المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

بيت الطفل.. رئيس «المركز القومى»: أحلم بمكتبة حديثة فى كل قرية

حرف

- عرّفنا أطفالنا على فاطمة المعدول لدرجة أنهم صاروا يرسمونها

- لدينا موقع إلكترونى آمن للتواصل مع الصغار

- تطبيق «تحوت» يعزز شعور أبنائنا بالانتماء والهوية

كشف الكاتب أحمد عبدالعليم، رئيس المركز القومى لثقافة الطفل، عن أن التطبيق الإلكترونى «تحوت» الذى أطلقه المركز، جاء بعد دراسة مستفيضة توصلت إلى تراجع مفاهيم الانتماء والهوية الثقافية، مشيرة إلى تقديم التطبيق تجربة تفاعلية ممتعة للأطفال، تمكنهم من استكشاف الثقافة. وقال «عبدالعليم»، خلال حواره التالى مع «حرف»، إن المركز قدم تجربة ناضجة فى أندية الطفل المنتشرة فى أنحاء الجمهورية، وأطلق بالتعاون مع وزارة التضامن مبادرة «أنا موهوب» التى تهدف لاكتشاف وتنمية وتشجيع الموهوبين فى ربوع الجمهورية، من خلال منهج علمى وأنشطة مبتكرة. وأشار إلى نجاح المركز القومى لثقافة الطفل فى الحفاظ على فن «الأراجوز» من الاندثار، وتطويره بما لا يخل بثوابته، من خلال جهود أثمرت عن زيادة عدد لاعبى «الأراجوز» من 10 أشخاص فى 2018 إلى 65 لاعبًا ولاعبة فى 2024 بمستويات متفاوتة.

أحمد عبد العليم

■ ما حصاد عمل المركز خلال معرض الكتاب؟

- معرض الكتاب تظاهرة ثقافية شديدة الأهمية والخصوصية، ويأتى الأطفال من كل محافظات مصر ليشهدوا هذا الحدث، وهو ما يمثل فرصة كبيرة للالتقاء بالفئة المستهدفة.

ومن هنا قدم المركز فى هذه التظاهرة ذات الخصوصية عددًا من الأنشطة المتميزة، منها لقاءات مع الكتاب والفنانين والمعنيين بثقافة وأدب وفنون الطفل فى مصر، ولقاءات متميزة مع الأطفال المبدعين الذين فازوا فى المسابقات المختلفة، خاصة جائزة المبدع الصغير، بجانب لقاء متميز بين الأجيال المختلفة تحت عنوان: «حوار الأجيال» فيلتقى الطفل مع الأب/الأم فى حضور الجد ليتحاوروا ويتعرفوا على وجهات نظرهم التى غالبًا ما تكون متعارضة.

ولا ننسى العدد الكبير من الورش الفنية على مدار اليوم، فقدم المركز أيضًا برامج متنوعة ليتعرف الطفل على بلده ويدرك عمق حضاراتها، ويشهد انتصاراتها قديمًا وحديثًا من خلال برامج الحكى المتنوعة، وتقديم العروض الفنية المختلفة من عروض استعراضية إلى مسرح العرائس والأراجوز، إلى الموسيقى والغناء وغيرها.

فاطمة المعدول

■ كيف احتفى المركز بالكاتبة فاطمة المعدول خلال المعرض؟

- فاطمة المعدول هى كبيرة أسرة ثقافة وفنون الطفل فى مصر، والاحتفاء بها واجب يقوم به المركز، وكنا قد بدأنا بإعداد كتاب حول فاطمة المعدول وتزامن إصداره مع إعلان الهيئة المصرية العامة للكتاب شخصية المعرض لكتاب الطفل، حيث أعاد المركز بالتعاون مع هيئة الكتاب طباعة عدد من الكتب من تأليف فاطمة المعدول.

كما تعاون المركز مع المركز القومى للترجمة لإصدار قصة جديدة باللغتين العربية والإنجليزية بعنوان «وستبقى جذورنا قوية»، وفى الوقت نفسه يصدر المركز قصة للمبدعة فاطمة المعدول بطريقة برايل.

إن احتفاءنا بفاطمة المعدول هو أن يقرأ الأطفال إبداعاتها المتميزة، ما دفع المركز لإقامة مسابقة «فاطمة المعدول فى عيون الأطفال»، فيقرأون قصصها ويرسمونها أو يكتبون عنها.

