الأربعاء 15 يناير 2025
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

«محمد جلال عبدالقوى.. أديب الدراما العربية».. حارس الوجدان الذى زاد حياتنا جلالًا

جلال
جلال

يقينًا، وبلا شك أو مبالغة، إن جيلنا يحمل فى عنقه طوقًا من جميل لا يُرد تجاه هذا الرجل دون أن يدرك الكثيرون ذلك.. الرجل هو محمد جلال عبدالقوى، والجيل هو ذلك الذى تربى ونشأ فى كنف الثمانينيات الدافئة وروح التسعينيات العذبة.. قبل أن تلفحه الألفية الجديدة بعالمها الاصطناعى الجاف.

نحن الجيل الذى جمعته الألفة والسكينة حول التليفزيون، الجهاز السحرى الذى دخل مصر مطلع الستينيات ليفتح لهذا الشعب طاقة نور أخرى أكثر قربًا وحميمية من شاشات السينما الضخمة.

جيل ذاق لذة «مسلسل الساعة ٨»، تلك الكلمة السحرية التى صارت مقياسًا زمنيًا بذاتها، جل مواعيدنا مرتبطة به، فهو البؤرة التى رسمنا حولها خريطة يومنا، لن نرتبط بمواعيد خلال الساعة الذهبية التى يُعرض فيها المسلسل بين الثامنة والتاسعة، والشوارع أغلب الظن ستكون خالية لأن الشعب مرابط أمام الشاشات، حتى إذا تهادى إلى الأسماع تتر النهاية، تنفتح أبواب البيوت عن أسراب المنتشين يلتقمون أطراف «الحكاوى والحواديت» التى شاهدوها لتوهم.

محمد جلال عبدالقوى وحده صاحب الكثير من تلك الحكايات التى صارت ذكريات جيل بأكمله، شئت أم أبيت ستجد شيئًا من هذا الرجل داخلك، لا تقنعنى بغير ذلك، فشخوصه ملأت علينا سنوات تفتح الوعى، فها هو «عم آدم» الرجل الذى ظل يتحرى الحلال سنوات عمره كلها حتى أتته الطعنة من أقرب الناس «أولاد آدم ١٩٨٦»، وقبله بسنوات «الشاويش طلبة» الذى عزّ عليه حصانه الهرِم، ورفض مصير خيل الحكومة ليضحى بما تبقى من سنوات عمره، لا تدرى أيهرب خوفًا على حصانه أم على نفسه «الرجل والحصان ١٩٨٢»، وتلك «غوايش» التى استطاعت بوجهها الصبوح وقلبها الرهيف أن تجعل خير حبيبها «حسنين» ينتصر على شر أخيه «معلا قانون» «غوايش ١٩٨٦».

قلّب كما شئت داخلك ستجد كثيرًا من إنتاج الرجل راسخًا فى وجدانك حارسًا عليه، عبر أكثر من ٤٠ عملًا إبداعيًا يحتاج كل واحد منها إلى حديث مطول ليكافئ قيمته، فيكفى أن نعدد أسماء قليل منها مثل «الليل وآخره» و«سوق العصر» و«أديب» و«موسى ابن نصير» و«حياة الجوهرى» و«هالة والدراويش» و«شرف فتح الباب» و«حضرة المتهم أبى» و«قصة الأمس».

لكن يبقى فى رأيى «المال والبنون» هو درة تاج عالم محمد جلال عبدالقوى الخصيب.. بشخوصه الزاهرة وقيمه الجلية وتشابكاته المذهلة فى دقتها ومصريتها، لذلك أحسست بالفرحة المغموسة بالحنين وأنا أقرأ فصلًا عن الطريق إلى هذا المسلسل العظيم، من كتاب رائع صدر حديثًا عن دار ريشة عن سيرة الرجل، سيكون موجودًا فى معرض الكتاب بعد أيام، الكتاب عنوانه «محمد جلال عبدالقوى- أديب الدراما العربية»، للزميلة الصحفية المبدعة هبة محمد على، التى صالت وجالت فى دروب حياة رجل له فى وجدان كل منا نصيب.

هيا بنا نقرأ رحلة ملحمة «المال والبنون» المفعمة بكواليس بالغة الدقة انتشلتها الكاتبة بمهارة شديدة من بين سطور الصحافة الورقية، مستعينة بالطبع بحكاية محمد جلال عبدالقوى نفسه.

