السبت 26 أبريل 2025
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

فتنة فيرينا.. فتاة «Z» التى «شيطنت» الوسط الثقافى

حرف

- كان الأولى إطفاء نيران الخيمة المحترقة بدلًا من عروض السيرك المنصوبة حول رأى فارغ

- هل أصبح الوسط الثقافى «عنبر مسجلين» ؟ كيف لـ«متخصصة فى تقييم الكتب» التعميم بهذه الصورة الفجة استنادًا إلى «قالولى»؟

فى أواخر مارس الماضى، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعى قصة مؤثرة عن شاب يُدعى «محمد صلاح»، قيل إنه يبلغ من العمر 17 عامًا، وتعرض للظلم والتعذيب على يد أعمامه بسبب طمعهم فى الميراث بعد وفاة والديه.

تفاصيل القصة التى نشرتها عدة «صفحات كبرى» وحسابات لـ«مؤثرين» مشاهير، تقول إن أعمام الشاب تعدوا عليه بالضرب بسبب الميراث، ولما هرب من المنصورة إلى السعودية، وأُدخل إلى مستشفى هناك للعلاج لحقوا به، واقتحموا المستشفى وحاولوا قتله.

واصلت الروايات العاطفية آنذاك نصب شباكها حول «المُصدقِين دائمًا»، أولئك الذين تصعد بهم «كلمة» إلى عنان السماء، وتنزل بهم أخرى إلى سابع أرض، مُدعية أن الشاب تُوفى فى رمضان، وأنه «ظهرت منه رائحة المسك، وشوهدت الملائكة وهى تستقبله».

انتشرت القصة انتشار النار فى كومة قش، وحصدت تفاعلات ومشاركات أعداد كبيرة من مرتادى مواقع التواصل الاجتماعى، قبل أن يظهر الهدف الحقيقى من ورائها الذى تمثل فى دعوة «الحساب» المزعوم باسم هذا الشاب إلى جمع تبرعات، مرة بداعى «إخراج صدقة جارية على روح المرحوم»، وأخرى بداعى «المستشفى الذى كان يعالجه له مستحقات مالية عليه، ويرفض إخراج الجثمان قبل دفعها»، وغيرها الكثير من القصص الأخرى.

نعم، كما أسمعك تقول الآن، القصة بأكملها كانت «نصباية»، والصور المتداولة لهذا الشاب وعائلته مصنوعة بـ«الذكاء الاصطناعى»، ولا يوجد «محمد صلاح» ولا أعمام ظالمين، وكل ما فى الأمر أن مجموعة من المحتالين استغلوا «سطوة الترند» فى محاولة سرقة المصريين.

دع هذه القصة فى إحدى المناطق الخالية من ذاكرتك، وأضف إليها قصصًا كثيرة مررنا بها من قبل على نفس المنوال، من «محمد كشرى» إلى «سيدة البِر إسراء القاضى» وغيرهما الكثير من الوقائع المُشابهة، وضع لها عنوانًا عريضًا اسمه «سطوة الترند»...

سنعود إلى كل هذا، بعد المرور على واقعة لا تتعلق بنصب كما الحال فى الوقائع سالفة الذكر، بل فى سلب إرادة وسط بحاله، وتوجيهه إلى منطقة بعينها وهو معصوب العينين، ودفعه لخلق نقاشات واسعة، وتقسيمه إلى فئتين مؤيدة ومعارضة، دون أن يسأل حتى: من هذا الذى يوجهنى وأسير على الخط الذى رسمه لى؟ ما منطقية ما يقوله؟ هل هناك احتمال- ولو ١٪- أنه كاذب أو مُدّع أو حتى يريد إثارة الجدل وحسب؟!

كل رجال الثقافة متحرشون

فلندخل إلى الموضوع مباشرة.. ماذا حدث؟

قبل أيام، خرجت «بوك توكر» تدعى فيرينا سامح لتتهم «جميع أبناء الوسط الثقافى من الرجال» بأنهم «متحرشون إلى أن يثبت العكس»، داعية كل حواء تنتمى لهذا الوسط إلى الانتباه، والتعامل مع «كل كاتب ومثقف» باعتباره «متحرشًا إلى أن ترى فيه عكس ذلك».

