. نحن نركب المواصلات، ولا نرى هؤلاء.

لا بد أن نرى دراما نصدقها. حين كنا نشاهد مسلسلات الخامسة والربع فى الراديو وإلى الآن، لها تأثير كبير فينا، على المستوى الإبداعى والفنى والتمثيلى، ومن خلال الخطابات الإنسانية فى مضمونها. هى أعمال تقدم مجتمعًا محترمًا.

الدراما والسينما جزء من قوتنا الناعمة، نحن نتاج السينما، وجيلى، وأنا كبيرة فى السن، كنا ندخل السينما فنجد طريقة الكلام لفاتن حمامة ومريم فخر الدين، كنا نقلدهم بذوق وتهذيب و«تون» وطرائق أداء جميلة وإنسانية، نراهن يلبسن فستانًا جميلًا فنصنع مثله، ونحن أبناء عامة الشعب. السلوك المقدم من الفنانين من المؤثرات على المشاهدين. كذلك كانت الدراما المصرية فى بدايتها، والتى تقدم فى الإذاعة

هذا على عكس ما نراه الآن من فجاجة، فالدراما فى أحط حالاتها، وأتصور أنه يجب أن تعين الدراما الناس على تغيير حياتهم إلى الأفضل، والتأثير فيهم. نحن أجيال تربينا على السينما والدراما وارتقت بنا، فالدراما مطلوب منها أن ترتقى بحياة الانسان الآن، عبر التأثير فى تفاصيل محسوسة غير مباشرة أو ملموسة.

إحدى مشاكل الدراما هى عدم الانتباه إلى التركة والوجود الروائى، الذى يحمل سمات هائلة لدراما تليفزيونية، لدينا كُتّاب كثر كتبوا دراما روائية جميلة جدًا تصلح لأعمال تليفزيونية هائلة، وأقول هذا بصفتى روائية. لدينا عبدالحكيم قاسم وسليمان فياض، وعشرات الكُتّاب الآخرين.

لا يصح أن تتحول الدراما إلى تجارة وشطارة. صلاح أبوسيف حين قدم نجيب محفوظ كان قارئًا عظيمًا قبل أن يكون مخرجًا عظيمًا، أبسط الأشياء أن تنتبه اللجنة التى اختاروها إلى المادة الروائية الهائلة التى لدينا، وإمكانية تحويلها إلى أعمال درامية، أن تقترح أعمالًا روائية لتنفيذها على الشاشة، بدلًا من أعمال البلطجة والإجرام وتصدير صورة خاطئة بأن هذا هو طبع الشعب المصرى.

كل المجتمعات فيها بلطجية ومجرمون ومنحطون، لكنهم ليسوا المتسيدين للمشهد الدرامى للبلد. تركيا مليئة بالدعارة والإجرام والمخدرات، هل هذه الظواهر موجودة فى الدراما لديهم؟

إنعام كجه جى: «النُص» جمع جودة السيناريو مع براعة الأداء

إنعام كجه جى

بكثير من المتعة تابعت المسلسل المصرى «النُصّ». عمل يجمع بين جودة السيناريو وبراعة الأداء، والحوار الذكى الملغوم بالسخرية فى كل جملة.

لا أعرف كيف لم أنتبه من قبل إلى براعة بطل المسلسل الممثل أحمد أمين. أنت تقرأ فى نظراته «الفهلوة» و«الجدعنة» وخفة الروح فى لقطة واحدة. وبهذه الموهبة أجاد تجسيد شخصية «عبدالعزيز النُصّ»، النشال التائب الذى اكتشف أن «الباشوات حرامية» فقرر أن يكون مع عصابته «حرامية باشوات».

رأينا على الشاشة كثيرين أدوا دور الشخص الذى يجد صعوبة فى النطق. لكن ما قدمه حمزة العيلى، الذى يؤدى دور «درويش»، هو أداء عبقرى جعل منه بطلًا ثانيًا للمسلسل، ومثله الولد المراهق ذو الجسم الهائل «زقزوق»، الذى يؤدى دوره الممثل الشاب عبدالرحمن محمد.

هناك أيضًا أسماء أبواليزيد، التى أدّت دور الزوجة الغلبانة التى تعيل طفلة مريضة. ويمكن القول، من دون مبالغة، إنها أجمل وجه مصرى الملامح ظهر على الشاشة فى السنوات الأخيرة. تشبه بنات البلد اللواتى كنا نطالع رسومهن على أغلفة الطبعات الأولى لروايات نجيب محفوظ.

فى المسلسل عبارات ساخرة كثيرة تستحق أن تكون عناوين. لكن واحدة منها استقرت فى ذهنى وردت على لسان النشال وهى: «ده حضرة الضابط طلع نُصّ كمان!».  

أمانى خليل: «لام شمسية» شر بارد لا يُحتمل!

