دكتور شريف عرفة
ولاد الحرام ما خلوش لـ ولاد الحلال حاجة!
دا مثل مصرى صميم، لكن غالبًا بـ أحس إن معناه الدقيق مش واصل كفاية، فـ خلينى أقول لك أفكارى بـ شأنه:
المثل بـ يتكلم تحديدًا عن التأثير السلبى لـ المحتالين، مش عن المحتالين عمومًا، لأ، عن تأثيرهم السلبى، ونقصد هنا الاحتيال على الناس بـ المعنى الواسع سواء فى أمور مادية أو اجتماعية أو حتى عاطفية وإنسانية. المحتال دا زى ما هو واضح من اسمه بـ يعتمد على الحيلة أى الخداع لـ الحصول على مكاسب.
مفيش محتال من غير خطة، ومفيش خطة من غير الظهور أولًا بـ مظهر إنه عايز يمد لك إيده إيجابيًا، يساعدك/ يفيدك/ يقدم لك خدمة/ ... إلخ إلخ، ولكن دا بـ يكون فخ طبعًا، وبـ مجرد ما تصدقه، تبقى وقعت يا معلم ولا حدش سمى عليك.
المثل سمى المحتالين دول «ولاد الحرام»، وهو غير معنى بيهم، إنما بـ رصد حاجة مهمة، وهى إنه لما يبقى فيه ولاد حرام كتير، يعملوا حيلة ما، والحيلة تتكرر، فـ يبدأ الناس ياخدوا حذرهم، ولـ إنه اللى اتلسع من الشوربة بـ ينفخ فى الزبادى الحذر بـ يبقى شامل وقوى، لـ درجة إنه لما ييجى حد «ابن حلال» عايز فعلًا وصدقًا وبـ جد يساعدك/ يفيدك/ يقدم لك خدمة، فـ إنت بـ ترفضه، ليه؟ علشان ولاد الحرام ما خلوش لـ ولاد الحلال حاجة.
هنا ولاد الحلال دول بـ يبقوا مطالبين بـ جهد مضاعف، وتضحيات أكبر «على الأقل فى البداية» وصبر وتحمل، وهو دا بـ الظبط اللى عمله الدكتور شريف عرفة.
العمل فى مجال التنمية الذاتية، ينطبق عليه تمامًا المثل دا، الناس اللى بـ يقولوا إنهم بـ يقدموا تنمية «ذاتية أو بشرية أو زى ما تسميها» كتير، ويتميزوا بـ فراغ محتواهم من أى قيمة، بل بـ العكس غالبًا بـ يتسببوا فى أزمات نفسية لـ المتعاملين معهم ومتابعيهم، ودا خلى المجال يوم بعد يوم يدخل دايرة الشكوك، والناس تبقى حذرة عند التعاطى مع هؤلاء.
لما ييجى بقى حد زى دكتور شريف، رجل جاد، دارس فعلًا ما يتعلق بـ الجانب التطبيقى فى علم النفس وحاصل على ماجستير من جامعة إيست الإنجليزية، إضافة لـ دراساته المتنوعة، مع تميزه فى فن الكاريكاتير «الفكرة إنه مبدع» وعايز يقدم إضافة فى هذا المجال، هـ يجد صعوبة كبيرة.
إذا كان أنا نفسى بـ أحس بـ صعوبة إنى أعلن حماسى لـ كاتب فى مجال كـ هذا، فـ هو نفسه كتر خيره، خصوصًا إنه فرصه فى الحياة بعيدًا عن هذا المجال وفيرة، يعنى هو درس طب الأسنان فى البداية، ودا مجال مربح، ولو مش عايز طب فـ هو سلك فى الكاريكاتير، وبقى له اسم وشأن إقليمى مش بس داخل مصر «وحاليًا بدأ يبقى دولى» بعد ما نشرت له اللوموند الفرنسية، فـ يعنى ما يفكه من هذا الجانب خالص.
معرفتى بـ شريف إنه كتير مثابر، فـ هو حفر بـ الفعل كتير، وهو غير مهتم بـ أى حاجة تثار حول مجاله، رهانه على إنه «لديه ما يقدمه»، هكذا بـ بساطة، والواقع أنا بـ أحسده على كدا لـ إنى عكس ذلك تمامًا، مش عايز يابا؟ أحسن!
لـ ذلك بـ أشوف إنه أهمية تجربة شريف عرفة تتجاوز ما يكتبه لـ تقديم نموذج عملى فى واحد ابن حلال، تعامل بـ احترافية مع حذر الناس من ولاد الحرام، وقدم لهم ما يفيدهم/ يساعدهم/ يقدم لهم خدمة.