الـ«بوك توكر» لمن لا يعرفه مصطلح يُقصد به صانع أو صانعة محتوى مُختص بمراجعة وتقييم الكُتب، من خلال محتوى مرئى على الأغلب، يقدمه من خلال «يوتيوب» أو «تيك توك»، وغيرهما من مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة.

أما فيرينا سامح فهى «بوك توكر» مصرية، من مواليد ٥ مايو ٢٠٠١، واتجهت للقراءة بشكل مكثف، ثم بدأت فى تقديم «مراجعات مرئية» لعدد من هذه الكتب، قبل عامين فقط. شاركت فى النسخة الأخيرة من معرض الكتاب، ولها العديد من الفيديوهات من داخله، رفقة بعض المؤلفين والمؤلفات. كما أنها صديقة لبعض أصحاب دور النشر والمثقفين.

كاد يمر فيديو «فيرينا» دون أن ينتبه إليه أحد، خاصة أن صاحبته عمرها فى الوسط الثقافى كله عامان، تبتاع الكتب وتقرؤها، ثم تصنع «محتوى فيديو» يتحدث عن هذه الكتب، وتحب كتابات نورا ناجى ومصطفى منير وميرنا المهدى، وغيرهم.

لكن الكاتبة نورا ناجى، صاحبة رواية «بيت الجاز»، وضعت «الكبريت» إلى جانب «الغاز»، ونشرت -وهى الروائية التى تحظى بشهرة فى الوسط الثقافى- الفيديو على صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، لتبدأ «معركة» من نوع خاص، أشهر فيها كل طرف أسلحته فى التعليقات، ما بين مؤيد ومُعارض، لدرجة أن نورا ناجى أغلقت التعليقات على الفيديو الذى شاركته.

وكالعادة مع أى «ترند/ معركة سوشيال» انقسم الجمع إلى طائفتين، الأولى من «رجال الوسط الثقافى»، الذين رفعوا شعار: «برىء يا بيه»، معتبرين أن ما قالته «فيرينا» ينطوى على مبالغة كبيرة، أو ما يمكن وصفه بـ«الأكاذيب الفارغة»، قبل أن يذهب بعضهم إلى مبدأ «الرد بالمثل»، عبر القول إن «كل كاتبات الوسط الثقافى متُحرشات»، والثانية كاتبات يدعمن «فيرينا» ووجهة نظرها، ويروين «تجاربهن» مع التحرش من كُتاب مصريين وغير مصريين.

أنا عندى Followers

إذن، احتدمت «المعركة» ونصب «الترند» خيمته لتقديم عروضه على الصفحات والحسابات.

هنا بالضبط تكمن المشكلة، مشكلة تحول وسط مهم مثل الوسط الثقافى إلى «سيرك»، أعطت شارة بدء عروضه «فتاة» من «الجيل Z»، فهرول خلفها «اللاعبون الكبار»، يُقدم كل منهم «فقرته»، داخل خيمة تحيطها النيران من كل جانب، ورغم أن الأولى إطفاء هذه النيران، وإقامة الخيمة بأعمدة صلبة، انشغلوا جميعًا بهذه العروض.

قبل شرح هذه النقطة، فلنعد إلى صاحبة العرض، فيرينا سامح، التى يتبادر إلى الذهن سؤال منطقى عند سماع ما قالته: هل تعرضت إلى تجربة تحرش دفعتها إلى وصف «كل رجال» الوسط الثقافى بأنهم «متحرشون إلى أن يثبت العكس»؟

فلنستمع إلى الإجابة من لسان «فيرينا» نفسها، التى كتبت منشورًا نَفت فيه تعرضها إلى أى تجربة تحرش، مُبررة ذلك بأنها «بوك توكر لديها متابعون كُثر، وبالتالى سيخاف من يقدم على هذه الفعلة من أن تفضحه»..

