الخميس 19 سبتمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

صفى الدين محمود.. الصانع

صفى الدين محمود
صفى الدين محمود

إن اعتقادى كان ولا يزال أن مصر بـ حاجة ماسة لـ آلاف وآلاف من صفى الدين محمود.

فيه تلات مستويات للكلام عن صفى، مستوى شخصى، ودا مش هـ أعرف أتكلم فيه، بس كل القريبين منه هـ يفهموا كلامى ويعرفوا أنا عايز أقول إيه.

فيه مستوى مهنى، كـ منتج وكـ مخرج منفذ أو كما أحب أن أسميه «الصانع»، ودا فيه كلام كتير، لكن أفضل تأجيله حاليًا، وأفرد المساحة دى لـ الحديث عن صفى الدين محمود من حيث العقلية.

الفكرة هنا هى القدرة على وضع كل حاجة فى مكانها، وكل شخص فى لقطته، ومعرفة حدود كل العناصر بـ ما فيها هو نفسه كـ عنصر من عناصر العمل، والتفكير طول الوقت فيما يشكل إضافة ويزق لـ قدام ويطلع لـ فوق.

مثلًا، صفى بدأ علاقته بـ السينما كـ مخرج مساعد مع مجدى أحمد على فى «أسرار البنات» ودا كان امتداد لـ عمله فى المسرح اللى بدأ مع بدايات التسعينيات، أى مخرج مساعد بـ يفكر فى إيه؟ بـ الظبط، فى اليوم اللى هـ يبقى فيه مخرج. مش بـ يفكر فى أنا ممكن أضيف إيه، وهـ أضيف إيه لما أعمل إيه؟ لأ، أنا مخرج مساعد، لازم «أترقى» وأبقى مخرج.

هو لأ ما فكرش كدا، لـ إنه شاف بـ وضوح إنه مساعد المخرج نوعين: نوع هو بـ الفعل مخرج بس بـ يساعد دلوقتى كـ نوع من التأهيل، ونوع متخصص أكتر فى صناعة العمل وتنفيذه، ودى مهمة مش أقل ولا أسهل من الإخراج، بل فى كثير من الأحيان يكون العكس، بـ معنى إنه لو فيه عمل مخرجه متوسط لكن صناعته جيدة يتفوق على عمل مخرجه عالمى لكن فيه مشاكل فى صناعته.

من هنا، صفى من بعد مخرج مساعد، بقى مخرج مساعد أول، ثم مخرج منفذ، ومخرج منفذ لـ أفلام تقدر تقول بـ اطمئنان إنها عالمية، ثم جات الخطوة الطبيعية بتاعة الانتقال إلى الإخراج فـ رفضها تمامًا. 

فى الأول كنت أظن الرفض مؤقتًا؛ لـ عدم توافر عروض مواتية، إنما لما يتعرض عليك تخرج فيلم لـ أحمد عز فى عز نجوميته، ثم لما تبقى إنت نفسك منتج، وسهل جدًا تقول أنا هـ أخرج الفيلم دا بـ نفسى أيًا كان نجوم العمل فـ هو دا الاختبار، وأنا كنت شاهد على رفضه التام لـ الخطوة دى، ليه؟ بـ بساطة لـ إنى مش مخرج! لـ ذلك على مستوى الصناعة هو أضاف إضافة كبيرة جدًا، ولسه قدام هـ يتعرف حجم الإضافة دى، وزى ما قلت لك دا له كلام مستقل.

دى قمة الموضوع، قيسها بقى على كل التفاصيل، وأنا كان لى شرف العمل معاه فى عدة أفلام زى حار جاف صيفًا وفوتو كوبى والأصليين، كما إنى كنت قريب ساعة إبراهيم الأبيض. طول الوقت فيه مئات التفاصيل حوالين اختيار العناصر، تقدير كل حاجة فى مكانها، وطبعًا كاست التمثيل، وإدارة الموارد، ومعرفة كل حاجة بـ تتعمل إزاى؟ وفين؟ وليه؟ ومين بـ يعملها.

فيه جملة تكاد تكون دستور لـ حياتى، وكل اللى يعرفونى حافظينها: كل حاجة وليها حاجة، الجملة دى أنا سمعتها من الأستاذ وحيد، فـ اتعلمتها منه نظرى، لكن على المستوى العملى أنا شفت تطبيق نموذجى ليها عند صفى الدين محمود.

لـ الأسف مفيش مساحة أكبر لـ الاستطراد فى الحديث، اللى لسه كمان له جوانب تانية كتير، إنما إجمالًا، لو ما عرفتش صفى فـ إنت فايتك كتييييير.