■ ما تفاصيل تطبيق «تحوت» للأطفال وأهم مميزاته؟

- أُطلق التطبيق بهدف تعزيز الهوية الثقافية للأطفال، واستند إعداده إلى دراسة بحثية تطبيقية شاملة كشفت عن تراجع مفاهيم الانتماء والهوية الثقافية. ويقدّم التطبيق تجربة تفاعلية ممتعة للأطفال، حيث يمكنهم استكشاف الثقافة، والتعرّف على العادات والتقاليد، والفنون والحرف اليدوية، والأماكن التاريخية، وغيرها من جوانب الثقافة بطريقة ممتعة وسهلة. كما يتيح التطبيق للأطفال التفاعل مع شخصيات كرتونية أو تاريخية تمثل الثقافة المصرية، ما يعزز الشعور بالانتماء والهوية، بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأطفال المشاركة فى ألعاب وأنشطة تعليمية تهدف إلى ترسيخ المفاهيم الثقافية وتنمية المهارات.

■ ما إسهامات المركز لرفع وعى النشء؟

- المركز حريص جدًا على تنويع وسائل التواصل مع الطفل، ما بين اتصال مباشر من خلال الورش والكورسات والندوات واللقاءات وغيرها، وأيضًا من خلال التخطيط الجيد للأنشطة المختلفة لتصبح أنشطة تحقق أهدافا بعينها، وتنمية مهارات الأطفال التى تساعدهم على بناء شخصيتهم.

ونقوم بهذا ونحن مدركون أن لكل طفل طبيعته الخاصة، وظروفه الخاصة، وأنه متفرد فى قدراته واستعداداته، الأمر الذى يجعلنا نجتهد لنحقق هذا التنوع الذى يلبى احتياجات الأطفال، ويساعدهم على اكتشاف ذواتهم، وتنمية مهاراتهم وقدراتهم، وبناء شخصيتهم.

ونحن فى المركز نؤمن بأن البهجة ومساحات الحرية التى نمنحها للأطفال، مع الدعم والتشجيع اللازمين، قادرة على توفير فرصة كبيرة لكل الأطفال لتنمية قدراتهم إلى حدودها القصوى، وبناء شخصية فاعلة ومستقلة.

■ كيف تسهم التكنولوجيا فى تعزيز توجهات المركز؟

- التكنولوجيا قضية كبيرة، كيف يمكن أن نتفاعل مع هذا العصر بدونها، كيف يمكننا التواصل مع الأطفال من غير أن نتعامل معها، وفى الوقت ذاته، كيف يمكن أن نمنحه المفيد منها، وأن نجعله قادرًا على مواجهة تحدياتها ومخاطرها، إنها قضية معقدة، لكننا باستخدام المنهج العلمى، نحاول أن نحقق هذه المعادلة الصعبة، لدينا موقع إلكترونى آمن للتواصل مع الأطفال من خلاله، ونسعى للتواصل مع الأطفال وتقديم أفكار مبتكرة، ولكن المركز يهتم أيضًا بموضوع مهم جدًا ويتصل بهذه القضية وهو الاهتمام بالعلم والتفكير العلمى، والتطبيقات المختلفة، فنحن نساعدهم على التعلم، ونقدم لهم فرص التدريب مع المراكز المتخصصة.

ولا بد فى هذه المسألة أن أقدم الشكر للمركز القومى للبحوث، ولجامعة القاهرة، وكلية الحاسبات والذكاء الاصطناعى، وغيرها من الهيئات التى تساعدنا وتقدم لنا الدعم الذى يدعم أهدافنا المشتركة.

■ كيف يسهم المركز فى تعزيز الإبداع والابتكار لدى الأطفال واكتشاف المواهب الجديدة؟

- المركز يؤمن بعمق دوره بوصفه بيت الخبرة المعنى بثقافة وفنون الطفل، الأمر الذى يدفعه دائمًا لتقديم رؤى مختلفة ومبتكرة، فنحن نؤمن بأهمية تنمية الخيال، لذا نسعى لتقديم أساليب علمية لاكتشاف ذكاءات الطفل، وقدراته العقلية لنضعه على الطريق المناسب، ثم يأتى دور تنمية الموهبة من خلال تمكين الطفل وتطوير مهاراته، وإيماننا بتفرد الطفل، وإدراكنا لحجم الفئة المستهدفة الذى يتخطى تعدادها ٣٩ مليون طفل، نحاول تقديم الورش المتنوعة، والكورسات المختلفة فنيًا، وأدبيًا، وعلميًا. وعند هذه النقطة من الضرورى أن أعرض تجربة مهمة يقدمها المركز مع وزارة التضامن من خلال أندية الطفل المنتشرة فى الجمهورية والتى تتبع هذه الوزارة المهمة ذات الأدوار المتعددة، ونعمل معًا من خلال مبادرة «أنا موهوب» والتى تهدف لاكتشاف وتنمية وتشجيع الموهوبين فى ربوع مصر من خلال منهج علمى وأنشطة مبتكرة.