اللى تجيبه الريح.. تاخده الهوايل.. أسرار الملحمة الدرامية الكبرى «المال والبنون»

يستدعى «محمد جلال عبدالقوى» كثيرًا من المشاهد التى تتزاحم فى ذاكرته منذ الطفولة، وينسج منها قصصًا لمسلسلاته، وفى مسلسل «المال والبنون» استدعى حكاية واقعية حدثت لأفراد من أسرته، لم يعاصر أحداثها، لكنه شاهد نتائجها، فـ«عباس الضو، وسلامة فراويلة» اللذان رأيناهما فى أحداث مسلسل «المال والبنون» هما شخصيتان استوحاهما من جدين لوالده وأعمامه، أحدهما يدعى «عبدالغنى» والآخر يدعى «عبدالسميع»، وقد حدث لـ«عبدالسميع» ما حدث لـ«سلامة فراويلة» عند اكتشاف «كوم إبطو»، وهى منطقة أثرية تتبع مدينة «بوتو»، عاصمة مصر القديمة الواقعة فى شمال شرق دسوق، حيث استحل «عبدالسميع» بيع ما وجده من قطع أثرية فى المنطقة، وأصبح بيع الآثار مهنته، التى كانت سببًا فى جعله واحدًا من أثرياء القرية، بينما رفض «عبدالغنى» أن يدخل قرشًا واحدًا على أولاده من حرام، فاستقرت تلك الحكاية فى عقل الصغير، وظلت بداخله حتى كبر، وفى مطلع التسعينيات كان «محمد جلال عبدالقوى» فى ذروته الإبداعية، وتكونت بداخله رغبة ملحة فى تقديم مسلسل يتناول الحلال والحرام، وما يفعله بعضهم من تحايل حتى يحلوا ما حرمه الله، فيجنون ثمار ما فعلوا بعد ذلك، وكانت فى تلك الفترة تشغله المعانى التى تجلت فى الآية القرآنية الشريفة: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا}[ الكهف: ٤٦]، إذ وقَر فى قلبه أن الزينة ما هى إلا شىء مؤقت لا يرجى منه ديمومة، بينما ما يبقى بعد فناء الحياة هو العمل الصالح، وبما أن الحكاية كانت حاضرة فى ذهنه، والرغبة موجودة بداخله، فلم يتبقَّ هنا سوى أن يأذن الله، وأن يلتقط «عبدالقوى» طرف الخيط الذى سيمكنه من نسج قصته كما تخيلها، وقد حدث ذلك فى ليلة من ليالى الصيف، إذ اعتاد أن يذهب مع أصدقائه إلى منطقة الحسين، يتناولون طعام العشاء، ثم يسيرون بين أزقة المنطقة وحواريها انتظارًا لأذان الفجر، ليصلوه داخل رحاب مسجد سيدنا الحسين، ثم يعودون إلى منازلهم فى ساعات الصباح الأولى، وبينما كان يسير «عبدالقوى» مع أصدقائه، قادته قدماه إلى منطقة «خان جعفر»، وهى منطقة عمرها أكثر من ٦٠٠ عام، بناها الأمير «جعفر أغا» أحد أمراء المماليك الجراكسة، وجعلها مكانًا لاستراحة المسافرين والتجار، وعبر ممر داخل بناء مقوس من «خان جعفر» المجاور للمشهد الحسينى، انتقل إلى بيت القاضى أحد أهم معالم منطقة الجمالية، فوجد بداخله بيتًا كبيرًا يقف شامخًا ومتحديًا الزمن وسطوته، وبينما كانت عيناه تتأمل البيت الذى يعانق القباب والمآذن، التى تزخر بها سماء المكان، كانت «لو الافتراضية»، التى تصاحبه فى حله وترحاله، تتحرك بداخله، فطرقت الفكرة ذهنه، ماذا لو أصبح «خان جعفر» اسمه «خان يوسف»؟ ولماذا لا يكون بداخل الخان بيت كبير يضم كل أطياف المصريين، يسكن فيه «عباس الضو»؛ رمز الطهارة والشرف ومقاومة الحرام، والدكتور «إمام» الفيلسوف الحكيم القادر على تحليل الأحداث، ومجابهة الخرافات بالعلم وإعمال العقل، ويسكن فيه أيضًا «الصول شرابى» وضابط الإيقاع «على لوز» والست «رقية» أرملة «محمد المالكى» وبنتاها، إلى آخر سكان البيت الكبير الذين يمثلون مصر بما فيها من تباين واختلاف، ولا يخفى على أحد أن صراع المال والمبادئ هو الأساس الذى تقوم عليه قصة المسلسل، حينما قرر «عباس الضو» أن ينأى بنفسه عن المال الحرام، وأن يبتعد بأولاده «منعم، ويوسف، وصديق»، ليربيهم على المبادئ والقيم والأخلاق، وفى المقابل يحصل «سلامة فراويلة» على الآثار والمجوهرات المنهوبة، وينتقل بحياته هو وأسرته من الطبقة الفقيرة إلى الطبقة الأرستقراطية التى تعيش فى فيلا بحى الزمالك، دون أن تنقطع العلاقة بين الأسرتين؛ بفعل الصداقة التى جمعت بين «يوسف» نجل عباس الضو و«فريد» ابن «سلامة فراويلة»، والحب الذى كان يسكن قلب «يوسف» تجاه «فريال فراويلة»، لكن الحقيقة أن المسلسل الذى كتب معالجته «محمد جلال عبدالقوى» كاملًا قبل تقديم أولى حلقاته كان يستعرض المتغيرات السياسية والاجتماعية، التى طرأت على المجتمع المصرى خلال عقدى الستينيات والسبعينيات حتى منتصف الثمانينيات، مرورًا بنكسة ٦٧ التى وقع فيها «يوسف» أسيرًا فى يد الكيان الصهيونى، ووصولًا إلى فترة انتصارات أكتوبر، ثم فترة الانفتاح وتغير طبيعة المجتمع المصرى، التى ظهرت من خلال شخصية «السحت» بواب البيت الكبير، الذى عثر على آثار «فراويلة» المنهوبة، وهرب بها، ليعود بعد سنوات إلى الخان وقد تبدلت أحواله، وأصبح من كبار رجال الأعمال المتعاونين مع المنتفعين من الانفتاح، والساعين لتكوين الثروات بغض النظر عن مصدرها.

