عبدالوهاب الشيخ يكتب: لا عَلَيْك!
لعلَّه الدماغ
أتقدمُ
باحثًا بعصاى
عن عُلَّيْقة الأمل
تنحرفُ يدى
لتسقطَ على شىءٍ
جامد
تنحرفُ يدى
لتسقط هذه المرة
فى الفراغ..
اليدُ المتقدِّمة
وسيلةٌ مضمونةٌ للنجاة
ورغبةٌ أكيدة
فى هشّ ذباب الذكرى
عن صِحاف الندم
أما الأقدام
فأعضاء طيبة غالبًا
تتلقى أوامرَها
من جهةٍ غامضة
فى مكان ما.. لعَلّه الدماغ!
رجلٌ طيب!
نعم! أنا رجلٌ طيّب!
أحملُ فى عنقى
نيرَ أجدادى،
وأسيرُ خفيفًا
كنسمة ريح..
رجلٌ طيب!!
لذا حين آمره.. يطيعنى
الفراغ؛
فيمتلئُ بأصواتٍ كثيرةٍ،
تُسلّينى
وتسرّى عنى،
والحزنُ يسير
وبينى وبينه أميال
حرصًا على مشاعرى،
التى يشهد الجميع
برِقَّتِها..
حتى إنهم يرتبكون بشدة
عند السلام علي،
ويضغطون بخفّةٍ
على أصابعى؛
لئلا تنكسر!
حياة
زوجتى تغفو فى استقامة
ملاك
بينما أعصى الربّ
كما أشتهي،
ولا أعضُّ أصابعى ندمًا!
وفيما تدور لتوزع بَرَكتها
على فضة الأوانى..
أكونُ أنا فى كامل ثيابى
أكرِّسُ الفوضى،
وأنصبُ لأجل الربّ
خيمةً
من دخان!
جسد وروح
فى ساعة الفزَع الطريّة
التى يسيل من أفمامِها
الغبار..
أحملُ بدلًا من قلبي
آخر مُفْعَمًا بالسكون؛
لتُزْهرَ أغنية ٌ
فى فم السمكة،
لتبرق أنشودةٌ
فى حَدَقةِ العُقاب
ثم يتقدمَ ظلّى
ظلّى الداثر..
ويُلْبسَ الظلام جسدًا
وروحًا!
ذلك العَنيد
سيظل يرقبُ الوقتَ
وهو يمرّ،
وستظل حاجتُهُ
لعينيّ ضريرٍ
يرى بهما العالم!
أوراقُه سيبعث بها
إلى الحانوت المجاور
أعضاؤه ستتفكك
من تلقاءِ نفسِها..
روحُه سترتدى السواد؛
أما قلبُه ذلك العنيد
فسيظلُّ يدُقّ
يظلُّ يدُقّ..
تمامًا
كناقوس
فى جِنَازة!
هذا كلُّ شىء.. !!
رائعٌ هو النوم!
سَكْبُ الماء على النار،
والعيشُ على شفا الفجيعة.
لحُسْنِ الحظ
لن يتوجّبَ عليك السير
مجدّدًا..
ولن ترفعَ كفَّك مرةً ثانية؛
لتقولَ: وداعاً
للظلّ الهاجع
على عتبَةِ دارِكم.
لقد بذلْتَ كل ما فى وسعك،
وانتهى الأمر!
لا عليك..!!