■ ماذا قدم المركز فى مبادرة «بداية جديدة لبناء الإنسان»؟

- السنوات الأخيرة شهدت تطورًا ملحوظًا فى التعامل مع قيمة ثقافة الطفل، سواء من حيث الكم أو الكيف، ظهر هذا فى الجائزة المهمة التى ترعاها السيدة انتصار السيسى حرم رئيس الجمهورية، جائزة الدولة للمبدع الصغير، وهى إشارة مهمة ولها مغزاها.

هذه الجائزة المرموقة التى تقدمها وزارة الثقافة متمثلة فى المجلس الأعلى للثقافة هذا الصرح العريق، والتى تتميز بقيمتها الأدبية والمادية، شجعت الأطفال والأسر على المشاركة وإبراز مواهبهم، إضافة إلى مبادرة «بداية جديدة» التى تقدم فرصًا أكبر للأطفال.

وعلى مدار الشهور الماضية قدم المركز مئات الأنشطة المتنوعة لعدد كبير من الأطفال على مستوى الجمهورية من خلال القوافل التى ينظمها، والتى تأتى بتعاون مثمر مع وزارة الشباب والرياضة، وغيرها من الهيئات، والتى تعنى أكثر فى تقديم خدماتها بقرى «حياة كريمة»، كما قدم المركز مبادرة مهمة بعنوان «معاك» لأطفال المناطق الآمنة أو الإسكان البديل، بالتعاون مع المجلس العربى للطفولة والتنمية.

■ وماذا عن دور قنوات «يوتيوب» المتخصصة، ومنها قناة «ثقافة الطفل» فى تشكيل الوعى الثقافى للأطفال؟

- فى ظل المتغيرات الكثيرة التى طرأت على المجتمع، وفى ظل أزمات كبيرة عاصفة مثل جائحة كورونا، أصبح التعامل مع منصات التواصل الاجتماعى أمرًا ضروريًا، والمركز حريص من خلال هذه المنصات ومن بينها «يوتيوب» على تقديم برامج متنوعة تخدم الأسرة المصرية بشكل عام، والطفل على وجه الخصوص، لدينا عدد ضخم من الفيديوهات والبرامج الترفيهية والتثقيفية، والتى نسعى لتطويرها بشكل مستمر من خلال تعظيم جودتها والتعرف على ما يريده الأطفال.

■ ماذا يقدم المركز من أجل دمج ذوى الهمم؟

- لدى المركز خبرات متراكمة فى العمل مع الأطفال من ذوى الإعاقة، حيث يسعى إلى تقديم أنشطة متنوعة لهذه الشريحة المهمة من أطفالنا، ونحن فى المركز نؤمن بأن كل طفل يمتلك موهبة ما برغم تغير الظروف والقدرات، حيث يقوم المركز بتدريب الأطفال من ذوى الإعاقة، ويجعلهم ينخرطون فى أنشطة خاصة وأنشطة دامجة.

وتمكن المركز على مر السنوات من بناء فرقة للفنون الاستعراضية من ذوى الإعاقة، وفريق كورال متميز يجمع بين الأطفال من ذوى الإعاقة والأطفال من غير ذوى الإعاقة، وقد اخترنا للفريقين اسم «بنكمل بعض» للتأكيد على احتياج كل منا للآخر، كما أن الحديقة الثقافية بالسيدة زينب تتيح الفرصة للأطفال للإبداع والتميز من خلال أنشطتها المختلفة.

■ ما المعوقات التى تواجه المركز؟ وماذا ينقصه لكى يكون أكثر تأثيرًا؟

- لدى المركز تحديات كبيرة بحجم أحلامه وطموحاته، منها الوصول لكل الأطفال فى مصر لتحقيق مبدأ العدالة الثقافية، وهو أمر يحتاج لموارد كبيرة، خاصة أن المركز لا يملك سوى مقريه فى الهرم والسيدة زينب، بينما تتوزع الفئة المستهدفة فى كل محافظات مصر، لذلك نقدم القوافل الثقافية التى تجوب محافظات مصر، بجانب تقديم أنشطة متنوعة لكل فئات المجتمع، وإتاحة فرص التعلم لكل الأطفال.