وفى الجزء الثانى من المسلسل أضاف «عبدالقوى» شخصيات مستحدثة تمثل واقعًا ملموسًا فى مصر السبعينيات، على رأسها شخصية «جلال عنايت» الشاعر والصحافى الذى اعتُقل فى سجون «عبدالناصر»، بعد أن كتب قصيدة انتقد فيها النظام، ثم هاجر إلى إنجلترا عام ١٩٦٥م، تاركًا مصر الاشتراكية، ليعود إليها بعد ١٠ سنوات على أثر قرار السادات بعودة المبعدين؛ ليجد المجتمع وقد تبدلت أحواله، ويجد نفسه مطالبًا بتعويض ابنته «مى» عما فاتها، إذ تركها طفلة، وهجر والدتها، ساعيًا وراء ملهمته، الفنانة التشكيلية «أميرة العرابى»، التى أحبها، وطلق زوجته من أجلها، وسافرت معه إلى لندن، وعاشت معه أيام الشتات القاسية، بما فيها من فقر وعوز، لكنها تركته هناك لترتمى فى أحضان رجل الأعمال «خليل البيومى»؛ ليعيش بعدها سنوات معتقدًا خيانتها له، قبل أن يكتشف أنها قايضت بسعادتها من أجله، وتزوجت بـ«خليل البيومى» الذى يكبرها بسنوات، على أن يكون مهرها طباعة دواوين «جلال عنايت» وتوزيعها على نطاق واسع، ليكتشف- ولو بعد حين- أن شهرته وأمواله التى جناها دفعت حبيبته ثمنها مقدمًا، وقد استلهم «محمد جلال عبدالقوى» اسم الشخصية من أسرة «عنايت»، وهى أسرة ضحى أفرادها من أجل مصر؛ بداية من «محمود عنايت»، الأخ الأكبر الذى اتهم باغتيال الخديوى «عباس حلمى الثانى»، ثم شقيقيه «عبدالفتاح وعبدالحميد عنايت» اللذين قاما باغتيال السيردار الإنجليزى «سيرلى ستاك»، وحكم عليهما بالإعدام، ثم خُفِّف الحكم عن «عبدالفتاح» إلى المؤبد، وخرج من سجنه سنة ١٩٤٤م، حتى الشقيق الأصغر «عبدالخالق»، الذى اتُّهم بمحاربة الإنجليز والتصدى لهم من أجل الدستور، ومن أجل الدفاع عن تراب هذا الوطن، إلى أن تم الاستقلال.

ولم تكن المعالجة التى كتبها «محمد جلال عبدالقوى» تقف عند هذه المرحلة، لكنها أيضًا كانت تتناول زيارة الرئيس السادات التاريخية للقدس سنة ١٩٧٧م، وما ترتب على هذه الزيارة من أحداث، ثم تأتى المرحلة التالية، التى كان من المفترض أن تعرض ضمن أحداث الجزء الثالث- الذى لم ير النور- عن صعود الجماعات الإسلامية، وعن حماقاتها التى يرتكبها بمجرد امتلاكها المال والسلطة، من خلال «أحمد عبادة»، ابن تاجر السبح المعلم عبادة العقاد «صلاح رشوان»، ونتاج زواجه من فوزية فراويلة «فادية عبدالغنى»، التى تركت أبناءها سعيًا وراء الثروة، وقد أظهر الجزء الثانى انضمام هذا الشاب للجماعات المتشددة، من دون أن تُستكمل وجهة نظر المؤلف فى هذه الجزئية، أما حلم «خليل البيومى» «سعد أردش» بهدم البيت الكبير، وبناء فندق تعلو طوابقه مئذنة جامع الأزهر والحسين، فكان من المفترض أن يتحقق، بعد أن يتم سجن «يوسف الضو» ظلمًا لإبعاده عن الخان، ويشيع «السحت» أن «سلامة فراويلة» قام بدفن ثروته أسفل البيت الكبير، فيبدأ السكان فى حفر الأرض من تحتهم أملًا فى الوصول إلى الكنز المزعوم، ليُفاجَأوا بأنهم يلتقون بعضهم ببعض تحت الركام، حيث انكشفت عوراتهم، وتهدم البيت الكبير فوق رءوسهم.