أماني خليل

يظل طرح قضية التحرش بالأطفال شائكًا، رغم أنه ليس جديدًا، فقد طرحته السينما العالمية والعربية فى بعض الأعمال، مع تفاوت جرأة الطرح ومركزيته فى العمل الفنى.

فى مسلسل «لام شمسية»، المعروض فى الموسم الرمضانى الحالى، تُطرح هذه القضية الخطيرة، من خلال حادثة تحصل فى بيت الطفل «يوسف»، تراها زوجة أبيه من خلال زجاج مغبش، وينفرد فيها صديق الأب الحميم بالطفل فى غرفة، بعد عيد ميلاده. 

تكثف الحلقات الأولى الشكوك لدى المشاهد حول سؤال: هل حصل التحرش فعلًا بالطفل أم أن ما حصل هو تخيل من زوجة الأب «نيللى/ أمينة خليل»، خاصة أنها شخصية مضطربة هيستيرية تتناول المهدئات، وتعيش حياة زوجية غير مستقرة مع الأب «طارق/ أحمد السعدنى».

وربما هذا الطرح يؤكد حقيقة صعوبة إثبات التحرش نفسه فى الواقع، الذى يظل فعلًا موجودًا لا يتم نطقه أو الإفصاح عنه مثل اللام الشمسية، وهو ما عبرت عنه أغنية المسلسل.

وهناك ما لا يقل خطورة قدمه المسلسل، وهو استمرار هذا الشر الهادئ الموازى لفعل التحرش بـ«يوسف» نفسه، المتمثل فى عدم مقدرة الجميع على فعل ما يجب ويلزم فعله. فالأب لا يفعل شيئًا للتأكد من حماية ابنه، سواء كانت شكوك زوجته حقيقية أم لا، وبعد فترة يعيد الطفل إلى دروس اللغة العربية مع صديقه المتهم.

وطليقة الأب والدة الطفل لا تقدم على فعل شىء، مثل أخذ ابنها بعيدًا عن بيت أبيه، لكن تكتفى فقط بتوجيه اللوم لزوجة الأب. أما زوجة المتهم بالتحرش «رباب/ يسرا اللوزى» فتخطط للهرب مع ابنتها، وتضع كاميرا فى غرفة الابنة للمراقبة، ما يوحى بشكها فى الأب. هذه الزوجة التى تعانى من ضغوط نفسية، لا نعرف سببها حتى الحلقة السابعة، لا تواجه الزوج، بل تظل فى خدمته بالمشفى حتى خروجه!

الزوج الخائن «طارق/ أحمد السعدنى» يظل فى علاقة مزدوجة مع زميلته فى العمل ومع زوجته، دون فعل حقيقى لمساندة حبيبته فتضطر للجوء للإجهاض، بينما هو غارق فى مشاكله وازدواجيته التى عبّرت عنها ورشة السيناريو لمريم نعوم بمشهد حرصه على الصلاة مع صديقه فى المسجد.

هذا البرود الهادئ القريب من مستوى الشر الذى يسوق تصرفات الشخوص هو ما يميز هذا العمل، فالجميع لا يعمل شيئًا، لتستمر معاناة الجميع، وفى مقدمتهم الطفل انتهاءً بالأبطال الكبار، وهو ما يشبه ما تطرحه السينما الأسكندنافية فى أعمال مماثلة، تحت ظل حضارة مادية شديدة القسوة تجعل معاناة الأبطال لا نهائية ولا تُحتمل.

عبدالوهاب رفيقى: عيب «النص» الوحيد أنه «بيخلص»

عبدالوهاب رفيقى

«إنت عارف ليه سمونى النص؟».. «لازمة» ستبقى راسخة فى أذهان كل من تابع التحفة الفنية التى قدمها لنا أحمد أمين فى هذا الشهر المبارك، مُسلسل «النُص».

أتابع أحمد أمين على «يوتيوب»، وهو يقدم بإبهار وصلات فكاهية، سواء فى برنامج «٣٠ ثانية»، أو فى نصائحه الساخرة ببرنامج «البلاتوه»، وكنت أنتظر بشوق دخوله عالم الدراما والكوميديا، وأتوقع له مستقبلًا متألقًا، وذلك ما كان، سواء فى «الوصية» أو «جزيرة غمام» أو «ما وراء الطبيعة» أو «الصفارة»، حتى أصبحت مشاركته فى أى عمل كافية لإغرائى بالمتابعة.

مسلسل «النُص» تحفة بلا نقاش، خاصة حين يكون العمل على أحداث ووقائع تاريخية وحقيقية، لكنها ليست تاريخ الساسة ولا الملوك ولا القادة العسكريين، بل قصة عصابة من «النشالين»، تسرق من أجل إطعام الفقراء وفك سجن المظلومين، ثم من أجل مقاومة المحتل وإصابته فى مَقتل.