ومواردنا مهما عظمت فهى محدودة بالمقارنة لتعداد أطفال مصر الذى وصل لـ٣٩ مليون طفل، ولكن طموحاتنا غير محدودة، وما نقدمه من أفكار وأنشطة مبتكرة قادر على تطوير العمل فى ظل شراكات مع كل الجهات المعنية، منها المجلس القومى للطفولة والأمومة، والهيئة العامة لقصور الثقافة بقيادتها الواعية، والمركز القومى للترجمة بدوره المهم والريادى، والهيئة المصرية العامة للكتاب بإمكاناتها ودورها، وأيضًا دار الكتب والوثائق، خاصة مركز توثيق وبحوث أدب الطفل بدوره المتميز وقيادته الواعية، بجانب الإرادة السياسية التى تدعم كل هذه الجهود وتقدم المبادرات وتشير إلى أوجه القصور.

■ ماذا عن التعاون مع المؤسسات التعليمية والمعنية بالطفولة؟

- يوجد فى مصر ما يزيد على ٤٨ ألف مدرسة، وهو عدد ضخم جدًا من المساحات التى يمكن أن تصبح منارات للثقافة إلى جانب دورها التعليمى، ونتعاون مع وزارة التربية والتعليم، ونستضيف الطلاب فى مواقعنا الثقافية، ونذهب إليهم فى المدارس لنقدم لهم الثقافة والفنون لنغطى الجزء الغائب من الأنشطة الفنية والثقافية، والأنشطة الموازية، وتتعاون معنا إداراتهم المختلفة مثل إدارة الموهوبين، وغيرها من الإدارات ذات الصلة.

■ أخيرًا.. ما طموحاتكم للفترة المقبلة؟

- أعمل فى مجال ثقافة الطفل منذ ما يزيد على ثلاثين عامًا، وأدرك جيدًا خطورة هذه القضية وأهميتها للمستقبل، الأمر الذى كون رؤية أود تحقيقها على مدار عملى فى هذا المجال، وهى مجموعة من الأفكار العملية تتعلق بمبادرات مستقبلية مثل مبادرة «الثقافة تذهب إلى الطفل» التى نسعى من خلالها لتوصيل الثقافة لكل قرية بطرق مبتكرة، مثل أن يكون فى كل قرية مكتبة بمعناها الحديث، تمثل مركزًا متكاملًا لثقافة الطفل وفنونه.

كما نتطلع لتكوين كوادر ثقافية قادرة على تحقيق هذا الهدف، أؤمن أن الإنسان هو العنصر الفارق فى التنمية، لذا يصبح من الضرورى أن تكون هناك كوادر مؤهلة للعمل مع الأطفال، تمتلك الرغبة والقدرة للعمل مع الأطفال، وقادرة على ابتكار طرق جديدة وأفكار مبدعة يمكنها المساهمة فى تنمية قدرات الأطفال وتشكيل وعيهم.

■ ما الذى قدمه المركز لتطوير فن «الأراجوز» ومنع اندثاره؟

تم وضع فن الأراجوز على قائمة الصون العاجل بمنظمة اليونسكو فى 28 نوفمبر 2018 ومنذ تأسس ملتقى الأراجوز والعرائس التقليدية الأول بتاريخ 28 نوفمبر 2019 والذى أصبح

يومًا لفن الأراجوز، تحت رعاية ودعم وزارة الثقافة وإشراف أمانة المجلس الأعلى للثقافة، قدم المركز على مدار الخمس سنوات الماضية مجموعة من الفعاليات التى من شأنها تعزيز الحفاظ على فن الأراجوز من الاندثار، والعمل على تطويره بما لا يخل بثوابت هذا الفن المصرى الأصيل، فضلًا عن تدريب جيل جديد من لاعبى ولاعبات الأراجوز تحت إشراف نخبة من المحترفين، وتقديم ورش عمل فنية لتعليم تقنيات تصميم وتحريك الأراجوز، والحفاظ على شكله التقليدى.وقد أثمرت هذه الجهود عن زيادة عدد لاعبى الأراجوز من 10 أشخاص فى 2018 إلى 65 لاعبًا ولاعبة فى 2024 بمستويات متفاوتة.