كتب «محمد جلال عبدالقوى» معالجة المسلسل، وقدمها لإحدى شركات الإنتاج الخاصة، لكنه اختلف مع المسئولين على اسم المخرج، فقرر سحبه من الشركة والتوجه به إلى قطاع الإنتاج بالتليفزيون المصرى حتى تنتجه الدولة، وفى مكتب وكيلة النصوص السيدة «نور الهدى»، التى عينها «ممدوح الليثى» لتقوم بقراءة كل ما يرد لقطاع الإنتاج من سيناريوهات، وتصفية الجيد منها لعرضه على رئيس القطاع، قرأ المخرج «مجدى أبوعميرة» معالجة المسلسل، وكان فى هذا الوقت قد قدم عددًا من الأعمال التاريخية، والدينية، مثل «الإمام الطبرى»، و«نور الإيمان» وغيرهما، ويخشى أن يتخصص فى مثل هذه النوعية من الأعمال، فقرر أن يغير المسار بتقديم دراما اجتماعية تلامس الواقع الذى يعيشه الناس، ولم يجد أفضل من «المال والبنون» لكى يخوض من خلاله التحدى، إذ تزامن عرض الجزء الأول من المسلسل مع عرض مسلسلات أخرى ارتبط بها الشارع المصرى؛ منها الجزء الرابع من مسلسل «ليالى الحلمية»، والجزء الثالث من مسلسل «رأفت الهجان».

والحقيقة أن دراما الأجزاء كانت سائدة فى هذا التوقيت، حتى إن بعض الأقلام قد لوحت بأن «محمد جلال عبدالقوى» يقدم «المال والبنون» مسايرةً لموضة الأجزاء، وغيرةً من النجاح الذى حققه مسلسل «ليالى الحلمية»، ولا سيما أن موقفه من دراما الأجزاء كان معروفًا فى تلك الفترة، إذ انتقد المسلسلات التى يتعمد صناعها تقديم مشاهد حوارية طويلة، بلا وجود أحداث أو تصاعد درامى؛ بهدف زيادة عدد الحلقات، أو صناعة أجزاء جديدة، استغلالًا لنجاح الأجزاء الأولى، ورأى أن المؤلف الذى يفعل ذلك الأمر يكون جاحدًا لعطية الله، بل ويتحول من مبدع إلى مجرد حكواتى، يتعمد المط والتطويل؛ لأنه يبيع مسلسله بالمتر، لكن الحقيقة أن إقباله على تقديم مسلسل «المال والبنون» فى أجزاء لا يعنى إطلاقًا التعارض مع رأيه المعلن، فقد كتب معالجة المسلسل، ويعرف سلفًا أنه سيقدمه فى ٣ أجزاء، نظرًا لغزارة أحداثه، ولم يأتِ قراره استغلالًا لنجاح الجزء الأول منه.. لكن، ما الذى حدث للمسلسل بعد نجاح الجزء الأول جعل أبطاله ينسحبون منه فى جزئه الثانى؟ ولماذا انتهى المسلسل هذه النهاية المبتورة، من دون أن تكتمل أحداثه التى كان من المفترض أن يشاهدها الجمهور فى الجزء الثالث منه؟ 

مع بداية تحضيرات الجزء الأول من المسلسل، لم يكن هناك ما ينبئ بأى مشكلات قد تعترض طريقه، فعلى مستوى الأبطال كان «عبدالله غيث» هو الاختيار الأول لدور «عباس الضو»، بينما ظل دور «سلامة فراويلة» حائرًا بين أكثر من نجم سينمائى، منهم «عزت العلايلى»، لكنه استقر فى النهاية عند «يوسف شعبان». أما دور «فوزية فراويلة» فكان «محمد جلال عبدالقوى» يحلم بأن تقوم به «فاطمة التابعى»، التى أخبرته بأن لديها ظروفًا تمنعها من العمل فى التمثيل فى تلك الفترة، فذهب الدور إلى «فادية عبدالغنى» ليصبح نقطة تحول فى تاريخها الدرامى، إذ تأخر نجاحها سنوات طويلة، بسبب انشغالها بتربية أبنائها، وجاء إليها دور «فوزية فراويلة» ليرد الاعتبار لموهبتها الكبيرة. 