لن أخوض فى التفاصيل مراعاة لمن لم يتابع العمل بعد. لكن ما أبهرنى فيه، إضافة إلى جودة بل روعة الأداء، ليس عند أحمد أمين فقط، بل حتى الفريق الذى كان معه.. أسماء أبواليزيد فى دور «رسمية»، حمزة العيلى فى دور «درويش»، عبدالرحمن محمد الذى أبهرنى فى دور «زقزوق»، حتى تحس أنك نسجت علاقة عائلية مع أفراد العصابة، تفرح لنجاحهم فى النشل، وتحزن لفشل عملياتهم.

أضف إلى ذلك احترام المشاهد، فى الكتابة التى جمعت بين التاريخ والدراما و«الإيفيهات» الكوميدية، واحترامه فى التفاصيل: الديكور والملابس والإكسسوار والإضاءة، حتى علب اللحم «البلوبيف» لم يغفلها المخرج لنراها كما كانت عليه زمن العشرينيات والثلاثينيات.

فعلًا المخرج حسام على تمكن من أن يتحفنا بعمل جمع بين التاريخ والتوثيق والدراما والفكاهة، بفريق تمثيل مميز، على رأسه طبعًا المبهر أحمد أمين، وعند نهاية كل حلقة يقدم لك المخرج معلومتين تاريخيتين زادتا من جمال العرض.

عيب واحد فى رأيى يمكن تسجيله على هذا العمل، أن حلقاته ١٥ فقط.. مسلسل «بيخلص»!

فؤاد زويريق: «قلبى ومفتاحه» متعة بصرية وحوارية 

فؤاد زويريق

تابعت مسلسل «قلبى ومفتاحه»، وهو مسلسل خفيف، شدتنى فيه بساطته وخفته، ومواقفه الكوميدية المرحة البعيدة كل البُعد عن كوميديا «الإيفيهات والابتذال». لا حشو فيه ولا ادعاء ولا تقعير ولا تكلّف ولا مُبالغة.

نغوص فى عوالمه ونستمتع بتفاصيله المتشابكة، سرد سلس، رؤية إخراجية متناسقة مع الجو العام الذى يفرضه هذا النوع من الأعمال الخفيفة، كتابة متماسكة إلى حد ما، تصوير متقن منحته الفضاءات المفتوحة، مثل شوارع القاهرة وحاراتها، والمناظر البانورامية خاصة العلوية منها، مساحة جمالية للتفنن وللإبداع البصرى، تطور هادئ للأحداث دون مط.

المسلسل يضم مجموعة من الممثلين والمُشخصِين الأكفاء، مثل مى عزالدين، التى وصلت مع زميلها آسر ياسين إلى مستوى متميز من الاحتراف، وشكلا معًا سيمفونية متجانسة ومتماسكة فى تركيبتها.

كما أن أشرف عبدالباقى ظهر فى هذا العمل بشكل جديد وبشخصية مختلفة غير مسبوقة فى مساره، ستفتح أمامه لا محالة أبوابًا فنية أخرى فى المستقبل. أما تقى حسام التى أدت دور «علياء»، فقد كانت متميزة ومنصهرة تمامًا مع أبعاد الشخصية بتعابيرها وانفعالاتها.

ويبقى بالنسبة لى محمود عزب المفاجأة والحصان الأسود فى هذا العمل، أو على الأقل فى حلقاته الأولى، فقد أبدع جدًا فى تقمص شخصية «نصر»، تلك الشخصية البسيطة الخجولة المنكسرة غير الجريئة، التى تحب من بعيد ولعقود أُم بلطجى الحارة، وعندما تشجع أخيرًا وصارحها عبر رسالة مكتوبة، وقع فى مصيبة، واختُطف حب عمره من بين يديه وأمام عينيه.

«قلبى ومفتاحه» عمل يحقق لذة الفرجة، ويمتعك بصريًا وتشخيصًا، وأيضًا فى حواراته، ومجهود مؤلفه ومخرجه تامر محسن واضح جدًا.

مى خالد: عظمة على عظمة يا فنانى مصر

مي خالد

مصر راجعة للدراما التليفزيونية بقوة، بـ«جيش شبابى» من القوى الناعمة، ومسلسلات عظيمة، وشخصيات بسيطة، من غير بلطجية ولا رقاصات، ولا راجل «جربوع» متجوز ٩ ستات بيتخانقوا عليه ويكيدوا لبعض!

تابعت ٣ مسلسلات وماشية فى الرابع، وكلها أحلى من بعض. المسلسلات اللى شفتها «٨٠ باكو» و«النص» و«ولاد الشمس»، ودخلت على «الشرنقة».. عظمة على عظمة يا كُتاب ومخرجين وشباب ومُمثلين.