جعفر أحمد حمدى يكتب: يُعتِّقُ الخمرَ مِنْ آلاءِ صورتِهِ
قلبى النقىُ مشىٰ بئرًا لواردِهِ
كما تهيأَ عصفورٌ لصائدِهِ
مشىٰ يُقلِّبُ كَفَّيْ شِعْرِهِ، فغَدَا
يَلُوحُ للشمسِ إذ تزهُو بعائدِهِ
فَمَا تهيأَ طِفلٌ ما لقِبلتِهِ
إلاَّ وأصبحَ ظِلاًّ مِنْ فرائدِهِ
حتَّىٰ تفاخرَ قومٌ حينَ غايرَهُمْ
فتىٰ المواجيدِ، وانصاعُوا لشاردِهِ
ماذا لو الناسُ أَلْفَتْ فيضَ ضحكتِهِ،
ومجَّدُوهُ أنيسًا فى تباعُدِهِ؟!
الطيبُ الرائقُ، العذبُ، الذى فطِنتْ
لحِلمِهِ أمةٌ، تُصغى لساردِهِ
المُبتلىٰ بقميصٍ قُدَّ مِنْ دُبرٍ
وما تَجاسرَ، إذْ حنُّوا لماردِهِ
يشيرُ بالحبِّ طولَ الوقتِ، فانبجستْ
مليارُ عينٍ، وذى أسرارُ ساعدِهِ
يَخُطُّ فِى وَرقِ الأيامِ حِكمتَهُ
ويُطعمُ الريحَ فَيضًا مِنْ موائدِهِ
يُعتِّقُ الخمرَ مِنْ آلاءِ صورتِهِ
وينتقى الكَرْمَ مِنْ أفياءِ بائدِهِ
يوزِّعُ الفرْحَ موالًا وأغنيَةً
فيختبى الحزنُ دهرًا فِى وَسَائدِهِ
ماذَا لو اتضحتْ هذى الرؤىٰ، وطغىٰ
موَّالُهُ الفَذُّ، وامتازوا بسائدِه؟!
ماذَا لو الحربُ تُقصى الراءَ دندنةً،
ماذا لو السيفُ يَصْدَا فِى مَغامدِهِ؟!
فلتخبرونى عنِ الأشواقِ خمرِ دَمِى،
وعنِ حنينِ جبالٍ فِى مراودِهِ
قدْ صِغْتُهُ رئَةً يصفو مُخرِّبُهَا،
قلبى النقيُّ الذى يندىٰ لواردِه!!