قالت «فيرينا» بالتفصيل:

هو ليه لازم أكون تعرضت لحاجة علشان أتكلم أو أكون متضايقة من اللى بيحصل؟ أى إنسان طبيعى المفروض يكون قرف من اللى بيحصل كل شوية.. بقالى أكتر من سنتين بسمع وبشوف وبيتحكيلى قرف.. هل القرف ده جديد؟ لا بس اللى هفضل دايمًا أتصدم منه هو التعامل العادى معاه، إن الناس بقت تعتبر إن ده فعل عادى.. ده كاتب متحرش عادى.. كلنا عارفين بس عادى!

والأسوأ أن الناس دى بدأت تنتشر فى «البوك توك»، المكان اللى نصهم فيه لسه صغيرين بيتعاملوا ببراءة وبتلقائية، وعمرهم ما هيتخيلوا إن الكاتب اللى دخلوا يقولوله: «روايتك عجبتنا» يطلع متحرش، ويطلب منهم صور ويفضل يطاردهم. كلامى كان موجه أكثر للفئة دى.. حد بيكتب أول مرة وعايز ينشر.. حد لسه بيدخل جديد الوسط بأحلام وردية، أو حتى بيبدأ يعمل محتوى.. وآه ده موقف حصل بالفعل مع أكتر من شخص أعرفه وشوفت بعينى.

لم تتعرض «فيرينا» إلى التحرش إذن، لكنها «سمعت وشافت».

«سمعت وشافت» تجربة أو اثنتين أو أكثر، فتخرج وتتهم «كل رجال الوسط الثقافى» بأنهم «متحرشون إلى أن يثبت العكس». تطلب من كل كاتبة أو قاصة أو «بوك توكر» إشهار الريبة والشك والخوف عند التعامل مع أى رجل فى الوسط الثقافى، وكأنها تتحدث عن «عنبر مخصص للمُسجَلين خطر»، وليس وسطًا يضم كُتابًا ومُبدعين ومثقفين، عرفوا معنى الكلمة فصاروا «كلمة تمشى على الأرض»... جُلهم وأغلبهم والأكثرية منهم.

ثم كيف لمتخصصة فى تقييم الكُتب والتجارب الإبداعية أن تقع فى فخ التعميم بهذه الصورة، وتسمح لنفسها بـ«وصم» وسط بأكمله بأنه «مُتحرش إلى أن يثبت العكس».. هل هذه المنهجية التى تعتمدينها مع الكتب التى «ترتزقين» بـ«تقييمها» على «تيك توك» وأخواته؟!

إشكالية أخرى أظهرها ردها على المنتقدين...

تقول «فيرينا»: «بالمناسبة أنا لحد دلوقتى ٩٠٪ من الحاجات اللى اتكلمت عنها محصلتليش، لأن أنا برضه حد معروف، ليا صحاب فى الوسط، وعندى followers، الناس هتخاف تعمل حاجة أفضحهم.. أنا حد هيفضحهم ويجعر صوته ويتكلم... صحابى شخصيًا ساعات بيخافوا منى».

الإشكالية هنا تتعلق بـ«الاستحقاقية» التى تتولد لدى «اليوتيوبر» أو «البوك توكر» أو «المؤثر»، وغيرها من المسميات التى تعبر عن هذه «المهنة» المستحدثة - إن صح التعبير- تلك الاستحقاقية النابعة مما قالته «فيرينا»: «عندى followers»!

صاحبنا ممتهن هذه المهنة يعتبر نفسه دائمًا «العالِم بأمر الله»، يفهم فى كل شىء، له الحق فى الكلام عن أى شىء، يهاجم هذا ويدافع عن ذاك، ثم يهاجم ذاك ويدافع عن هذا، ولا تسأله عن السبب، وإذا ما انتقدته أو عارضته أو نبهته إلى خطأ وقع فيه، أطلق ما «يملكه» من «followers» لنهشك والهجوم عليك، بما يصح ولا يصح!