ثم جاء ترشيح الفنان «شريف منير»، الذى لمع نجمة فى تلك الفترة بعد اشتراكه فى «ليالى الحلمية» وتقديمه دور «يوسف» فى فيلم «الكيت كات»، أما «أحمد عبدالعزيز» فقد وقع اختيار المخرج عليه بعدما شاهده فى مسلسل «الوسية»، وشعر بأنه الأصلح لدور «يوسف عباس الضو»، وقدم «محمد جلال عبدالقوى» سيناريو ١٩ حلقة؛ ليتم بها الجزء الأول من المسلسل، قدِّمت على الشاشة فى ٢١ حلقة، وعرض المسلسل محققًا نجاحًا كبيرًا، لدرجة أن بعض الأقلام الصحافية قد كتبت فى نقدها للموسم الدرامى الرمضانى لعام ١٩٩٢م أن «المال والبنون» أكل الجو من «ليالى الحلمية»، وأن شعبية «ليالى الحلمية» قد تضاءلت بعدما أصابها من بطء وثرثرة، أمام فتوة «المال والبنون» وشبابه، ورغم كل هذا النجاح تعطَّل تسليم حلقات الجزء الثانى، وقد تزامن ذلك مع اتصال تليفونى من مدير التليفزيون البحرينى «قحطان القحطانى» يطلب من «محمد جلال عبدالقوى» القدوم إلى البحرين، من أجل تعليم شباب الكتاب البحرينيين أصول الكتابة الدرامية، من خلال مشاركتهم فى كل مراحل كتابة المسلسل التليفزيونى، وقد وافق «عبدالقوى» على العرض، وسافر بصحبة «مجدى أبوعميرة»، ومكثا فى البحرين فترة قدَّما خلالها المسلسل البحرينى «أولاد بوجاسم»، الذى يعد من أقوى المسلسلات الخليجية فى تلك الفترة، وهو ما أثار حفيظة «الليثى»، لكن «عبدالقوى» أرسل إليه حلقات مسلسل «هالة والدراويش» مع صديقه المخرج «عبدالعزيز السكرى»، والتى كتبها «عبدالقوى» قبل سفره، وتولى «السكرى» إقناعه بأن يتم تقديم هذا المسلسل فى موسم ١٩٩٤م، على أن ينتهى «عبدالقوى» من كتابة الجزء الثانى من «المال والبنون» ليعرض فى العام التالى، وبالفعل عرض مسلسل «هالة والدراويش» محققًا الشرط الذى اشترطه «محمد جلال عبدالقوى» بأن يحتل اسمه المرتبة الأولى على التتر، الذى جاء كالتالى: «المؤلف محمد جلال عبدالقوى، والمخرج عبدالعزيز السكرى فى هالة والدراويش»، ثم يأتى بعد ذلك أسماء الأبطال، لكن هل من الممكن أن يتحقق هذا الشرط فى الجزء الثانى من «المال والبنون»، فى ظل وجود نجم بحجم «حسين فهمى»؟!

بدأ التحضير للجزء الثانى من «المال والبنون»، بعد مرور نحو ثلاث سنوات على عرض الجزء الأول، وفى خلال السنوات الثلاث فقد المسلسل كثيرًا من رونقه، بل إنه وبرحيل الفنان «عبدالله غيث» فقد ضلعًا أساسيًّا كان سببًا فى نجاحه، إذ تسبب رحيله فى إطاحة الجزء الصوفى فى المسلسل، وكان لا بد من البحث عن بديل لـ«عبدالله غيث»، وقد طرحت عدة بدائل؛ كان من بينها مجددًا الفنان «عزت العلايلى»، الذى كتبت الصحافة عن قبوله القيام بالدور، رغم رفضه القيام بدور «سلامة فراويلة» فى الجزء الأول، لكن فى النهاية ذهب الدور للفنان «حمدى غيث»، الذى حل محل شقيقه الراحل، وقد غادر «شريف منير» المسلسل أيضًا، وتم استبداله بـ«وائل نور»، وسواء كانت المغادرة سببها أنه اشترط أن يعاد ترتيب الأسماء على التتر، ليصبح اسمه سابقًا لاسم بطل المسلسل «أحمد عبدالعزيز»، أو كان السبب هو شجاره مع «ممدوح الليثى»، الذى قرر عدم السماح له بالمشاركة فى العمل، فإن نتيجة ذلك لم تكن فى مصلحة المسلسل بكل تأكيد، وقد رفض «حسن حسنى» استكمال دور «الصول شرابى» فى الجزء الثانى من المسلسل، لأنه أصبح نجمًا ولم يعد الدور يناسبه، واستكمله من بعده «محمد متولى»، والأمر نفسه حدث مع «محمد أبوالحسن»، الذى قام بدور «أمين السجل» فى الجزء الأول من المسلسل، لكنه انسحب من الجزء الثانى اعتراضًا على تقلص مساحة دوره، وحل محله «مظهر أبوالنجا»، أما استبعاد الفنانة «فايزة كمال» عن القيام بدور «فريال فراويلة» فله قصة طويلة، يمكن اعتبارها الشرارة التى اندلعت من بعدها كثير من الحرائق.

