اتحاد الناشرين بين سعيد عبده وفريد زهران
يشهد اتحاد الناشرين فى ٧ مارس المقبل انتخابات قوية ومختلفة وفاصلة، حيث يتنافس على ٦ مقاعد ١٨ مرشحًا، يأتى على رأسهم السياسى البارز والمرشح السابق فى الانتخابات الرئاسية فريد زهران.
قد يعتبر البعض أن هذه الانتخابات نوعية تخص أعضاء الاتحاد من الناشرين فقط، لكن الحقيقة أن الأمر ليس كذلك، فكل ما يخص الاتحاد يخص ملايين المصريين من الذين يحرصون على شراء الكتب واقتنائها وقراءتها، ويخص الآلاف الذين يعملون فى صناعة النشر من تجار الورق ومصممى الأغلفة والتصميمات الداخلية للكتب وأصحاب المطابع والموزعين وأصحاب المكتبات، وهؤلاء هم الجنود المجهولون فى عالم الكتاب.
هذه الانتخابات تخص أيضًا الدولة المصرية، فصناعة الكتاب كانت ولا تزال واحدة من قوى الدولة الناعمة، كما أنها مصدر مهم من مصادر الدخل القومى، وهنا يأتى الحرص على أن يكون الاتحاد قويًا وملبيًا لطموح كل من يقتربون من صناعة الكتاب ولو بعلاقة عابرة.
خلال السنوات الماضية استطاع الأستاذ سعيد عبده، رئيس الاتحاد الحالى، أن يعبر به عواصف شديدة، فقد جاءت فترة ولايته خلال أحداث مضطربة مرت بها البلاد جميعها، وكانت المشاكل هى العنوان الرئيسى لكل شىء، لكنه بحكمته وقدراته الإدارية الفذة استطاع أن يمنح الاتحاد هدوءًا واستقرارًا، ولولا وجوده لانفجرت الأحداث فى وجه الجميع، لكننى أشهد له أنه قام بمهمته على أكمل وجه، ولم يكن هذا غريبًا عليه، فهو رجل دولة من الطراز الأول.
فى الانتخابات المقبلة يتنافس على المقاعد الستة ١٨ ناشرًا، هم طبقًا لقائمة المرشحين لانتخابات التجديد النصفى التى أعلنها الاتحاد: أحمد سعيد «منشورات الربيع»، أحمد عبدالمنعم «حورس الدولية»، أحمد بدير «دار الشروق»، أحمد رشاد «مكتبة الدار العربية»، الجميلى شحاتة «دار وعد للنشر»، حسام عبدالمطلب «دار المستقبل للنشر»، رضا عوض «رؤية للنشر والتوزيع»، زياد إبراهيم «بيت الياسمين»، فتحى عبدالمقصود «همسة للنشر»، محمد العبسى «العلم والإيمان»، فريد زهران «المحروسة»، محمد بيومى «إبهار»، محمد نجاح إبراهيم «الرسم بالكلمات»، محمود خلف «تبارك»، محمود عبدالنبى «إبييدى»، ممدوح على «الحرم»، وائل الملا «مصر العربية»، وليد مصطفى «دار وليد».
كل واحد من هؤلاء لديه حلم ورؤية، يريد أن يقدم شيئًا للاتحاد خلال الفترة المقبلة، وهى فترة عنوانها التحديات الكبيرة، فالاتحاد لا يعمل فى فراغ، ولكنه يتحرك فى وسط إقليمى تغلب عليه الأحلام الكبرى والطموحات التى بلا حدود، وهو ما يجعل المهمة صعبة، وتحتاج لمن يتفرغ لها ويمنحها كل طاقته بلا حسابات صغيرة أو ضيقة.
وهنا يأتى السياسى البارز فريد زهران ليتقدم صف المرشحين فى انتخابات التجديد النصفى، باعتباره الآن شخصية دولية، فقد منحه اشتراكه فى الانتخابات الرئاسية الماضية زخمًا كبيرًا، هذا غير دوره السياسى وما قدمه فى عالم النشر من خلال دار المحروسة، عبر السنوات الماضية، وهو ما يجعله مؤهلًا ليقود الاتحاد فى السنوات المقبلة، لا لينهض بصناعة النشر فقط، ولكن ليحافظ على وضع الاتحاد على المستويين الإقليمى والدولى.
إننا أمام لحظة فارقة، وأعتقد أن جموع الناشرين المصريين يعرفون ذلك جيدًا، ويعرفون أن اختيارهم يجب أن يكون مضبوطًا ومنضبطًا ومحسومًا لمصلحة الاتحاد نفسه، فمن بين المرشحين من يملكون مؤهلات العمل، ومنهم من يرغب فى الترشح ربما لتحقيق مصلحته المباشرة، وأعرف أن الناشرين المصريين لديهم الوعى الكافى للفرز والاختيار الصحيح، وأعتقد أن لديهم فرصة ذهبية للحفاظ على ما تم إنجازه فى الاتحاد، الذى يستحق أن نبذل جميعًا ما نستطيعه لنمنحه حيوية وطاقة وقدرة على استكمال مسيرته بما يليق به وبمصر.
ليس لدىّ انحياز لأحد، لكنى أعتقد أن من بين هؤلاء المرشحين ستة يمكن الاعتماد عليهم وهم: فريد زهران، أحمد بدير، أحمد رشاد، محمود عبدالنبى، محمود خلف، وزياد إبراهيم.. وهذا رأيى بالطبع الذى لا أفرضه على أحد، لكننى أميل إلى أن هؤلاء هم الأفضل للمرحلة المقبلة.