«استحقاقية» غريبة تجعل مولودة فى عام ٢٠٠١، ولم تدخل الوسط الثقافى سوى من عامين فقط، ومحتواها حديث أمام ميكروفون، يخلو من أى عمق ولا يخضع لأى نظريات ومناهج نقد حقيقية، تصف «كل رجال» الوسط الثقافى بأنهم «متحرشون إلى أن يثبت العكس».

«سيرك» فى خيمة متجرفة

نعود إلى ما قلناه قبل قليل عن «السيرك» الذى نُصب فى ساحة الوسط الثقافى.

«هنا بالضبط تكمن المشكلة، مشكلة تحول وسط مهم مثل الوسط الثقافى إلى سيرك، أعطت شارة بدء عروضه فتاة من الجيل Z، فهرول خلفها اللاعبون الكبار، يُقدم كل منهم فقرته، داخل خيمة تحيطها النيران من كل جانب، رغم أن الأولى إطفاء هذه النيران، وإقامة الخيمة بأعمدة صلبة، قبل الانشغال بأى شىء آخر».

هذا ما قلناه ونذكركم به من جديد.. فما المقصود به؟ 

الوسط الثقافى زاخر بالعديد من القضايا المهمة، ووصفها بـ«المهمة» هنا لا يقتصر فى تأثيرها على الوسط نفسه فحسب، لأن الثقافة تحديدًا هى المجال الذى ينعكس على كل شىء فى المجتمع... «رمانة ميزان» أى مجتمع من دون أى مبالغة.

ألم تكن الساعات التى استغرقها الوسط الثقافى فى مناقشة حديث مثل حديث «فيرينا»، بكل ما فيه من تعميم وتجن وفراغ، أولى بمناقشة هذه القضايا المهمة؟

خذ عندك مثلًا أزمة عدم وصول إصدارات دور النشر المصرية المشاركة فى معرض الرباط الدولى للكتاب، بسبب مشكلة مع شركة الشحن التى تعاقد معها اتحاد الناشرين المصريين، لتظهر أجنحة الدور فارغة تمامًا بعد مرور ٤ أيام كاملة على انطلاق المعرض، فى مشهد مسىء للثقافة المصرية وتاريخها الطويل.

هل انشغلنا مثلًا بالإجابة عن سؤال: إلى أين وصلت مبادرة «المليون كتاب»، التى أطلقتها وزارة الثقافة فى الدورة الأخيرة من معرض الكتاب؟ أو أين نقف الآن فى ملف تطوير الدراما؟ هل يمكن أن نحلم يومًا بحل أزمة تأخر النشر لسنوات فى قطاعات الوزارة المختلفة؟ هل ناقشنا مثلًا، وصاحبتنا هنا «بوك توكر»، ما يُشاع عن علاقات وتربيطات بين «البوك توكرز» وكُتاب بعينهم لترويج أعمالهم التى لا تستحق أى انتشار، مقابل غياب آليات واضحة لتسويق الأعمال المستحقة؟

التحرش قضية فى غاية الخطورة، ولا نريد أن يعتقد البعض أننا «نضع رءوسنا فى الرمال» ونرفض مواجهتها، أو نقول حتى إنها غير موجودة فى الوسط الثقاقى، لكن ما نستهدفه هنا إرساء مبدأ مهم، هو أن مناقشة قضية خطيرة مثل هذه تحتاج إلى عمق وتحليل من خبراء ومتخصصين، وليس «بوك توكر» فرّغت القضية من مضمونها، وخرجت بتسرع وقلة وعى لتقول ما قالته عن «رجال الوسط الثقافى»، فتحولت المعركة من «مواجهة التحرش»، ونحن أول المواجهين، إلى معارك فرعية أخرى أقل أهمية، كان من الممكن تجنبها إذا كان المُتحدث أكثر وعيًا.