فى سبتمبر من عام ١٩٩٤م، نشرت الصحف خبرًا مفاده أن الفنانة «فايزة كمال» تنهى دورها فى مسلسل «الحب والطوفان»، استعدادًا لتصوير الجزء الثانى من «المال والبنون»، الذى عرض الجزء الأول منه قبل ٣ سنوات، وبالفعل انتهت «فايزة» من تصوير المسلسل، من أجل أن تتفرغ لقراءة سيناريو «المال والبنون»، استعدادًا لتجسيد الدور، وعندما قرأت الورق وبدأت التعرف على ملامح شخصية «فريال» فى الجزء الثانى وجدتها تدخل فى حالة من الرفض لمبدأ الزواج، وتهب نفسها للعلم، وكان مبرر ذلك الدرامى هو فقدها حبيبها «يوسف»، الذى ظنت أنه قُتل فى الحرب، لكن بعد الحلقة التاسعة، حدث تحوُّل كبير فى الشخصية، إذ أصبحت «فريال» تلهث وراء المال بمجرد ظهور «السحت»، الأمر الذى لم يكن مقنعًا لها، فطلبت من المخرج تفسيرًا لهذا التحوُّل، فاقترح «أبوعميرة» عقد اجتماع ثلاثى، يجمع فيه بينها وبين المؤلف، وهو ما حدث بالفعل، إذ ناقشت «فايزة» مؤلف العمل فى الشخصية وتحولاتها، فبرر لها بأن جيل السبعينيات كله أصابه التحول الفجائى، وأصبح يلهث وراء المادة، وهو ما لم يكن مقنعًا لها أيضًا، فطالبها بالانتظار حتى تتضح ملامح الشخصية خلال الحلقات، لكنها رفضت، فاحتدم النقاش بينهما، وأعلنت رفضها العمل بهذا الشكل، فكان قراره استبدالها، والإتيان بـ«جيهان نصر» بديلًا عنها.

لكنّ للقصة وجه آخر، روته «فايزة كمال» للصحافة وقت الأزمة، إذ أعلنت أنها لم تنسحب من «المال والبنون»، وأنها فوجئت بإسناد دورها لـ«جيهان نصر»، وأن الخلاف الذى وقع بينها وبين المؤلف لم يخرج عن كونه مجرد اختلاف فى وجهات النظر، وتم تسوية الأمر بالتعاقد مع قطاع الإنتاج، لتفاجأ باستبعادها من دون إخطار مسبق، وظلت «فايزة كمال» تصرح للصحف عن الظلم الذى تعرضت له، وباتت أخبار المسلسل فى أول أيام تصويره تنحصر حول المشكلة التى حدثت بين مؤلف العمل وواحدة من بطلاته الرئيسيات، حتى قررت «فايزة كمال» إجراء حوار صحافى مع مجلة صباح الخير؛ يمكن تسميته بالحوار الأزمة، لأنها لم تتعرض فيه فقط لشخص المؤلف، بسبب الخلاف الذى نشب بينهما وكان سببًا فى رحيلها عن المسلسل، لكنها فتحت فيه النار أيضًا على «ممدوح الليثى، ومجدى أبوعميرة» لشعورها بأنها تعرضت لخديعة كبيرة منهما، بعد أن أعلنا لها تمسكهما بوجودها فى المسلسل، وذكرت فيه أن «ممدوح الليثى» قد طمأنها، وقال لها، عندما التقى بها فى فرح الفنان «أحمد عبدالعزيز»: «اتركى الناحية الفنية على مجدى، والإنتاجية علىَّ». وهو ما جعلها تشعر بأن الأمور ستمر بهدوء، وأن ملاحظاتها سيتم أخذها فى الحسبان أثناء التصوير، وبناء عليه، ذهبت «فايزة» إلى مكتب «الليثى» من أجل أن توقع العقد، وأكدت أنها ليس لها طلبات خاصة بالأجر، أو ترتيب الاسم، وخرجت من المكتب بعد التوقيع فى انتظار موعد التصوير، لكنها فوجئت- فى أثناء وجودها باستديو ١٠ مصادفةً- بأن «مجدى» يصور «المال والبنون» ببطلة أخرى، وجاءها تليفون من زميلها فى المسلسل «هادى الجيار» يؤكد لها أن هناك ضغطًا وقع على المخرج ورئيس قطاع الإنتاج من المؤلف، وهو ما يعنى بالنسبة لها أن «ممدوح الليثى» لم يحافظ على وعده، ويتصرف مع أبناء التليفزيون من الممثلين كمن يقتل أولاده، الأمر الذى وصفته بأنه مثير للقرف والغثيان، على حد تعبيرها، أما المخرج «مجدى أبوعميرة» فقد ذكرت فى الحوار نفسه أنه اتصل بها بعد يومين من التصوير، طالبًا منها أن تعود لاستكمال دورها، إلا أنها رفضت؛ لأنها أحست بأن كل الأمور داخل قطاع الإنتاج تتم باستهانة، وتتصدرها أهواء ومصالح شخصية، أما المؤلف فقد تعرضتْ له فى الحوار بعبارات تحمل سبًا وقذفًا، كانت سببًا فى لجوئه للقضاء بدعوى سب وقذف، متهمًا إياها بالإساءة إليه، فحكم عليها بغرامة ٢٠٠ جنيه، وتعويض ٥٠١ جنيه.

وبعد عرض المسلسل، لم تكف «فايزة» عن التصريحات الصحفية، إذ ذكرت- فى أحد حواراتها- أنها غير نادمة على ترك «فريال» فى الجزء الثانى، وأنها بعد عرض المسلسل اكتشفت أنها كانت على حق، بل شعرت بالشفقة على «جيهان نصر»؛ لأنها وضعت نفسها فى مقارنة ليست فى مصلحتها.

لم تكن كواليس تصوير الجزء الثانى تحمل القدر نفسه من التناغم والانسجام الذى حمله الجزء الأول، وبمقارنة بسيطة بين ما نشر فى الصحافة فى أثناء عرض الجزء الأول- من حوارات مع أبطال العمل، ومقالات نقدية تشيد به، وندوات جماهيرية تعقد مع أبطاله لمناقشتهم فى أحداثه- وما كانت تنشره الصحافة وقت تصوير الجزء الثانى وإذاعته؛ ستكتشف الفارق بين الجزأين، وستتوقع النتيجة، حتى وإن لم تكن قد شاهدت المسلسل بجزأيه من قبل، ويكفى أن أذكر لك أنه كان من ضمن الخلافات التى تناولتها الصحافة، فى ذلك الوقت، مشاركة الفنانة «منى جلال» فى المسلسل بدور «نهلة» الصحافية الفلسطينية، التى تعمل فى الجريدة التى يرأس تحريرها «جلال عنايت»، إذ رفض «حمدى غيث» مشاركتها فى العمل، وكان يتولى منصب نقيب المهن التمثيلية فى تلك الفترة، بل وأمرها بمغادرة الاستديو؛ لأنها غير نقابية ولا تحمل تصريحًا، الأمر الذى رفضه مخرج العمل بشدة، فوقعت بينهما مشادة عنيفة، ذكرت جريدة الأحرار بعضًا من تفاصيلها، إذ قال له «مجدى»، والعهدة على الجريدة: «يكفيك سمعتك التى تعرفها كل طالبات المدارس الثانوية، اللاتى يهربن منك نتيجة مطاردتك لهن بسيارتك الفولكس الحمراء!».

ومع عرض أولى حلقات المسلسل، ومع استمرار الخلاف بين المؤلف ورئيس قطاع الإنتاج، انتقل الصراع إلى منطقة أخرى، إذ فوجئ «محمد جلال عبدالقوى» بعدم وجود اسمه على تتر المسلسل، وكأن الجزء الثانى كُتب بلا مؤلف، بالإضافة إلى اختفاء لوحة فى تتر النهاية مكتوب عليها «قصة وسيناريو وحوار وأشعار محمد جلال عبدالقوى»، وهو ما أصابه بثورة عارمة، ورغم تدارك الأمر بعد ذلك بوضع اسمه بعد اسم «حسين فهمى» فى تتر البداية، فإنه أعلن فى كل الصحف أنه لن يقدم الجزء الثالث من المسلسل فى مصر؛ لأن القطاع لم يحترم اسمه ولم يضعه فى المكان اللائق والمتفق عليه شفهيًّا، أى قبل عنوان المسلسل وأسماء الأبطال.

ولم يكن المؤلف «محمد جلال عبدالقوى» هو الغاضب الوحيد، بعد عرض حلقات المسلسل، بسبب وضع اسمه فقط، أو بسبب وجود ملاحظات عديدة لديه على أداء «حسين فهمى» لشخصية المناضل المثقف، لأنه- كما ذكر فى الصحف وقتها- لا يجيد إلقاء الشعر، فجاء إلقاؤه ضعيفًا، ولا يتناسب مع التاريخ النضالى للشخصية، فقد أعلنت أيضًا زوجة «عبدالفتاح عنايت» غضبها من الشكل الذى ظهر به عم أبنائها، ومن الطريقة التى تعرضت بها حلقات «المال والبنون» لأسرة «عنايت» ككل، خصوصًا أن «جلال عنايت» فى الحقيقة لم يتزوج فى مصر، وبالتالى لم يترك ابنته من دون رعاية، كما صوره المسلسل، لكنه هرب من مصر، وعاش فى النمسا ومات هناك، ولديه ولد وبنت، لكن المؤلف أوضح لها فى اتصال هاتفى بأنه لا يكتب تاريخ الأسرة، ولا يقدم فيلمًا تسجيليًا عنها، وأنه اضطر لإضافة شخصيات وتفصيلات درامية لا تتعارض بأى حال من الأحوال مع شرف أسرة «عنايت» العريقة.