نحن نرفض التحرش، ونرفض مثله الابتزاز والتعميم والوصم دون دليل. نرفض رفضًا قاطعًا أى ضغط أو تمييز ضد المرأة، فى بيئة عمل أو وسط ما، ونرفض أيضًا أن تُداس الحقيقة تحت أقدام «سطوة الترند». نقف مع المرأة وندعمها ونساند كل الأجيال الجديدة فى أن تقول رأيها. لكن نرفض أن نندفع مُنساقين وراء «بوك توكر» مجهولة، على طريقة اندفاعنا العاطفى فى وقائع «محمد كشرى» و«محمد صلاح» وغيرهما، لننشغل لأيام طويلة بـ«فقراتنا» فى «السيرك» الذى «نصبته»، بينما خيمة هذا السيرك تحترق من كل جانب! 

أشرف الصباغ: هتسكت ولا على راسك بطحة؟!

البنت بتطرح منطق شبيه تمامًا بمنطق المتحرشين. يعنى منطق ذكورى حقير ومنحط. المنطق اللى هى بتطرحه بترفضه الكثير من الحركات النسوية العاقلة والمدركة لبُعد وعمق وطبيعة القضايا «النسوية»، ما عدا طبعًا المتطرفات جدًا، واللى عندهن مشاكل نفسية وعقلية، ومتصورات إنهن داخلات عركة تكسير عظام.

فى الحقيقة، منطق البنت لا يختلف كثيرًا عن منطق الأنطاع الذكوريين والمتحرشين. وهو منطق ضد المرأة وضد القضايا النسوية الحقيقية المرتبطة بالواقع الاجتماعى وبفضاءات الحرية العامة للنساء والرجال. دا فيديو ذكورى حقير ومنحط، وضد المرأة أساسًا.

البعض عايزنى أسكت، وإلا ممكن يبقى على راسى بطحة، أو لأن على راسى بطحة، فأنا بدافع عن المبطوحين!!! منطق غريب شوية، وممكن يؤدى لحاجات مش لطيفة خالص ويزعل الناس من بعضهم.. أو مثلًا نسيب الموضوع، ونقعد نردح لبعض، وأكيد ممكن نفهم إن فكرة البطحة واللى على راسه بطحة، تهديد مبطن. ودا أسوأ ما فى الموضوع، لأن المنطق ده بيدخل برضه تحت بند الذكورية، والسلطة أيًا كان نوعها: هتسكت ولا على راسك بطحة؟

هل الأصدقاء والصديقات اللى منفعلين وواخدين الموضوع على صدرهم، وشايفين إن كلام البنت ومنطقها، يمكن تبريرهم، وإن دا شىء طبيعى بنتيجة كذا وكيت، عايزينى أستبدل منطق ذكورى حقير لمجتمع ولرجالة، بمنطق ذكورى أحقر وأسخم وأضل سبيلًا بتقوله واحدة ست؟ هل وصلت الصفاقة والوضاعة إلى حد إرهاب الناس، ومحاولة إجبارهم على قبول منطق ذكورى بدلًا من منطق ذكورى آخر؟ 

هو دا بقى السبب اللى خلانى أقول رأيى فى الموضوع، ومش دفاعًا عن حد خالص، لأن أنا معنديش صحاب متحرشين، ومعنديش صديقات مرضى أو مختلات عقليًا. أنا وأصدقائى وصديقاتى ناس طبيعيين جدًا جدًا جدًا، بننتمى لفئة أو فصيلة البشر الفانين، معندناش طموحات إننا نرتقى لفئة البشر المنزهين الكاملين اللى بيحطوا قواعد وأطر وماسكين شومة ونازلين تطقيش بيها، ولا لفئة البشر المكمكمين اللى متكومين فوق بعض ونازليش تشليط فى خلق الله وعايزين الكون برجالته وستاته يمشوا تبع التلمود بتاعهم. أصدقائى وصديقاتى مدركين كويس إن الحل مش إننا نستبدل منطق ذكورى وعلاقات ذكورية بيقودها الرجال، بنفس المنطق الذكورى بس اللى بتقوده ستات.. لسه موصلناش للمرحلة دى، وإلا هنحتاج لجلسات كهربا!