كل هذه الأمور كانت تحدث بينما أسرة المسلسل لا تزال داخل الاستديو، إذ كان تصوير الحلقات يتم على الهواء، ويجرى المونتاج لها فى اليوم نفسه، وترسل ليلًا للمحطات العربية لتذاع فى اليوم التالى، وكان من المقرر أن يصل عدد حلقات هذا الجزء إلى ٤٠ حلقة، لكن المخرج بعد عرض الحلقة ٣٠ احتاج إلى وقفة، واقترح على رئيس القطاع أن يذيع سهرتين أو ثلاث، ثم يتم استئناف حلقات المسلسل، الأمر الذى رفضه «ممدوح الليثى» رفضًا باتًا، ورغم وجود صور لمشاهد فى تتر المسلسل لم يتم عرضها ضمن أحداث الحلقات، فوجئ المؤلف والمشاهدون بنهاية إجبارية للجزء الثانى، بعد عرض الحلقة رقم ٣٤، بسفر «فريال فراويلة» إلى خارج البلاد، وهو ما يتنافى مع النهاية التى كتبها المؤلف، إذ كان من المفترض أن ينتهى الجزء الثانى بزيارة الرئيس السادات القدس، وثارت ثورته مرة أخرى، خاصة مع إعلان «ممدوح الليثى» بعدم وجود جزء ثالث من «المال والبنون»، وهو ما يعنى بتر وجهة نظره الخاصة بالإرهاب والتطرف الدينى، إذ توقفت حلقات الجزء الثانى وكأنه يناصره ويتبنى وجهة نظر مؤيديه، وبدأ «محمد جلال عبدالقوى» يتساءل عن مصير الـ٥٦ مشهدًا التى صوِّرت من دون إذاعتها، وهو ما يعد إهدارًا للمال العام، ورغم عرض الجزء الثانى من المسلسل عام ١٩٩٥م، فإنه ظل لسنوات يطالب بحقه فى عمل جزء ثالث واستكمال ما بدأه فى الجزأين، ولم تهدأ تلك الثورة إلا بعد أن كتب مقالًا فى جريدة الأسبوع، مطلع سنة ٢٠٠٠م، طالب فيه بحقه فى عمل جزء ثالث، فدعاه وزير الإعلام «صفوت الشريف» إلى مكتبه، بعد أن قرأ المقال.

ذهب «محمد جلال عبدالقوى» فى الموعد المحدد، وانتظر فى مكتب السكرتارية، لحين خروج الفنانة «أمينة رزق» من عنده، وبعدها دخل على الوزير الذى رحب به، ووقف ممسكًا كرسى مكتبه، وقال له: «أستاذ جلال، أنا لى ١٨ سنة على هذا الكرسى، ومش ناوى أسيبه، وفى الـ ١٨ سنة عمرى ما أنصفت موظف على مبدع، لو عايز تكتب جزء ثالث من المال والبنون اكتب، إحنا ما بنعرفش نألف، وبعدها سيب الباقى علىّ، وتقدر تخرج من عندى وتقول لكل الجرايد قابلت وزير الإعلام ووعدنى بجزء ثالث من المال والبنون». 

انتهى اللقاء الذى شعر فيه «محمد جلال عبدالقوى» بالانتصار، وباستعادة جزء من حقه، وبناء على مقابلة وزير الإعلام تنازل عن الشكوى التى قدمها لنقابة المهن التمثيلية ضد رئيس قطاع الإنتاج، بسبب خلافه معه حول الطريقة التى قُدّم الجزء الثانى من المسلسل بها، وأعلن فى الصحف أنه سيكتب الجزء الثالث، بعد مرور ٥ سنوات على عرض الجزء الثانى منه، على أن يبدأ الجزء الثالث بالحلقات التى كتبها ولم تُعرض، لكن المفاجأة أن تلك الحلقات لم تعد تصلح لسير الأحداث؛ نظرًا لتغير الزمن، بالإضافة إلى التغيرات التى طرأت على أبطال العمل، بفعل اختلاف المرحلة العمرية، أو اعتزال بعضهم، فشعر بأن المناخ لم يعد ملائمًا، وعدل عن الفكرة، وأعلن بعدها توبته عن تقديم دراما الأجزاء، ومع ذلك أبى القدر أن يقبل توبته، فتكررت مرة أخرى تجربته السيئة مع الأجزاء التى لا تكتمل، وتلك قصة أخرى.